نص رسالة الدعوة الموجهة من رئيس مجلس الأمن الدولي «بان كي مون» الى رئيس الائتلاف «أحمد الجربا» لحضور مؤتمر جنيف

بيانات سياسية 10 يناير 2014 0
+ = -

السيد أحمد الجربا
رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

في ظل المعاناة الإنسانية الصارخة والدمار الواسع في سوريا، بما في ذلك التدهور الخطير وغير المسبوق لوضع حقوق الإنسان في سوريا، وانتهاكات القانون الدولي الإنساني وخطورة تعميق الصراع وتأثيره على استقرار المنطقة، فإنه من الملحّ أن يتم التوصل إلى تسوية سلمية بأقصى سرعة ممكنة.
إن الطريق لتحقيق مثل هذه التسوية قد تم وضع خطوطه العامة في بيان جنيف بتاريخ 30 حزيران/ يونيو 2012 ( الملحق 1 ) ، والذي تم تبنيه بالإجماع عبر قرار مجلس الأمن2118 بتاريخ 22 أيلول/ سبتمبر 2013 . دعا مجلس الأمن لعقد مؤتمر لتنفيذ بيان جنيف بأسرع وقت ممكن. منذ مبادرة كل من السيد وزير خارجية روسيا الاتحادية معالي الوزير سيرغي لافروف والسيد وزير الخارجية الأميركية معالي الوزير جون كيري بتاريخ 7 أيار/ مايو 2013 حيث تم عقد مجموعة من الاجتماعات التشاورية التحضيرية المكثّفة.

وبالنتيجة، أقوم حالياً بالعمل على عقد مؤتمر جنيف حول سوريا، ومن دواعي سروري أن أدعو وفداً يمثل المعارضة السورية للمشاركة في هذا المؤتمر.
يهدف المؤتمر لمساعدة الأطراف السورية على إنهاء العنف والخروج باتفاق شامل على تسوية سياسية تطبّق بيان جنيف بالكامل مع الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سوريا. يتضمن بيان جنيف مبادئ وتوجيهات عامة حول عملية انتقالية بأيادي سورية، من خلال عدد من الخطوات الأساسية، تبدأ بالاتفاق على جسم حاكم انتقالي يتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، يتمّ تشكيله بتوافق من الطرفين. وكما يذكر بيان جنيف فإنه يتوجب الحفاظ على المؤسسات العامة واستعادة دورها. هذا الأمر يتضمن أيضاً الأجهزة العسكرية والأمنية وأجهزة المخابرات. يجب على جميع مؤسسات الدولة والدوائر الحكومية أن تؤدي عملها بمهنية وبما يتوافق مع معايير حقوق الإنسان، وأن تعمل تحت قيادة عليا تكرّس الثقة العامة وتحت سلطة الجسم الحاكم الانتقالي.
سينعقد مؤتمر جنيف حول سوريا برئاستي، ويُستهلّ باجتماع دولي عالي المستوى يستمر لمدة يوم واحد وينعقد في مدينة مونترو/ سويسرا بتاريخ 22 كانون الثاني/ يناير 2014 عند الساعة التاسعة صباحاً. سيكون الهدف من حضور المشاركين الدوليين للمؤتمر إظهار دعمهم الحقيقي لعملية مفاوضات بنّاءة بين الأطراف السوريين المشاركين في المؤتمر.
سيقوم المبعوث الدولي المشترك الأخضر الابراهيمي بتيسير المفاوضات بين الطرفين السوريين، والتي ستتبع الجلسة الافتتاحية مباشرةً حيث ستُعقد المباحثات في مدينة جنيف بتاريخ 24 كانون الثاني/ يناير 2014 . أما بالنسبة للاجتماعات التي ستلي ذلك فإنها ستُعقد وفقاً لخطة العمل التي سيتم الاتفاق عليها. وبالنسبة للأطراف الدولية المشاركة فإنها قد تستأنف مداولاتها رفيعة المستوى عندما يتطلّب الأمر ذلك.
لقد دعا مجلس الأمن الأطراف السورية إلى الانخراط جديّاً وبشكلٍ بنّاء في مؤتمر جنيف حول سوريا، وأكّد على أهمية أن تكون الأطراف واسعة التمثيل وملتزمة بتطبيق بيان جنيف للوصول للاستقرار وتحقيق المصالحة. إن مشاركة المرأة بشكل فعّال وكامل ضمن الوفود هو أمر أساسي وواجب لتحقيق التوافق مع بيان جنيف نفسه وكذلك مع قرار مجلس الأمن رقم 1325 لعام 2013 (الملحق 2)
أنتظر منكم الرد بتثبيت حضوركم، وكذلك القائمة الخاصة بأسماء أعضاء وفدكم والمستشارين فيه بأسرع وقت ممكن. إن تثبيت المشاركة سيُعتبر بمثابة التزام بأهداف المؤتمر المذكورة أعلاه، وفقاً لبيان جنيف، وبالتحديد المبادئ والخطوط التوجيهية لعملية انتقال السلطة بأيدٍ سورية. ستجدون مرفقاً القواعد الأساسية للمؤتمر (الملحق 3) سيقوم مكتب المبعوث الخاص المشترك بتقديم المعلومات الفنية اللازمة عند توافرها. سيقوم المبعوث الخاص المشترك وفريقه بتمثيلي وبالنيابة عني بالقيام بمجموعة مشاورات معكم للتحضير للمؤتمر.
لقد طال أمد الصراع في سوريا، واستهلك الكثير من تضحيات الشعب السوري. يتوجب على الحكومة وعلى جميع الأطراف السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة من الصراع بشكل كامل وفوري.
يجب أن تتوقف جميع الهجمات التي تستهدف المدنيين. وعلى جميع الأطراف أن تعمل على إنهاء كافة أشكال الأعمال الإرهابية. إن مؤتمر جنيف يُقدّم فرصة فريدة لتحقيق هذه الأمور.
أرغب بالتأكيد لجميع الأطراف على الحاجة للتحلي بحسّ عالي من المسؤولية والمرونة، كي نستطيع إعادة السلام وتحقيق الانتقال المنشود للسلطة وفق بيان جنيف بحيث يطبق بطريقة تحقق تطلعات الشعب السوري.
مع تحياتي
بان كي مون
6 يناير 2014

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك