وقائع من السجل السياسي في سوريا

آراء وقضايا 08 أبريل 2019 0
وقائع من السجل السياسي في سوريا
+ = -

كوردستريت || مقالات

.

عبد الحميد درويش

عاشت سورية بعد الاستقلال نيسان 1946 ردحا طويلاً في ظل الانقلابات العسكرية والأنظمة الشمولية التي تتالت على البلاد حتى 15 آذار 2011.
وقبل هذا التاريخ وتحديدا في 16 تشرين الأول من عام 2005 تنادت الأحزاب والشخصيات الوطنية إلى تشكيل تجمع سمي بـ ( إعلان دمشق )، وقد عقد هذا التجمع أول اجتماعاته في منزل الأستاذ رياض سيف بدمشق حضره 163 شخصية مستقلة وممثلو بعض الأحزاب العربية والكردية في سوريا من بينها حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.
وضم هذا التجمع السياسي مختلف التيارات السياسية تراوح بين تنظيمات ماركسية ووطنية وقومية جميعها كانت تتفق على شيء واحد هو الإصلاح السياسي، والتخلص من النظام الشمولي الذي سئمت منه جماهير الشعب السوري خلال هذه المرحلة الطويلة التي امتدت من عام 1958 وحتى عام 2005.

.

وفي الاجتماع الأول جرت انتخابات لتشكيل هيئات إعلان دمشق، حيث انتخبت الدكتورة فداء الحوراني رئيسا للإعلان والسادة عبد الحميد درويش وعبد العزيز الخير نائبين للرئيس، ومارس الإعلان نشاطه منذ ذلك التاريخ.
وقد صرح الأستاذ كمال لبواني مؤخرا بأنه زار مع بعض أعضاء إعلان دمشق واشنطن، واتفقوا مع بعض الجهات الأمريكية على مساعدتهم، أي قيادة إعلان دمشق بخمسة ملايين دولار تصرف في عدة مجالات، ويضيف أيضاً بأن هذه المساعدات لم تر طريقها إلى الناحية العملية. وأن تلفزيون ( بردى ) الذي اتفق مع الأمريكان على إنشائه كان يبث برامجه من لندن استمر بالبث لفترة قصيرة جدا.

.

ويمضي الأستاذ لبواني قائلا بأن هذه المساعدات تم هدرها من قبل البعض من قيادة إعلان دمشق، ولم تصرف قط على نشاطات الإعلان والمعتقلين والتلفزيون الذي توقف عن البث نهائيا.
وفي هذا المضمار أرى من واجبي أن أوضح لجماهير الشعب السوري وبصفتي نائبا لرئيس إعلان دمشق عن هذا الأمر الذي يتحدث السيد كمال لبواني عنه، إنني لم أسمع قط ولم أُفاتَح بما نتج عن هذه الزيارة. وهنا أتوجه بالسؤال التالي:
– أليس من المفروض عليكم الذين اتفقتم مع الأمريكان أن تخبروا قيادة إعلان دمشق بهذه الصفقة؟. وأنا أحدهم بصفتي نائبا لرئيس الإعلان؟.

.

وهنا سأتطرق لدور حزبنا الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في هذا الإعلان، حيث سألت الأستاذ رياض سيف الذي كان يتولى المسؤولية المالية، بعد فترة من تأسيس الإعلان:
– كم هي مقدار المالية بين أيدينا؟.
فأجاب لا يوجد معي سوى 3500 ليرة سورية فقط، وهذه كل مالية الإعلان.

.
فأجبته بأنني سوف أقدم في فترة قريبة مبلغا من المال يساعد الإعلان على الاستمرار في نشاطه السياسي، وقدمت بعد فترة قصيرة مبلغ (500000 ل. س )، خمسمائة ألف ليرة سورية باسم الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وأعطيتها للأستاذ رياض سيف. هذا عدا عن الاشتراك الشهري وهو ( 50000 ل.س ) خمسون ألف ليرة سورية اشتراك حزبنا الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا على مدى سنتين. عدا المساعدات التي قدمها الحزب لعائلات المعتقلين من أعضاء الإعلان في دمشق بين فترة وأخرى، ولا أريد أن أذكر أسماء العائلات التي قدم لها المساعدة .
وفي هذه اللمحة الموجزة أود أن أقول للسادة القراء بأن حزبنا حافظ على خطه الوطني ولم يقم منفرداً أو مع آخرين بأية اتصالات مع جهات أخرى دولية أو إقليمية تضر بمصلحة الوطن والشعب السوري. بل حاول ولا يزال يحاول خدمة شعبه من العرب والكرد والسريان والآخرين لتحقيق الحياة الحرة الكريمة والنظام الديمقراطي.

.
وفي هذا السياق يمكن القول بأن الجهات المتعطشة للمال والسلطة هي التي جرت البلاد إلى هذا الوضع الخطير، وهي التي تقف وراء استمراره، وهي في كل الأحوال لا تبالي بما يعانيه أبناء الشعب السوري من ويلات ومآسي، وعلى الشرفاء من أبناء سوريا أن يتجمعوا حول هدف واحد وهو إنقاذ سوريا من هذا المأزق الخطير الذي يهدد استقلال ووحدة وطننا.

8-4-2019
عبد الحميد درويش
سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك