من المنتصر أوجلان أم…؟

آراء وقضايا 11 فبراير 2016 0
من المنتصر أوجلان أم…؟
+ = -

هوشنك حسن
.
لا يخفى على أحد مشاركة العديد من الدول في المؤامرة الدولية التي طالت القائد الكردي عبدالله أوجلان ومن بينها أمريكا، ايطاليا، اليونان، كينيا وتركيا والتي آلت الى سجنه بجزيرة ايمرالي منذ 18 عاماً، إلا أن النزاع لم ينتهي هنا كما كان يتخيل أعداء أوجلان وهي بمجرد زجه في السجن ستخمد نار الثورة التي بدأها وستنتهي، وسيكون كل شيء لمصلحتهم إلا أننا اليوم وبعد سجن أوجلان نرى بأن نار تلك الثورة قد استعار أكثر وزادت مساحتها الجغرافية وكذلك عدد ثوار هذه الثورة والمستعدين ان يضحوا بكل شيء ويكونوا وقوداً لهذه الثورة في سبيل استمرارها وانتصارها وبدلاً من تنظيم واحد هناك الالاف من التنظيمات المنبثقة من هذه الثورة والتي تناضل في جميع انحاء المعمورة وساهمت بشكل كبير في نشر الفكر الثوري عموماً والكردي خصوصاَ.
.
ومن الناحية الشخصية القائد أوجلان وبعد دخوله السجن زاد نشاطه الفكري أكثر وأصبحت ايمرالي مكان العزلة للتفكير والإنتاج ككل الأنبياء والفلاسفة الذين سبقوه، وأصبحت مهد البدء بثورته الفكرية الجديدة والتي أنتجت فكر الكونفدرالية الديمقراطية فمن تحرير الكرد وكردستان انطلق نحو تحرير الإنسانية والعالم بأجمعه والتخلص من العبودية ونظام الدولة الذي يقيد الإنسان منذ 5 آلاف عاماً، وهذا ما زاد من خوف أعدائه ورفع وتيرة حقدهم عليه كشخص وعلى الشعب الكردي كـكل والتأكيد على انتصار هذا الفكر هو اتباعه وتطبيقه في ثورة روج آفا والتي أثبتت للعالم أجمع بأنها ثورة أخوة الشعوب والعيش المشترك وهذا ما ينادي به أوجلان،

.

ففي الوقت التي تعيش سوريا صراعاً بين جميع مكوناتها وقد سماها البعض بـ الحرب الأهلية السورية يعيش الكرد , العرب , السريان , التركمان .. بنظام مشترك ضمن مقاطعات روج افا ويحققون أكبر الانتصارات أمام أخطر أنواع الإرهاب في القرن الواحد والعشرين والمتمثلة بداعش والتي عجزت مخابرات أكثر الدول تقدماً من الوقوف أمامها، ومقاومة كوباني التاريخية أثبتت للعالم أجمع بأن الإرادة الحرة تنتصر لا محال، بينما في الاتجاه الآخر نرى اليوم الدولة التركية– كمثال على المتآمرين ضده – تعيش أسوء أيامها فحلم أردوغان في عودة الإمبراطورية العثمانية ونصب نفسه كسلطان لها وبالنتيجة سحق جميع الشعوب , الطوائف ,المذاهب و الأديان الأخرى التي تعيش في تركيا والاستمرار في سياسة اللغة الواحدة , العلم الواحد , والرئيس الواحد هذه السياسة أوصلت تركيا إلى مرحلة لا تحسد عليها هذا من الناحية الداخلية،

.

أما من الناحية الخارجية فالوضع التركي ليس بالأفضل من الداخلي فالرد الذي جاء من أمريكا قبل أيام على سؤال اردوغان عندما طلب الاختيار بينه وبين الكرد يؤكد ذلك، ومن جهة اهرى مساعدة تركيا لمرتزقة داعش داخل سوريا لم تعد خافياً على احد ودعمها للإرهاب داخل سوريا هي التي تدعو دعمها للثورة السورية كل ذاك الدعم والمخاوف التركية هي من قيام كيان كردي في الشمال السوري أي منطقة روج آفا مما سيزيد من وتيرة نضال الكرد في شمال كردستان أو كما قسمتها دول الاحتلال إلى مناطق من تركيا.
.
نعيش هذه الأيام الذكرى الثامنة عشر للمؤامرة الدولية على القائد الكردي عبد الله أوجلان وما تثبته الوقائع بان النصر لم يكن حليف كل تلك القوى المتآمرة والتي أرادت باعتقال أوجلان التخلص من القضية الكردية وقبر الكرد وكردستان ولكن المؤامرة انقلبت على المتآمرين وها هي الثورة الكردية تكبر يوماً بعد يوم وتحرق من يعترض طريقها، فبلا شك المنتصر هنا هي الإرادة الحرة والرغبة في الحرية للشعب الكردي .. المنتصر هو اوجلان مع أن المسيرة ما تزال مستمرة ..

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر