نيويورك تايمز: 100 يوم من دون ترامب على تويتر: أمة هادئة أكثر

صحافة عالمية 21 أبريل 2021 0
نيويورك تايمز: 100 يوم من دون ترامب على تويتر: أمة هادئة أكثر
+ = -

كوردستريت || الصحافة

 

كتبت سارة ليال في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية مقالة تناولت فيها حظر موقع “تويتر” للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وانقسام الجمهور الأميركي بين مؤيد ومعارض، حيث عدّه البعض نوعاً من الرقابة المسبقة.

وقالت الكاتبة إن هذا الصوت اللطيف الذي يسمعه غاري كافالي هذه الأيام من توتير، هو صوت الصمت، وخصوصاً صمت الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال السيد كافالي، 71 عاماً، وهو واحد من الذين انتهت متابعتهم للسيد ترامب بعد حظر تويتره الدائم له في كانون الثاني / يناير 2021، إن “ضغط دمه قد انخفض 20 نقطة”. وأضاف أن عدم اضطراره لقراءة تغريدات ترامب الكاذبة قد جعل حياته أكثر سعادة بكثير.

وأشارت الكاتبة إلى أنه يبدو أن ترامب كانه كان بالأمس فقط، أو ربما منذ فترة طويلة، يتمايل في أروقة توتير كما لو كان يمتلك المكان، ويمدح نفسه ويشوه سمعة أعدائه، في تغريدات ألهبت وأرعبت الأمة بدرجات متفاوتة. لكن كل ذلك انتهى في 8 كانون الثاني / يناير الماضي، بعد يومين من قيام حشد غاضب نتيجة تصريحاته المحرضة باقتحام مبنى الكابيتول في محاولة سيئة التصوّر لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية.

وأضافت الكاتبة أنه مرّت مائة يوم على بداية حظر ترامب، وهي خطوة أثارت أسئلة حول حرية الكلام والرقابة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وأغضبت المؤيدين الجمهوريين لترامب وزادت من غضب الرئيس السابق ترامب الذي لا يزال يرفض حقيقة أنه خسر الانتخابات. لكن بالنسبة للكثيرين من منتقدي الرئيس السابق، فإن غياب القصف اليومي من الكلام الرئاسي المثير للقلق يجعلهم يشعرون بالعودة إلى الحياة الطبيعية أكثر من أي شيء آخر في عام 2021.

وقال ماريو مارفال، 35 عاماً، وهو محارب سابق في سلاح الجو الأميركي ومدير برنامج، إن حظر تويتر لترامب يسمح له بالنوم بشكل أفضل ومعرفة كم أصبح باله فارغاً.

أما بالنسبة لأستاذ الموسيقى في بلدة بلومسبرغ بولاية بنسلفانيا، مات ليتشي (29 عاماً)، إن تعليق ترامب على تويتر أشبه ما يكون بتنقيه الهواء، كأنك كنت تعيش في مدينة تختنق بالضباب الدخاني، وتستيقظ فجأة فترى السماء زرقاء والطيور تغني، ويمكنك تنفس هواء نظيف وغير سام.

لكن بالنسبة للملايين من أنصار ترامب، فإن صمته يعني خسارة بطلهم المفضل وسلاحهم الأكبر في المعركة ضد اليسار.

وقالت كيلي كلوبس، 39 عاماً، وهي مديرة أعمال من جنوب ويسكنسن، “أفتقد صوته القوي والمحافظ والمعبّر عن رأي على توتير”. وأضافت أنه سمح للآخرين بحرية الكلام والتعبير عن آرائهم ولم يتم حظرهم، وأنه إذا لم يكن الحظر سيشمل الجميع، فلا يجب القيام به.

وقالت الكاتبة إنه حتى في منتدى معروف بتحويل الخلافات الصغيرة إلى عداء كبير، فإن تغذية ترامب على تويتر كانت فريدة بسبب حجمها الهائل. فمنذ عام 2009، عندما نشر أول تغريدة له قائلاً: (تأكد من استماع ومشاهدة دونالد ترامب في وقت متأخر الليلة مع برنامج ديفيد ليترمان، فهو يقدم الليلة قائمة العشرة الأوائل!)، وحتى 8 كانون الثاني / يناير من هذا العام، عندما نشر آخر تغريدة له قائلاً:(لن أذهب إلى حفل التنصيب في 20 كانون الثاني / يناير)، قام ترامب بالتغريد أكثر من 56000 مرة، بحسب الأرشيف الالكتروني لمنشوراته. وقد غرد هذه التغريدات غالباً في بعض الصباحات وهو في منصب الرئاسي، إلى درجة كان يصعب تصديق أنه كان يفعل أشياء أخرى كثيرة غير التغريد.

وكانت هناك التغريدات الرئاسية. مثل تلك التي توقع فيها أنه إذا كان سيقاتل جو بايدن، فإن بايدن “سينزل بسرعة وصعوبة، وسيبكي طوال الطريق”. كما وصف ميريل ستريب في تغريدة بأنها “واحدة من أكثر الممثلات المبالغ بها في هوليوود”. وفي تغريدة أخرى اتهم الرئيس السابق باراك أوباما بالتنصت عليه. أو تلك التغريدة التي يتباهى فيها بأن “الزر النووي” الخاص به كان “أكبر وأقوى كثيراً من الزر النووي لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، مضيفاً أن “الزر الخاص بي يعمل!”.

وقالت الكاتبة إنه سواء أحبب ذلك أو كرهته، إلا أنه من المستحيل تجاهل أهمية تغذية ترامب على توتير، فهي تتدفق من المنصة مباشرة إلى روح الأمة. فتغريداته تنقل وتحلل ويثنى عليها ويتم السخرية منها في وسائل الإعلام وعلى الانترنت، حتى أن غالباً ما يقول الناس إنهم لا يصدقون أنه قال هذا الكلام.

أما بالنسبة لخصومه، فإن هذه التغريدات هي نوع من الضرورة الماسوشية للقراءة من أجل إثارة الغضب.

وقال سيث نورهولم، الأستاذ المساعد في علم النفس في جامعة ولاية واين للطب في ديترويت والخبير في ما توتر ما بعد الصدمة، إن تويتر قد منح ترامب منتدى على مدار الساعة للتعبير عن قرفه وغضبه، قناة مباشرة من هويته إلى الانترنت. وقال البروفيسور نورهولم إنه في كل مرة استخدم فيها ترامب الأحرف الكبيرة في تغريدته، كان الأمر كما لو كان “معتدٍ يصرخ بتصريحات مهينة “للشعب الأميركي.

وأضاف أن ترامب قد رفض الرحيل بهدوء. بل جعل له مكتباً رئاسياً في المنفى في مارالاغو، منتجعه في فلوريدا، لإصدار بيانات على ورق شبه رئاسي ومراكمة السخرية من الجمهوريين الذين يعتبرهم غير موالين بشكل كافٍ.

ورأت الكاتبة أن الكثير من الجمهوريين لا يزالون متعلقين بكل كلمة يقولها ترامب. لكن آخرين يقولون إنه من دون تويتر أو الرئاسة، أصبح صوت ترامب شبه عاجز.

وقال جورج كونواي، المحامي الجمهوري المناهض لترامب، “إنه لا يتصرف بطريقة منطقية ومنضبطة من أجل تنفيذ خطة. عوضاً من ذلك، هو يحاول الصراخ بصوت عالٍ قدر استطاعته، لكن المشكلة تكمن في أنه في القبو، ولذا فهو مجرد صوت مثل صرير الفأر”.

وأشارت الكاتبة إلى أنه ليس الجميع يوافقون على حظر تويتر للرئيس ترامب. حتى بعض الأشخاص الذين ليسوا معجبين بلغة ترامب يقولون إن حظر تويتر كان رقابة واضحة، فهو يحرم البلاد من صوت سياسي مهم.

(الميادين)

آخر التحديثات
  • تابعونا على الفيسبوك

  • أتبعني على تويتر