هل فعلا العام الأول في الزواج هو الأصعب على الإطلاق ؟،

المراة و المجتمع 08 يناير 2017 0
هل فعلا العام الأول في الزواج هو الأصعب على الإطلاق ؟،
+ = -

يقولون أن العام الأول في الزواج هو الأصعب على الإطلاق، وبناءً عليه تتحدد شكل الحياة الزوجية. لكني –وكما يليق بأي فتاة تعرف أن “القوة” تنتهي بتاء مربوطة- أردت أن أخالفهم الرأي، وعملت جاهدة كي أكسر هذه القاعدة.

الآن وبعد إتمام عام من رحلة زواجي التي أتمنى أن تدوم للأبد، أُدرك أن عامي الأول مرّ سريعا كلمح البصر.. برغم كمّ الأحداث والصعوبات التي عايشتها.

فأن يكون مقر عملِك في العاصمة، ومقر سكنِك في مدينة ثانية، ومقر جامعتِك التي تدرسين فيها الدكتوراة في مدينة ثالثة، وسكن أهلِك وذويكِ في مدينة أخرى.. يحتاج منكِ أن تكوني إحدى الشخصيات الخارقة التي يُشاهدها الأطفال في أفلام الرسوم المتحركة.

.

هذا بالإضافة إلى الثقل الذي حمّلت به كاهليكِ حين قررتِ أن تكسري القاعدة، وأن يمرّ عامك الأول في رحلة الزواج بنجاح واستقرار..

أول سنة زواج.. ليست بعبعاً كما يصورها البعض.. كل ما في الأمر أن معرفة طباع شخص وعاداته وتقبّلها والتعود عليها شيء، ومعايشة ذلك يومياً على أرض الواقع شيء آخر.

.

ستكتشفين في عامك الأول، أن الاتفاقات الأولية وتقسيم الواجبات والالتزامات بينكما، والتي حددتموها أثناء فترة الحب والخطوبة والتعارف، كانت مجرد حبر على ورق. ليس لأنه سيتراجع عما وعدك به.. لكن لأن الكلام النظري حاجة.. والتطبيق حاجة تانية خااالص..

.

يقولون أن العام الأول هو عام الخلاف.. وهذا أمر طبيعي جداً، وصحيّ أيضاً..
فالاتفاق على اقتسام المهام المنزلية، سيذهب أدراج الرياح في بعض الأحيان.. لأنك ستجدين لديكِ متسع من الوقت يكفي لأن تنجزي شيئا كُلِف به زوجك ولم يفعله بعد..

كما أن الاتفاق على عدم اللجوء لطلب الطعام من المطاعم أبداً.. سيتلاشى، وستجدين نفسك بعد فترة، وقد علّقتِ على واجهة الثلاجة، قوائم طعام لمطاعم قريبة من منزلك، وتتيح خدمة توصيل الطعام للمنازل.. لأنك – بلا ريب – ستعودين أحياناً من عملك/دراستك.. متأخرة وليس لديكِ وقت أو جهد لإعداد الطعام.

.

يقولون أن العام الأول هو عام الخلاف.. وهذا أمر طبيعي جداً، وصحيّ أيضاً.. فمن المستحيل أن يتوافق أي شخصين على وجه الأرض بنسبة 100%. ولدنا مختلفين وسنظل.

كل ما في الأمر أننا نبحث عن دوائر مشتركة وخطوط تماس ونسعى جاهدين لإيجاد حلول وسط.. وأن نخلق مساحة لتقبّل عيوب الآخر.. لكن كثيراً ما يقع الزوجان في فخ اللجوء للأهل لتقريب وجهات النظر، الأمر الذي يضفي على الخلاف صورة رسمية، ويزيد من اتساعه.

.

فكلا الأهلَين سيميلان تلقائيا لأخذ صف ابنهم/ابنتهم في الخلاف.. الأمر الذي يترك أثراً في نفس الطرف الآخر بعد انتهاء المشكلة. لتبدأ نقطة خلاف أخرى كان الزوجين في غنى عنها.

.

فالأهل بطبيعتهم يميلون للانتصار لأبنائهم.. ووقف الطرف الآخر عند حده. اللهم إلا لو وصل الأمر لحائط سد.. وقتها سيتراجع الأهل، وسيحاولون بشتى الطرق محو كل ما قالوه عن الطرف الآخر، وسحب النصائح، وتقريب وجهات النظر حتى يطردون شبح الانفصال أو الطلاق.
لذا، ولكي تعبروا عامكم الأول.. أنصحكم أن تتركوا كل اتفاقاتكم وقت الخطوبة خارج عتبة البيت، وألا تتشاجرا لأن القواعد والاتفاقات والعهود تم نقضها.. فتلك التصورات والخطط التي وضعتموها ليست دستوراً تم التصويت عليه واعتماده كدليل مقدس.

.

اسمحا لأنفسكما أن تستكشفا الطريقة المُثلى للعيش معا. اكتشفا عيوب بعضكما البعض وناقشاها وإن كانت جذرية ويصعب التخلص منها تماما؛ فارضيا معا بتقبل ما تبقى. ضعا علاقتكما في المقدمة.. واجعلاها على رأس الأولويات. (اقرأ/ي أيضاً كيف أعبّر عن مشاعري؟)

اتفقا معاً على شيء ما وتمسكا به مهما كانت صعوبته، كـ ألا تناما غاضبين مثلا أو أن يترك أحدكما البيت أثناء شجار أو عدم اللجوء للأهل أبدًا. تحدثا في وقت الصفاء –لا وقت الخلاف – عما يضايقكما وتعاتبا سوياً. اختارا معاً يوماً محدداً كل أسبوع أو أسبوعين.. لتقضياه سوياً في البيت دون عمل شيء.

.

فقط استيقظا متأخرين واسترخيا وشاهدا أفلاما خفيفة واطلبوا طعام من أي مطعم قريب حتى ولو كان “سندويتشات فول وفلافل”. هذا الأمر –وعن تجربة- يرفع الثقل الذي يتركه الجري المتواصل في دوامة الحياة عن كاهليكما ويمنحكما فرصة أكيدة للتقرب أكثر.. وطاقة إيجابية لمواصلة الحياة.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك