نيويورك تايمز: هل ترامب عميل للمخابرات الروسية؟

صحافة عالمية 18 يوليو 2018 0
نيويورك تايمز: هل ترامب عميل للمخابرات الروسية؟
+ = -

كوردستريت|| الصحافة

.

 شنَّ الكاتب الأمريكي توماس فريدمان هجوماً عنيفاً على الرئيس دونالد ترامب، عقب قمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، والتي عُقدت أمس الاثنين، واصفاً إياه بأنه يقف مع زعيم روسيا ضد أمريكا، ومتسائلاً عما إذا كان ترامب ينتمي إلى المخابرات الروسية.

وتابع فريدمان، في مقال له بصحيفة “نيويورك تايمز”، قائلاً: “منذ بداية إدارة ترامب، قالت المخابرات الأمريكية والمباحث الفيدرالية، إن روسيا تدخلت بالانتخابات الأخيرة، غير أن ترامب كان يردُّ على هذه التقارير إما بمهاجمة سلفه باراك أوباما، أو الديمقراطيين؛ لكونهم كانوا متساهلين جداً، دون الإجابة عن تقارير تدخُّل روسيا في العملية الديمقراطية بشكل لم يسبق له مثيل”.

.

وأضاف أن “هذا السلوك المنحرف من قِبل الرئيس الأمريكي جاء خلافاً للمصالح الأمريكية وقيمها، إنه يؤدي إلى استنتاج واحد فقط؛ وهو أن ترامب ينتمي إلى المخابرات الروسية”.

.

كل ما حدث في هلسنكي، يقول الكاتب، يعزز هذا الاستنتاج، “هناك أدلة دامغة على أن رئيسنا، للمرة الأولى في تاريخنا، يتعمد أو عن طريق الإهمال أو بسبب شخصيته الملتوية، خيانة أمريكا. سلوك ترامب يهين اليمين التي أداها لتسلُّم منصبه، الذي يوجب عليه حماية والدفاع عن دستور الولايات المتحدة”.

.

واعتبر فريدمان أن ترامب تخلى عن هذا القَسم في قمة هلسنكي، ولم يعد أمام الجمهوريين إمكانية الهروب والاختباء من تلك الحقيقة، كل واحد من المشرعين الجمهوريين ينبغي له أن يسأل نفسه هل هو مع ترامب وبوتين؟ أو هل هو مع موقف الاستخبارات الفيدرالية والمخابرات الأمريكية؟

وتابع الكاتب: “أكثر الأمور سوءاً، أمس، في هلسنكي، عندما سُئل ترامب إن كان يعتقد بصحة النتائج التي توصلت لها وكالات الاستخبارات الأمريكية، بأن روسيا قد تدخلت واخترقت الانتخابات الأمريكية، حيث رد على هذا السؤال بالقول: (لا أرى سبباً لذلك)، لقد رمى ترامب بنتائج عمل الاستخبارات الأمريكية وراء ظهره”، كما يقول فريدمان.

.

ويضيف أن “ترامب ببساطة، مهووس بجنون ما حدث في الانتخابات الأخيرة. وحقيقةً، إنه قد لا يكون متواطئاً مع الزعيم الروسي، ولكنه الآن رئيس وعليه تقع مسؤولية ضمان معاقبة الروس على تدخُّلهم في الانتخابات الأخيرة بأمريكا، هذا ما تمليه عليه وظيفته”.

هناك رسالة واحدة فقط كان يجب أن يرسلها ترامب إلى بوتين في هلسنكي، كما يقول الكاتب، مفادها: “لقد هاجمتَ ديمقراطيتنا، وكذلك ركيزتين أساسيتين للنظام الاقتصادي والأمني العالمي اللذين حافظا على السلام وعززا الرخاء منذ الحرب العالمية الثانية: الاتحاد الأوروبي والناتو”.

.

ويتابع فريدمان: “كان يجب على ترامب أن يقول لبوتين: سنراقبك من الآن وحتى انتخابات منتصف المدة، أنا متأكد من أنك تعرف التاريخ وعليه يجب أن تتصرف بشكل جيد، سنتحدث مرة أخرى في ديسمبر 2018 عن أي شيء تريده؛ أوكرانيا، سوريا، القرم أو الحد من التسلح”.

ويقول الكاتب إنه وخلال السنوات الأخيرة، استولى بوتين على شبه جزيرة القرم، وغزا أوكرانيا سراً، وقدَّم الصواريخ التي أسقطت الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا، وأدى قصف طائراته إلى تشريد عشرات الآلاف من السوريين إلى أوروبا، كما قتلت أجهزته الأمنية امرأة بريطانية بعد أن تعاملت مع غاز أعصاب روسي كان مخصصاً لاغتيال عملاء روس سابقين في إنجلترا.

.

الأهم من ذلك، أن بوتين أطلق هجوماً إلكترونياً على العملية الانتخابية الأمريكية، بهدف إيصال ترامب إلى السلطة، سواء تم ذلك بتواطؤ مع ترامب أو من دونه؛ ما أدى إلى بذر بوادر انقسام بين المواطنين الأمريكيين.

ويؤكد الكاتب أنه ليس لدى وكالة الاستخبارات الأمريكية أي شك في أن روسيا تدخلت بالانتخابات الأمريكية من أجل تقويض الروح التنافسية فيها.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك