مدير هيئة السياحة والآثار لكوردستريت:”نحن في صدد إنشاء متحف في المنطقة الكوردية، لانزال نجهد لتوثيق المناطق التي تحت سيطرة القوات الكوردية”

تقارير خاصة 06 يونيو 2016 0
مدير هيئة السياحة والآثار لكوردستريت:”نحن في صدد إنشاء متحف في المنطقة الكوردية، لانزال نجهد لتوثيق المناطق التي تحت سيطرة القوات الكوردية”
+ = -

كوردستريت – عباس انور /  في حوار خاص لشبكة كوردستريت الإخبارية مع مدير هيئة السياحة وحماية الآثار في مدينة الحسكة “عدنان بري” حول المناطق الأثرية في المنطقة الكوردية في سوريا، وأثر الحرب الدائرة في سورية منذ سنوات عليها وتأثيرها؛ وكذلك أسئلة أخرى يكشفها الحوار لكم بكل شفافية ووضوح .

.

بداية أفاد باحث الآثار بأن سوريا بالمواقع والمدن والاوابد التاريخية التي لامثيل لها بغنى عن الحديث، مشيرا بأنها تشهد على قدم حضاراتها وعراقتها، مختصا الحديث بذكره منطقة “ميزوبوتاميا” التي عرفها علماء الآثار ب”مكة” المناطق الأثرية .

.

وبحسب “بري” فأنه ومنذ اندلاع الأزمة السورية أصبح هذا التراث يعيش خطرا حقيقيا حيث بدأ الخط البياني لتدمير ونسف ونهب وتخريب المواقع بالظهور والارتفاع منذ مراحله الأولى حتى وصل به الحال إلى درجة “كارثية” تهدد بطي صفحات خالدة من عمر الحضارة الإنسانية، وبحسب قوله فإن أنظار تجار وسماسرة الآثار باتت تتجه نحو سوريا، وتشكلت شبكات تهريب عالمية فيها والتي يسرت عمليات التنقيب وسهلت من نقل وبيع القطع الأثرية إلى البلدان المجاورة ومنها إلى البلدان الأخرى حيث الأسواق السوداء ودور المزاد العلني لتصبح مصدرا لدخل الأفراد وعونا لبعض المنظمات المقاتلة حسب تعبيره .

.

هذا وأوضح باحث الآثار السوري بأن عدد المواقع والتلال الأثرية في سوريا تزيد عن العشرة آلاف موقع تتوزع في عموم سوريا منها أكثر من ألف موقع في منطقة الجزيرة، مشيرا بأن “مناطق حوض الخابور العلوي” وحدها تشكل جزءا أساسيا من بلاد سوبارتو العظمى “ميزوبوتاميا” والتي تعد من أغنى مناطق العالم بالتلال والمواقع الأثرية، موضحا اهميتها التي كانت محط أنظار الكثير من البعثات والهيئات والمنظمات العالمية التي تسابقت لدراستها، والكشف عن تاريخها وإبراز معالم حضاراتها على حد وصفه.

.

مضيفا بأن منطقة الجزيرة التي لم تسلم من الدمار كانت الأقل ضرارا من باقي المناطق من ناحية المواقع الأثرية في سوريا، موثقا كلامه بما ورد في التقرير الصادر عن معهد الشرق الأوسط للآثار الأمريكية، مؤكدا بأن أكثر موقع كان عرضة للانتهاكات والتخريبات في الجزيرة هي تل عجاجة “شاديكاني” حيث تعرض الموقع لعمليات تنقيب ممنهج وتخريب وتدمير للسويات والطبقات الأثرية وسرقة محتويات التل من التماثيل والمنحوتات واللقى الأثرية الأخرى من قبل الجماعات الإسلامية “المتطرفة” والمتاجرة بها؛ وكذلك تعرض لعمليات تجريف واسعة على أطراف التل عبر استخدامهم لآليات ثقيلة وذلك من الجهة الشمالية والشرقية والجنوبية الشرقية، تخللتها مجموعة كبيرة من الأنفاق والحفر كذلك تعرض سطح التل لمجموعة كبيرة من الحفريات وذلك بأشكال وأحجام واعماق مختلفة تجاوزت عددها ال١٠٠حفرة على حد ما أشار إليه .

.
ومن جانب آخر أكد “بري” أن مكتب الجريمة المنظمة التابعة لهيئة الداخلية في الجزيرة عثرت على العديد من القطع واللقى الأثرية المستخرجة من “تل عجاجة” كانت معدة للتهريب خارج سوريا في معمل غاز الجبسة والذي كان تحت سيطرة “مايسمى” تنظيم الدولة الإسلامية، منوها بأنه تم توثيق هذه القطع واللقى وحفظها في مكان آمن، ومن جهة أخرى أوضح مشيرا بإن التنقيبات النظامية كانت بين أعوام ١٩٨٠-١٩٩٠م من قبل البعثة السورية الألمانية والتي كشفت عن قصر اشوري وسور وعدد من التماثيل ك”الاسود والثيران المجنحة “اللاماسو” إضافة إلى العديد من المنحوتات والبلاطات الحجرية “الاورتوستات” المصنوعة من الحجر الكلسي التي تستقدم من جبال شنكال كما كان يقول عالم الآثار الفرنسي “جاستين ماسبيرو” إلى جانب الكشف عن فخاريات ورقم مسمارية.

.

هذا واختتم مدير هيئة السياحة وحماية الآثار “عدنان بري” حديثه لشبكة كوردستريت الإخبارية مشيرا بأنهم في المستقبل بصدد إنشاء متحف في المنطقة الكوردية في سوريا تحفظ فيها آثار المنطقة التي تدل على عظم الإرث الإنساني فيها، منوها بأن هذه الخطوة سابقة لأوانها بسبب الظروف التي تشهدها البلاد وبانهم لا زالوا يبذلون كل الجهد لتوثيق جميع المواقع التي تقع تحت سيطرة القوات الكوردية وإرسالها للمنظمات المعنية ومنها منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة، ومعهد الشرق الأوسط للآثار في أمريكا ليتم إدراجها في إطار اتفاقيات حماية الآثار و صونها.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك