ما المتوقع بعد الهدنة في سوريا؟!

حول العالم 02 مارس 2016 0
ما المتوقع بعد الهدنة في سوريا؟!
+ = -

حوران حم /

.

يوم الجمعة 26 فبراير هو يوم إعلان وقف إطلاق النار في سوريا بين النظام والقوى غير الواصفة إرهابياً من قبل الأمم المتحدة، في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، وإعلان العديد من الاتفاقيات الدولية بخصوص النزاع الدائر في سوريا ومنها جنيف 1 ـ 2 ـ 3، وفيينا 1 ـ 2 واستئناف جنيف3 بين الوفدين المتفاوضين من عدم التزام وفد النظام بشروط التفاوض ومنها:

.
1ـ وقف إطلاق النار من جانب النظام على جميع المناطق والجبهات
2ـ فك الحصار عن ثماني عشرة منطقة محاصرة من قبل النظام.
3ـ إطلاق سراح جميع المعتقلين لديها من المعارضة.

.

وعقب المفاوضات قامت روسيا بالتدخل لمؤازرة النظام ـ الحليف الأقوى في الشرق الأوسط ـ على قصف حلب وضواحيها بالبراميل المتفجرة، ونزوح أكثر من ثلاثمئة ألف مواطن إلى الحدود التركية، ومن جهة أخرى ضرب القوى المعتدلة لضم أكبر مساحة من الأراضي السورية لصالح النظام، وبمساعدة من القوى المتحالفة مع النظام من حزب الله وقوات سوريا الديمقراطية، ولتأتي تركيا وبقوة عسكرية ضخمة على الحدود السورية لتحاول السيطرة على باب السلام وقطع الدعم عن أحرار الشام وجبهة النصرة وغيرها من الكتائب الإسلامية المتطرفة والإرهابية نتيجة كثرة الخلافات المتبادلة وعدم قدرة تلك الكتائب على تحقيق أحلام تركيا، ومن جهة أخرى سوء العلاقات بين روسيا وتركيا إثر سقوط الطائرة الروسية من قبل الطيران التركي، الأمر الذي أجبر تركيا على خرق القوانيين الدولية رغم التحذيرات المتكررة من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي من عدم قصف المناطق الحدودية السورية، وبحجة تقدم قوات سوريا الديمقراطية ورفضها لهذا التقدم قامت بقصف عفرين ومناطقها المحاصرة من عدة جهات، واستشهاد أكثر من عشر مدني وجرح العشرات منهم.

.

بعد مرور كل هذا الوقت من الثورة السورية بصبغتها الحالية من سماع أزيز الرصاص والصراع الطويل وتحول المعركة دولياً وإقليمياً إلى حرب طائفية وصراع قومي ومحاربة الإرهاب بالدرجة الأولى وخلع ثوب الثورة السورية من عدم وجود مشروع بصيغة جديدة، لأن حربنا هو البقاء على وحدة سورية وعدم الاعتراف من المكونات الموجودة في الحرب القائمة على الآخر، لا للقضاء على الأسد ونظامه وأجنداته وحلفاءه الذين دمروا الشرق الأوسط.

.

إننا مقبلون على مشروع دولي خطير، ذو توافق أمريكي ـ روسي، ويجب علينا التقبل بالمشروع القادم، ولا حل سواه في الأزمة القائمة من بعد اتفاقية سايكس ـ بيكو وخاصة بعد العديد من التصريحات لقادة العالم من تقسيم سوريا والعراق وبعض دول الشرق الأوسط من الخارطة القائمة، وسيكون هذا التقسيم قومي طائفي وصياغة دستور جديد يثبت ويعترف فيه بجميع حقوق القوميات والطوائف الموجودة، والدولة المقبلة في هذا التقسيم هي دولة تعددية برلمانية فيدرالية لا مركزية، ومنها سننتهي من الصراع المحلي والإقليمي والدولي على سوريا وعلى الحالة الموجودة من المكونات والطوائف والأحزاب الكوردية والعربية والسريانية والتركمانية.

.

المطلوب لنجاح الاتفاق على هذا المشروع هو أن يكون هناك احترام لخصوصية كل المكونات، وينعقد مؤتمر كوردي ـ كوردي، وآخر وطني سوري بكل أطيافه ليكون حلاً مستقبلياً وتمهيداً لواقع المشروع الدولي والإقليمي في المرحلة القادمة، لأنه لا وجود للحل في سوريا من خلال الحرب القائمة إلا بالمشروع الفيدرالي، وإن بقينا على الشكل الراهن من المطالبة بوحدة سوريا عندها سيحافظ المجتمع الدولي على بقاء نظام الأسد، وببقائه سيهدر الكثير من الدماء السورية ويهدم ما بقي من البنية التحتية وسيزداد الصراع بدون الوصول إلى الحلول لا دولياً ولا إقليمياً، ولكم حرية الاختيار لطالما طلبتم هذه الحرية من آلة القمع الراهنة!

.

تركيا غير معنية لقرار وقف إطلاق النار من قبل هيئة الأمم المتحدة لتمرير أجنداتها حتى تحقيق كامل رغباتها ومصالحها بالضغط على القوى الدولية بأنه لا يمكن تداركها في الحل السوري، وبناء كيان كوردي.

.
فيما موقف النظام السوري وحليفه الروسي في الوقت الراهن هو موقف غير جاد من الحلول المعلنة من قبل الأمم المتحدة، وسيتم خرق الهدنة، وسيتفاقم الوضع كارثياً ليكون الحل النهائي وتنفيذه بيد مَن يدير أزمات الشرق الأوسط.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك