مقارنة بسيطة بين النظام السوري والمعارضة كوردياً

آراء وقضايا 02 مارس 2016 0
مقارنة بسيطة بين النظام السوري والمعارضة كوردياً
+ = -

حاجي سليمان
.
بداية لا بد من الاعتراف بأن النظام السوري كان ولازال فاشياً في ممارساته ومواقفه تجاه شعبه .. فاسداً في بنيته.. إرهابياً في تكوينه .. قاهراً لمن يعاكس تطلعاته ..دكتاتوراً قمعياً في ممارساته .. يفضّل كرسيه على السورين جمعاء .. جعل من الشعب السوري خدم لعائلته الفاحشة .. يُعلى طائفته العلوية فوق الجميع معززين مكرمين يعيشون في العلالي بمثابة ملوك على حساب السوريين الأبرياء .. جعل من كلمة العلوي قيمة يفوق القيّم .. واللهجة العلوية سائداً في مجمل المناطق السورية مما أصبح اللكنة العلوية هي الطريقة المفضلة والأسهل في السيطرة والسطوة على مقدرات الشعب ….
.
فكم من الشعب السوري بلهجاتهم المختلفة أتقّنوا ومنهم قلّدوا للهجة العلوية بغية السيطرة على الآخرين من خلال تشويش الناس بأنهم علويين أو مقربين من السلطة …. ورغم كل ما حصل يتبجح النظام من موقع القوة متناسياً ضعفه وانكساره إلى الحضيض ولو لا حلفائه لكان النظام وزمرته قد انتهوا منذ بدايات الحراك السوري، ويتكلم بلهجة استعلائية كأنه شيئاً لم يكن، مستنداً على طائفته وعملائه وحلفائه بخشونة غير متوقعة في التعامل اللا إنساني مع شعبه، مستمداً عنجهيته من الروس، والإيرانيين، وجماعة فضل الله العراقي، وحزب الله اللبناني، واعُطي أوامر لعصاباته وشبيحته وطائفته وعناصره بأن يمارسوا ما يشاؤون في التكيف بالتعذيب البربري وسمح لهم بكل شيء سوى الرحمة والشفقة على الشعب السوري، مما مارست عناصره وشبيحته أبشع أنواع التعامل البشري بحيث لم نسمع أو نرى من كل تلك الأساليب القمعية من قبل، لتخويف الشعب والمعارضين على السواء ……
.
وللحقيقة لم يتعدى على من لم يتدخل في شأنه السياسي ولا يقف في طريقه أو يعارضه وجعل من الذين يوافقون تصرفاته ومواقفه سيداً لبقية الشعب مما أصبح المنافسة بين الشعب أنفسهم على من يستطيع أن يقدم الأكثر لزمرة النظام ويبين تأييده المطلق له، في مسح جميع أنّواع الأجواخ متجاوزاً كل التقديرات ..ومختصراً نقول بأنه.
.
نظام فاشي استبدادي قهري لا يحب سوى كرسيه وطائفته الذين يؤيدونه وليس له مكان سوى مزبلة التاريخ……
.
بينما المعارضة السورية أو ما تسمى بالمعارضة أو الذين يسمون أنفسهم بالمعارضة وهم ضعفاء الآن، رغم دعمهم من قبل مجموعة الدول أصدقاء سوريا، وخاصة من دول الخليج العربي حيث رشت عليهم المال بملايين الدولارات، ورغم ذلك لا حول لهم ولا قوة، يعيشون على موائد وفضلات ما يأتيهم من الخارج وأصحاب المصالح الذين لا يريدون الخير لشعبنا السوري إلا تحت قبتهم، وهذه المعارضة المتمثّلة بالقيادات كانت حتى الأمس القريب في حضن النظام ومن أنصاره وأزلامه الأوفياء يهاجمون كل من لا يكون في فلكه لا بل كانوا يتعدون على الشعب أكثر من النظام نفسه ليعززوا مكانتهم عنده ويكسبوا رضائه، ويبيّنوا مدى التزامهم بما أناط بهم من المهام، في تعكير أجواء الشعب، وانشغالهم بلقمة عيشهم، والابتعاد عن كل ما يؤثر على سلطة الحكم..
.
وها هم الآن أو على الأقل أغلبيتهم ركبوا الموجة وأصبحوا منهم بحكم الفراغ والتوصية مسؤولين في مراكز متنوعة في قيادة ما تسمى بالمعارضة الحالية .. مرتبطين بأجندات معادية لطموحات الشعب السوري من تركيا والسعودية وقطر وغيرها من الذين يدفعون الأكثر، ينفذون ما انوطت إليهم من المهام، بغية زرع الرعب والفوضى في نفوس الشعب، ليتمكن أسيادهم وأعداء سوريا جمعاء تنفيذ خططهم وأهدافهم المطلوبة.. وليس ما قاله العميد مصطفى الشيخ بحق المعارضة إلا تأكيداً لما نقوله.
.
وقال عن ما حصل في.
(( مؤتمر عفرين التأسيسي للتجمع الوطني لإنقاذ سوريا في ربيع 2013 وقال أيضا أعرف أنني سأنتقد من الكثير لما سأبوح به وهذا لا يعنيني بقدر أن أظهر الحقيقة والحق أو على الأقل ما اعتقد به ولمسته بيدي .. أقول لكم إن من أوصل الأكراد إلى حالة الكفر هم فصائل ما يسمى الجيش الحر، فمنذ بدايات الثورة كان هناك من يريد أن يصفي حساباته مع الإخوة الأكراد على حساب وحدة شعبنا وتآخيه، وفشل التجمع الوطني لأسباب خارجية وداخلية، وما يعنيني أن فصائل الجيش الحر الغير منضبطة والتي تتحرك كالدمى في أيدي الخارج .. )).(انتهى الاقتباس ) …
.
هذه هي المعارضة التي تركض ورائها الكثيرين من شعبنا السوري والبعض من كوردنا … ..وهذه المعارضة المبخوشة بعللها لا تعترف حتى اللحظة بحقوق المكونات وفق القوانين والشرائع الدولية ولا حتى وفق الشريعة الإسلامية التي تقر بحقوق الجميع دون أي تمييز كما جاءت في الآية الكريمة (( إن خلقناكم شعوباً وقبائل لتتعارفوا )) لا لأن تضطهدوا غيركم من بقية الشعوب وتركبوا الموجة وتنفذوا أجندات أنصار الشر وأعداء الإنسانية ..
.
فإذا لم تعترف هذه المعارضة بل الذين يسمون أنفسهم بالمعارضة وهي بأضعف مراحلها بحقوق بقية المكونات كما يجب قانوناً وليس كما هي رغبة العنصريين وأعداء البشرية …فكيف ستعترف عندما تصبح صاحبة جيش وقوة وعتاداً وفي مراكز القوة وصاحبة القرار …فمثلاً القضية الكوردية ووجودها متجذرة في عمق التاريخ ومرتبطة بالأرض منذ وجودها ولها دلائل وإثباتات دامغة تؤكد بأنهم أصحاب هذه الأرض أبٍ عن جد .. و يأتي شخصاً معتوهاً لا يملك من مقدرات الثقافة ولا السياسة ولا يلم أي إلمامٍ بالطبيعة والجغرافية والتاريخ ويتهم شعب بأكمله بكلمات نائية مذلة لا تعبر إلا عن ثقافته ووجوده وبنيته ومن تلك الأمثلة .. حيث قال:
.
العبقري وصاحب القوانين الدولية رئيس الائتلاف الحالي هيثم المالح …لو خيروني بين النظام وداعش لاخترت داعش لأنه أفضل من النظام ويدري تمام الإدراك بأن داعش من صنع النظام نفسه…؟
.
بينما برهان غليون الأكاديمي الذي شرب من حليب أرقى دولة ديمقراطية في أوربا ((فرنسا )) ولم يتعلم منه شيئاً ..شبه الكورد في سوريا مثلهم مثل الغجر والمهاجرين الآسيويين إلى دول العالم ..
.
وقال فاروق مصطفى الذي يعتبر نفسه من عباقرة القرن وهو يحمل أعلى الشهادات ……..طز بالأكراد.
.
بينما قال عبد الرزاق عيد الشيوعي العتيق عن الشعب الكوردي بأنهم من البويجية وعمال مطاعم .. فكيف يرضي هؤلاء بأن يشتموا شعباً بأكمله بناء على نياتهم العاطلة …فالقائمة تطووووول …
.
فهذه عينة بسيطة من المعارضة السورية التي تدعي بأنها من المعارضة ولا تعترف بشيء من حقوق بقية المكونات السورية وهي بعيدة كل البعد عن الإنسانية ومفاهيم الديمقراطية الحقيقية .. فعند المقارنة بين القوي والضعيف أيهما تختار… أولاً لابد من القول بأن الاثنين أوسخ من بعضهما البعض… ويبقى الاختيار في التعامل والممارسة مع غيره فالقوي المتمثل بالنظام الفاسد لا يتقرب صوبك إذا لم تقترب منه ومن وكرسيه ولم تحاربه أو تنافسه أو تكشف وتفضح أسراره وفضائحه.. …
.
بينما الضعيف المتمثل بالمعارضة السورية الآن تنكر حقوقك ووجودك وتهتك بعرضك وتتاجر بقضيتك وتسبي نسائك فمهما حاولت أن تستر نفسك تجاهه تبقى منبوذاً لديه لا بل يتعدى عليك مجرد لم تكن من مادحيه ولم تُمارس ما يمارسه وتحارب ما يحاربه..ولم تكن ضمن فلكه وتدافع من أجل نواياه الخبيثة المرتبطة سراً بأسوأ الجماعات إرهابية ……
.
هنا الاختيار صعب ولكن يبقى القوي قوياً والضعيف ضعيفاً

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك