لماذا يبقى خيار الحرب على ايران راجحا ….

آراء وقضايا 16 مايو 2019 0
لماذا يبقى خيار الحرب على ايران راجحا ….
+ = -

كوردستريت || مقالات

.
د.كاوا ازيزي.

لكى نفهم مغزى الصراع القائم حاليا بين ايران والولايات المتحدة الامريكية , لا بد لنا ان نوضح خارطة الصراع الجيوبوليتيكي والجيوسياسي للمنطقة , ونبين المغزى من التوافق الروسي الأمريكي في المنطقة , وكذلك توضيح الحلفاء الحقيقيين الذين لهم حضور فاعل على ساحة الشرق الأوسط .
إسرائيل :

تسعى إسرائيل للحصول على الاعتراف العربي الإسلامي السنى لكى تتحول الى دولة طبيعية في المنطقة معترفة وبعلاقات ثنائية طبيعية مع دول الجوار ودول المنطقة .وان تكون الوضع الجيوسياسي حولها تتسم بتوازن للقوى وعلى الأقل ان يكون لها حليفا في االمنطقة , من الممكن ان تعقد معها تحالفا استيراتيجيا للدفاع المشترك .(المعوق تركيا وايران )
روسيا :
تسعى روسيا الى تثبيت قدميها في المياه الدافئة للبحر المتوسط باي ثمن كان . وان تؤمن لا حقا ممرات جغرافية من روسيا الى الشرق الأوسط . وطريقها مغلق حيث يجثم تركيا وايران وينافسانها في أسواق الشرق الأوسط والجمهوريات السوفيتية الشرقية (تركستان –طاجيكستان …..وغيرها ). وللعبور نحو الشرق الأوسط لا بد من اضعاف هاتين الدولتين ان لم يكن انهائهما للضروريات الاستيراتيجية الروسية . . كما لا بد لها من حلفاء استيراتيجيين في المنطقة حاليا تعتمد (إسرائيل –العلويين –الكورد ….) (المعوق تركيا وايران ).

.
أمريكا :
تسعى أمريكا الى احتواء القوة العسكرية الإيرانية واموال الخليج ووضع العصى في الدولاب التركي .
ولاحقا السيطرة على منابع المياه والنفط في الشرق الأوسط وطرق امنة لنقلها وتصديرها وايصالها الى المتوسط مع ضمان امن وسلامة إسرائيل .(المعوق ايران وتركيا )
ايران :
تسعى الى هيمنة إقليمية مستخدمة السكان الشيعة في البلاد ودول الجوار لاعادة امجاد الدولة الفارسية القديمة . وتسعى بكل الأحوال السيطرة على منطقة الخليج ومنابع النفط .(عامل إيقاف مسعى ايران (الكورد والشعوب الإيرانية الأخرى …)
تركيا :
تسعى الى امتداد جغرافي إسلامي سنى مستخدمة في الوقت نفسه الأقليات التركية والتركمانية في البلقان وروسيا والشرق الأوسط .ويحلم اردوغان بايقاظ الشعور العثماني وإعادة دورها .
المعيق للدور التركي (الكورد –العلويين –غولين ,….)
السعودية :تشكل ايران خطرا حقيقيا على السعوديةودول الخليج وتسعى بشكل جدى السيطرة عليها . وبالتالي فان هذه الدول مستعدة لكل شيء مقابل إزالة الخطر الإيراني عليها ..

.
الكورد :
يسعوون الى الحرية والخلاص من الاضطهاد والتوجه نحو الحلم القومى الكوردى وتاسيس الدولة الكوردية المستقلة .(حلفاء الكورد ..امريكا—روسيا– إسرائيل ).

الان عالميا اتى الدور على ايران لالتهامها بعد التخلص من نظام صدام في العراق وانتهاء دور الدولة السورية وتمزيق اليمن وانهاْء دور ليبيا والخلل الموجود في كل من السودان الجزائر …الخ .
المطلوب راس ايران حيا ام ميتا .لانها تحولت الى قوة خرجت من تحت المراقبة والتحكم واقتربت جدا الى صنع القنبلة النووية .وهذا غير مسموح .
اذا لماذا يبقى خيار الحرب على ايران راجحا :

.
ايران تدعم الحركات المذهبية في العالم الاسلامى وتحدث خللا وخطرا على حلفاء أمريكا والغرب من دول الخليج , وتسعى ايران الى لعب دور إقليمي وان يصبح شرطيا للشرق الأوسط ’ لكن هذه الطموحات الإيرانية تصطدم بمصالح عالمية متداخلة في المنطقة . ونظرا لكبر مساحة ايران وعدد سكانها التسعين مليون وامكاناتها الاقتصادية والفنية الهائلة مرشحة ان تصبح دولة منافسة لروسيا والغرب في المنطقة .الى جانب انها تهدد إسرائيل ومحوها من الخارطة وتقترح نفسها شريكا منافسا لروسيا وامريكا والغرب .
تقف ايران حجر عثرة امام اية تسوية في الشرق الأوسط ومصالحة عربية إسرائيلية وهذا ليس من مصلحة ايران . وتقوم ايران بدعم أعداء إسرائيل وترفض حق إسرائيل في الوجود .
تقف ايران في وجه الطموحات الروسية في شرق روسيا والشرق الأوسط وبالأخص في سورية حيث المنافس الرئيسي للنفوذ الروسي في سورية هي ايران .وتشكل خطرا على مصالح روسيا في المستقبل .
تقف ايران ضد الطموحات التركية العثمانية وتنافس تركيا في كل المجالات لذلك تعتبر ايران من الدول المعادية للنفوذ التركي .
تقف ايران حجر عثرة امام أي طموح كوردي ودورها اخطر من الدور التركي في معادات القضية الكوردية . وللكورد قوة هائلة في ايران ويبحثون عن حلفاء لهم للحصول على حقوقهم .ويعتبر ايران الكورد والقضة الكوردية من اهم عناصر الخطر على امنها القومي .وسيكون الكورد احد اهم عناصر تغيير ايران .

.
ولهذا تبقى احتمال شن حرب على ايران قائما للأسباب التالية :
أولا :تمرير وإقرار صفقة العصر وحل القضية الفلسطينية واحلال السلام بين العرب وإسرائيل وهذا من صالح الجميع .
ثانيا :سيتم تدمير القوة العسكرية الإيرانية وإيقاف طموحها النووي الى الابد ,كونه يشكل خطرا على السلم والامن الدوليين .
ثالثا:سيدمر الحرب كل الأسلحة المتكدسة حاليا في ايران والخليج , او ان يتم استخدامها وبالتالي لا بد من شراء سلاح جديد وهو في الحقيقة ارقام خيالية وهو مطلب امريكي و روسي كونهما من اهم مصدري السلاح في العالم .
رابعا :سقوط نظام الملالي سيفتح المجال امام حكم ذاتي حقيقي لكوردستان ايران وللشعوب الإيرانية الأخرى وسيتخلص العالم من التطرف الشيعي الإيراني .وسيزيل الخطر عن الخليج .

.
هذا التطور سيجبر تركيا للاعتراف الدستوري بحقوق الكورد في تركيا ولربما الذهاب الى الفيدرالية معهم .
خامسا : هذا سيمهد الطريق امام تأسيس دولة او دول كوردية التي ستجلب التوازن في القوى في الشرق الأوسط ومن المحتمل جدا ان تتحول المناطق الكوردية الى حامل للثقافة والنظام الغربي في الشرق الأوسط (كوردستان العراق نموذجا ).
كل هذه العوامل مجتمعة , مضافا اليها جاهزية دول الخليج بتمويل هذا الحرب الهائلة وتحمل كافة التكاليف والتبعات ,والاسرار الروسي للبقاء في الشرق الأوسط وسورية تحديدا , والإصرار الأمريكي بانهاء السلاح والخطر الإيراني في المنطقة , وكذلك مساعي إسرائيل بالتخلص من ميليشيات ايران في سورية والعراق , وكذلك مساعي الشعب الكردى بالبروز لاخذ دوره الطبيعي والحصول على حقوقه القومية المشروعة تؤدى بنا بان الحرب على ايران قادما ….

.

عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني –سوريا.
دكتور مدرس في كلية العلوم السياسية جامعة صلاحالدين –هولير .

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر