هل الكيماوي سينقذ أم سينهي الأسد؟

آراء وقضايا 27 سبتمبر 2013 0
+ = -

خالد ديريك /

لا شك أن أستخدام الكيماوي في الغوطتين بدمشق وما خلفته من الشهداء والضحايا كان حدثا مروعا وجللا ,هز ضمير الإنسانية وبقي وصمة العار على جبين حكومات العالم المتخاذلة مع الشعب السوري

أستخدام الكيماوي في سوريا (بغض النظر عن كل الجدل المثار حول من أستخدمه)

بدأت أمريكا تحرك أساطيلها البحرية نحو الشرق الأوسط وكما حركت بالتوازي مساعيها وسياستها الدبلوماسية في محاولة حشد تأييد دولي لتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام الاسد لأن النظام هو من يملك هذا السلاح حاليا في سورية وترجيحات أميريكية ودولية تصب في أتهام الاسد بأرتكاب (مجزرة الكيماوي في الغوطتين بدمشق)

ظن العالم بأن هذه  الضربة العسكرية أتية لا محال فهي بين قوسين أو أدنى لتنفيذها  بسبب ما أثارتها هذه التحركات العسكرية والسياسية من الزوبعة الإعلامية والضجيج في الشارع وخاصة لأن أمريكا أعتبرت أستخدام الكيماوي (خط أحمر) بالنسبة لها  فهي رددت العبارة منذ بدء الثورة السورية ضد جلاد العصر (بشار الأسد)

لكن الحقيقة ليست كما ظنته المعارضة والعالم الحر بأن الأعداد الكبيرة التي خلفه الكيماوي  من الشهداء هو الذي حرك إدارة وضمير السيد أوباما ,فمنذ نحو  3 أعوام دماء سورية تسيل وتسفك بجميع أنواع الأسلحة ولم يحرك إدارة أوباما ورأي الحكومات الديمقراطية قيد أنملة

إن ما يهم الإدارة الأميركية هو تأمين السلاح الكيماوي وسحبه من يد النظام بأي طريقة كانت

1ـ لضمان عدم وصول هذا السلاح  إلى يد الجماعات الإسلامية المتشددة المحسوبة على القاعدة العدوة الأولى لأمريكا

2ـ التخلص من الكيماوي لحماية ومحافظة على أمن إسرائيل سواء من الأسد أو المعارضة المتشددة

رغم كل هذه الزوبعة والضجة الإعلامية عل مستوى العالم كان الهدف من الضربة هو حفظ ما تبقى من ماء الوجه لأوباما وإدارته بسبب وعوده المتكررة (أستخدام الكيماوي خط أحمر) وليس إلا, ولهذا كانت الضربة ستكون محددة جدأ وخاصة إذا لم يكن يتلقى أي رد من الجانب النظام  وليس كما أعتقد البعض بأن الضرية كانت ستكون مدوية وقاصمة للنظام ,أمريكا لو أرادت أن تتدخل لتدخلت منذ الأيام الأولى للثورة كما حدثت مع الثورة الليبية ,فكم من المجازر أرتكبها النظام بحق الشعب السوري والذي لم يستثني لا الشيوخ ولا الأطفال ولا النساء حتى , وكم أنواع الأسلحة من القنابل والمتفجرات والصواريخ والطائرات أستخدمه النظام ضد شعبه  وكم عدد الشهداء الذين تجاوزا 100 ألف ,وكم هو عدد النازحين على جغرافية الوطن وكم هو عدد اللاجئين في مخيمات الذل في دول الجوار وناهيك عن الذين وصلوا إلى  مختلف دول العالم ومنهم من لقوا حتفهم في البحر قبل الوصول إلى الدول الاوربية ,فهل هناك مجزرة ومحنة أكبر من الذي يعيشه السوريون الأن حتي تبادر أمريكا وحلفائها لضرب الاسد وإزاحته أم أن للقصة أمر أخر

الأتفاق الروسي الأميريكي حول الكيماوي.

الأتفاق أنقذ أوباما أكثر ما أنقذ الاسد ,وعن هذا الأتفاق يخطر ببال أي متابع  للوضع السوري عدة الأسئلة:

1ـ هل سيلتزم الأسد بهذا الأتفاق وما الضمان بعدم أستخدامه مرة أخرى ضد شعبه

2ـ هل سيتم التخلص نهائيأ من هذا السلاح متى وكيف ولماذا

3ـ الأتفاق هل حقاً هو تسليم الكيماوي مقابل عدم توجيه ضربة عسكرية ضد النظام

4 ـ ما السر في تخلي النظام عن هذا السلاح الأستراتيجي في أول تهديد قوي له

النظام لا أظنه سيلتزم بالأتفاق ولن يطبقه فتاريخه حافل بالمراوغات والمناورات والخبث فكم من الأغتيالات السياسية والعسكرية والدينية نفذه النظام ضد شخصيات سورية ولبنانية وعربية وإقليمية ولم يثبت عليه شيء وأغتيال (رفيق الحريري) مثالا ,ثم أن بين ظهرانيه يوجد حليفان له حزب الله اللبناني والمالكي العراقي  فما الذي سيضمن بعدم تهريب هذه الأسلحة لهؤلاء ,أيضا التسريبات المخابراتية الدولية والأميركية تقول بأن النظام يملك أكثر من ألف طن من هذه الغازات الكيماوية وبأنواعها المختلفة وموزعة في أكثر من  50 موقع سري  فكيف يمكن التخلص من هذه الكميات في خضم حرب ضروسة الدائرة في البلاد حاليا

نستنتج مما يلي في كل ما حدث وسيحدث:

النظام لن يتخلى عن سلاحه الكيماوي ليس من أجل المحافظة على التوازن العسكري أو مواجهة إسرائيل بل من أجل الضمان في تفوقه العسكري على المعارضة المسلحة ولفرض شروطه السياسية في أي مرحلة تفاوضية قادمة على المعارضة وحلفائها

السلاح بهذه الكمية لا يمكن التخلص منه بسهولة وبسرعة وخاصة في  الظروف الحالية فهو يحتاج إلى بيئة هادئة وخبراء ومتدربين والتعاون الكامل من جميع الأطراف وناهيك عن مخاطرها الأشعاعية والتفجيرية على الأنسان والبيئة عند حدوث  أي خلل ما

الأسد لن يلتزم بالأتفاق وسيستخدم أسلوب المراوغة والمماطلة كما حليفه الإيراني حول النووي ,والأهم من كل هذا ,الوضع الدولي هو لصالح الأسد بسبب أرتباك وتردد سياسة الإدارة الأميريكية حول الملفات  الخارجية وظهور الدور الروسي الحليف للنظام وسيطرته على السياسة الدولية. 

بقلم : خالد ديريك

فيسبوك:

https://www.facebook.com/reyan.xald?ref=tn_tnmn

 

آخر التحديثات