وماذا بعد؟!

آراء وقضايا 06 فبراير 2017 0
وماذا بعد؟!
+ = -

حوران حم
.
“قضيتي على مرمى حجر، فأين غيرتي عليها وحماية كرامة شعبي؟”.
.
في السنوات الأخيرة تتخبط الشخصية الكوردية من الطبقات السياسية والثقافية بتصرفات غير لائقة بالنسبة للقضية الكوردية ومبادئها السامية وقيمه الاجتماعية والفكرية، ما نلاحظه ومنذ بداية نشوء الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي وتوقفها في المستنقع السوري كشفت بنية غالبية الناس وخباياها الداخلية، فما تعلمناه من معركتنا السياسية منذ بدايات تأسيس الحركة الكوردية عام 1957 وبعد أن تفرعت هذه الحركة بجناحيها اليميني واليساري وكل شخص عمل بقناعته في الجهة التي اقتنع بمبادئها وافكارها.
.
الكورد محاطون بين أربعة دول لا تعرف سوى الفكر الرجعي والعمل المضطهد، وما يميزنا أننا مضطهدون من قبلهم، فيما قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا قد تتلاقى في عدة جهات ومحطات لكوننا جيران هذه الدول وأخذنا منهم الكثير من عادات الحقد والكراهية وعدم غيرتنا على قضية شعبنا وكرامته والهرولة وراء مصالحنا وأجنداتنا الحزبية الضيقة وعدم قبول الآخر في حلقة واحدة أو تجمع أو اتفاقية مبرمة لصالح القضية الكوردية!!
.
النتائج واضحة على الأرض كعين الشمس، فبعد مرور ستة أعوام من عمر الثورة السورية والانحراف الكلي الذي تم تخطيطه لهذه الثورة والتي تعود خلفيتها من كل هذا التغيير لعدم وجود أي من القيم الثورية بين أغلب حالة الشعب السوري والكوري، لأننا جميعا تربية هذا النظام منذ ما يقارب خمسة وأربعين عاماْ في ظل هذه المعارك الدامية والتي يقشعر منها البدن من تصرفات التي سمعناها ورأيناها. إذ لم تأتِ كل هذه التصرفات عن طريق الصدفة، بل كانت موجودة بداخلنا منذ أمد، ولم تظهر سابقاً.
.
الظروف متاحة وعلينا استغلالها لننال كامل حقوقنا القومية في غرب كوردستان، وألا نكون عصا بيد غيرنا وألا نُضرَب بها، وعدم اتباع التباعية للغير، فلنا استقلاليتنا وهي جزء لا يتجزأ من عموم كوردستان، وأن ندافع ونطالب بجميع حقوقنا على مبدأ حق تقرير المصير للشعب الكوردي في غرب كوردستان، وأن تكون سوريا المستقبل فيدرالية، القوميات ضمن الإدارة اللامركزية.
.
إن أخطر ما قامت به روسيا في سوريا ليس فقط المشاركة في الحرب الدائرة، بل وضع دستور حرب دائمة في سوريا من خلال اقتراح دستوري يكرس الطائفية والمذهبية والعرقية في سوريا، وهو الشكل الجديد للنظام القبلي الذي كان سائداً في المجتمع العربي قبل الإسلام الذي حول العرب من القبيلة إلى الدولة الأمة، فهي تكرس القبلية الجديدة ممثلة في الطائفية خدمة لمصالحها ومصالح القوى الكبرى في السيطرة على مقدرات المنطقة عبر تفتيتها لدويلات طائفية وقبلية في حرب بسوس دائمة وبلا نهاية.

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك