مشروع الأدارة الذاتية جس نبض

آراء وقضايا 20 نوفمبر 2013 0
+ = -

 

 

BAVE LORKA 

            

يختلف الكثيرون منا هذه الأيام بخصوص الأدارة الذاتية التي أعلنها P Y D من طرف واحد و أتمامه لعملية الوصاية السياسية تباعا للوصاية العسكرية التي تمت منذ ما يقارب العامين على غرب كردستان غير أبه برأي وموقف الأغلبية من الشعب الكردي في المنطقة دون أن أذكر المكونات الأخرى فتكون التهمة جاهزة .

أدارة ذاتية هل ستكون بالأسم فقط مثل مثيلاتها من المجالس التي سبقتها

فاللذي يقدم على مشروع كهذا يجب أن تكون بيديه مفاتيح أدارة المنطقة بجميع نواحيها

ففي ظل الوجود الأمني المكثف بجميع فروعه في قامشلو و الحسكة و الأتصال الدائم و المباشر مع دمشق و اللاذقية عن طريق مطار قامشلو و الوجود الملاحظ و المكثف لشبيحة النظام من اتباع محمد الفارس بالأضافة الى عمل مؤسسات الدولة السورية في الحسكة و قامشلو والمدن الأخرى حتى المحررة منها كما يقال .

وسريان قوانين البعث في المنطقة كلها تجعلنا حائرين في نوع هذه الأدارة الذاتية التي يحكى عنها

فمن يضع قانون الأدارة الذاتية عليه أن يعين المحافظ وقائد الشرطة و مدراء المناطق و النواحي ويمنع النفط و الغاز والقمح والقطن والزيتون من الخروج من المنطقة الى حيث يعلم الجميع .

و يستطيع بنفس الوقت محاسبة و مطالبة الدولة بحصة المناطق المشمولة بالأدارة الذاتية من واردات الدولة و يعين وزراء و برلمانيين وتكون له دور في سياسة الدولة .

أم أنه أسم كبير يراد به تمرير مخططات و تبرير مواقف و ما يثير الدهشة عدم أكتراث النظام لهذا المشروع و عدم أيلاءه الأهمية التي يجب أن تعطى كونها في مفهومهم تمرد على قانون هم يسنونه أم أنه مبارك عليه من وراء الكواليس .

لست ضد أي مشروع يخدم الكردايتي و يهدف الى تحقيق احلام و امال الشعب الكردي في سوريا اللذي ذاق الأمرين طوال السنوات الماضية .

قد يكون هذا المشروع جس نبض للكثيرين في المنطقة بأختلاف قومياتهم فالكل سيفسره حسب مقتضيات مصلحته و يحكم عليها من خلال ذلك

وبدى واضحا و جليا خلال اللحظة الاولى من اعلان  هذا المشروع الفورة القوية للقومويين العرب و اعلامهم أزاء هذا المشروع مما أثبتت نياتهم بأنه أذا ما ألت الخلافة اليهم سيكون المصير أسوء من قبله

ومن ناحية أخرى أذا ما تحول هذا المشروع الى واقع يفرض على المنطقة و بموافقة النظام وشبيحته لغايات في نفسه وبموجب أتفاقيات قد تكون تم الأتفاق عليها مسبقا بين دوائر القرار في المحور الواحد عندها ماذا سيكون مصير اولئك اللذين وقفوا يحاربون الفكرة و ينددون بقيامها

هل سيعلنون أدارة ذاتية خاصة بهم على شاكلة المجالس التي شكلت في المنطقة (وتاريخ هذه المجالس ليس ببعيد ) و كلنا يتذكر ما جرى و ما يجري الى الأن وخلقت فوضى جعلتنا في أحيان كثيرة ننسى القضية الأهم , في ظل سيطرة تامة للنظام على جميع الامور متفرجا في نفس الوقت على هذه الحرب التي طالما بقيت باردة الى حد ما وأخافها  أن تتحول الى ساخنة لا سمح الله بين أحزابنا و مكوناتنا مستنزفة بذلك طاقاتنا و مدمرة لأواصر الثقة بيننا و لنخرج في أخر المطاف من كل اللعبة خاسرين للدم و الوقت وثقة الشعب و تجعل الكثيرين يتأسفون على الماضي البغيض الأليم .

                                                      د. غالب سليمان

 

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك