وكالة : ملفي غولن و وحدات الحماية الكردية” على مائدة إجتماع ترامب / أردوغان ومحاولة فك الشراكة الإستراتيجية الناشئة بين تركيا وروسيا؟

صحافة عالمية 30 نوفمبر 2017 0
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إلى اليمين) يتحدث مع إردوغان خلال قمة مجموعة العشرين في الصين يوم الرابع من سبتمبر ايلول 2016. تصوير: دمير ساجولي - رويترز.
+ = -

كوردستريت | من الصحافة

.

 

 

بعد تأجيل مؤتمر سوتشي والإنقلابات التي حدثت في المواقف الأمريكية والتركية على وجه التحديد ، أكد مجلس الامن الدولي في بيان دعمه الكامل لجهود المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا من أجل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية يقودها السوريون أنفسهم، على أن تلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري، وأكد أعضاء المجلس أنه لاحل عسكري في الأزمة السورية، مع التشديد على أن الحل يجب أن يكون سياديا وفقا لإتفاقية جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254 ، والتأكيد على وحدة سوريا وإستقلالها وسيادتها على أراضيها كاملة دون أي تقسيمات طائفية، وطالب مجلس الأمن كل الأفرقاء السوريين بالمشاركة في محادثات جنيف لدفع العملية في البلاد.

ماهي حقيقة التخبط في المواقف الدولية والإقليمية تجاه الحل في سورية بما أن جميع الأطراف تريد وتطالب بالحل السياسي ، وأين تكمن المشكلة وفي من من الأطراف بحقيقة الأمر ؟
بناءً على المعطيات الراهنة هل نكون أمام سقوط دراماتيكي لسلسلة الإتفاقات(المتعددة الأطراف) المرتبطة بالتسوية السورية وهل نجحت تركيا فعلياً في تفخيخ مسارات التسوية وإرباك العملية السياسية قبل بدءها أصلاً.

مالذي جرى عشية قمة سوتشي ؟
ماهي مقدمات التحول المنتظر في الموقف الروسي أمام التصرفات التركية المستجدة ؟
أسباب الأنقلاب المفاجىء لتركيا بعد أن كانت هناك تصريحات إيجابية تلت قمة سوتشي الثلاثية وماهي حدود هذه الإستدارة التركية المفاجئة ؟

كيف ستتعامل روسيا مع هذه المواقف التركية المرتدة ؟
نائب مدير المركز الدولي للدراسات الأمنية والجيوسياسية سومر صالح: يقول

 

جملة من التطورات السياسية أعقبت قمة سوتشي الثلاثية والتي سبقها اللقاء الأهم (بوتين والأسد), وقبله لقاء رؤساء أركان الدول الضامنة وقبله إجتماع أنطاليا، ورغم ما أشيع من أجواء إيجابية للقمة الثلاثية فإن نتائج القمة كانت غير مرضية لتركيا وكان وجه أردوغان فاضحا لما يبيت الرجل، وما هي إلا ساعات قليلة حتى إتصل أردوغان بالرئيس ترامب لتبدأ بعدها الإستدارة التركية والتي تجلت في ثلاث خطوات متتابعة وهي:

 

بن علي يلدرم يقول سوتشي ليس بديلا عن جينيف ونحن ندعم جينيف.
الخطوة الثانية قوله لامكان للرئيس الأسد في “المرحلة الانتقالية”.
الخطوة الثالثة تهديد وزير الدفاع التركي عفرين بعملية عسكرية.

وبالتالي الخطوتان الأولى والثانية بخلاف مخرجات قمة سوتشي ذاتها والخطوة الثالثة هي بخلاف إتفاقات أستانا وخفض التصعيد، ليأتي الإتصال الثاني بين (أردوغان وترامب) _27/11/2017) ليتحدث عن نقطة تحول و توجه جديد للعلاقة بين الدولتين تستند إلى نقاط مشتركة لعل في مقدمها وقف الدعم الأميركي للوحدات الكردية التابعة للإتحاد الديموقراطي الكردي.

وأردف الخبير صالح:
السبب المباشر فيما حدث يمكن البحث عنه وإيجاده في تفاصيل البيان الختامي للقمة الثلاثية (22/11/2017) لجهة أمرين:
الأمر الأول الكلام الروسي الإيراني لقتال النصرة نهائيا.

الأمر الثاني هو عودة المهجرين السوريين بفعل الإرهاب إلى وطنهم.

 

وهو ما يفقد تركيا أداتين من أدواتها (النصرة وورقة المخيمات), ويخضعها لنتائج سوتشي نهائيا، هنا مع هذا الموقف التركي برز لدينا تصريح “ملتبس” للرئيس المشترك ل”قسد” الذي أبدى إستعداده لضم تلك الوحدات إلى الجيش السوري وقبله ما قاله صالح مسلم لإستعداد حضور الكرد في مؤتمر سوتشي، وبالتالي شكل هذا الأمر ثغرة “دفرسوار” في خطة قمة سوتشي لعقد مؤتمر سوتشي لحوار السوريين، وبغض النظر عن طبيعة الموقف الكردي بإعتباره أحد إحتمالين:

 

الأول دور مسهل لعودة تركيا إلى حضن واشنطن.
والإحتمال الثاني تخوف الكرد من (كركوك) ثانية في سورية ، أي تخلي واشنطن عنهم.
إلا أن الامر فتح ثغرة في قمة سوتشي تسلل منها الأميركي إلى أولويات تركيا.
أستاذ القانون الدولي في جامعة إسطنبول الدكتور سمير صالحة خلال حواره مع برنامج “الحقيقة ” الذي يعده زميلنا ضياء حسون قال:

 

التحولات في المواقف الأمريكية وخصوصاً في تسليح “ب ي د” في سورية واشنطن لم تؤكده وهذا يعني أنه علينا أن لانراهن كثيراً على إحتمال في أن تغير الولايات المتحدة في سياستها بالتعامل مع هذا الملف ، ونحن شهدنا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت دائما تخل بوعودها بخصوص هذا الملف ، نحن سمعنا كلام أمريكي مشابه أكثر من مرة في تركيا ، بينما في موضوع وقوفها إلى جانب تركيا بموضوع جرابلس وكيف تراجعت عن هذا الموقف وذهبت بمنحى معاكس تماماً بما تقوله تركيا وبما تريده من الإدارة الأمريكية ، بإختصار نحن لانثق بما تقوله واشنطن إطلاقا في تحول تعاملها مع حليفها “ب ي د ” في سورية ، وهناك تخبط أمريكي في في قراءة ملف الأزمة السورية، ويمكن أن نقول أن هذ التخبط عملية مقصودة ومتعمدة من قبل واشنطن في محاولة للبحث عن صورة توسعها وتستطيع من خلالها العودة إلى الملف السوري لتفرض نفسها بشكل أو بآخر ، وكل ما تحاول أن تفعله الولايات المتحدة الآن هي أن تبحث لنفسا عن مكان في هذه النقاشات ، و أنا لا أراهن ولا أعول كثيراً على تحول حقيقي في الموقف الأمريكي.

وفي معرض رده على ما جاء على لسان أستاذ القانون الدولي في جامعة إسطنبول الدكتور سمير صالحة قال الخبير سومر صالح :
قد لايكون الدكتور سمير صالحة قد قرأ الواقع المتغير خلال ال 48 ساعة الماضية في سياسات أردوغان ومحاولات الولايات المتحدة إحتواء أردوغان وأن العام 2018 هو عام المواجهة الإستراتيجية لحلف الناتو مع روسيا.

وأضاف صالح:
تأجل سوتشي إلى موعد لاحق في العام القادم، جينف8 أمام مصير مشابه لجينف 7 وما سبقه، وبيان الرياض2 نسف كل المعطيات السابقة عن إنفراجة في التسوية السورية، وتعرضت العلاقات التركية الروسية إلى نكسه والمشكلة الروسية تكمن في نقطتين أساسيتين هما:
النقطة الأولى: مبالغة الروس لحجم قوتهم ومدى بلوغها القطبية.
النقطة الثانية: السياسة الروسية بدأت من نقطة ثبات تفاهماتها مع تركيا وهذا ما ثبت عكسه.
يمكن إرجاء جملة التطورات السابقة بقرار المواجهة الإستراتيجية الذي اتخذه البنتاغون ضد روسيا (2018) وهذا ما تطلب ضمان عدم إكتمال العلاقة التركية الروسية بل محاولة إستعادة تركيا إلى إستراتيجية واشنطن…والقادم من الأيام سيحمل الكثير من التفاصيل لتكتمل الصورة، فلايمكن مواجهة روسيا إذا إستطاعت روسيا تحييد تركيا وتأمين عمق حيوي لها، وعلى ما يبدو أن وزير دفاع أردوغان قد سمع كلاما خطيراً من بريطانيا لجهة العلاقة مع روسيا.
وختم صالح بالقول:
هل يكون “غولن و وحدات الحماية الكردية” على مائدة إجتماع ترامب / أردوغان في مقابل فك الشراكة الإستراتيجية الناشئة بين تركيا وروسيا؟ يبقى هذا الأمر مرجحا بدرجة كبيرة ليبقى السؤال الأهم ما هو مصير صفقات (s400) تركيا ومصير اتفاقيات مفاعل (اكويو) النووي التركي.

وهل النكسه في التفاهمات السياسية ستنعكس على علاقات الاقتصاد؟ ، أم أن التفاهمات الروسية التركية العميقة حيدت الإقتصاد عن تجاذبات السياسية…وما مدى جدواها إذاً ؟

.

المصدر: سبوتنيك

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك