واقع الإعلام في مناطق الإدارة الذاتية…

تقارير خاصة 27 يناير 2016 0
واقع الإعلام في مناطق الإدارة الذاتية…
+ = -

كوردستريت – نيجرفان رمضان /
.
يعاني النشطاء المدنيون والصحفيون الكورد في كوردستان سوريا التي أعلنها حزب الأتحاد الديمقراطي بتحالفه مع المكون العربي والسرياني والآشوري إدارة ذايتة؛ من الإعتقالات التعسفية , ويعود سبب إعتقالهم إلى مخالفة تلك الإدارة في سياستها.
.
” جنكين عليكو “.. ناشط إعلامي ومراسل موقع يكيتي ميديا الإخباري تعرض إلى الخطف والإعتقال في مدينة الدرباسية , حيث تعرض إلى الضرب المبرح من قبل المختطفين بالأدوات الحادة أدت الى قطع اصبع يده وأغمي عليه , وبعد أن استعاد وعيه استطاع الوصل إلى المشفى .
.
” فاروق حجي مصطفى ” ناشط مدني ومدير مركز برجاف للإعلام والحريات تحدث لـ كردستريت عن واقع الإعلام في مناطق ” الإدارة الذاتية ” مشيراً بأن هناك أمرين لابد من الحديث عنهما في واقع الإعلام الكردي :
الأمر الأول : هو أن مشهد الإعلام الطاغي لحد الآن هو مشهد إعلام حزبي , مايعني أن الأفق العام للإعلام لم يتحرر بعد من التصور الحزبي للإعلام.
.
الأمر الثاني : هو أن الإعلام الحر والمستقل لم تبرز صورته بعد على الشكل الذي نريده , وإن المحاولات باتت تواجه تحديات حقيقية , بدءاً من الدعم والمساندة والمانحين , بين الأمرين مقاربة الإعلاميين أنفسهم لكيفية رصد المشهد هي مقاربة غير ناضجة وأحياناً تواجه التباسات في نقل الحقيقة أو إنعكاس الواقع على شكل مايحدث . وكل هذا ستجد حديثاً وهو مسألة التضيق على حريتهم إعلامياً من قبل السلطات الموجودة في المنطقة الكردية .مشهد غير مريح إعلامياً حقيقية” حسب قوله ” .
.
” باوار ملا أحمد ‘‘ مشرف على موقع يكيتي ميديا‘‘ وصف واقع الإعلام في كوردستان سوريا بالمرير في ظل سيطرة حزب الإتحاد الديمقراطي وأضاف بأن حركة الإعلاميين في المنطقة الكوردية يشابه من يراوغ في حقل من الإلغام. كما أكد بأن الإعلاميين في المناطق الكوردية يتعرضون ﻷبشع التصرفات من الإعتقال والخطف والنفي وقطع الأصابع وخيرمثال هو مراسلهم جنكين عليكو وهذا ماأكده بعض المنظمات الحقوقية ومنها منظمة مراسلون بلا حدود ” على حدّ قوله ” . وأختتم بقوله ” من يدعي الديمقراطية عليه السماح للإعلاميين بنقل الأحداث كما هي في الواقع وليس العكس “.
.
” مصطفى عبدي ” صحفي ومدير موقع كوباني كورد أكد أن حرية الإعلام في مناطق ” الادارة الذاتية” لا يمكن مقارتنها مطلقا مع أي منطقة أخرى في سوريا، يسيطر عليها أي فصيل مسلح آخر، سواء أكان في مناطق المعارضة، أو في مناطق النظام، فالانتهاكات في تلك المناطق لا حدود لها، والباحث لن يتوه عن الوصول إلى المئات من حالات الخطف والقتل والتعذيب، فالإعلامي في مفهوم النظام، ومعارضته المسلحة هو أخطر عليهم من “جيش من المقاتلين”.
.
مركز برجاف لحرية الاعلام استطاع توثيق 10 حالات تقريباً لاعتقال صحفيين، وحظر عمل مؤسستين، وأيضاً تحدث عن نمو في عدد المؤسسات الإعلامية في ” الجزيرة” و” كوباني” ., وإن كانت عفرين تعاني نوعاً مختلفاً من التكتيم الإعلامي وغياب شبه تام لنشاط المؤسسات الإعلامية.
.
الانتهاكات التي تمارس من قبل ” الأسايش” ضد ” الاعلاميين” والتي تزايدت خلال تشرين الثاني، كانون الأول والثاني أدت لهبوط في مستوى التقييم للواقع الإعلامي في روجآفا، وإن ترافق ذلك مع ” صدور قانون للاعلام” والاعلان عن تأسيس “مديرية الاعلام” التي من المفترض أن تكون جهة تحمي الاعلاميين، ومؤسساتهم لا أن تتحول إلى جهة رقابة، ترسم الخطوط الحمراء التي تؤثر سلباً على الأداء الإعلامي، وعلى حرية الإعلام وهو ما يتنافى مع ” ميثاق العقد الاجتماعي”، في ظل صمت مطبق من قبل ” اتحاد الإعلام الحر” , الذي يعتبر نفسه جهة تدافع عن حقوق الإعلاميين.
.
وطالما أن منظري ” الادارة الذاتية” يؤكدون مراراً بأنهم النموذج الأفضل للحكم والديمقراطية، وحقوق الانسان، فليس من المعقول أيضاً أن نذهب في مقاربة ممارساتهم مثلاً مع ” داعش” أو ” النصرة” او “النظام” وغيرهم، فكل من سبق بالأصل يعتبر الديمقراطية “كفر” و يمارس الاستبداد بشكل علني، ويصر على أنه يتجه لتطبيق نظام متشدد، وهي تفرض نماذج حكم متخلفة، تقييد حرية المرأة والمجتمع، وتسعى لإعادة سوريا لعهد “قريش”، ولا تسعى لبناء مجتمع ديمقراطي تعددي يؤمن بحقوق الانسان.
.
ندرك أن المجتمع الكردي المحكوم ” بالادارة الذاتية” والذي يعيش حالة حرب، وخلافات سياسية معقدة، ورغم ذلك يحق لنا توجيه النقد لمؤسسات هذه الادارة بغية تصويبها، علها تتجاوز الأخطاء، فأنا مثلا كشخص أدرك تماما وكوني عشت تجربة الاعتقال أن غالب ” الانتهاكات” تتم لغايات شخصية، وانتقامية، بتصرف فردي تكتلي من مجموعة أو من قبل أفراد متنفذين، أو بتوجيه منهم.
.
الكثير من متنفذي ب ي د يمارسون الحكم والسلطة بعقلية الحزب، وليس المؤسسات ولا يستيطعون استيعاب الفارق بين الاثنين، لذا تجد غالبهم يعتبر القسم من الشعب الذي ليس تابع لهم، هم خونة، أعداء، عملاء يجب اعتقالهم أو نفيهم.
.
يهمنا نجاح تجربة الادارة الذاتية، وأن تحصل على فرصة وسلطة حقيقة لإدارة المجتمع، لا أن تبقى مجرد مؤسسات بلا سلطات تنفيذية، يتحكم فيها أشخاص بدوافع كيدية، لا يمكنهم قيادة بسطة خضرة، ويهمنا أيضاً أن تدرك هذه الادارة أن النقد أساس البناء، وأن سكوتها عن التجاوزات التي تصنف تحت بند” أخطاء فردية”، يسيء قبل كل شيء لمنجزاتها، ولتضحيات الشهداء، شهدائنا.
.
وبحسب تقرير منظمة العفو الدولية فإن عدد المعتقلين من أسايش الإدارة الذاتية بلغ 400 تحت قانون مكافحة الإرهاب , ويشير التقرير أيضاً بأن سبب إعتقالهم يعود إلى مخالفة الإدارة في الآراء السياسية…

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك