معركة چالديران الرَّقاوية

آراء وقضايا 08 فبراير 2017 0
معركة چالديران الرَّقاوية
+ = -

– بقلم عنايت ديكو

.

– هناك مقولة جد مشهورة عن الكورد تقول: الكورد أشدّاء وجبابرة في الميدان والانتصارات، لكنهم يخسرون كل ما يحققونه حربياً على طاولة السياسة والمفاوضات. هي مقولة قديمة وجديدة، ترافق الكورد دوماً أينما كانوا ورحَلوا…!.

.
– الحرب … للحرب وجهان، وجهٌ ظاهري وآخر باطني، ففي الوجه الظاهري، صَمَتَ العالم ووقف باستعداد كبير لانتصارات وبطولات الكورد في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وألهَمَ الكورد البشرية ببطولاتهم ومقاومتهم وبسالتهم ضد التنظيمات الراديكالية. لكن السؤال المطروح والمستور وغير المرئي في الوجه الباطني للحرب هو: فمن أين يحصل الكورد على كل هذا السلاح …؟ ومَنْ الذي يدعمهم ويغدقهم بالسلاح … ولماذا ؟

.
ويمكننا أن نسترسل أكثر: كيف يأتي هذا الدعم إليهم، وما هي الأهداف القريبة والبعيدة للممولين، وما هي المخاطر والنتائج المترتبة على تسليح الكورد ، وما هو الضامن من أن ألا ينتقل هذا السلاح النوعي إلى كوردستان تركيا مثلاً ..؟؟ أم أن تسليح الكورد في سورية هو بحدّ ذاته ضرورة ومطلبٌ تركي قبل أي شيء آخر .؟ لأنها تعرف قبل غيرها تماماً إن الحرب تعني الخراب والدمار الداخلي والانهيار. وخلال هذه الحرب وتسليح الكورد، قد تكون تركيا هي الرابح الأكبر وبلغة الأرقام، وستَقضي على العمق والخزّان البشري الاستراتيجي في كوردستان سوريا، والذي يُغذي بدوره مفاصل تنظيم حزب العمال الكوردستاني في حربه الضروس مع الدولة التركية بالمال والسلاح والبشر منذ حوالي أربعين عاماً؟

.
لقد سرَّبت بعض المواقع العسكرية والأمنية واللوجستية مؤخراً، كمٌ كبير الحجم من المعلومات المتناقضة والمختلفة، التي تتعلق في مجملها بالخطط والاستعدادات العسكرية والسياسية لتحرير الرَّقة، وتداعيات هذه الحرب على الأرض، وكسب المعركة في الأخير، ومن ثم تحقيق الأهداف المافوق استراتيجية للاعبين الكبار ورمي القشور وبعض العظام للصغار منهم. ولو أجمعنا هذه التسريبات والمعطيات .؟ لوصلنا إلى نقطة ارتكازية تجتمع فيها كل المؤشرات والخطط والتحضيرات، وتتقاطع مع بعضها البعض على وجوب وأهمية تسليح الكورد في سوريا، وضرورة إشراكهم في جغرافية الحرب، والدفع بهم الى القتال مع تنظيم داعش الارهابي، واستخدامهم كرأس الحربة وكإنكشاريين تحت الطلب.

.
– فهناك أطراف دولية وإقليمية لا تريد الخير للكورد ولا تريد أن ينعم الكورد بهذا الهدوء النسبي وبهذه السكينة، والتوجه نحو البناء والمأسسة والإدارة وتنظيم الحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية والاقتصادية، وبناء المعاهد والجامعات والمستشفيات ورياض الأطفال، وشق الطرق والبلديات لهم وتأمين الرغيف الساخن لأبنائهم. فهناك مَنْ يَعمل ويَضع القنبلة والسلاح في أيدي الكوردي كل يوم، ويقول له : اذهب … ذاك هو العدو رقم واحد بالنسبة إليك … وعليك الذهاب إليه وقتله وضربه وإزاحته من الوجود ، ونحن سنساعدك أيها الكوردي الشمشومي ، فلا تيأس، سندعمك بكل السلاح ولا تخف فنحن ورائك .!!! إلى أن يتعب هذا الكوردي، فتنهمك قواه وينسى جوع أولاده وأطفاله في البيت وحالته الاجتماعية والاقتصادية تكون قد أصبحت في الحضيض ومنهكة تماماً، الى جانب نفاذ القوة والقوى والعتاد والاقتصاد والبشر من البيت الكوردي الداخلي،

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك