نشطاء دخلوا عالم الصحافة ليصبحوا صحفيين لا يقلون شأنا عن أصحابها الحقيقيين

تقارير خاصة 18 فبراير 2016 0
نشطاء دخلوا عالم الصحافة ليصبحوا صحفيين لا يقلون شأنا عن أصحابها الحقيقيين
+ = -

كوردستريت- سامية لاوند

.
ما السبب الذي دعا الكثير من النشطاء والمواطنين في مجالات مختلفة، وبمهن متعددة إلى التحول الشبه كلي للعمل كمواطنين صحفيين في مجال الإعلام ومزاولته؟ هل البديل يعود إلى الحاجة الإعلامية والمجتمعية في سد الفراغ في هذا المجال أم يعود لحبهم لها أم أنهم دخلوه بمحض صدفة.

.
فمن المعروف أن بدء الثورة السورية كانت تعاني من غياب أو تغيب الصحافة الحقيقية التي تعكس هموم المواطن وبالتالي كم الإعلاميين الموجود مسبقا لم يكن ليستطيع تغطية تطورات أحداث الثورة السورية وانعكاساتها المجتمعية والثقافية والإنسانية ليتحول كل من يمتلك حس المسؤولية إلى البحث عن أدوات للتعبير عن واقع تدفعه المتغيرات نحو الأسوأ وانعكاسات هذه المتغيرات على المجتمع.

.
لم يكن ليتغيب عن موقع كوردستريت الإعلامي اللقاء بمجموعة من هؤلاء النشطاء الذين تحولوا إلى صحفيين، ولم يكن بعيدا عنهم ليتقنوه كصحفيين مختصين، ولمعرفة سبب دخولهم هذا العالم البعيد عن اختصاصاتهم المتعددة كان لقاءنا مع عدة مراسلين لمواقع مختلفة كـ روداو وباسنيوز وإذاعة هيفي وكذلك وار تيفي واتحاد الطلبة والشباب الديمقراطي.

.
بداية كان لقاء مراسلة كوردستريت مع الصحفي سعيد قاسم المختص في مادة اللغة العربية الذي أصبح مراسل لعدة مواقع كشبكة ولاتي، مجلة سكون، المدن وإذاعة هيفي، يقول سعيد :” شخصيا تحولت في نهايات 2012 من مجال عملي كمدرس للغة العربية إلى العمل كمواطن صحفي لسبب يتعلق بتأثر العملية التربوية بحالة الفوضى التي عمت البلاد، و بالتالي غياب النظام التربوي الذي يهيئ للمدرس المناخات المناسبة للقيام بدوره كمربي وكمعلم يسعى إلى غرز القيم التربوية والأخلاقية “.

.
فيما أضاف أيضا :” توفر الإعلام البديل جعلني أرى العمل كمواطن صحفي يمكن أن يخلق لي فضاءً يمكنني من خلاله المضي في الرسالة الإنسانية التي واظبت على الالتزام بها طيلة عشرة سنوات من العمل في السلك التربوي، حيث كان إلقاء الضوء على المعاناة اليومية للأهالي وبوجه خاص في المناطق الكردية التي كانت سريعة التأثر سلبيا لاستمرار أمد الأزمة كون الشعب الكردي في سوريا عانى الحرمان والتهميش من قبل نظام البعث على مر العقود الماضية بالإضافة إلى إنتاج ظواهر مجتمعية وإنسانية وبيئية خطيرة مترافقة من استمرار الأزمة السورية”.

.
فيما رغبة الصحفية برخودان بلو في توصيل صوت المرأة الكوردية إلى العالم كان هاجسا لدخولها هذا العالم ، تقول :” منذ صغري أنا أعشق مهنة الصحافة ورغم دراستي للعلوم الإنسانية إلا أن هاجسي في أن أوصل صوت المرأة الكوردية للعالم أجمع السبب في انخراطي بهذا العالم، فعملت في عدة وسائل إعلامية كفضائية كوردستان- كورد1 – وار”.

.
وأضافت كذلك :” إمكاناتي وخبرتي التي كانت تزداد بعد كل تجربة ساعدتني على النجاح في الفرص التي كنت احصل عليها، حيث عملت على مدى 10 سنوات كمقدمة برامج وأخبار ومحررة وكمراسلة أيضاْ ثم عيّنت مشرفة على قسم المراسلين في قناة وار الفضائية “.

.
وكذلك الصحفي في موقع باسنيوز وائل ملا رغم دراسته في العلوم الطبية إلا أنه وخلال نشاطاته الإعلامية خلال الثورة السورية جعلته يتقن ذلك، فيما كانت فرصته الأكبر في الإعلام بعد لجوءه إلى إقليم كوردستان لينقل معاناة ساكني مخيمات اللجوء ، يقول ملا :” دخولي في مجال الإعلام لم يكن محض صدفة، وبعد لجوئي إلى كوردستان العراق سنحت لي الفرصة في تنمية قدراتي من خلال الدورات الصحفية من قبل بعض المنظمات المحلية والعالمية بالإضافة للممارسة العملية من خلال التقارير والحوارات والأخبار التي كنت أوثقها في المخيمات وبين اللاجئين الكورد السوريين هناك”.

.
فيما مراسل قناة روداو الفضائية أزاد جمكاري خريج كلية الاقتصاد في جامعة حلب بدأت انطلاقته الصحفية من حادثة هجوم الأمن السوري على المتظاهرين العزل في مظاهرة سلمية تطالب بإسقاط النظام مما جعله ينقل صورة ذلك من خلال هاتفه ليلقى بذلك اهتماما عربيا وكورديا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

.
يقول أزاد :” منذ بداية الثورة السورية عملت كمراسل لعدة مواقع الكترونية ثم أصبحت مراسلا لشبكة روداو الإعلامية في مدينة ديريك “. ليركز جمكاري عمله الصحفي من مسؤول إعلامي لإحدى التنسيقيات التي أسسها مع خمسة آخرون في بدايات الثورة إلى مراسل صحفي ينقل الهم اليومي للمواطن ومعاناته بعيدا عن السياسة.

.

هكذا باتت الصحافة بشكل عام وموسع ليضم في ثناياه كل من يمتلك حب المهنة وكذلك الرغبة في نقل معاناة المواطنين بدافع الحس الوطني، ليمتلك بعدها حرية الصحفي المختص بهذا العالم الواسع.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك