مظلة أميركية – روسية – دولية لـ «إنقاذ» مفاوضات جنيف

حول العالم 02 فبراير 2016 0
مظلة أميركية – روسية – دولية لـ «إنقاذ» مفاوضات جنيف
+ = -

كوردستريت_هام/

 

استأنف المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في شكل متعثّر أمس المفاوضات السورية غير المباشرة، بلقاء مع وفد الهيئة التفاوضية العليا للمعارضة، طغت عليه المطالبة بتقدُّم في الجانب الإنساني ووضع «برنامج تفاوضي وجدول زمني» قبل الانتقال إلى الجانب السياسي. في الوقت ذاته، انضم نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إلى مساعدة وزير الخارجية الأميركي آن بترسون لتأمين الغطاء السياسي لهذه المفاوضات. وأكد مسؤول كردي  أن بريت ماكغورك ممثل الرئيس الأميركي باراك أوباما في التحالف الدولي ضد «داعش»، زار شمال سورية بعدما حطت طائرته في قاعدة عسكرية شرق البلاد .

ويُتوقَّع عقد اجتماع ثلاثي أميركي – روسي – دولي في جنيف اليوم. وبعدما طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري في رسالة متلفزة مساء أول من أمس، النظام السوري بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى البلدات المحاصرة مثل مضايا في ريف دمشق، شدّد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند خلال زيارته عمان، على ضرورة أن تؤدي مفاوضات جنيف إلى انتقال سياسي بعيداً من الرئيس بشار الأسد. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال زيارة لسلطنة عمان: «نحن في حاجة ماسة إلى المساعدة في إنهاء المعارك، وعمليات الحصار والانتهاكات الفظيعة الأخرى لحقوق الإنسان التي وصمت هذه الحرب» في سورية.

وكان مقرراً أن تبدأ المفاوضات السورية بجلسة بين دي ميستورا ووفد الحكومة برئاسة بشار الجعفري في مقر الأمم المتحدة، لكن الاجتماع أُرجِئ من دون معرفة السبب. وفيما قالت مصادر أممية أن دي ميستورا أراد عقد لقاء مع المعارضة أولاً باعتبار أنه كان اجتمع مع الجعفري الجمعة، أشارت مصادر أخرى إلى تحفُّظات لدى وفد الحكومة عن تركيبة وفد المعارضة، بما في ذلك مشاركة العميد المنشق أسعد الزعبي رئيساً للوفد ومحمد مصطفى علوش ممثل «جيش الإسلام» باعتباره «كبير المفاوضين» الذي كان مقرراً أن يصل إلى جنيف أمس.

وكان لافتاً أن غاتيلوف جدد تأكيد موقف موسكو في اعتبار «جيش الإسلام» الذي اغتيل قائده بغارة يُعتقد بأنها روسية على غوطة دمشق، «منظمة إرهابية… ولا مكان له في وفد المعارضة». والتقى المسؤول الروسي بترسون ودي ميستورا، ويُعتقد بأن إحدى نقاط المحادثات تناولت تركيبة وفد المعارضة.

وتضمّن برنامج أمس لقاء بين دي ميستورا ووفد الهيئة التفاوضية الذي حظي بدعم الفصائل المقاتلة، في بيان وقعه قادة 35 من أكبر الفصائل، وشدّد أعضاء الوفد على حصول تقدُّم في الجانب الإنساني قبل بدء المفاوضات غير المباشرة. وقال الزعبي: «لن نتحدث مع دي ميستورا إلا عن ثلاث نقاط، هي وقف القصف الروسي على مناطق الثوار، وفك الحصار عن المناطق المحاصرة من قبل قوات النظام والميليشيات، وإيصال المساعدات للمحاصرين، وإخراج المعتقلين وفي مقدمهم النساء والأطفال». وتوفّي ثمانية أشخاص نتيجة النقص في الرعاية الطبية اللازمة الشهر الماضي، في مدينة معضّمية الشام التي تخضع لحصار من قوات النظام جنوب غربي دمشق، كما أعلنت الأمم المتحدة.

وقال أحد القياديين المعارضين لـ «الحياة» أن وفد الهيئة التفاوضية أعدّ ورقة تتضمن رؤيتها كان مقرراً عرضها في اللقاء مع دي ميستورا مساء أمس، وتشدّد على أن «الجانب الإنساني خارج التفاوض ولا بد من البدء بالإفراج عن الأطفال والنساء والشيوخ». وطالب القيادي في «هيئة التنسيق الوطني» أحمد العسراوي بإطلاق ثلاثة من قادتها بينهم عبدالعزيز الخير ورجاء الناصر. كما تضمّنت الورقة نقاطاً تتعلق بـ «وقف نار شامل بما في ذلك القصف والغارات التي تُشَنّ تحت ذريعة محاربة داعش».

وجاء في الورقة: «لا بد من وضع جدول زمني لتنفيذ هذه الأمور بضمانة الدول الراعية ومجلس الأمن قبل البدء بالتفاوض، ثم الاتفاق على جدول أعمال للمفاوضات وجدولها الزمني، بحيث يعود كل طرف إلى مرجعيته السياسية لبحث هذه الأمور لدى استئناف المفاوضات»، بعد مؤتمر وزراء خارجية «المجموعة الدولية لدعم سورية» المرتقب في ميونيخ في 11 الشهر الجاري.

وقبل لقائه وفد الحكومة السورية غداً، يجتمع دي ميستورا اليوم مع ممثلي المجتمع المدني والشخصيات السياسية التي دعاها بصفتها الشخصية إلى جنيف، إضافة إلى رئيس «الاتحاد الوطني الديموقراطي» صالح مسلم الذي التقى غاتيلوف مساء أمس. وأكد مسؤول كردي  أن ماكغورك زار في شمال سورية مدينة عين العرب (كوباني) القريبة من تركيا، بعدما حطّت طائرة أميركية في مطار صغير في الرميلان شرق سورية. وهذه الزيارة الأولى لمسؤول أميركي إلى البلد، من بوابة غير دمشق. وكانت مصادر ذكرت أن خبراء أميركيين حوّلوا مطاراً زراعياً قرب الرميلان قاعدة عسكرية، وحطّت فيها طائرات أميركية لإنزال خبراء لتدريب تحالف كردي – عربي في الحرب على «داعش»، بموجب قرار لأوباما.

وأعلنت الأمم المتحدة مساء أمس أن دمشق وافقت مبدئياً على إدخال مساعدات إلى مضايا والفوعة وكفريا، في حين أكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية سيطرة قوات النظام على قريتي تل جبين الاستراتيجية ودوير الزيتون في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات مع فصائل معارضة.

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر