معارضة سورية لكوردستريت :” القضية الكوردية في كل مؤتمراتهم كانت وعود كاذبة ومتاجرة بها…القيادات الكوردية في وضع حرج جدا”

ملفات ساخنة 30 نوفمبر 2016 0
معارضة سورية لكوردستريت :” القضية الكوردية في كل مؤتمراتهم كانت وعود كاذبة ومتاجرة بها…القيادات الكوردية في وضع حرج جدا”
+ = -

كوردستريت – سليمان قامشلو

قالت الباحثة الاجتماعية السياسية “لمى الاتاسي” بأن وضع الكورد السوريين هو مشابه لحد بعيد للوضع السوري، مشيرة بأن “إخوتهم الكورد بين نيران عديدة” موضحة بأنهم مثلهم هم السوريون “يلعب بهم وتخاض حروب بالوكالة بدمائهم ما بين كل من إسرائيل، إيران، تركيا، اميركا وروسيا وحتى نوعا ما دول الخليج؛ وذلك في حديث خاص أجراه مراسل شبكة كوردستريت الإخبارية معها.

.
وأضافت بأن القيادات الكوردية في وضع وصفته ب”الحرج جدا” وهم يحاولون “جاهدين” حسب وصفها “أن يشدوا الغطاء قدر الإمكان لصالح الحصول على مكتسبات وحقوق” ولكنهم حسب اعتقادها “تائهين ضائعين” اليوم حالهم تماما كحال غالبية المعارضة السورية؛ والسبب إنهم كقيادة المعارضة السورية اسائوا قراءة التاريخ والحاضر وفسروه كما أحلامهم وسلم قيمهم العشائري، وليس كما يراه المنطق.

.
الباحثة السياسية أوضحت في معرض حديثها بأن البعض يتهم الإدارة الذاتية بالعمل لصالح نظام الأسد، ولكن في الحقيقة الإدارة الذاتية حسب تعبيرها “تعمل لفئة سياسية كوردية لها وجهة نظر خاصة فيما يتعلق بمستقبل المنطقة ويختلف معهم عليها آخرين في الشارع الكوردي” مؤكدة بأنه يتم دعمها -الإدارة الذاتية- خارجيا دون غيرها تماما كما يحصل في كل دول المنطقة، تختار الدول الكبرى العملاقة مجموعة دون غيرها وتقويها وتدعمها، منوهة بأنهم اليوم مدعومين من روسيا وأميركا في آن واحد.

.
وتابعت في ذات السياق بأنه وبعد الدعم السياسي واللوجيستي يأتي الدعم العسكري والمادي والديبلوماسي، وبأنه هو الذي يجعل من أية فئة في المشرق الذي عرفته ب”الحزين” قوة قادرة على تغيير مجرى الأحداث.

.
“الاتاسي” أكدت بأنه “مخطئ” من يظن إن الدعم العسكري هو المنشود بل هو حسب ظنها “مجرد ملحق” مشيرة بأن القرار الدولي عندما يجمع على شي ما يحصل غالبا، منوهة بأنه ليس بيدهم الوقوف بوجهه ابتداء من قيام دولة اسرائيل وبعدها تثبيت الحكومات الديكتاتورية في المنطقة وحتى الانقلاب الإسلامي على الشاه في إيران؛ وكذلك تقسيم العراق و قيام حكم ذاتي في إقليم كوردستان العراق، موضحة بأن هذا لا يعني بأن يستسلموا لأي قرار خارجي بشكل “أعمى” ملفتة القول بإن عليهم أن يعوا أحيانا إن الوقوف أمام القرار الدولي “انتحار عبثي” مشيرة بأن هذا ما قاموا به في بداية الثورة أمام النظام المدعوم دوليا.

.
في الصدد ذاته أشارت بأنه كان يجب على المقاومة أن تكون سياسية عبر إيجاد الدعم الجاد سياسيا، وبأن تغيير القرار السوري الداخلي كان مسألة غير داخلية وعالمية، وبأنه كان يتطلب لغة أخرى غير تلك التي استعملتها المعارضة أي لغة سياسية أقل بدائية.

.
السياسية السورية اردفت القول بأن اليوم لهم مشروع قيام الإقليم الكوردي قي سوريا، منوهة بأنه نوع من “الواقع المفروض بما هو فوق حتى فكرة الفيديرالية أو الوطن السوري” معتبرة بأنه “لاح لهم كفرض رأي منفصل لفصيل كوردي عن الدولة السورية” مؤكدة بأنها ورغم هذا ليست ممن عارض المشروع؛ مواصلة القول بأنها قالت إن كان هذا قرار العالم وبانهم كسوريين لم يتمكنوا من الحيول دونه “فليتقبلوه” لكي يحافظوا على حد قولها “على علاقات جيدة مع الدولة الكوردية إن كانت قادمة وإن كان هذا قرار دولي، وهذا ليتجنبوا الصراعات ولايعيدوا تجربة اسرائيل المريرة التي مازلوا يدفعون ثمن عدائهم لها”

.
وحول اعتقال كوادر المجلس الوطني أكدت الباحثة السورية بأن قوات الاسايش يعملون ضمن مشروع قيام الدولة القومية الكوردية حاليا، وبانهم مدربين لمواجهة كل من سيقف في وجه مشروعهم، وبالتالي هم لايمارسون الاعتقالات والتعذيب على طريقة نظام الأسد التي وصفتها ب”الغبية” بحقدها على الشعب والتي اوصلتهم إلى هنا، بل على طريقة “براغماتية ممنهجة” ملفتة القول بأنهم يعتبرون إن الكوادر الكوردية خطر حقيقي على مشروعهم و قد تؤثر على الشارع الكوردي فيتخذ الشارع الكوردي السوري موقف آخر مغاير من المشروع الخاص بهم “أي الانفصال” موضحة بأن مشروع الكوادر “قد يكون النضال للحصول على الفيدرالية ضمن سوريا كخطوة ودية تبقيهم ضمن سوريا” ولكن هذا اليوم ليس القرار الأميركي لأوباما الذي يدعم مع فرنسا وبعض دول أوروبا واسرائيل مشروع الانفصال، مشيرة بأن هذا اليوم ليس قرارا نهائيا مع تغيير الحكومات والانتخابات وموقف إيران وروسيا.

.
وأكدت بأن الاسايش يواجهون اليوم “صراعين” الأول خارجي مع الدول التي توظف “داعش” ضدهم وضد غيرهم وضد المشروع الحضاري قي المنطقة، ويواجهون أيضا غير “داعش” أي تركيا وحتى النظام السوري وغيرهم ولكن على صعيد آخر، منوهة بأنهم يواجهون أيضا شارعهم الرافض الانفصال عن سوريا، مواصلة بأن هذا الصراع ذو الوجهين الداخلي والخارجي لم يكن متواجدا عند قيام دولة إسرائيل؛ لأن اليهود حسب وصفها “أتوا كلهم من الخارج”

.
الاعتقالات حسب اعتقادها “تدل اليوم على إن عملية قيام الإقليم الكوردي يواجه معارضة داخلية أيضا” مؤكدة بأن أي مشروع من هذا النوع إن لم يجد إجماعا عاما فلن “ينجح” ملفتة بأن الخوميني عندما حصل على السلطة كانت معه مساندة الشيوعيين والكورد وإن “اعدمهم فيما بعد” ملفتة القول بأن الذي يجب أن يعيه العالم إن المواطن في تلك المنطقة أصبحت له احتياجات أكبر من الحرية، وبأن عصر الدول التي تبنى على حساب حريات ابنائها “انتهى”

.
وبشأن موقفها من القضية الكوردية في سوريا الفتت القول بأنها “تتعاطف مع القضية الكوردية كسورية” متمني أن يعملوا سويا عمل سياسي جاد للحيول دون التقسيم عبر طرح الفيدرالية الجادة “اللاقومية والعلمانية” مشيرة بأن هذا يتم بالعمل مع المتبقيين من “شرفاء” في المعارضة السورية وفي كل الوطن السوري ليس فقط المعارضة، أي ممن لم ينتفعوا ولم يباعوا أو يقبضوا وممن لم يقفوا مواقف ازدواجية من مسألة الديمقراطيات وحقوق الشعوب والمرأة والأقليات والمساواة والعلمانية، متابعة بأنه ممكن أن يطرحوا حلولا من منطلق سوري، مؤكدة بأن القرار بإقامة حكم ذاتي “يتنافى مع مفهوم قيام فيدرالية” حيث إن هذا الأخير لابد وأن يتم من المركز نحو اللامركزية وليس لطرف بمفرده أن يقرر دون ضوابط وطنية إلا في حالة “الانفصال”

.
“الاتاسي” أكدت بأن الفيدرالية لا تقوم دون دستور موحد وجيش موحد، وبأنه بمثابة عقد وطني يخص الجميع وليس فئة لوحدها، منوهة بأن هذا الوضع السوري هو يعني “فشل وطني يتحمل مسؤليته النظام والمعارضة” مشيرة بأن النظام يتحمل أولا مسؤولية عدم احترام التعددية والخصوصيات الكوردية انطلاقا من تسمية الجمهورية السورية ب”العربية” إلى عدم القبول بالمساواة معهم ومع غيرهم من “اللاعرب و اللامسلمين” و لكن تتحمل ذات المسؤلية المعارضة السورية بشقيها اليساري العروبي والإسلامي اللاعروبي، موضحة بأنه بهذا المعارضات التاريخية باختلافها وتاريخها لم تختلف عن عقلية النظام وفلسفته والآن أي المعارضين القدماء يتحملون مسؤولية نتيجة تآمرهم فيما بينهم، مشيرة بأن هذا كلفهم فشل الثورة الديمقراطية، وبأن الأهم انعدام ثقة المكون الكوردي بإخوته في الوطن، وبأن مسألة الثقة أساسية في التعامل وسياسييهم المعارضين يفهمون السياسة على طريقة قطاع الطرق أي “طعنات خناجر بالظهر وخداع” مؤكدة بأنه في كل مؤتمراتهم كانت القضية الكوردية مؤجلة أو وعود كاذبة على ورق ومتاجرة بها.

.
وتحدثت “الاتاسي” بأن ما يجري في حلب هو استكمال للصراع القائم، وبأنه لايستطيعون أن يتخذوا إلا موقف إنساني مما يجري بعيد عن الآراء السياسية، مشيرة بأنهم كديمقراطيين وكوطنيين سوريين ليس من مصلحتهم أن ينتصر أحد على سوريا، قاصدة بذلك “طرف لا سوري على طرف سوري” وبأن الحرب القائمة هناك قد تبدوا ما بين النظام والمعارضة ولكنها بين دول تحسم أمورها بدمائهم، مؤكدة بأنه لا حل داخلي بل دولي توافقي وليس فقط في حلب.

.
واختتمت “الأتاسي” حديثها لشبكة كوردستريت  بأنها “متفائلة” بطبعها، ولكن مصدر تفائلها حسب وصفها “هم السوريون الوطنيون وليس أحد من الخارج” مشيرة بأن الحل في النهاية “سينبع من من ضميرهم ووطنيتهم” مؤكدة بأنه ومن خلال تواصلها مع من وصفتهم ب”الأشراف” في الداخل قبل الخارج وجدت بذور ونوايا حسنة لديهم للعمل الجاد بعيدا عن المصالح الخاصة، وبأنها وجدت من بعض الشخصيات الوطنية “الرائعة” بوادر للعمل المشترك مع آخرين بعيدين عنهم اليوم كل البعد لحل واقعي ضمن المعطيات الدولية ومصالح الإنسان السوري والدولة سوريا، منوهة بأنهم “محكومون بالأمل لا محال” وكل ذلك على حد قولها.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك