مدينة الموصل وتداعيات تحريرها

آراء وقضايا 12 أكتوبر 2016 0
مدينة الموصل وتداعيات تحريرها
+ = -

حاجي سليمان …

.

زادت في الآونة الأخيرة النداءات والاستعدادات لخوض معركة مدينة الموصل وخلاصها من يد الاجرام الداعشي بعد ان حولوها الى جهنم على ساكنيها الابرياء بمؤامرة دنيئة من تجار الدم والمال السياسي الفاسد ، مما اضطر كل من له احساس انساني ويمكنه التحرك العمل للخلاص منهم ومن قيودهم الاجرامية ، رغم تداعياتها المجهولة والتي هي في غاية التعقيد والتشابك ، والكل يدرك اقصد الذين يودون الهجوم والمشاركة في تحرير المدينة من الدواعش بان الوضع لايستقر مجرد تحرير المدينة وخلاصها من الاٍرهاب الداعشي وغيره ، بسبب المصالح المتشابكة من قبل الاطراف الطامحة في المشاركة لتحريرها ،

.

حيث لكل منهم اجندات ومصالح مختلفة عن غيرهما ، زرعوها تربية في نفوس أبناء الموصل لاستمرار الفوضى والقتل حتى بعد تحريرها من الاجرام الفاشي من قبل أنصارهم كما هم معاديين للقيم والاخلاق الانسانية ، يحاولون الحفاظ على ذيولهم من الدواعش ويبحثون عن سُبل التوافق بين القضاء على الاٍرهاب وتحرير مدينة الموصل منهم مع البقاء عليهم والحفاظ على خيوط العلاقات معهم في الخفاء رغم ان امرهم قد انكشف للجميع بمساعدتهم الشبه علنية للدواعش والارهابيين القتلة ، ودون اي خجل او احساس يودون حماية مصالحهم لتكون لهم حصة وموقف وكلمة حتى بعد التحرير عند تقاسم النفوذ والسلطة ليس فقط في مدينة الموصل وانما في كل العراق لتكون لهم موقف لدى مؤيديهم وكلمة عند التحكم بمصير المنطقة برمتها ، وهذا قد يسهل على الارهابيين الدواعش التوجه والهروب نحو مدينتهم الثانية التي هي عاصمتهم الابدية وفق رؤاهم وهي مدينة الرقة السورية التي بدورها تأن تحت قيود الاٍرهاب والمتشددين و اختلط الأوراق لدى صناع الدواعش والمتشددين ومن يريد انهائهم او بقائهم بسبب تزايد الطموحات لدى من هم في مصدر القرار ، الكل يريدون حماية مصالحهم وفق رؤاهم بعيد عن مصلحة الشعوب والأبرياء ،

.

حيث الروس والايرانيين ومعهم النظام السوري الفاشي اختاروا الحسم العسكري لقلب الموازين ودحر كل من هو خارج فلكهم السياسي في مدينة حلب الشهباء ، بينما الامريكان اختاروا لهم العراق و تحريرمدينة الموصل من الاٍرهاب الداعشي ، وركزوا على قوتين رئيسييستين للمشاركة في تحرير الموصل وهما الجيش العراقي وقوات البيشمركة من اقليم كوردستان ، علماً بان هناك نوايا مبطنة لكل من الامريكان وحكومة السعودية لفتح ممرات آمنة لهروب عناصر الدواعش عند البدء بتحرير مدينة الموصل حفاظاً عليهم من الضربات الجوية والبرية من الهلاك النهائي الى سوريا ، ويبدوا من المشهد الدراماتيكي بان الروس والامريكان لا يودون استقرار شعوب منطقتنا بقدر ما يبحثون عن خلط الأوراق للحفاظ على مصالحهما رغم التناقض في بعض الأحيان بين مواقفهما ، ولا يخفى بأنهما اتفقا على تقاسم النفوذ في منطقة الشرق وخاصة بين العراق في مدينة الموصل وفي سوريا بمدينة حلب ولا يهمهما احدا خارج هذه الخطة رغم الصراخ القوي من أصدقائهما الذين يودون المشاركة ايضاً عند توزيع كعكة المنطقة ، فتبين من الحراك المكوكي في المنطقة بان الويلايات المتحدة الامريكية تزداد توجهها العلني للعراق ومدينة الموصل ،

.

بينما اشتدت حدة الهجوم الروسي على مدينة حلب وبانت نيتها في الحل العسكري لحسم المعركة ، وثمة صراع قوي بين كل من الطورانية التركية وحكومة الملالي في ايران على زيادة النفوذ في المنطقة ، تدخل الرئيس التركي مع حكومته علنا في الشأن العراقي خارج القيود والقوانين الدولية ويريدون المشاركة في تحرير الموصل رغم اعتراض اغلبية القوى الموجودة في المنطقة بما فيهم الامريكان وأعلن اردوغان عن موقفه بعدم قبول مشاركة الحشد الشعبي العراقي المدعوم ايرانياً في تحرير مدينة الموصل ، يعرف جيداً ليس من حقه ما صرح به لكنه لإيريد تزايد نفوذ حكومة الملالي الشيعية في العراق ، بسبب سنيته ودعمه لهم رغم فظاعة ممارساتهم التي تعادي كل القيم والاخلاق الإنساني ، ورد على تصريحهم ممثل الحشد الشعبي علناً بأننا سنحارب القوات التركية كما نحارب الدواعش في ارضنا ، هنا زادت الخلافات بين كل من حكومة الملالي وحكومة اردوغان في تقاسم النفوذ في العراق والمنطقة وارتباطاتها مع الدواعش ولا أحداً منهما يريدان اسقرار الوضع في العراق لان مصالحهما ستنتهي مجرد استقرار الأوضاع وانتهاء الاٍرهاب ، لذا يحاولان معاً إدامة امد الفوضى وتغذية الارهابيين والمتشددين بشتى السبل بغية عدم الاستقرار على حساب الشعب العراقي البريئ الذي ذاق الامرين من تجار الدم والقتلة من امثالهما ومحاولاتها في تعقيد تداعيات تحرير مندينة والموصل …

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر