مؤتمر موسكو – آخر مسمار في نعش المعارضة السورية.

آراء وقضايا 04 يناير 2015 0
+ = -

سوار رشاد

من خلال مراجعة و متابعة المسار الثورة السورية التي بدأت مطالبة بالكرامة التي فقدها المواطن السوري منذو عقود, لأدرك لوهلة بأن السبب الرئيسي لعدم أنجاح تلك الثورة هي (فيتو) الروسي في الدرجة الأولى و من بعدها إيران ثم عدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع الملف السوري, فلولا الدعم الروسي الإيراني اللامتناهي لنظام بشار الأسد, لسقط النظام و الثورة في شهرها السادس, و ما هي مؤتمر موسكو إلا لإكمال الجميل و إعادة الشرعية لبشار و نظامه الذين فقدا كل شيء.

إن المعارضة السورية بائتلافها و بمجلسها و بأشخاصها لم يحققوا أي أنجاز يذكر على صعيد السياسي أو الأقتصادي أو حتى التنظيمي تخدم المصالح الثورة السورية , فمنذ أنطلاق الحوار الوطني السوري في دمشق لم تنجح المعارضة الداخلية على أثبات وجودها لا بالعكس قد أثبتت تضامنها مع النظام السوري,في الحين المعارضة السورية في الخارج و من خلال جميع المؤتمرات المنعقدة من أجل حل النزاع السوري السوري  لم تستطع نيل الثقة أو قدرتها على ممارسة السياسة, فدائما ما كان الفشل و الخلافات و التكتلات و الأنشقاقات و الأتهامات حليفا لتلك المعارضة المهترئة.

الآن و مع البدء بتحديد الشخصيات السورية المعارضة و من قبل روسيا لحضور مؤتمر موسكو الذي سيكون في المستقبل القريب آخر مسمار في نعش المعارضة السورية,بداء رأس النظام بعرض عضلاته من خلال زيارته المشكوكة لجنوده في ليلة رأس السنة الميلادية , وما هذه الزيارة إلا لتأكيد على إن ما زال بشار الأسد لديه اليد العليا في سوريا و أي حوار أو أتفاق يجب أن تكون في خدمته, و بعد عرض العضلات جاء دور التسريبات التي كشفت بأن مسألة بقاء أو رحيل الأسد لم تناقش في المؤتمر, في الحين المعارضة السورية في القاهرة تتصارع على كيفية حضور جنازتها في موسكو بين مؤيد و رافض, و كأن كل الدلالات على نية روسيا بأبقاء الأسد رئيسا لسوريا و إعادة شرعيته من خلالهم لا تهمهم,إضافة إلى ذلك الدعوة الروسية للمبعوث الأممي(ستيفان دي ميستورا ) ما هي إلا لتأكيد على أكمال أحجار لعبة الشطرنج و ليكون شاهدا أمميا على موت و دفن بقايا المعارضة السورية.

لا أعلم إن كان مسألة رحيل الأسد لم يناقش في مؤتمر موسكو و إن إتفاقية جنيف التي تنص واضحا على الأنتقال السلمي للسلطة لن تكون لها أهمية و إن مبادرة المبعوث الأممي لحل المسألة السورية (ستيفان دي ميستورا) مرفوضة من قبل طرفي النزاع السوري,  فلماذا تتمنى المعارضة السورية الحضور, هل ليخرجوا من قوقعتهم؟؟؟ أم ليكسبوا رضا روسيا ومن بعدها الأسد كما فعلها الكثير من المعارضين في الآونة الأخيرة, أم لأنهم أدركوا أن الأمر لم تعد بأيديهم؟؟؟.

على أية الحال بغياب الإرادة الأمريكية و الغربية لإيجاد حل للمسألة السورية, تبقى روسيا وحدها اللاعبة الأساسية و الرئيسية  في الأزمة السورية و يحق لها أن تفعل و أن تدعوا من تشاء إلى مؤتمرها الرامي إلى تفتيت بقايا قتاتات المعارضة السورية.

لكن هل فكر أحد من طرفي النزاع بأن الوضع السوري الحالي بات خارج عن إرادة كل الأطراف اللأقليمية و الدولية و حتى خارج إرادة و سلطة النظام أو المعارضة, فلا أحد يحكم الشارع السوري الرافض للنظام و المعارضة,ولا أحد يستيطيع أن يملاء رغباته عليه, فبتصوري مؤتمر موسكو ماهي إلا محاولة فاشلة من روسيا لإعادة ضخ الدماء في جسد النظام السوري على حساب قتل معارضيه اللذين يستاهلون القتل والنفي بهذة الطريقة ,و من كانت و ما زالت شريكة في نزف و هدر الدم السوري لا يمكنها أن تكون صديقا و مداويا في آن واحد, و إن كانت المعارضة قد أبتلعت اللقمة الروسية فالشعب بالتأكيد لن يبتلعها.

 

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك