ماذا وراء قتل علاء مشذوب ؟

آراء وقضايا 12 فبراير 2019 0
ماذا وراء قتل علاء مشذوب ؟
+ = -

كوردستريت || مقالات

.

سمير عادل

ان قتل الكاتب والاديب علاء مشذوب في مدينة كربلاء قبل اكثر مناسبوع له دلالات سياسية ويكشف عن مرحلة سياسية مهمة سيمر بهاالعراق خلال الفترة القادمة، وهو ابعد من مسالة قمع الحريات وتكميمالافواه الذي هو تحصيل حاصل لمجمل تلك المرحلة السياسية التيدشنت باغتيال مشذوب.

 

.

طبعا هذا لا يعني ابدا التراخي في تحشيد الصفوف وتنظيمهاوتشكيل جبهة عريضة وواسعة من جميع القوى التحررية؛ احزابومنظمات واتحادات عمالية وحقوقية وشخصيات للوقوف بوجهالاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية وتكميم الافواه وقمعالحريات. يجب عدم الاكتفاء بتنظيم مسيرة واحدة في بغداد او تجمعفي كربلاء، بل علينا تحويل قتل علاء مشذوب الى قضية راي عامعالمي، وايضا تحشيد القوى في خارج العراق وتنظيم الاحتجاجاتوالتظاهرات امام السفارات والقنصليات العراقية للضغط على حكومةعبد المهدي بوقف الاستهتار الذي تمارسه مليشيات الاحزابالاسلامية بحق جماهير العراق. ويجب ان تفهم الحكومة الجديدة منخلال هذا العمل، انها اذا لم تستطع ان تحمي المواطنين فعليها انترحل. ان الاولوية التي يجب ان تتصدر برنامج عبد المهدي هو الامنوالامان قبل محاربة الفساد الذي يريد ان يعمي بها عيوننا. فرئيسوزراء لا يستطيع ان يختار وزيري الدفاع والداخلية بسبب صراعالمحاصصات، فمن العيب ذر الرماد في العيون والضحك على الذقونبعد كل هذه التجربة التي مرت بجماهير العراق، حول تشكيله مجلسالقضاء على الفساد. ان سياسة تكميم الافواه وقمع حرية الرايوالتعبير يعني اطلاق يد الفساد والمفسدين وتماديهم وتطاولاتهم الىابعد الحدود. فدون سيادة اجواء الامن وشعور الانسان بالطمأنينةعلى حياته، فلا يمكن الخطو خطوة واحدة نحو القضاء على الفساد.

 

.

لنعد الى خلفيات قتل علاء مشذوب الذي يخفي في طياته الاعدادلمرحلة سياسية خطرة كما اشرنا، فهو يميط اللثام عن الاستعداداتالتي تتم على قدم وساق بين طرفي الصراع في المنطقة، وهما الولاياتالمتحدة الامريكية والجمهورية الاسلامية في ايران. يجب النظر الىقتل علاء مشذوب من هذه الزاوية وبالتالي علينا ايضا ان نعد انفسناكشيوعيين وتحررين وكدعاة الى الحرية والسلام في مواجهه الطرفينالذين يحاولان تحويل العراق الى ساحة لحرب بالوكالة وتصفيةالحسابات وترسيخ النفوذ على حساب امن وسلامة جماهير العراق.

ان مشكلة الجمهورية الاسلامية اليوم في العراق تحديدا، هو صراعهامع نفوذ التيار القومي المحليالوطنيوالعروبي المعادي للوجودالايراني في العراق. ويدرك مريدو الجمهورية الاسلامية في ايران انهذا التيار سبق وان تحالف مع امريكا وجميع اقطاعيات الخليج للحداذا لم نقل لاسقاط الجمهورية الاسلامية. صحيح ان ايران الجمهوريةالاسلامية لها نفوذ في لبنان وسورية واليمن، ولكن على الصعيدالاستراتيجي ومن الناحية الاقتصادية والسياسية، فأن العراق هوالمحور الاصلي بالنسبة لها وخاصة بعد الانسحاب الامريكي منالاتفاق النووي وفرض الحصار الاقتصادي عليها. وكان العراق هوالخنجر في خاصرة تمدد ايران في المنطقة بعد استيلاء الاسلامالسياسي في ايران على السلطة عبر الثورة المضادة بعد عام ١٩٧٩. ان سباق الاستعدادات على الصعيد السياسي والاعلامي والعسكريبين طرفي الصراع اودى بحياة مشذوب الذي كان اشد المناوئين للنفوذالايراني وقد عبر عنه من خلال عدة مقالات وكتابات. فعندما تتعالىالاصوات ضد الوجود الايراني ونفوذه في العراق، وعندما يتم نقدقادتها او التشهير بهم ، فيعني ذلك تأليب وشحذ الاجواء ضد نفوذالجمهورية الاسلامية في ايران، لحساب النفوذ الاجتماعيوالسياسي للوجود الامريكي في العراق. ولا يخفى ابدا ان استعراضالعضلات العسكرية لامريكا في العراق عبر طوفان قواتها في شوارعمدن العراق وخاصة في بغداد والتي لم نشهدها منذ الولاية الثانيةللمالكي، ولقاء شيوخ العشائر في المنطقة الغربية ومحاولات شراء ذممعشرات النواب في سوق المزايدة السياسية التي فتحت ابوابها منذغزو العراق عام ٢٠٠٣ هي جزء من تلك الاستعدادات التي نتحدثعنها.

 

.

ان قتل علاء مشذوب رسالة سياسية واضحة لجميع المناوئين للنفوذالايراني في العراق، وخاصة لجناح معين للإسلام السياسي الشيعيالمتمثل بالتيار الصدري والسيستاني والعبادي اكثر مما هو رسالةللعلمانيين والتحرريين في العراق. ان مريدي الجمهورية الاسلامية فيايران لا يريدون تكرار تجربة البصرة عندما مزقت صور الخامنئيوحرقت القنصلية الايرانية في الصيف الماضي، ولا يريدون كسرهيبتها من جديد لتكون لصالح النفوذ الامريكي في العراق.

لقد تحدثنا اكثر من مرة ان الازمة السياسية في العراق هي ازمةالسلطة السياسية، او ازمة حسم السلطة.

ومن الممكن جدا ان يتحول الصراع بين اجنحة الاسلام السياسيالشيعي، التيار الموالي لايران والتيار المعادي لها وان يفجرا حربا لاتحمد عقباها.

كما قلنا من قبل ونؤكد من جديد، نحن كشيوعيين لا نستبدل الوجودالايراني بالوجود الامريكي، ولا نستبدل عمامة روحاني الرئيسالايراني الذي قدم الى العراق واجتمع مع رجال الاعمال في كربلاءوبحماية الحشد الشعبي ببدلة ورباط بومبيو وزير الخارجي الامريكيالذي هدد عبد المهدي اذا لم يحل مليشيات الحشد الشعبي. ومن هناعلى جماهير العراق ان لا تنخدع بالاوهام التي تريد ان تنثرها امريكافي العراق حول خطر ايران على العراق، فهي من فسحت المجال عبراحتلالها للعراق من تغول الاسلام السياسي وداعميه في ايرانوتسلطه على رقاب جماهير العراق. ان امريكا تريد الغلبة لاكسيونموبيل وشيفرون وجنرال الكتريك على حساب الشركات الايرانية. ايبمعنى اخر ان مصاصي عرق ودماء عمال ومحرومي العراق لا جنسيةلهم.

 

.

ان علاء مشذوب الذي قتل على يدي مريدي الجمهورية الاسلامية فانهبنفس القدر تتحمل سياسة امريكا المسؤولية لما آلت اليها الاوضاعفي العراق.

واخيرا نقول لنفصل جبهتنا عن امريكا والجمهورية الاسلامية، وعبرتنظيم صفوفنا وبشكل عملي نعلن لا للوجود الامريكي ولا لنفوذالجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك