نصر الله: محورنا صمد.. وسوريا تتقدم في الميدان والمصالحات الشعبية نحو انتخابات الرئاسة

ملفات ساخنة 26 مايو 2014 0
+ = -

الشرق الأوسط
جدد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، التأكيد: «إننا نريد رئيسا لا يتآمر على المقاومة، ولا يطعن المقاومة في ظهرها، يثبت على موقفه من المقاومة»، وعدّ أن الفرصة ما زالت سانحة لانتخاب رئيس لبناني جديد.

وكرر نصر الله، خلال احتفال مركزي أقامه «حزب الله» في بلدة بنت جبيل، جنوب لبنان، إحياء لذكرى تحرير جنوب لبنان والانسحاب الإسرائيلي منه عام 2000، إعلان موقف حزبه الداعم للنظام السوري. وأكد أن «سوريا ومحور المقاومة يتقدمان، والمشروع الغربي سيسقط»، متهما داعمي المعارضة باللجوء إلى «تعطيل الانتخابات بقوة الحديد والنار».

ووصف نصر الله انتصار التحرير عام 2000 بــ«الانتصار المؤسس لزمن الانتصارات الذي جاء وولت فيه الهزائم»، مؤكدا أن «المقاومة رغم كل الأحداث في منطقتنا تحافظ على قدرة الردع هذه، والمقاومة تعمل في الليل والنهار على تطوير قدرة الردع هذه، وهو ما يقلق العدو».

وفي موازاة إشارته إلى «ارتفاع وتيرة الخروقات الإسرائيلية في الفترة الأخيرة، على الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة»، شدد على أن «المقاومة لن تسكت على أي اعتداء على أحد من شعبنا على الحدود الدولية، وهي تملك من الشجاعة والقدرة والحكمة والحسابات الدقيقة ما تستطيع به أن تمنع هذا الواقع الذي يريد أن يكرسه العدو على الحدود».

وفي الشأن الرئاسي اللبناني، أكد نصر الله «تمسكنا بالمعادلة الذهبية، معادلة الجيش والشعب والمقاومة»، لافتا إلى أن «هذا المضمون موجود في البيان الوزاري الحالي، والبعض يقف عند الكلمات، لكن المهم المضمون، وأن يمتلك لبنان هذه القدرة لحماية البلد، في الوقت الذي ندعم فيه تعزيز قدرات الجيش».

ودعا إلى أن «نتعاطى مع المرحلة الدقيقة والحساسة بهدوء، وأن نحافظ على هذا المستوى من السلم الأهلي، وأن نبذل جميعا الجهد لتقصير المسافة الزمنية، وأن يكون لدينا رئيس منتخب في أقرب وقت، وأن لا ينتظر أحد متغيرات إقليمية».

وعدّ نصر الله أنه «ما زال هناك فرصة داخلية لانتخاب رئيس قوي وقادر على حفظ الاستقرار والسلام، ويتمتع بحيثية شعبية حقيقة، وقادر على طمأنة القوى السياسية والمساعدة ليتجاوز لبنان هذه المرحلة الصعبة محليا وإقليميا ودوليا»، مشيرا إلى أن «هناك تفاوضا جديا بين تكتل التغيير وتيار المستقبل».

ولفت نصر الله إلى أن «ما حصل حتى هذه اللحظة هو ترشيح تحدٍّ (في إشارة لترشح رئيس حزب القوات سمير جعجع) لقطع الطريق على ترشيح جدي (ترشح النائب ميشال عون) تجري مناقشته في الأروقة الوطنية»، كاشفا أنهم «لم يريدوا انتخاب رئيس، كانوا يريدون التمديد للرئيس (ميشال سليمان) ومن أجل هذا التمديد قدمت إغراءات كثيرة، وما جرى تقديم ترشيح تحدٍّ، وتعطيل انتخاب الرئيس من أجل التمديد».

وشدد نصر الله على «أننا نريد رئيس جمهورية بأسرع وقت ممكن»، موضحا: «لا نبحث عن رئيس يحمي المقاومة في لبنان؛ المقاومة في لبنان تحمي الدولة والشعب والوطن والكيان، وتحمي السيادة وتحمي الأمة».

وفي الملف السوري، رأى نصر الله أنه «اليوم يتضح المشروع أكثر، ومع الوقت ستتضح الصورة أكثر، بأن الهدف مما يجري في المنطقة هو تقسيمها ليس فقط على أساس مذهبي أو طائفي أو عرقي بل على أساس إمارات وقطاعات لكل جماعة مسلحة». واتهم «أميركا والغرب بأنهم يأتون بكل الإرهابيين من كل أنحاء العالم، يقدمون لهم التسهيلات والتسليح والنفقات والإعلام والغطاء السياسي، ويأتون بهم إلى سوريا ليدمروا سوريا ويدمروا محور المقاومة الذي بات يهدد أصل المشروع الصهيوني».

ورأى أنه «تبين بوضوح أن الذين جيء بهم لتهديد سوريا أصبحوا يهددون الجميع، والعالم وجد أن سوريا ومحور المقاومة لم يسقطا، ومن جاء بهم بعضهم يعود إلى أوروبا وهذا تهديد للأمن الأوروبي»، مشيرا إلى «انكشاف الدور الإسرائيلي في الأحداث السورية والأمور (صارت عالمكشوف)، علاقات سياسية ولقاءات سياسية مع الإسرائيلي، التعاون على حدود الجولان، المساعدة اللوجستية، المساعدة النارية، أهداف يقصفها الجيش الإسرائيلي لمصلحة المعارضة المسلحة».

وأكد أمين عام «حزب الله» أن «الميدان يبقى العامل الأساسي، وصمود سوريا قيادة وجيشا وشعبا». وقال: «سوريا صمدت وتماسكت، ومحور المقاومة صمد وتماسك، أن يحقق المشروع الآخر انتصارا حقيقيا أو حاسما انتهى، سوريا ومحور المقاومة يتقدمان، سوريا تتقدم في الميدان وفي المصالحات الشعبية وفي المزاج العام والمراجعة الداخلية، تتقدم نحو الانتخابات الرئاسية.. والآن هم يلجأون إلى تعطيل الانتخابات بقوة الحديد والنار».

وشدد نصر الله على أن «سوريا ستنتصر، ومحور المقاومة سينتصر، وهذه الأمة لن تسمح للمشروع الأميركي بأن يفرض جدوله وأهدافه علينا، وسيأتي اليوم الذي يقف فيه الجميع يشكرون سوريا لصمودها وانتصارها، لأنهم سيكتشفون ماذا منعت سوريا من تداعيات، حتى الحكومات التي تآمرت على سوريا ودفعت الأموال، وكذلك في لبنان، كل الذين انتقدونا حول التدخل في سوريا».
وكان عدد من المناطق اللبنانية، شهد أمس، سلسلة احتفالات حزبية وشعبية بذكرى «المقاومة والتحرير».

وقال رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، إن «هذه الذكرى العزيزة على قلب كل اللبنانيين تطل علينا وسط ظروف دقيقة يمر بها الوطن، مع عدم تمكن المجلس النيابي من انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية»، وعدّ أن «هذا الوضع يحتم علينا استنفار كل الهمم لتحقيق التوافق السياسي بأسرع وقت، واليوم قبل الغد».

وشدد سلام على أن «صورة التحرير لا تكتمل إلا بتحقق الأمن والأمان وتحصين الوطن وسط الارتدادات الإقليمية التي ينوء تحتها، وفرحة التحرير لا تكتمل إلا بعودة الحياة الديمقراطية إلى شرايين جميع المؤسسات الدستورية. وهذا لن يتحقق من دون انتخاب رئيس للجمهورية ومجلس نيابي ونهضة وطنية ينتظرها اللبنانيون منذ عقود».

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك