لمن ستكون الغلبة في حال حدوث مواجهات عسكرية مباشرة بين موسكو وأنقرة في سوريا.. وما هي علاقة ادلب بالصراعات التاريخية بين الإمبراطوريتين ؟

حول العالم 13 فبراير 2020 0
لمن ستكون الغلبة في حال حدوث مواجهات عسكرية مباشرة بين موسكو وأنقرة في سوريا.. وما هي علاقة ادلب بالصراعات التاريخية بين الإمبراطوريتين ؟
+ = -

كوردستريت || تقارير

.

قد يظن البعض أن التنافس الروسي التركي في ادلب السورية  هو وليد لحظة قيام الثورة السورية، ولكن في حقيقة الأمر ليس هذا صحيحًا لأن التنافس الروسي التركي “الجيوسياسي” والاقتصادي والعسكري يعود إلى عتبات تاريخية قديمة يمكن الاطلاع عليها وإيجازها من خلال التطرق إلى الحروب التاريخية التي خاضها كل من الدولة العثمانية، سلف الجمهورية التركية، والقيصرية الروسية، السلف الأول لروسيا الاتحادية.

يمكن التطرق إلى أسباب ومجريات ونتائج هذه الحروب بالشكل التالي:

ـ حرب أستراهان: {1568 ـ 1570}: تُعتبر أولى الحروب لأسباب جيوسياسية بين الدولة العثمانية والقيصرية الروسية. أستراهان أوبلاست هي مدينة روسية، كانت في السابق تابعة لولاية القرم التابعة لولاية الدولة العثمانية، ولكن في عام 1568 قامت القيصرية الروسية بالاعتداء عليها وضمها إلى حكمها، بعد قدوم خبر الاعتداء للدولة العثمانية على الفور أرسلت جيش إلى ولاية القرم وانطلق الجيش من القرم باتجاه أسترهان، استمر الحصار البري والبحري لأستراهان لأكثر من عامين ولكن البرد القارص والعواصف العاتية ونقص الإمدادات وغيرها من العوامل عطلت عملية استرجاع الجيش للولاية وبقيت بيد القيصرية الروسية، بعد انتهاء الحرب وُقعت أول اتفاقية سلام بين الطرفين عام 1970.

ويُعود السبب وراء إصرار وصمود القيصرية الروسية في دفاعها عن أستراهان، إلى كونها منطقة بحرية تطل على بحر قزوين، وقد أرادت روسيا من خلال فرض سيطرتها على المنطقة إنعاش اقتصادها الذي كان يبحث عن متنفس بحري لإتمام عمليات التصدير.

ـ حرب موسكوف:{ 1681}: بدأت الحرب بعد سعي القيصر الروسي ألكسي الأول توسيع رقعة دولته متجهًا نحو الجنوب أي نحو أوكرانيا ورومانيا اللتان كانتا تخضعان للحكم العثماني، تقدم  ألكسي بجيشه نحو الجنوب والتقى الجيش العثماني بتاريخ 31 كانون الثاني/ يناير 1681، في منطقة موسكوف المُحصنة بقلعة شَهرِين في أوكرانيا، احتدمت الحرب بين الطرفين، وفي نهاية الحرب استطاع الجيش العثماني الانتصار على ألكسي وجيشه، ووقع الطرفان معاهدة شهرين التي تقضي بانسحاب الجيش الروسي من كافة المناطق التي سيطر عليها.

والسبب في هذه الحرب كان جيوسياسيًا أيضًا، إذ كان ألكسي يسعى لضم أوكرانيا ورومانيا لحكمه لتوسيع المناطق الزراعية الخصبة في دولته وزيادة المناطق الروسية المُطلة على البحار.

ـ حرب 1686 ـ 1700: اندلعت هذه الحرب بعد عقد الدول الأوروبية “الاتفاق المُقدس” ضد الدولة العثمانية التي قامت بمحاصرة فيينا عام 1686، انضمت القيصرية الروسية إلى الحرب طمعًا في السيطرة على منطقتي أزاك والقرم المُطلتين على البحر الأسود، انتهت الحرب عام 1700 وخلال هذه الحرب استطاعت القيصرية الروسية السيطرة على منطقة أزاك وقبلت الدول العثمانية توقيع اتفاقية سلام عام 1700.

ـ حرب برود {1710 ـ 1711}: أولى الحروب الجيوسياسية الدينية التي قامت بها القيصرية الروسية، سعت القيصرية إلى ضم المناطق الأرثوذكسية الواقعة تحت حكم الدولة العثمانية إلى حكمها من خلال تحريضها على الدولة العثمانية، اتجهت روسيا عام 1710 نحو روسيا البيضاء والسويد، بعد هروب ملك السويد كارل السابع المعترض على التدخل الروسي نحو الأراضي العثمانية، كتب رسالة استغاثة إلى السلطان العثماني أحمد الثالث الذي قام بدوره بإرسال جيش ضخم على الفور، استطاع الجيش العثماني صد الاعتداء الروسي، واضطر الجيش الروسي العودة إلى حيث أتى، وانتهت الحرب بنصر مُظفر لصالح الدولة العثمانية.

ـ حرب النمسا {1735 ـ 1739}: بدأت هذه الحرب بعد توقيع النمسا اتفاقية تعاون مع روسيا لاحتلال بعض مناطق البلقان، استمرت الحرب لأكثر من أربع أعوام، ولكن في نهاية المطاف تُوج الجيش العثماني بالنصر وطرد الجيش الروسي وفي تاريخ 18 أيلول/ سبتمبر 1739 اضطرت النمسا إلى توقيع اتفاقية بلغراد للسلام مع الدولة العثمانية.

كان الهدف التوسع في مناطق البلقان.

ـ حرب 1768 ـ 1774: لم تتراجع القيصرية الروسية أبدًا عن أطماعها الجيوسياسية، وكان الهدف من هذه الحرب ضم أوكرانيا والقرم إلى سيطرتها، في هذا الحرب كان الجيش الروسي أكثر قوةً واستعدادًا من الجيش العثماني، لذا مُني الجيش العثماني بهزيمة موجعة، مكنت القيصرية الروسية من ضم القرم والمناطق الجنوبية لأوكرانيا.

وجد السلطان العثماني عبدالحميد الأول أن من الصعب الانتصار على الجيش الروسي لذلك قبل في 21 تموز/ يوليو 1774 التوقيع على اتفاقية كوتشوك كاينارجا التي تقضي بقبول الدولة العثمانية ضم روسيا لتك المناطق.

ـ حرب 1787 ـ 1791: بعد قيام الجيش العثماني بإعادة ترتيباته العسكرية، كانت الدولة العثمانية هي من دق طبول هذه الحرب، لأنها كانت تسعى إلى استرجاع ما خسرته خلال حرب 1768 ـ 1774.

ـ حرب 1828 ـ 1829: السبب الرئيس لهذه الحرب هو قيام القيصرية الروسية بدعم الاستقلال اليوناني عن الدولة العثمانية، حاول السلطان محمود الثاني أنذاك القضاء على العصيان اليوناني وداعمه الأساسي “القيصرية الروسية، ولكن الوضع الاقتصادي المتدهور الذي كانت تمر به الدولة العثمانية، حال دون تحقيق السلطان محمود الثاني مأربه، وفي 19 سبتمبر 1829 اضطر محمود الثاني إلى توقيع اتفاقية أديرنه التي قبل من خلالها استقلال اليونان ووجود إسطول روسي على السواحل اليونانية.

ـ حرب القرم {1853 ـ 1856}: حرب تمت بعد الاتفاق الذي بين الدولة العثمانية وفرنسا وبريطانيا ومملكة سردينيا وكورسيكا، وكان يهدف إلى طرد الإسطول البحري من البحر الأبيض وبحر قزوين، في نهاية الحرب تمكنت الأطراف المتحالفة من طرد روسيا من البحر الأسود ولكنها لم تستطع طردها من بحر القزوين وأبقت القيصرية الروسية على القرم خاضعة لها.

ـ حرب الثلاث والتسعين: {1877 ـ 1878}:انطلقت الحرب بعد إعلان القيصر الروسي الإسكندر الثاني الحرب المقدسة على الدولة العثمانية، هذه الحرب المقدسة هي أهم الحروب الجيوسياسية بين الدولة العثمانية والقيصرية الروسية، المعنى العام لهذه الحرب هو إعلان القيصرية الروسية نفسها على أنها الحامي الديني للمواطنين المسيحيين المُقيمين تحت سيادة الدولة العثمانية وخاصة في المناطق البلقانية وفي لبنان وبعض المناطق السورية، لكن لم تتمكن القيصرية الروسية من تحقيق ماترنو إليه لمواجتها لمقاومة عثمانية عنيفة.

هذا مُختصر للحروب “الجيوسياسية” التي تمت بين الدولة العثمانية والقيصرية الروسية عبر التاريخ، واليوم الحرب “الجيوسياسية” الجارية بين تركيا وروسيا ماهي إلى امتداد تاريخي لهذه الحروب ذات الأعماق التاريخية القديمة.

.

 

فيما يلي ، مقارنة بين الجيشين الروسي والتركي، بحسب  موقع “جلوبال فير بور” الأمريكي مشيرًا إلى أن الأول يحتل المرتبة الثانية بين أقوى جيوش العالم، بينما يحتل الجيش التركي المرتبة رقم 10.

القوة العسكرية
يأتي الجيش الروسي في المرتبة الثانية بين أقوى جيوش في العالم بينما تأتي تركيا في المرتبة رقم 10.

تعداد السكان
عدد سكان تركيا 81.6 مليون نسمة، وتعداد روسيا 142.4 مليون.
تمتلك تركيا قوة بشرية متاحة عددها 41.6 مليون في حين تمتلك روسيا 69.1 مليون.

يصلح للخدمة العسكرية في تركيا 35 مليون، يقابلهم 46.8 مليون في روسيا.

يصل لسن الخدمة العسكرية سنويا في 1.3 مليون شخص، مقابل 1.3 مليون في روسيا.

عدد القوات النظامية في الجيش التركي 410 ألف جندي، مقابل 766 ألف جندي في الجيش الروسي.

عدد القوات الاحتياطية للجيش 186.6 جندي، مقابل 2.4 مليون جندى بقوات الاحتياط الروسية.

عدد طائرات الجيش التركي 1.020 طائرة متنوعة، وعدد الطائرات من كل الأنواع في الجيش الروسي 3.429 طائرة.

يمتلك الجيش التركي 443 مروحية منها 59 مروحية هجومية، مقابل 1.120 مروحية في الجيش الروسي، منها 462 مروحية هجومية.

عدد الطائرات الهجومية في الجيش التركي 223، مقابل 1305 طائرة هجومية في الجيش الروسي.

عدد الطائرات المقاتلة في الجيش التركي 223 طائرة، يقابلها 769 مقاتلة في الجيش الروسي.

يصل عدد طائرات التدريب في الجيش التركي إلى 276، مقابل  346 طائرة.

تمتلك أمريكا 439 طائرة نقل متنوعة، مقابل 1.083 طائرة روسية.

عدد المطارات التركية في الخدمة 98 مطار، مقابل 1.218 مطار روسي.

تمتلك 3.778 دبابة متنوعة، مقابل 15.398 دبابة في الجيش الروسي.

عدد مركبات القتال المدرعة”AFV” في الجيش التركي 7.550 مركبة مدرعة، مقابل 31.298 في الجيش الروسي.

عدد المدافع ذاتية الحركة “SPG” ـ مدفعية الميدان، في الجيش التركي 1013 مقابل 5.972 في الجيش الروسي.

يمتلك الجيش التركي 697 قطة مدفعية مقطورة، مقابل 4.625 مدفع مقطور في الجيش الروسي.

عدد راجمات الصواريخ ـ المدفعة الصاروخية، في الجيش التركي 18.11 مقابل  3.793 راجمة صواريخ روسية، وهي تعرف أيضا بمنصات الصواريخ المتعددة.

القوة التجارية البحرية لتركيا 669 سفينة، مقابل 1.143 سفينة روسية.

يوجد في تريكا 9 قواعد  بحرية كبرى، مقابل 7 قواعد بحرية في روسيا.

وتبلغ قوة الأسطول التركي 115 قطعة بحرية، مقابل 352 في روسيا.
لا تمتلك تركيا حاملات طائرات، بينما تمتلك روسيا حاملة طائرات واحدة.

عدد الغواصات في الأسطول التركي 13 غواصة، مقابل 55 في الأسطول الروسي.

يوجد في الجيش التركي 16 فرقاطة و 8 طرادات، بينما يمتلك الجيش الروسي 4 فرقاطات و12 مدمرة و 74 طراد.

يوجد في الجيش التركي 32 كاسحة ألغام بحرية، و11 سفينة كاسحة ألغام، مقابل 34 كاسحة ألغام في الأسطول الروسي.

عدد سفن الحراسة “زوارق الدورية” في الجيش التركي،  مقابل 65 في الأسطول الروسي.

حجم الدين الخارجي 359 مليار، بينما يبلغ حجم الدين الخارجي لروسيا 714.2 مليار.

ميزانية الدفاع السنوية للجيش التركي 18.1 مليار، مقابل 60.4 مليار ميزانية الجيش الروسي.

الاحتياطي النقدي لتركيا من الذهب والعملات الأجنبية 117.6 مليار دولار، بينما يبلغ الاحتياطي النقدي لروسيا 515.6 مليار دولار.

تبلغ القوة الشرائية لتركيا 1.1 تريليون دولار، مقابل 2.5 تريليون لروسيا.

القوة العاملة في تركيا 27.9 مليون شخص، مقابل 75.2 مليون في روسيا.

انتاج البترول في تركيا 53 ألف برميل يوميًا، مليون برميل، مقابل 10.5 مليون برميل تنتجها روسيا يوميًا.

استهلاك النفط في تركيا يصل إلى 710 ألف برميل يوميًا، مقابل 3.2 مليون برميل تستهلكها روسيا كل يوم.

يوجد في تركيا شبكة طرق بطول 352 ألف كيلومتر، مقابل 982 ألف كيلومتر طرق في روسيا.

حجم الاحتياطي البترولي المؤكد في تركيا 270.4 مليون برميل يوميا، مقابل 80 مليار برميل احتياطي مؤكد في روسيا.

يصل طول الطرق الساحلية في تركيا إلى 7.2 ألف كم، مقابل 37.6 ألف كيلومتر في روسيا.

طول الحدود المشتركة بين تركيا وجيرانها يصل إلى2.8 ألف كيلومتر، مقابل 22.4 ألف كيلومتر في روسيا.

مساحة تركيا 783 ألف كيلومتر مربع، مقابل 17.09 مليون كيلومتر مربع مساحة روسيا

وكالات

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك