الممرضة الألمانية و حزب العمال الكردستاني

ملفات ساخنة 03 سبتمبر 2013 0
+ = -

قناة دويتشه فيله الألمانية ,2 سبتمبر 2013
ترجمة : تمر ابراهيم
سافر طاقم قناة – دويتشه فيله – إلى جبال قنديل في شمال العراق لمقابلة ميديا، الممرضة الألمانية التي أمضت العشرين عاما الماضية في مساعدة وعلاج المقاتلين والمدنيين في معقل حزب العمال الكردستاني.
قناة دويتشه فيله: ميديا هو اسم كردي شائع ولكن ليس لشخص من هامبورغ. هل يمكنك الكشف عن اسمك الحقيقي؟

ميديا: ليس هناك حاجة لذلك.لقد طوي ذلك الفصل من حياتي.

قناة دويتشه فيله: كيف ومتى قررتي مغادرة بلدتك الأصلية هامبورغ, والمجيء إلى هذا الجزء المضطرب من العالم؟
كنت قد التقيت مسبقا الكرد في ألمانيا في المركز الثقافي الكردي في هامبورغ ولكني أردت أن أتعلم المزيد عنهم وأرى الأشياء بنفسي. في عام 1990 قمت بزيارة كردستان (الجزأ الذي يقع تحت السيطرة التركية) للمرة الأولى. قضيت ستة أسابيع ورأيت الكثير من الأشياء التي تركت انطباعا قويا جدا علىي. كان رحلتي الثانية إلى المنطقة في عام 1992. وأتذكر دبابة ألمانية الصنع كانت تقصف قرية كردية في منطقة مديات، نحو 800 كم جنوب شرق أنقرة. لم يكن هناك أي مقاتلين ، فقط مدنيون خائفون، نساء وأطفال جرحى… وكثير منهم كانوا يختبئون داخل الكنيسة حتى استولى عليها الجنود الأتراك أخيرا. بعد أن شهدت عدة حلقات أخرى من العنف العشوائي قررت ذلك، كإنسانة، لم أستطع أن أقف متفرجة . كنت قد التقيت أناساً تعرضوا للتعذيب الوحشي في السجن، قرويين شردوا، الخ… والجميع كان يحتفظ بالأمل في قلبه في وسط مثل هذه الفوضى.
لذلك قررتي البقاء؟

نعم ذلك هو الأمر, لكنني سافرت أولا إلى ألمانيا لمعرفة المزيد عن حزب العمال الكردستاني. لقد أكتشفت أن الناس المرتبطين بحزب العمال الكردستاني يحملون خطابا سياسيا متينا. كانوا أشداء وعلى استعداد لتقديم تضحيات هائلة من أجل تحقيق أهدافهم.

هل كنتي ناشطة سياسيا في ألمانيا قبل ذلك؟

لا حتى التقيت الكرد. هناك العديد مما يسمى بالأحزاب الثورية في ألمانيا ولكن كل ما يفعلونه هو الكلام. كنت أبحث عن شيء يمكن أن يجلب حقا التغيير ولم أعثر عليه في صفوفهم.

تقولين انك لم تعودي مرة أخرى الى ألمانيا منذ أن وصلتي الى جبال قنديل 1993. كيف تتذكرين تلك اللحظة؟
في عام 1993 كان العام الأول لوقف إطلاق النار بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني ولكن لم تكن هناك أية علامات هنا، في جبال قنديل. وكان القصف عنيفا كما في السابق لذلك كان علي أن أكافح للتعامل مع عدد كبير من المقاتلين الجرحى في المستشفى الذي كان لدينا في ذلك الحين.

هل حصلتي أي تدريب على القتال في مرحلة ما؟

لا، كنت أعمل كممرضة قبل الآن في هامبورغ، وهذا ما قمت به هنا على مدى العقدين الماضيين. إضافة لذلك، قمت بتدريب موظفي الأسعاف مثل هؤلاء الكرد الثلاثة الذين يعملون معي هنا اليوم و سافرت أيضا إلى مخيم مخمور – مخيم للاجئين الكرد من تركيا في منطقة الحكم الذاتي الكردية في العراق – للمساعدة عندما يحتاجون لي، إما من خلال المساعدة الطبية أو التدريب.
كيف نجحتي في إقامة هذا المستشفى؟ من أين حصلتي على الدعم المالي ؟

المستشفى الأول الذي كان لدينا في قرية لوزها تم قصفه من قبل الطائرات التركية قبل أربع سنوات. كنت محظوظا بما فيه الكفاية لأنني كنت أدرب الناس في ذلك اليوم في قرية أخرى. بعد وقوع الحادث، كنت اسافر من قرية إلى أخرى تبعا لاحتياجات السكان المحليين حتى تمكنا من إقامة هذا المبنى في عام 2012. الأموال تأتي من مصادر خاصة، إما من كردستان أو من المغتربين الكرد ,لكن لا نملك مساعدة منظمة بذلك المعنى ، مع ذلك، ساهمت الحكومة الإقليمية الكردية في الآونة الأخيرة بتقديم الأدوية. في الايام العادية نقوم بمعدل 30 استشارة طبية.
المقاتلون والمدنيون؟

حتى الناس من السليمانية، على بعد 260 كم شمال شرق بغداد، يأتون. يشكو معظمهم من وجود نظام صحي فاسد لا يستطيعون تحمل نفقاته. قبل بضعة أيام كنت زرت سيدة كانت قد التقطت 12مرة صور الأشعة السينية لنفس الكتف واستطيع ان اخبركم عن العديد من الحالات المماثلة؛ رجل كان قد خسر إحدى كليتيه بسبب عملية جراحية لا لزوم لها، فتاة كانت قد أمضت شهرا مع العدوى لأنها قد حقنت بحقنة غير معقمة … الفساد منتشر في إقليم كردستان العراق، والعديد من العاملين في مجال الصحة يسعون فقط لإثراء أنفسهم على حساب المرضى. هناك مستشفى آخر في لوزها تديرها اليوم حكومة إقليم كردستان لكنها سيئة التجهيز ولا تعمل كما يجب.
بالعودة إلى السياسة، هل أنت واثقة بشأن عملية السلام الجارية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني؟

ينسحب المقاتلون الكرد من الأراضي التركية ويأتون إلى هنا كما هو متفق عليه في مارس الماضي ولكن ليس هناك تحرك من الجانب التركي حتى الآن. أنا أيضا أريد القول بأن الناس في الشرق الأوسط قد عاشوا معا في وئام منذ آلاف السنين ولكن الأمور تنقلب عندما يتم رسم خطوط دينية أو عرقية بينهم. اليوم،يقاتل الكرد من أجل حقوقهم الأساسية ولكنهم شددوا دائما على حقيقة انهم على استعداد للعيش في سلام مع الأتراك والعرب والفرس فضلا عن بقية الناس الذين يعيشون في المنطقة.
شهدتي 20 سنة من الحرب التي ظلت مستمرةلأكثر من 30 عاما. كثيرون بشيرون الى صراع “مجمد”بدون أي تغييرات مرئية. هل توافقين على ذلك؟

في الواقع كان هناك تغيير هائل بين الكرد. اليوم ,هم لا يخافون من القول أنهم كرد ، و إنما يفتخرون بذلك. انه التغير الجوهري الذي جعلهم يكافحون من أجل الحصول على التعلم بلغتهم والوسائل التي تدعم ثقافتهم. منذ سنوات كانوا يبتعدون عن هذه الأمور, اليوم جميعهم يعرف أن عليهم القتال من أجل حريتهم.
الى متى يمكنك البقاء هنا؟

سأبقى طالما أنهم بحاجة لي. الناس في أوروبا يديرون ظهورهم للكرد والشعوب في الشرق الأوسط عموما. ومع ذلك، فإن عدد الأفراد الأوروبين الذين ينضمون للكرد يزداد يوما بعد يوم.فقد وصل ثلاثة متطوعين جدد من ألمانيا فقط في الشهر الماضي.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر