هل للكرد مصلحة ما في تحرير الرقة؟

آراء وقضايا 30 مايو 2016 0
هل للكرد مصلحة ما في تحرير الرقة؟
+ = -

بيار روباري

.

هذا التساؤل يطرحه الكثيرين من المراقبين الكرد، وهو في محله دون شك. ولكن ليس كل من يطرح هذا التساؤل، هدفه الغيرة على الكرد وأرواحهم. ومن هنا يمكن تقسيم هؤلاء الى مجموعتين.

.
المجموعة الإولى: هدفها النيل مما تعتبرها خصمآ لها، والمقصود بذلك هم جماعة المجلس الوطني الكردي، الذين يدورون في فلك الدولة التركية والسعودية، وحليفهما مسعود البرزاني. وهم رعاة الحقيقيين لهذه المجموعة، التي كل هدفها الإستيلاء على الحكم في غرب كردستان والمال، وبدليل مطالبتهم بنصف واردات معبر فيش خابور (سيمالكة)، وهددوا بعدم فتح المعبر، إن لم تلبي الإدارة الذاتية مطلبهم هذا!!

.
فوجدوا في انطلاق معركة تحرير الرقة، فرصة سانحة لهم للتهجم على الإدارة الذاتية، وقوات سوريا الديمقراطية، وحزب الإتحاد الديمقراطي، بحجة توريط الكرد في نزاع كردي- عربي، وهذا ما سيجلب للكرد المأسي والويلات، وسوف يتسبب بموت الاف الشباب الكرد في هذه المعركة. كل هذا دون تقديم أي برهان وحيد على ذلك، ولا شرح منطقي لوجهة نظرهم هذه. إن الهدف من وراء حملتهم المستعرة هذه، هو التشويش على هذه القوات، والإدارة الذاتية، والسبب الثاني هو إمتعاضهم من الدول الغربية، التي افتتحت ممثليات للإدارة في بلدانها، وتفضيلهم للإدارة الذاتية على هذه المجموعة البائسة والمفلسة أخلاقيآ وكرديآ.

.
إن هذه المجموعة ذاتها، كانت قبل ذلك تدعوا قوات الحماية الشعبية، إلى مقاتلة قوات الجيش السوري في مناطق خارج جغرافية كردستان، ولم تكن تجد في ذلك أي خطورة في نشوب نزاع كردي- عربي، ولم يكن يهمها حينها إن وقعت ضحايا في صفوف الشباب الكردي!! ومن قال إن قوات سوريا الديمقراطية هي قوات كردية صرفة؟ فهذا مجرد كذب ونفاق. فهذه القوات مؤلفة من جميع مكونات المنطقة، ومن ضمنهم الإخوة العرب، الذين شاركوا الكرد في معركة كوباني ودحر تنظيم داعش منها.
.

إن الجدال مع هؤلاء المرتزقة، الذين يعملون وفق رغبات المخابرات التركية، القطرية السعودية، ومشيخة البرزاني، الذين يدفعون رواتبهم وأجار فنادقهم، ومصاريف تنقلاتهم، لا طائل منه نهائيآ. فهؤلاء لن يرضوا عن قوات الحماية الشعبية، والإدارة الذاتية، حتى لو أنشأوا غدآ دولة كردية، ومثلما رفضوا إعلان الفدرالية، سوف يرفضون هذه الدولة أيضآ. لأن هدفهم الحقيقي هو الإستيلاء على الحكم في غرب كردستان، ووضع يدهم على المال، والإستئثار بكل شيئ كما فعل ويفعل ملهمهم البرزاني وأردوغان. وإذا كانوا فعلآ صادقين، لماذا لا يرسلون أبنائهم والبيشمركة التابعين لهم، لمحاربة النظام السوري في حلب وحمص، وتنظيم داعش في جرابلس ومنبج والباب؟

.

المجموعة الثانية، تطرح هذا التساؤل، بدافع الخوف على أرواح الشباب الكردي، كون الرقة مدينة غير كردية، ولا تدخل ضمن جغرافية كردستان. وثانيآ لديهم تخوف حقيقي من أن تستغل امريكا الكرد في معركتهم هذه، ومن ثم تتخلى عنهم بمجرد الإنتهاء من تحرير المدينة معقل تنظيم داعش الإرهابي. وهذا التخوف برأي في محله، وخاصة إذا أخذنا في عين الإعتبار، تجارب الكرد مع امريكا في الماضي. وثانيآ رفض امريكا التعامل السياسي مع القيادة الكردية السورية، إلا في حدودها الدنيا. وثالثآ، عدم اشراك الكرد في مفاوضات جنيف في الجولتين الماضيتين. ورابعآ، إمتناع امريكا تقديم الدعم للكرد في منطقة عفرين وحي الشيخ مقصود، رغم تعرضهما للهجوم من قبل التنظيمات الإرهابية، وتركيا على حدٍ سواء.

.
وهذه المجموعة تضم في صفوفها أكثرية أبناء الشعب الكردي، ومن ضمنهم أعضاء وكوادر في حزب الإتحاد الديمقراطي، وقوات الحماية الشعبية أنفسهم. ويقولون: تحرير مدينة الرقة مقابل ماذا؟ واليس الأحرى بنا أن نحرر أولآ، مدينة جرابلس، منبج، الباب وإعزاز، ونوحد اقليم غرب كردستان ترابيآ، ونفك الحصار عن عفرين وحي الشيخ مقصود، ومن ثم التوجه للرقة؟

.
وهذا تساؤل مشروع ومحق، ومن واجب القيادة السياسية للإقليم، الإجابة عنها وطمأنت شعبهم، لأن الأمر يتعلق بمصيره ومصير أبنائه. ومن حق الشعب على قيادته، معرفة تفاصيل الإتفاق، الذي وقعته مع الطرف الأمريكي.
.
والأن دعونا نعود سويآ لعنوان المقال، ومحاولة الإجابة على هذا التساؤل المشروع. برأي كمراقب سياسي كردي، أرى في تحرير مدينة الرقة السورية، عدة مكاسب للطرف الكردي، ومن أهم هذه المكاسب، هو كسر شوكت التنظيم، وإبعاد خطره عن اقليم غرب كردستان.
ثانيآ تقوية الموقف الكردي عسكريآ وسياسيآ على الساحة السورية.

.
ثالثآ، فصل وجود التنظيم في الرقة عن شمال مدينة حلب، وهذا ما يساعد الكرد في حصاره والقضاء عليه لاحقآ في منطقة الشهباء. وهذا بالتالي يمكن الكرد من ربط منطقة غرب الفرات، التي تضم (مدينة جرابلس، إعزاز، عفرين، منبج، والباب) بشرق الفرات، والتي تضم (كوباني، غريه سبي، قامشلو الحسكة، وعامودا) و بذلك يتم توحيد الإقليم جغرافيآ.
رابعآ، يمكن الكرد من ثبيت مشروع الفدرالية على الأرض وترسيخه.

.
خامسآ، يُحرم التنظيم من استغلال النفط الموجود في منطقة الرقة، في حربه مع الكرد. خامسآ، بعد ذلك يمكن لسلطات الإقليم التفرغ لعمليات إعادة التعمير ما دمرته الحرب، وبناء مدارس ومستشفيات وكليات ومحطات طاقة جديدة، وفتح طرق ومطارات حديثة

.
تساعد أبناء الإقليم في حياتهم اليومية، من تعليم وصحة والتنقل بين مدنه بسهولة ويسر، وهذا يساعد في تحريك العجلة الإقتصادية، ويحسن من مستوى المعيشة للناس. وبالطبع لمثل هذا المشروع ثمن يجب دفعه، مثلما دفعنا ثمن تحرير كوباني وشنكال من دماء أبنائنا وبناتنا. وفي السياسة لا مكان للعهود والعواطف، وبالتأكيد الإخوة في في (ب ي د) يدركون ذلك، وعلى هذا الأساس يتعاملون مع أمريكا وغيرهم.

Loading

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك