التحالف الكردي الامريكي بين الطموح والواقع

آراء وقضايا 02 مايو 2017 0
التحالف الكردي الامريكي بين الطموح والواقع
+ = -

بقلم جنكار قادي

.

كثر الحديث في الفترة الماضية عن التحالف بين الولايات المتحدة الامريكية والادارة الذاتية بغرب كردستان وعن نية الولايات المتحدة في اقامة اقليم فدرالي لكورد سوريا ولكن تسارع الاحداث العسكرية في الفترة الاخيرة في المنطقة الكردية جعلت المواطن الكردي يقف بدهشة امامها وخصوصآ بعد القصف التركي الاخير على غرب كردستان

.
فما حقيقة هذا التحالف :

.
يدير حزب الاتحاد الديمقراطي المناطق الكردية في غرب كردستان ويعد هذا الحزب الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني المنصف امريكيآ كمنظمة ارهابية وكان لهذا الحزب وقواته العسكرية ال ypg الدور في تحرير المناطق الكردية من تنظيم داعش وبدأت الولايات المتحدة تقديم الدعم العسكري لهذه القوات بعد فشل برنامج تدريب المعارضة المعتدلة واثبات ال ypg انها القوة الوحيدة الفعالة في مكافحة تنظيم داعش بالرغم من التخوف التركي من زيادة نفوذ هذه القوات والتي تعتبرها انقرة عدوها الاول

.

لا شك ان هذا التحالف هو تكتيك مرحلي وهدفة القضاء على تنظيم داعش ويفتقر الى مقومات الاستمرارية كما في التحالفات الاستراتيجية وسينتهي بمجرد القضاء على داعش

.
وهذا الشيئ يتبين بعدة امور منها :

.
– سياسيآ : عدم القبول بحضور ممثلي الادارة الذاتية في مؤتمرات السلام ك جنيف والاستانة وغيرها وعدم تقديم اي دعم سياسي لهم

.
– عسكريآ : محدودية الدعم العسكري وحصره في الاسلحة الخفيفة والذخائر وبعض المعدات ورفض تقديم مضاضات الطيران والاسلحة المتوسطة والثقيلة
– غض النظر عن الانتهاكات التركية المتكررة داخل روجآفا وكان اخرها قصف الطيران التركي على قره چوخ وبالرغم من علم واشنطن المسبق بالغارات الا انها لم تعمل على توقيفها او على الاقل الطلب من القوات الكردية اخلاء هذه النقاط لمنع وقوع ضحايا في صفوفهم والاكتفاء بالادانة والتعبير عن القلق على الطريقة البانكيمونية..!!

.
وقد ادركت الادارة الذاتية اللا مبالاة الامريكية وموافقتها الضمنية تجاه على هذه الغارات ولذلك هددت وحدات حماية الشعب بأنها ستنسحب من عملية تحرير الرقة اذا ما استمر العدوان التركي على روجافا وكان الرد الامريكي بانهم سيسيرون قوات امريكية بالقرب من الحدود لمنع اي اشتباكات بين الجيش التركي والوحدات الكردية وكانت النتيجة ان ثلاثة مدرعات فقط تسير من ديريك الى الدرباسية استطاعت ان تخدعنا و توهمنا ان حلفاؤنا لم يتركونا نواجه مصيرنا لوحدنا

.
والسؤال الذي يطرح نفسه ، ألا تستطيع الولايات المتحدة ان توقف الانتهاكات التركية ضدد حلفاءها عن طريق تحذير جدي ومباشر كما فعلت في عدة حالات سابقة مع دول اخرى

.

يقول بعضهم ان الدعم الامريكي للكورد يهدف لابقاء المنطقة الكردية تحت النفوذ الامريكي كما فعلت روسيا مع النظام السوري وان الامريكيين سيقفون بجانب حلفاؤهم الكورد وسيقدمون لهم الدعم باستمرار وانا لا اتفق معهم بهذا الرأي لاننا لا نستطيع ان نقارن بين الدورين الروسي والامريكي في سوريا

.
فروسيا تستميت في الدفاع عن النظام السوري وتقدم الدعم اللا محدود له لعدة اسباب أهما :

.
أولآ : تعتبر القواعد العسكرية الروسية في الساحل السوري من اهم القواعد العسكرية الروسية العالم وموطئ القدم الوحيد لروسيا في الشرق الاوسط على عكس القواعد العسكرية الامريكية المنشرة بكثافة في الكثير من الدول وخصوصآ بعد نشر نظام الدرع الصاروخي الامريكي في اوربا الشرقية والازمة الاوكرانية والدور الامريكي الواضح فيها لذلك تسعى روسيا لخلق نوع من التوازن بينها وبين الولايات المتحدة

.
ثانيآ : المصالح الاقتصادية لروسيا في سوريا وخصوصآ بعد اكتشاف احد اكبر حقول الغاز في العالم في الساحل السوري حيث قدر الاحتياطي السوري من الغاز بعد المسح الجيولوجي سنة 2010 ب 29 ترليون متر مكعب من الغاز واذا تم الاستثمار في هذه الحقول ستصبح سوريا ثالث اكبر مصدر للغاز في العالم

.
ثالثآ : ان بقاء حلفاء الروس في السلطة السورية سيحول دون تنفيذ مشروع خط الغاز القطري الذي كان من المفروض ان يمر في سوريا ومنها الى تركيا ليزود اوربا بالغاز القطري مما كان سيؤثر بشكل سلبي وكبير على الاقتصاد الروسي وكانت قطر ستتقاسم السوق الاوربية مع روسيا ، وكل هذا الاسباب جعلت روسيا تتدخل بكل قوتها الى جانت النظام السوري

.

اما الولايات المتحدة فتستطيع الاستغناء على الكورد بمجرد الانتهاء من قتال تنظيم داعش

.
– فمن الناحية العسكرية توجد عدة قواعد عسكرية امريكية في المنطقة وليست بحاجة ملحة الى بناء قواعد عسكرية في غرب كردستان ولا اظن ان الولايات المتحدة الامريكية ستستغني عن حليفها التركي وشريكها في الناتو مقابل التحالف مع حزب كردي يسيطر على مسافة جغرافية صغيرة بالمقارنة مع تركيا

.
– ومن الناحية الاقتصادية لا توجد مغريات اقتصادية كبيرة في غرب كردستان فحقول النفط في الجزيرة والتي يتم استثمارها من عدة عقود ستبدأ بالنضوب بحلول عام 2022م بحسب عمليات المسح الجيولوجي الجديدة

.
اما تركيا فتتطلع الى تطوير علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة كما صرح اردوغان مؤخرآ وقد وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الى 17.5 مليار دولار سنة 2015م وتسيطر تركيا على طرق و مضائق بحرية هامة فكيف ستضحي الولايات المتحدة بعلاقاتها مع تركيا في سبيل كسب غرب كردستان

.

ولهذا اظن انه علينا ان لا ننخدع من جديد ونكون ادوات لتنفيذ اهداف بعض الدول ونعمل لصالحهم دون مقابل واذا اردنا التحالف مع احد الدول فليكن ذلك مبنيآ على اسس واضحة تتضمن الاعتراف الرسمي بحقنا المشروع في ادارة انفسنا ، وغير ذلك سيجلب لنا المزيد من المآسي وخصوصآ في ظل هذا الانقسام الكردي وعدم وجود مرجعية موحدة لدى الاطراف الكردية ، فعلى الاحزاب الكردية ان تراجع حساباتها وتبني علاقاتها على هذا الاساس لكي لا نخسر فرصة المئة عام من جديد .

.
المجد والخلود لشهداء شعبنا
والنصر لقضيتنا العادلة .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك