ماذا تعرف عن كوباني ؟ تعرّف عليها عن قرب …

ماذا تعرف عن كوباني ؟ تعرّف عليها عن قرب …

كوردستريت – كوباني 

أحمد كوباني 

كوباني مدينة كردية تقع شمال سوريا على الحدود مع تركيا على الضفة الشرقية لنهر الفرات عند دخوله الأراضي السورية حيث يكون امتداد أراضي مدينة سروج الكرديّة التركيّة. 
كانت كوباني قبل عام 1900 م عبارة عن قريتين ( كانيا عربان _ كانيا مرشده)  وإثر بناء محطّة للخطّ الحديدي بين القريتين من قبل شركة “كومباني” الالمانية عندئذ تحوّلت إلى بلدة صغيرة تتبع لقضاء سروج ويُقال بأنّ تسمية المدينة جاءت من اسم الشركة المذكورة ( كومباني # كوباني)  ويُقال أيضاً إنّ التسمية جاءت نتيجة اتحاد القبائل البرازيّة الموجودة في المنطقة ضدّ الاخطار التي كانت تهدّدهم من نهب وسلب ( كوم باني)  . أمّا تسميتها المعرّبة فهي نسبة إلى قرية ( كاني عربان)  وتُرجِمَت حرفيّاً من اللغه الكردية إلى العربية ( عين العرب)،  وسُمِّيت القرية ب( كاني عربان)  كون أنّ العرب الرحّالة ( البدو)  كانوا يقصدون المنطقة في فصل الربيع بهدف سقاية مواشيهم ورعيها ويهجرونها في الفصول الاخرى. 
وقد كان في المدينة 3 عيون ماء كبيرة جفّ آخرها في عام 1988 م.

ويُقال بأنّ شوارعها الشطرنجيّة خُطِّطَت من قبل الجيش الفرنسي وبعض دوائرها الرسمية ك( مبنى سرايا ومبنى مديرية المنطقة) كانت في الأصل مخافر قديمة للجيش الفرنسي المحتل آنذاك المنطقة.

تتبع كوباني إداريّاً لمحافظة حلب وتبعد عن مركز المحافظة حوالي 160 كم يتجاوز عدد سكّانها 300 ألف نسمة متوزّعين على المدينة والقرى المجاورة والبالغ عددها 440 قرية وناحيتين أساسيتين هما ( الشيوخ – صرين)  أما عدد سكان المدينة فيتجاوز 45 ألف نسمة وجميع سكّانها هم الأكراد عدا بعض العوائل العربية الذين أتوا بهدف التوظيف في الدوائر الحكومية مع العلم أنّ معظم أبناء المدينة من الطبقة المثقفة وجاء ذلك نتيجة” قيام النظام السوري الحاليّ باتباع الفتنة والعنصرية “ولكن معظم أبناء هذه العوائل العربية كانت تنطق اللغة الكورديّة كلغةِ أهل المدينة.
وفيما يخصّ
عشائر كوباني يمكننا القول: إنّه يقيم في المنطقة اتحاد قبائل برازية والذي يضم مجموعة من العشائر منها ( كيتكان،  ديدان، شيخان، شدادان،  دنان،  قره كيجان،  أوخيان،  ميران،  بيشان،  عليدينان،  معفان،  زرواران وعاصيان) وينسب إلى هذا الاتحاد برازيّو مدينة حماه السوريّة وبعض العشائر في مدينتي جرابلس سورية والباب الكوردية السورية كعشيرة ديدان ،مع العلم أن فكر العشائرية من صلة القرابة والعادات والتقاليد والثأر…… قديماً كان كبار المنطقة يتمسّكون بها أمّا الآن فشبابها يتداولونها كمجرّد ثقافة لتاريخهم فقط لاغير.

وعن تاريخ كوباني القديم : يعود تاريخ القديم لكوباني إلى عصور ما قبل الميلاد وتشهد على ذلك الآثار المكتشفة في قرى (شيران وكري سور و جعدة وتل حاجب وشيوخ) ومعظمها تعود إلى الحضارتين الحثية والآشورية.  ففي شيران ( أرسلان طاش أو حداتو قديماً)  موقع أثري يبعد عن مدينة كوباني ب7 كم باتجاه الجنوب الشرقي على الطريق التجاري القديم الممتدّ بين حرّان وتل أحمر  ،فكان هذا الموقع حضارة آرامية باسم حداتو ثم أصبحت مقرّاً للحاكم الآشوري بعد ضمّها إلى الإمبراطورية الآشورية ومن أهم الآثار المكتشفة في هذا الموقع (سور المدينة – وأبوابها المحميّة بتماثيل أسود ضخمة حيث كان يبلغ طول السور المستطيل الشكل 750م وعرضه 550 م ومعظم المكتشفات الاثرية في هذا الموقع الأثري نُقِلَت إلى متاحف أسطنبول في العصر العثماني وماتبقّى منها إلى متحف مدينة الرقة السورية وإلى جامعة حلب كأسود البوّابة الضخمة  ، وهناك التماثيل الإلهيّة ومن أبرزها تمثال “الآلهة” حامل صندوق الأعطيات وهو موجودٌ الآن في متحف مدينة حلب وارتفاعه 1.73 م وهو واحدٌ من ستّة تماثيل مماثلة كانت موجودة في المعبد الآشوري.

أما في كري سوري أو برسيب قديماً وهي كانت مركز عاصمة بيت عديني كما عثر الأثريون فيها على عددٍ من المنحوتات والتماثيل التي تمثّل آلهة الخصب والطقس، بالإضافة إلى اكتشاف قصر ملكي يعود إلى عصر الملك تغلات بيلاصر الثالث الآشوري ( 727 – 745 ق.م ) .

وبعد أن استقلّت سوريا عن الاحتلال الفرنسي استلم حزب البعث مفاصل الدولة وتعرّضت المنطقة لتهميشٍ مُمَنهجٍ من السلطة حيث عرَّبت أسماء القرى، فحكم مدينة كوباني ومارس فيها مختلف أنواع القتل والتعذيب والاعتقال لأبناء المدينة جرّاء مطالبتهم بأبسط حقوقهم المعيشية والملكية والتعليمية. 

فحين قامت ثورة أبناء الشعب السوريّ ضد النظام الحالي في { 15 مارس 2011 } شكّل أبناء مدينة كوباني جناحاً مسلّحاً للدفاع عن المدينة من الأخطار التي يمكن أن تهدّدها في ظل هذه الثورة وسُمِّي هذا الجناح المسلّح باسم ( YPG) والذي يعني وحدات الحماية الشعبية حيث قام الجناح بحماية المنطقة من الهجمات التي قامت بها جبهة النصرة وداعش والتي لاتزال مستمرّة بهجماتها الإرهابية بعد حصارها الذي دام أكثر من سنتين.