واشنطن تحذر من تواجد عسكري روسي غير معتاد على حدود أوكرانيا .. وموسكو ترد.. وبلينكن يحضّ لافرورف على انسحاب “فوري”

حول العالم 01 فبراير 2022 0
واشنطن تحذر من تواجد عسكري روسي غير معتاد على حدود أوكرانيا .. وموسكو ترد.. وبلينكن يحضّ لافرورف على انسحاب “فوري”
+ = -

كوردستريت|| وكالات

 

( ا ف ب)- أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية أوامرها لعائلات الدبلوماسيين في بيلاروس بالمغادرة في ظل تصاعد التوترات المتزايدة في المنطقة.

وحذرت أمريكا في توجيه محدث أمس الاثنين من ” تواجد عسكري روسي مكثف غير معتاد ومقلق على حدود بيلاروس مع أوكرانيا”.

وأشار التوجيه إلى أن الوضع لا يمكن توقعه، مشيرا إلى تفاقم التوترات في المنطقة.

وقد حذرت أمريكا بالفعل من السفر إلى بيلاروس، التي مازالت تخضع لأعلى تحذير عند المستوى الرابع، ولكن الوضع الحدودي مع أوكرانيا أصبح سببا إضافيا للتحذير بجانب التحذيرات السابقة بشأن جائحة كورونا والتطبيق القسري للقوانين.

وكانت الحكومة الأمريكية قد قلصت عدد العاملين في سفارتها في كييف منتصف الشهر الماضي، وطالبت أفراد أسر الدبلوماسيين بمغادرة أوكرانيا.

وقد حشدت روسيا خلال الأشهر الأخيرة نحو 100 ألف جندي على حدود أوكرانيا، مما أثار مخاوف من جانب أمريكا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

كما تخشى أمريكا أيضا بشأن بيلاروس، حيث أن نشر جنود هناك أثار مخاوف من إمكانية أن تهاجم روسيا أوكرانيا من الناحية الشمالية.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن روسيا استمرت في نشر القوات في بيلاروس مطلع الاسبوع.

بدورها أكّدت موسكو الثلاثاء أنها “لن تتراجع” بمواجهة التهديدات بفرض عقوبات أميركية عليها وسط تصاعد التوتر بينها وبين الدول الغربية بشأن أوكرانيا، قبيل اتصال مرتقب بين وزيري الخارجية الروسي والأميركي.

وأعلنت السفارة الروسية في واشنطن على صفحتها على فيسبوك “إنّ واشنطن هي من يؤجّج التوترات وليست موسكو. لن نتراجع ونستمع بانتباه للتهديدات بعقوبات أميركية”.

من جهة اخرى يجري وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف لبحث كيفية المضي قدمًا في التعامل مع الأزمة الأوكرانية العالية الخطورة.

وفي سياق يهيمن عليه التوتر، يسافر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والبولندي ماتيوش مورافسكي إلى كييف الثلاثاء لتأكيد دعمهما لأوكرانيا.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء أن الدعم العسكري والدبلوماسي الغربي لبلاده بلغ أعلى مستوى له منذ ضمّت موسكو شبه جزيرة القرم في 2014.

وبعد تبادلات خطّية بين موسكو وواشنطن، عاد دور التبادل الشفهي مع اتصال هاتفي حاسم بين الجانبين الأميركي والروسي.

وأعلن مسؤول أميركي الإثنين أنّ الولايات المتحدة تلقّت من روسيا رسالة خطّية تتضمّن ملاحظات الكرملين على الجواب الخطّي الذي سلّمته واشنطن إلى موسكو الأسبوع الماضي وضمّنته ردّها على مطالبه الأمنية وشروطه لحلّ الأزمة الأوكرانية، من دون ان يُحدّد فحوى الردّ.

من جهتها أعلنت الولايات المتّحدة أنّ وزير خارجيتها أنتوني بلينكن “حضّ” نظيره الروسي سيرغي لافروف خلال اتصال هاتفي الثلاثاء على أن تسحب روسيا “فوراً” قواتها المحتشدة عند حدودها مع أوكرانيا، مناشداً موسكو انتهاج الدبلوماسية سبيلاً لحلّ الأزمة الراهنة بينها وبين كييف.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنّ “وزير الخارجية شدّد على رغبة الولايات المتّحدة، على صعيد ثنائي ومع حلفائنا وشركائنا، بمواصلة حوار جادّ مع روسيا حول المخاوف الأمنية المشتركة”.

وأضاف البيان أنّ بلينكن “شدّد على أنّ غزواً جديداً لأوكرانيا سيؤدّي إلى عواقب سريعة ووخيمة”.

وبحسب الخارجية الأميركية فإنّ بلينكن “حضّ روسيا على وقف التصعيد على الفور وسحب العديد والعتاد من الحدود الأوكرانية”.

كذلك، حض الوزير الأميركي روسيا على انتهاج الدبلوماسية سبيلاً لحل هذه الأزمة بدلاً من الدخول في نزاع عسكري.

ورفضت واشنطن في رسالتها الجوابية رفضاً مطلقاً الشرط المتعلّق باحتمال انضمام أوكرانيا للحلف الأطلسي، لكنّها أبدت استعداداً لأن تبحث مع موسكو مسائل أخرى مهمة مثل تعزيز محادثات مراقبة الأسلحة في ما يتعلّق خصوصاً بمسألة الصواريخ الاستراتيجية والأسلحة النووية المتمركزة في أوروبا، بالإضافة الى المناورات العسكرية.

– “لن نتراجع” –

وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي الاثنين، رأى سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أنّ الولايات المتّحدة تريد “خلق حالة من الهستيريا” و”خداع المجتمع الدولي باتّهامات لا أساس لها”.

وأمام مجلس الأمن، تساءل نيبينزيا على أيّ أساس يمكن الغرب أن يؤكّد وجود أكثر من 100 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية، مذكّراً بأنّ قبل غزوها العراق عام 2003، أكدت واشنطن أنّ لديها أدلة على وجود أسلحة دمار شامل في هذا البلد، لكن لم يتم العثور عليها أبدا.

وردّت نظيرته الأميركية ليندا توماس-غرينفيلد بأنّ نشر أكثر من 100 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا يبرّر عقد اجتماع في الأمم المتحدة لأنّ هذه القوات العسكرية “تهدّد الأمن الدولي”. ولم تتمكن روسيا من الحصول على قرار بإلغاء الاجتماع خلال تصويت إجرائي صوّتت فيه عشر دول من أصل 15 لصالح عقد الجلسة.

وأتت جلسة مجلس الأمن الاثنين غداة تلويح الولايات المتحدة وبريطانيا بفرض عقوبات جديدة على روسيا.

وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي الاثنين أن الولايات المتحدة أعدت “عقوبات تستهدف أفرادا من النخبة الروسية وعائلاتهم”، إذا غزت روسيا أوكرانيا.

أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الإثنين أنّ الحكومة ستقدّم مشروع قانون جديدًا يرمي إلى تشديد حزمة العقوبات التي يمكن أن تفرضها لندن على موسكو إذا ما شنّ الكرملين هجومًا عسكريًا على أوكرانيا.

وأوضحت الوزيرة “سنتمكّن من استهداف كلّ الشركات المرتبطة بالدولة الروسية والتي تقوم بنشاطات لديها أهمية اقتصادية للدولة الروسية أو تعمل في قطاع لديه أهمية استراتيجية للدولة الروسية. ولن يكون بإمكاننا استهداف هذه الكيانات فحسب بل سنتمكّن أيضاً من ملاحقة من يملكها أو يديرها”.

وأعلنت السفارة الروسية في واشنطن على صفحتها على فيسبوك الثلاثاء “إنّ واشنطن هي من يؤجّج التوترات وليست موسكو. لن نتراجع ونستمع بانتباه للتهديدات بعقوبات أميركية”.

– 500 طنًّا من الذخائر والمعدّات العسكرية –

ويسعى الأوروبيون إلى ألّا تتجاوزهم الجهود الدبلوماسية التي تقودها واشنطن.

واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

وفي الوقت الذي سيتحدّث بلينكن مع نظيره الروسي عبر الهاتف، سيزور رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون كييف الثلاثاء حيث سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وورد في بيان صادر عن مكتب جونسون “نحض روسيا على التراجع والدخول في حوار للتوصل الى حل دبلوماسي وتجنب المزيد من اراقة الدماء”.

ويأمل جونسون بلقاء بوتين هذا الأسبوع.

وأعلن جونسون السبت أنّ بلاده ستقترح على حلف شمال الأطلسي نشر قوّات وأسلحة وسفن حربيّة وطائرات مقاتلة في أوروبا، في إطار عمليّة انتشار عسكري “كبيرة”، ردًا على تصاعد “العداء الروسي” تجاه أوكرانيا.

وأجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أيضًا اتصالا هاتفيا مع بوتين الإثنين، كان الثاني في غضون أربعة أيام.

ومن المتوقع أن يصل رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافسكي إلى كييف هذا الأسبوع.

وأعلنت عدة دول غربية في الأيام الأخيرة عن إرسال وحدات عسكرية جديدة إلى أوروبا الشرقية.

وأعلنت أوكرانيا الثلاثاء أنها تلقّت نحو 500 طنّ من الذخائر والمعدّات العسكرية من الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك