نداء وبيان تفصيلي بمسار التفاوض في قضــيـة أبناء محافظة الســـويداءالمـخـتـطـفـيـن في محـــافظة درعـــــا

بيانات سياسية 22 يونيو 2013 0
+ = -

 

إلى أهلنا في محافظة درعا ..

إلى شركائنا في الأهلية والجيرة والوطن …

لقد بذل بعض النشامى من أبناء المحافظتين قصارى الجهد الممكن والمتاح لأجل إنهاء قضية اختطاف أبناء السويداء لدى فصيل عسكريّ في محافظة درعا .. ولم يفلح هذا الجهد حتى الآن  .. حيث عمد الخاطفون إلى مطالب واهمة .. واشتراطات تعجيزية .. بهدف بثّ الفتنة بين الأهل.. وتعميق الهوّة التي نشأت ملامحها بمثل هذه الافعال غير المسؤولة ..

ولأجل أن لا نكون قد فوّتنا كل سبل الحل .. ولأجل أن نبحث عن حلول ممكنة لم نكن نراها .. فإننا قد ارتأينا أن نضع كل مجريات التفاوض بين أيديكم .. وصولا إلى ما انتهت إليه .. علّنا نبذل المزيد من التعاون لأجل حلّ هذه القضية .. ونحن على ثقة بأنكم لن تسمحوا لغرباء عن المنطقة والوطن .. بأن يرسموا مستقبل العلاقة بين أبنائنا .. من  خلال عبثهم بأدبيات حسن الجوار ، وتشويههم للعلاقة الوطنية والأهلية الطيبة التي تربطنا .. ولا أن ينصّبوا أنفسهم متحكمين بالسّلم الأهلي  بيننا تحت اسم الحق أو الإله .. لطالما أنّ هذه المعايير والمقاييس تخضع لمزاجيتهم  .

فبعد أن  حنثوا بالوعد بتسليم المختطفين .. مقابل المحتجزين الذين تم ارتهانهم في السويداء من قبل بعض المتحمسين من أبناء السويداء كردّ فعل مباشر على عملية الاختطاف الجماعي التي حدثت في قرية الثعلة  ..

وبعد أن تعامل رجالات السويداء وفي مقدمتهم فضيلة أحـد شيوخ العـقـّال بحسن نيّة تفترضها علاقات الأهلية بيننا .. فأطلقوا المحتجزين .. على أمل أن يبادلوهم الطيب بالطيب ..

على عكس ما فعله الخاطفون الذين لم يجدوا أسهل عليهم من حنث الوعد ، ووضع الاشتراط تلو الاشتراط .. دون أن يبادروا بأي فعل إيجابي .. يصون السلم بين بلداتنا المتشابكة .. وكأنهم يعمدون إلى إشعال نار فتنة لا تنطفئ ..  ، بعد كل ذلك أخذوا يتلاعبون بكل فرص الحل ، وبكل الجهود التي بذلت لأجل إيجاد مخرج آمن  يحفظ حياة المختطفين ، ويحفظ المودة بين المحافظتين ..وفقا للتسلسل التالي :

1-    طالبوا بإطلاق سراح المعتقلات من محافظة درعا لدى سجون السويداء … وكأن هناك منطقة أو سلطة أدبية أهلية  في كل الوطن تملك الخيار بتحرير أي معتقل .. وكأن المعتقلات هنّ تحت سلطة أهالي السويداء ، ولسن في سجون الدولة ..

2-    طالبوا بأن يضع أهل السويداء حدّا لمن وصفوهم بشبّيحة النظام .. سعيا لتصدير الفتنة إلى عمق المحافظة .. متجاهلين أن الطبيعة السكّانية في السويداء وصلات القرابة ، واحترام  كرامات الناس هي الضامن حتى اليوم . لعدم إهراق الدم بين الأهل .. عدا عن أن كل أهالي السويداء يتشاركون الواجب في السعي لخدمة الضيوف من كل سوريا ، على اختلاف آرائهم السياسية .. ويتسابقون في إثبات الهوية الوطنية للمحافظة .. وفق توافق على عدم السماح للخلاف السياسي بأن يفتح حمّام دم لن يتوقف في السويداء لدهور حتى لو توقف في كل الوطن ..

3-   ثم طالبوا بأن يقوم أهالي السويداء بسحب أبنائهم من العسكرية .. وكأن جيش النظام مؤلف فقط من أبناء السويداء ، وليس فيه حتى اليوم أكثر من 70% من ( وعذرا للمصطلح ) الأكثرية السنيّة .. وببساطة أجبناهم  عندما لانعود نرى أي عسكري من درعا …أو من دمشق أو من دير الزور أو من الرقة او الحسكة أو حلب أو إدلب .. سيكون سهلا علينا  فعل ذلك .. !!

4-   بعد ذلك  طلبوا أن تثور السويداء ، وأنهم في اليوم الثاني للثورة في السويداء سيطلقون المختطفين .. وقد أخذت هذه المحطة وقتا طويلا .. وقد كان ردّنا مكوّنا من عدة نقاط أبرزها ..                                 أ- أن أهالي السويداء أحرار في الطريقة التي يختارون بها آليتهم في المشاركة بالأحداث ، وقد كانت سبّاقة في كل طرق التعبير السلمي والحضاري عن مطلبها بالتغيير منذ أوّل أيام الثورة حتى الآن ..إلا أنها ترى أن خسارة أي سوري هي خسارة للوطن لذلك لم تشأ أن تفتح أبوابا للدم واختارت – أسوة بمدينة حماة ، ومدينة إدلب ، ومدينة الحسكة ، ومدينة السلميّة ، ومدينة طرطوس وغيرهم ..- أن تكون ملاذا آمنا لكل السوريين ، وعملت على هذا بكل طاقاتها ، لا بل وفوق طاقاتها ، إذ أن محافظة فيها من السكان ما يقل عن أربعماية ألف نسمة ، تحتضن من الضيوف من كل سوريا أكثر من مائة وثلاثين ألفا ، ولا تستحصل على الدعم من أي جهة كانت سوى من أبنائها المقيمين والمغتربين ، تتحمّل مسؤولية كبيرة وخانقة ، في هذه الظروف الاقتصادية الضيقة .. ويكفي أنها لم تتذرع بوجود الضيوف كحجة لاستعطاف أي جهة ، كان يكفيها فخرا انها تساند الضيوف على حفظ كرامتهم بين أهلهم ، وكان خير دليل على ذلك بأصغر مقارنة بين حال الضيوف في السويداء ، وحال اللاجئين السوريين في دول الجوار ..  

ب- إن كل أبناء السويداء يتشاركون هذا الواجب ويسعون إلى بياض وجه البلد امام ضيوفهم وأمام كل الوطن ، يتسابق على ذلك معظم الأهالي ، ومتطوّعي شباب وصبايا الهلال الأحمر ، ولجان السلم الأهلي ، وحملات الإغاثة ، وجميع الفعاليات المجتمعية الأهلية في السويداء ،وحتى من تدعونهم ( شبيّحة ) فإن هذا المصطلح لا ينطبق فعليا إلا على القلة القليلة جدا في المحافظة ، ومن كل التيارات ، وفيما عدا ذلك فإن الكل يجد أن واجبه الحقيقي يكمن في المساعدة على أن تكون السويداء ملاذا آمنا يصون كرامة وحق الضيوف على أراضيها ..

ج- أعطيناهم نماذج من مخيم الزعتري ، الذي يقوم بالتشبيح فعلا فيه شباب  ليسوا بعيدين عن اللاجئين أبدا ، حيث حوادث السطو والسلب والاغتصاب ، والمتاجرة بالقاصرات ووو ، وكلها من أفعال مَن يُفترض أنهم أهل النازحين هناك … وسألناهم ,, هل سمعتم بقصة واحدة حدثت من هذا النوع على أرض السويداء ؟

د- سألناهم ما هو النموذج الذي تم تقديمه من قبل من يدعون أنفسهم زعماء وممثليات للثورة ، كمعالجة للمشاكل التي تتراكم بعد ذلك .. فبعد أن يساهموا في شبّ نار الحماس بالأهالي ، ويتشرد العالم ، يصبح شغلهم الشاغل ملف نازحين ، ومصائب نزوح ، وبعض المسلحين يرفعون السلاح بوجه الأهالي ، ويسرقون الخيرات ، وينهبون قوت السكان تحت اسم الثورة ، وكان قمح الحسكة ونفط دير الزور وريف الرقة نموذجا … باختصار ، لن نساهم على تحويل بلدتنا الآمنة إلى ملفات إغاثة ونزوح ، يتاجر بها أهل المصالح والمسترزقين من مصاب الوطن ..

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر