مستشار البارزاني : الاستقلال في غضون خمس سنوات ولكن المخاطر كبيرة جدا وعودة الحرب واردة

ملفات ساخنة 04 يوليو 2014 0
+ = -

كوردستريت / دعا السيد مسعود برزاني رئيس اقليم كردستان العراق الخميسن اثناء خطاب له في البرلمان المحلي الى الاستعداد واتخاذ الاجراءات المناسبة لتنظيم استفتاء حول استقلال الاقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1991، الامر الذي سيضيف تعقيدات اضافية للوضع العراقي المتأزم، ويقدم مبررا للجماعات الاسلامية المتشددة مثل تنظيم الدولة الاسلامية لتجنيد الآلاف من الشبان العرب المعارضين لاي خطوة تصب في مصلحة تقسيم العراق والتنازل عن مدينة كركوك الغنية بالاحتياطات النفطية.

السيد البرزاني قال للبرلمان المحلي “اقترح عليكم الاستعجال في المصادقة على قانون تشكيل المفوضية العليا المستقلة لانتخابات كردستان لان هذه هي الخطوة الاولى، وثانيا اجراء الاستعدادات للبدء بتنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير”.

هذه التصريحات رسالة واضحة للعراقيين والقوى الاقليمية المحيطة، مثل تركيا وايران وسورية والقوى الدولية، بان مسألة انفصال اقليم كردستان العراق باتت مسألة وقت لا اقل ولا اكثر.

السيد علي بالو المستشار في مجال الطاقة في حكومة اقليم كردستان قال لصحيفة “روداو” الكردية الناطقة باللغة الانكليزية “ان كردستان ماضية باتجاه التخلص من حالها بوصفها منطقة داخل العراق الآن، وانه في خلال خمس سنوات ستعلن نفسها دولة مستقلة”.

هذا الدفع بقوة نحو الاستقلال بلغ ذروته مع استيلاء قوات البشمركة على مدينة كركوك الغنية بالنفط والغاز بعد انهيار القوات العراقية الرسمية المدافعة عنها، ويبدو ان السيد البرزاني الذي زارها قبل اسبوع واعلن فيها ان مسألة المناطق المتنازع عليها في العراق قد انتهت، ويقصد هنا مستقبل السيادة الكردية على المدينة.

وتشير الاحصاءات الرسمية ان كردستان تملك احتياطات نفطية مقدارها 45 مليار برميل، واكثر من 110 تريليونات قدم مكعب من الغاز، ومنحت امتيازات للتنقيب لشركات نفطية كبرى من بينها اكسون موبيل وغاز بروم وتوتال وشيفرن للاستفادة من نفوذها في امريكا لدعم اي اعلان للاستقلال في المستقبل القريب.

العراق يشهد اوضاعا داخلية صعبة، وازمة سياسية متفاقمة بسبب حالة الاستقطاب الطائفي بين السنة والشيعة، والتحريض المتبادل على الصدامات العسكرية تحت ذرائع متعددة وجاء فشل الجلسة الاولى للبرلمان العراقي الجديد في اختيار الرئاسات الثلاث (البرلمان، رئاسة الدولة، الحكومة) ليرسم صورة قاتمة لمستقبل البلد.

خطوات السيد البرزاني الانفصالية هذه اثارت حفيظة الجيران الذين عارضوها بشدة، فالسيد بولنت ارنتش نائب رئيس الحكومة التركية اعلن امس في ختام اجتماع لها معارضتها لقيام اي دولة كردية مستقلة، وقال “ان العالم اجمع يعرف موقفنا الرسمي، يجب ان لا يتم تقسيم العراق، وان لا نترك الكلمة للسلاح، ولا تسيل دماء، وان لا تضع القوى ايديها على العراق، يحب ان يظل العراق مجتمعا موحدا”.

الموقف نفسه اتخذته ايران وعبر السيد امير عبد اللهيان مساعد الشؤون العربية والافريقية لوزير الخارجية الايراني في مقابلة مع وكالة “ايرنا” الايرانية الرسمية، عندما قال “نحن نعارض بقوة تقسيم العراق ومن يتحدثون عن تقسيم العراق لا يعلمون تبعات هذا الامر”.

الطرف الوحيد الذي يؤيد استقلال اقليم كردستان العراق هو اسرائيل ورئيسها شمعون بيريس ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وباتوا يشكلون لوبي ضاغط على الحكومة الامريكية لمساندة هذه الخطوة، ولا نعتقد ان اسرائيل تريد الخير سواء للاكراد او للعرب في العراق، وانما بذر بذور الفتنة واشعال فتيل الحرب الاهلية لتدمير الطرفين.

الولايات المتحدة التي تتحمل مسؤولية كل ما يجري في العراق من انهيار وسفك دماء بسبب غزوها وتكريس الطائفية بدأت تدرك خطأها ليس بالاعتراف بخطأ احتلالها للعراق الذي جاء على لسان جون كيري وزير خارجيتها قبل ايام، وانما ايضا بالغائها زيارة لواشنطن للسيد البرزاني لانه طلب في برنامج زيارته بحث استعدادات اقليم كردستان للانفصال واعلان الدولة الكردية.

السيد البرزاني اقام كيانا كرديا مستقرا ومزدهرا على مدى عشر سنوات من الاحتلال الامريكي، وبات هذا الكيان مفخرة للاكراد يشيد به وتميزه كل من يزور مدينة اربيل، ولكن خطواته المتسرعة هذه بالاستعداد للانفصال ربما تنسف كل هذه الانجازات وتغرق الاقليم الكردي في حرب دموية تستمر لسنوات.

العراق العربي اعطى الاكراد اهم منصبين في دولته، الاول رئاسة الجمهورية، والثاني وزارة الخارجية، علاوة على منصبي نائب البرلمان ونائب رئيس الحكومة والاكثر من ذلك 17 بالمئة من الميزانية الاتحادية للدولة فماذا يريدون اكثر من ذلك؟

“راي اليوم”

 

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك