لماذا الحرب في سورية تجعل من الوحدة الكردية مطلبا بعيد المنال

ملفات ساخنة 21 سبتمبر 2013 0
+ = -


موقع وورلد كرانتش الفرنسي ,الخميس 29 آب 2013/
ترجمة : تمر حسين ابراهيم
بعد انتظار دام قرابة المئة عام ، تم تأجيل المؤتمر الوطني الكردي لمدة شهر آخر ، الذي يهدف لتحقيق حلم توحيد الكرد عبر الحدود الوطنية.
كان التفسير العام لتأجيله هي أمور “فنية”. ولكن بمجرد إلقاء نظرة على التطورات في المنطقة، ليس من الصعوبة أن نرى بأن هذا كان مجرد ذريعة. في الواقع، بدأ الآلاف بموجات نزوح واسعة النطاق من سورية إلى كردستان العراق بعد وقت قصير من قرار التأجيل. بالرغم من وجود الآشوريين والعرب أيضا بين أولئك النازحين، لكن معظمهم من الكرد.
لكن لماذا ؟ ما السبب وراء هذه الهجرة الجماعية حيث كانت كردستان سورية، والمعروفة باسم روج آفا ، على وشك إقرار حكومة تتمتع بالحكم الذاتي؟ هل لأن الاشتباكات أصبحت أكثر عنفا، أم بسبب النقص الحاد المتزايد في الغذاء والدواء ؟
الأخبار القادمة من المنطقة متناقضة, تسمي حكومة إقليم كردستان في شمال العراق الهجرة ب “الهروب من روج آفا “، بينما ينظر حزب العمال الكردستاني ، الذي يتلقى الدعم الرئيسي من كرد تركيا ، الى الأمر على أنه “محاولة للقضاء على ثورة روج آفا “
في الواقع، فرار كرد سورية إلى كردستان العراق ليس أمرا جديدا. شهد العام 2004 الموجة الأولى بعد أعمال شغب في مدينة القامشلي في سورية في مباراة لكرة القدم. ولكن ما يقارب من ألفي شخص من الذين فروا في ذلك الوقت، يعيشون في مخيم دوميز للاجئين بالقرب من دهوك، أعطيت لهم صفة لاجىء – بدلا من المواطنة العراقية – من قبل حكومة إقليم كردستان.
هم كرد أيضا
تغير وضع كرد سورية في كردستان العراق مع مطلع الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011. حيث ارتفعت أعدادهم إلى مئة و خمسين الف خلال العامين الماضيين. بالإضافة إالى هذه النسبة , هناك اختلاف رئيسي آخر بين موجة هجرة في عام 2004 و هذه الهجرة ، و هي وجود الكرد المتحضرين , المتعلمين. ذهب بعضهم إلى جامعات حكومة إقليم كردستان إما كمدرسين أو كطلاب. منح قطاع الخدمات بسرعة الفرصة للعمالة الرخيصة و وظفت الشباب. في غضون ذلك، تم تدريب الشباب الكردي السوري الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عسكريا و تصرف لهم رواتب.

لكن لم تقدم الأمم المتحدة الدعم المالي على الرغم من المناشدات المتكررة من حكومة إقليم كردستان. في الواقع، إذا استثنينا مجيء أنجلينا جولي إلى مخيم دوميز وتقديم مادة دسمة لوسائل الإعلام العالمية، عدا ذلك لم تقدم الأمم المتحدة أية مساعدات. لكن كرد الجنوب كانوا على استعداد للمساعدة، رغبة بالتضامن و أيضا كاستثمار سياسي في كردستان سورية.
دعم الأطراف
يصور حزب العمال الكردستاني الوضع في سوريا من خلال الإشارة إلى “ثورة روج آفا ” حيث رأى احتمالا في التحالف مع اللاجئين الكرد السوريين في تحالف طويل الأمد مع حزب الاتحاد الديمقراطي .

في الواقع، إن مصدر المشكلة واضح, فالحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني، الحزبان السياسيان اللذان يقودان الحركة السياسية الكردية لا يمكنهما الاتفاق على كيفية تقاسم السلطة. بالنظر الى الموضوع من زاوية واحدة ، هناك رؤية حزب العمال الكردستاني و التي هي النشاط التنظيمي السياسي والمسلح في كل جزء من الأجزاء الأربعة لكردستان: تركيا ,سوريا ,العراق وإيران.

أحدث علامة على حالة الخصام بين الطرفين كان بيان رئيس اقليم كردستان العراق مسعود برزاني بأنهم سوف يتدخلون في الأراضي السورية إذا لزم الأمر.
في هذه الأثناء ، كانت القوى الإقليمية والدولية سريعة بإتخاذ المواقف . حيث قالت الولايات المتحدة انها لن تسمح لحكومة إقليم كردستان بالتدخل. عملت روسيا على حماية كرد سورية في نطاق مجلس الأمن الدولي. وللمرة الأولى، اعترفت إيران أيضا ببرزاني كزعيم لحكومة إقليم كردستان.

في هذا السياق، تأتي أحدث موجة من الهجرة من كردستان سورية الى كردستان العراق ليست كونها مجرد مأساة إنسانية فقط، و إنما تسلط الضوء على نوع جديد من الصراع على السلطة بين القادة و الجماعات الكردية. أولئك الذين انتقلوا من جانب واحد من كردستان إلى أخر ينتظرون نهاية هذه المشاكل – و لكن يبدو أن لعبة الانتظار ستستمر أكثر من أي وقت مضى.
آرزو يلماز

http://www.worldcrunch.com/syria-crisis/why-war-in-syria-makes-kurdish-unity-ever-more-elusive/pkk-kurdistan-pyd-turkey-salih-muslim/c13s13235/

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر