من الذي أنقذ النظام من السقوط عام 2012 وكيف ؟

آراء وقضايا 27 أبريل 2020 0
من الذي أنقذ النظام من السقوط عام 2012 وكيف ؟
+ = -

كوردستريت || آراء 

د. كمال اللبواني

ما سأذكره هنا من وقائع وحيثيات حصلت عليه من أصدقاء أمنيين دوليين يطلعون بحكم موقعهم على ملفات النظام التي صارت للبيع وبدأت بالتسرب ، والتي سنتابع نشرها تباعا بحسب تسلسل وصولها ، حرصا منا على نقل الحقيقة للشعب السوري الجريح ، ( والتي ما كانت لترفع عنه صفة السرية لولا المباشرة بتنفيذ خطة استبدال بشار ) ، أما التحليل وربط الأحداث فهي محاولة مني لتقييمها وتقدير مدى صوابيتها ومنطقيتها ، ولكم أن تصدقوا أو تكذبوا فما سنقوله مؤسف وصادم ولم أكن أتمنى أن يكون بهذه الصورة في يوم من الأيام :

الكثيرون يتهمون إسرائيل بأنها هي من أنقذت النظام السوري من السقوط ، كما تدعي ايران أيضا أنها أنقذت النظام من السقوط عام 2013 ، وتدعي روسيا أنها فعلت ذلك عام 2015 ، لكن الحقيقة التي يجب على الشعب السوري معرفتها ، أن النظام كان آيلا للسقوط بداية عام 2012 و أن من أنقذه فعلا هي الأنظمة العربية بقيادة المملكة السعودية وتعاون دول أخرى عربية واقليمية ، فالمعلوم أن التعاون والتنسيق الأمني بين الدول العربية يبقى قائما مهما بلغ حجم التناقضات والخلافات السياسية بينها ، وأن هذه الأنظمة لاتفكر إلا بأمر واحد هو بقاءها حاكمة ، وقد تعاونت بتنسيق كامل لاحتواء الربيع العربي الذي يهددها جميعا من دون استثناء ، وأن الدول الغربية كانت راضية عن الإدارة الإقليمية لهذا الملف ، بهدف إبقاء الشعوب العربية تحت نير الاستبداد (الوكيل عن الاستعمار) كشكل آخر للهيمنة اعتمدته حتى الآن ، يومها كانت اسرائيل أيضا غير معنية في بقاء أو سقوط النظام ولا تهتم لذلك ، بل كانت تراقب بغبطة تحطم وانهيار قدرات دول الجوار خاصة الممانعة ، واستنزاف خصومها في معاركهم الداخلية.

منذ بداية الثورة عمدت دول الخليج على إرسال تلفونات ثريا للثوار لتستخدمها للتجسس على الثورة ونقل المعلومات للنظام ، وعلى إرسال المال لشخصيات معينة لاحتواء الثورة الشعبية وضبط سلوكها بحيث لا تتوجه للعاصمة ولمفاصل الدولة الأساسية ، وحصرها داخل مدن وقرى منعزلة وافشال التنسيق بينها على مشروع متكامل لاسقاط النظام يمر عبر التركيز على معركة العاصمة . وركزت في البداية على ريف دمشق ومنعه من التوجه للعاصمة وهو ما نفذه وكلاءها بدقة وحرفية من عسكريين ومشايخ ساهموا في افشال الدعوات للاعتصامات في الساحات العامة ومنها ساحة العباسيين والأمويين …. سياسيا دعمت انشاء مجالس تمثيل انتهازية سياحية في الخارج ، منفصلة تماما عن الثورة لحرمانها من انتاج قياداتها المخلصة لها والقادرة على تحقيق النصر .، وأرسلت المال لشراء الولاءات واثارة الخلافات وتحويل الانتباه عن الهدف الوطني للمصالح الخاصة ، ولم تنزعج من تكاثر الفساد ولا من تمويل مجموعات خلبية تبيعها أفلام فيديو عن عمليات وهمية .

ومع ذلك كانت الثورة الشعبية العفوية المنظمة محليا وذاتيا بداية عام 2012 تتخذ مسارها صعودا نحو اسقاط النظام ، فقد استطاع ريف دمشق بمعظمه التحرر من قبضة النظام ناهيك عن أحياء من دمشق ذاتها ، وعن محافظات أخرى ، وأصبحت القضية متوقفة على مصير وسط العاصمة دمشق ، حيث عمل شبانها بطريقة ذكية وسرية على تنظيم عملهم ، بالتعاون مع عناصر مؤمنة بالثورة كانت ما تزال تعمل في كل أجهزة النظام التي أصبحت عاجزة تماما بفعل الاختراقات الهائلة التي أفقدتها ثقتها بنفسها وجعلتها مكشوفة تماما أمام الثوار ، بينما عجز النظام وبشكل كبير عن متابعة واكتشاف تنظيمات الثورة ، ودخل في حيرة كاملة ، ولم تستطع ميليشيات حزب الله ومخابراته ومعها الحرس الثوري الإيراني فعل ذلك لكونها تعمل على أرض غريبة لا تعرفها ، بينما كان شبان دمشق يعرفون جيدا تفاصيل بلدهم وتفاصيل مؤسسات النظام ، وما سيقوم به النظام ، ويعملون بسرية تامة من دون استخدام الأجهزة القادمة من الخارج ، ويملكون أدوات التنسيق المتكامل التي تحقق تنفيذ ضربات موجعة له بأسلحة خفيفة ، وهكذا استطاعوا وضع استراتيجية متكاملة للانقضاض على النظام في قلب العاصمة واسقاطه والسيطرة على المباني الحكومية بما فيها فروع الأمن والأركان والإذاعة بالتعاون مع الأهالي ومع منشقين سريين داخل تلك المؤسسات ،
كانت رسالتهم الهامة القوية مجموعة ضربات نوعية موجعة منها مهاجمة قصر بشار شخصيا ، و الفرع 201 وقتل 200 عنصر من خيرة الحرس الجمهوري في الشهر الرابع 2012 ، تلك الرسالة التي جعلت الرعب يدب في أركان النظام ، ودفعت كلا من بشار وماهر لإرسال عائلاتهم للبنان لوضعهم في حراسة حزب الله هناك ، وتجهيز طائرتين للفرار للسعودية في مطار المزة عند حصول عمل عسكري واسع متوقع أن تقوم به مجموعات سرية ، قدرت بعشرات المجموعات المكون كل منها من عشرات الناشطين المدنيين والعسكريين والتكنوقراط ، موزعة في كل العاصمة وتستطيع حشد الدعم والمؤازرة من داخل أجهزة الدولة ومن مقاتلي الريف المحيط بدمشق ،

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك