وأضاف: “من المستحيل معرفة النظام الذي سينشأ بعد ذلك، وما الدول التي ستؤثر في النظام الجديد، وما استراتيجية مثل هذا النظام تجاه إسرائيل”.

ونقلت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير لها الجمعة عن الخبير الاستشاري قوله إن سوريا في عهد الأسد على الرغم من أنها “مثال جيد لدول معادية بشدة لإسرائيل”، لكنها لا تشكّل أي تهديد استراتيجي ضدها.

ورجع الخبير ذلك إلى عدة أسباب، منها “القدرات العسكرية المحدودة لسوريا” من جهة، و”تعزيز العلاقات السورية-الإسرائيلية من خلال التفاهمات بين إسرائيل وروسيا وعدد من دول الخليج، كالإمارات والبحرين، نظراً إلى علاقاتها المتجددة مع النظام” من جهة ثانية.

ولفت التقرير إلى تطوُّر مثير للاهتمام حدث الأسبوع الماضي عندما سقط صاروخ سوري في النقب، على بعد نحو 19 ميلاً (30 كيلومتراً) من مفاعل ديمونا النووي، ولم تعترضه الأنظمة الإسرائيلية التي تهدف إلى ذلك.

وحسب التقرير، فإن إسرائيل تعمل بحرية في المجال الجوي فوق سوريا ولبنان، وتهاجم منشآت إيرانية، وتهاجم دمشق والحدود السورية-العراقية بالقنابل.

ووفقاً للتقرير، فإن رئيس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي تيد دويتش، وجّه سؤالًا الأسبوع الماضي إلى خبراء حول استراتيجية أمريكا في سوريا.

وسأل دويتش الخبراء: “هل توجد نهاية تترك فيها روسيا سوريا، ونهاية لخروج الأسد وإيران من سوريا؟”.

ووصف بعض الخبراء السؤال بأنه “هدف غير واقعي”، فيما أوصى آخرون “بالتعاون الأمريكي-الروسي الذي سيعطي روسيا الفرصة للبقاء في سوريا عسكرياً، ولو خرج الأسد”.

وأوضح الخبير أن إسرائيل كانت مهتمّة في بداية الحرب السورية بإسقاط النظام السوري، إلا أن استعادة الأسد بمساعدة روسية معظم المناطق التي سيطرت عليها المعارضة “أقنع إسرائيل بالتواصل مع منظمات معينة يمكن أن تخدم مصالحها المباشرة”، على حد قوله.

وأصبحت إسرائيل بعد ذلك لا تريد تغيير النظام، بل “ركزت أهدافها على منع القوات الموالية لإيران من تركيز نفسها قرب حدود إسرائيل”.

وأشار التقرير إلى أن حكم الأسد هو الضمان القانوني لقائمة طويلة من الاتفاقيات الاقتصادية التي وقّعَتها روسيا في السنوات الأخيرة والتي تشمل حقوق التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في ظل ظروف ممتازة. ويشمل ذلك اتفاق الشهر الماضي للتنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة الاقتصادية الخالصة لسوريا في البحر الأبيض المتوسط.

واعتبر التقرير أن روسيا شريك لإسرائيل أيضاً من خلال ما تؤديه من أعمال على الأراضي السورية “هدفها ترويج حلّ دبلوماسي”.

وتتجلى الأعمال الروسية تلك وفقاً للتقرير، بإعلان روسيا الأسبوع الماضي قتل 200 مقاتل “إرهابي” قرب تدمر السورية، والوساطات والتسويات والمصالحات التي تجري بواسطتها في أغلب محافظات سوريا.

وفي 22 أبريل/نيسان الجاري نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين ومسؤولين غربيين، أن إسرائيل تسامحت مع دخول آلاف المقاتلين الإيرانيين من لبنان والعراق وأفغانستان إلى سوريا، للقتال إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد، ضد الذين يسعون للإطاحة بحكم عائلته الاستبدادي.