مكافحة داعش عنوان للنفاق السياسي

آراء وقضايا 01 مارس 2019 0
مكافحة داعش عنوان للنفاق السياسي
+ = -

كوردستريت || مقالات

.

سمير عادل

ليس في ما نقوله في هذا المقال، شيء جديد، بل هو تأكيد على كل ماذكرناه في السابق وعلى نفس هذه المساحة بأن الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة الامريكية لن يهمه لا من قريب ولا من بعيد القضاء على داعشوعلى الارهاب. وان جميع مؤتمراتهم الامنية ليس اكثر من ذر الرمادفي العيون وتحسين تقنية النفاق السياسي.

بين مؤتمري بغداد لمكافحة فكر داعش في الاعلام الذي عقد في بغدادومؤتمر ميونخ الامني المنعقد في المانيا، يتصدر عنوان الحرب الارهابوبالأخص القضاء على داعش جدول اعمال المٌؤْتَمَرينّ. وفي كلاالمؤتمرين لم يتحدث احد لا على الظلم الطائفي الذي تمارسه سلطةالاسلام السياسي الشيعي في بغداد الذي خلق داعش، ومن الممكنودون اي عناء يذكر تلمسه في مخيمات النازحين الذي مضى عليهم مايقارب اربع سنوات وخرائب المدن التي طردت منها داعش عسكريا، ولافي ادانة الحكومات الغربية التي جندت عن طريق مخابراتهاووسطائها وفسحت المجال لمنابر المساجد والجوامع في بلدانها لتعبئةوتجنيد المئات من الشباب وارسالهم الى معسكرات داعش والقاعدةلقتال النظام السوري. 

 

.

المؤتمران لم يخرجا الا بخفي حنين، ولم يعالجا ابدا منبع الارهاب، لانهبعلاجهما الجذري للارهاب ينتفي وجود منظميها في المنطقة، وتتهاوىمعهم جميع الخطط والاجندات السياسية لتحقيق مصالحهمالسياسية والاقتصادية.

ان الحكومات الغربية استفادت من تعويم داعش وتسويقه سياسياوامنيا، ونجحت بشكل منقطع النظير في اشاعة اجواء الرعب والخوفبين مواطنيها، واستطاعت ان تفرض التراجع على الحركة المعاديةلسياساتهم الحربية والعسكرتارية في العالم التي توجت بغزوافغانستان ومن ثم العراق. تلك الحركة التي اطاحت بمشروع قرارامريكيبريطاني في مجلس الامن لاحتلال العراق تحت عنوانامتلاكه لاسلحة الدمار الشامل، مما جعل الولايات المتحدة الامريكيةوبالدعم البريطاني غير المشروط من قيادة تحالف خارج مجلس الامنلغزو العراق، انها نفس الحركة التي اجتاحت شوارع برشلونة ومدريدومدن اسبانية اخرى التي فصمت عرى التحالف ودفعت الحكومةالاسبانية لسحب قواتها من العراق، لتتبعها بعد ذلك انسحاب القواتالايطالية. ان الغرب وعن طريق داعش سيطر على تلك الحركة، وحركة٩٩٪ التي تعني ان ١٪ تملك ثروات العالم والاغلبية المطلقة تعيش فيالفقر والعوز، وحركة احتلوا وول ستريت وهو بورصة عمالقة الشركاتالرأسمالية العالمية، وحولت الشغل الشاغل للجماهير المتمدنة فيالدول الغربية، النأي بالنفس والدفاع عن امنهم وبقائهم على قيدالحياة. ان داعش نفخ الروح بكل التيارات العنصرية من الفاشيةوالنازية والمعادية للاجانب. ان الهجمة التي تشنها تلك الدول علىالمهاجرين وتقويض حق اللجوء هي واحد من نتائج هجمات داعشالارهابية على المدنيين في الدول الاوربية والامريكية، ولو لا مباركةودعم الغرب له بشكل مباشر وغير مباشر لما وصل داعش الى ما وصلاليه ولما انعمت بالتالي الحكومات الغربية بالامان والسلام منانقضاض تلك الحركات التحررية عليها.

 

.

اما في العراق، فنقول ان داعش لم يأت من المريخ ولم يقفز منالسماء، انه هو صناعة وطنية خالصة بامتياز. فداعش هو نفس التيارالقومي العروبي الذي اطيح بسلطته في العراق بفعل الغزو والاحتلالالامريكي، وتضرب جذور داعش الى زمن هزيمة العراق في الكويتعندما فشلت صواريخ العباس والحسين على اسرائيل بنصرة البعثالعروبي بقيادة صدام حسين، الذي سوق نفسه بطلا وناطقا رسمياباسم فقراء الامة العربية. ان جذور داعش تمتد الى ما بعد فشل تلكالصواريخ العروبية حيث رسمالله اكبرعلى العلم العراقي، وكتابةالقرآن بدم صدام حسين، واطلاق لقب المجاهد على نفسه عبر حملتهالايمانية في عام ١٩٩٦. وداعش سيبقى الشوكة المستعصية في حلقسلطة الاسلام السياسي الشيعي واداة في مساومتها من قبل امريكاوالاقطاعيات الخليجية طالما تمارس الظلم الطائفي وتعامل ابناءالمناطق الغربية كمواطنين من الدرجة الثانية. الم يطلق ابراهيمالجعفري ومن على منبر الامم المتحدة في اجتماعها السنوي عندماشغل منصب وزير الخارجية في العام الفائت تسمية محافظة الارهابعلى الانبار ليكمله نوري المالكي في مناسبة اخرى بأن اهالي الموصلدواعش. ان تسويق بعض الشخصيات سياسيا تحت عنوانالسنةالعربومنحهم المناصب والمراكز الحكومية كرئاسة البرلمان وعدد منالوزرات لن يلغي الظلم الطائفي ولن يجفف المستنقع الطائفيويقضي على البعوض الطائفي الذي ينقل الملاريا المميتة. ان اولئكالذين يعتاشون على الظلم الطائفي ليس من مصلحتهم انهاء الظلمالطائفي في العراق بل ونقول لو لا ذلك الظلم لما وصل اولئك الى تلكالمراكز.

 

.

وليس عند هذا الحد، بل ما عرض قبل اكثر من اسبوع وسوق اعلاميامن مسرحية سمجة ولا طعم لها ولا رائحة حول اعادة احداث التاريخمن زاوية طائفية حول قتل عمر لفاطمة. وتلك المسرحية رسالة طائفيةواضحة دون ان تجد اي رد فعل من تدخل السلطات والحكوماتالمحلية والمركزية لمنعها، او على الاقل تحريض اقلامها المأجورة فيشن حملة اعلامية ضد المسرحية بسبب نشرها الكراهية الطائفية،وتدل على عمق المستنقع الطائفي التي تحاول سلطة الاسلامالسياسي الشيعي اغراق العراق فيه.

واخيرا نقول ان المؤتمرات الامنية ليس الا تجمع لعمالقة المنافقينالسياسيين في العالم لتحسين تقنية اكاذيبهم وتملقهم لبعضهم وتبادلالخبرات التجسسية والتعذيب وادوات القتل فيما بينهم. ان القضاءعلى داعش يأتي عبر انهاء الظلم الطائفي عن طريق تشكيل حكومةعلمانية وغير قومية، واعادة النازحين الى مناطقهم عن طريق تحسينظروف معيشتهم وتوفير الخدمات في مناطقهم وتوفير فرص العمللأبنائهم وتقديم التعويضات المناسبة لهم.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك