هل يكون الكرد الحل للمعضلة السورية في مؤتمر جنيف الثاني

ملفات ساخنة 01 نوفمبر 2013 0
+ = -

 

موقع انترناشونال بيزنس تايميزالبريطاني، الجمعة 25 تشرين الأول 2013
ترجمة : تمر حسين ابراهيم/

بينما يحبس العالم أنفاسه في إنتظار محادثات السلام لمؤتمر جنيف الثاني ، و المقررة عقدها في 23 تشرين الثاني، بدأ المحللون يتسائلون فيما إذا كان لاعب ثانوي قد يلقي بضوء جديد على المعضلة السورية .
يُحضر كرد سورية أنفسهم جنبا إلى جنب مع المعارضة السورية للجلوس على طاولة المفاوضات .و يأملون في الحصول على إعتراف بالمنطقة الكردية الشمالية التاريخية – روج آفا – ، قد تبدو المصالح الإقليمية والدولية الواسعة حاليا في خطر. تمنع شبكة معقدة من الإنقسامات كلا من الكرد والجهات الدولية من النظر في إمكانية مشاركتهم . هل يتعين عليهم تجاوز هذه الشكوك ، على أية حال، قد ينهي المجتمع الدولي مشكلة جزأ أساسي في المعضلة السورية.

الإخوة والأعداء

تجتمع مجموعة الأحزاب الكردية في سورية في كتلتين متنافستين.فمن جهة هناك تلك التي اجتمعت تحت راية المجلس الوطني الكردي، وهو تنظيم أنشأ في عام 2011 بدعم من مسعود برزاني ، رئيس إقليم كردستان العراق.
و من ناحية أخرى ، هناك حزب صالح مسلم – حزب الإتحاد الديمقراطي، و الذي يطلق عليه ” فرع سورية ” من حزب العمال الكردستاني ومقره في تركيا .
حزب الاتحاد الديمقراطي هو من بين أقوى التنظيمات على أرض الواقع ، يقوم بإدارة عدد كبير من المدن في شمال سورية عبر ” المجالس الشعبية ” المنظمة بشكل جيد.
حاول برزاني دمج الكتلتين في الهيئة الكردية العليا في عام 2012 ، في محاولة لمنع ” صراع داخل صراع ” و الذي عانى منه كرد العراقي في التسعينات .
بالرغم من النجاح الأولي فإن الأحزاب داخل الهيئة الكردية العليا، لم تتمكن من التوصل لموقف موحد ، و انتقد كثير منها الهيئة كونها أصبحت ” أداة بيد حزب الاتحاد الديمقراطي ” .
ما زال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأحزاب قد تتجاوز خلافاتها قبل أن ينعقد مؤتمر جنيف. بينما كشفت روسيا عن تفضيلها لحل يتضمن حزب الاتحاد الديمقراطي ،فإن تركيا والولايات المتحدة ما زالتا صامتتين بشأن هذه المسألة. ومن الجدير بالإهتمام ، هذه الجهات الصامتة هي نفسها التي لديها الاهتمام الأكثر في استقرار روج آفا .

عصفورين بحجر واحد

ركزت كل من تركيا والولايات المتحدة في العامين الماضيين جهودها للتصدي لعدوين رئيسين في المنطقة السورية : الأسد والجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة . لكن للقيام بذلك ، فإنهما ربما لم يعطيا حليفا محتملا كلً قيمته – الكرد ، وخاصة القوات المسلحة لحزب الاتحاد الديمقراطي ، و التي انخرطت منذ بداية الحرب في هجوم مزدوج عنيف. و الذي يحارب بطبيعة الحال ضد العدوين . شكل مقتل نجل صالح مسلم ، رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي ، من قبل مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة عشية عطلة عيد الاضحى دليلا واضحا على هذا الصراع . فأنقرة و التي قد عبرت في الماضي عن شكوكها إزاء موقف حزب الاتحاد الديمقراطي من الجماعات الجهادية ، فإنها قد تلقت الدليل المطلق على أن صالح مسلم هو حليف في صفها . مع هكذا إمكانات قوية ، لماذا التردد في دعم كرد سورية – وخصوصا عندما يتم تقديم طريقة سهلة بضرب عصفورين بحجر واحد ؟

الشكوك المتبادلة

وجود شكوك في كلا الجانبين يبدو أنها السبب الرئيسي وراء إعاقة حوار في المثلث الذي يجمع تركيا – الولايات المتحدة – كردستان . لا يمكن أن تخفي أنقرة عدم الثقة صوب جماعة مرتبطة بحزب العمال الكردستاني ، العدو التاريخي لتركيا . ثم هناك الخوف من أن التوأم السوري لحكومة إقليم كردستان العراق قد تعزز أحلام الحكم الذاتي لكرد تركيا.
عبرت كل من الولايات المتحدة الأمريكية و حزب الاتحاد الديمقراطي في مناسبات عديدة لوكالة الاستخبارات الوطنية التركية ( الميت ) و رئيسها هاكان فيدان عن قلقهم بشأن مساعدات تركيا للثوار السوريين ، بما في ذلك الجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة . بينما تزداد المخاوف و التوقعات ،
يقترب مؤتمر جنيف الثاني مع عدم وجود حل نهائي حتى الآن لهذه التوترات في الأفق. إذا تمكنت الجهات الرئيسية من تجاوز الشكوك المتبادلة بينها ، فإن كرد السوريين قد يكشفون عن أنفسهم كجزأ أساسي للمعضلة السورية .

ايمانويلا بيركوليزي

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك