آراء وقضايا 24 نوفمبر 2017 0
+ = -

روسيا وجهاً لوجه مع ايران والمواجهة المتوقعة 

كوردستريت – آراء

العميد مصطفى الشيخ

لا أشك -قيد أنملة- أن الدور الإيراني قد بدأ بالأفول ومعه دور النظام السوري بل ومحور المماتعة بالكامل، وكانت أول طلقة تعلن بداية النهاية لإيران بهذا الاتجاه هي استقالة الحريري من السعودية، والكثير من شعوب المنطقة لم تعد تصدق بسبب الواقع الأليم الذي مرت به المنطقة على مدى أكثر من أربع عقود وقد تكون صدمة إعلان انتهاء الدور الإيراني لم تعد تجدي نفعاً مع العقل العربي البائس ولا شك.

ما يقال في هذا المجال من أدلة على صحة ما أقول أكثر من أن تعد وبالوقائع ومنها معلومات لمستها لمس اليد، هذه المعطيات كانت من أهم أسباب زيارة وفدنا العسكري لموسكو وهذا أكشفه لأول مرة، وهاهي الوقائع اليوم تثبت ما أقولة وقلته لكم إن المصالح الدولية والإقليمية تقتضي وتؤكد أن المرحلة الآن هي المفصلية بتاريخ المنطقة برمتها وليس سوريا فقط، اليوم إيران وأذرعها قد انتهت مسرحية الإرهاب بسوريا ولم يبقَ أي غطاء لدورهم على الإطلاق.

إسرائيل لا يمكن أن تسمح بالوجود الإيراني بالمنطقة ولو أدى لحرب نووية ولا تقبل إسرائيل بضرة لها حتى حدود الباكستان وهي صبرت كل هذه السنين بضغط أمريكي واضح ريثما يتم تحطيم المنطقة وإعادة إنتاجها وحينما تدرك يقيناً إسرائيل أن أمنها لحدود الباكستان مهدد بالفعل لن تتوانى لحظة واحدة بالقيام بضربة عسكرية حتى ولو منفردة، ومن يجرؤ على معاداة إو “إزعال” إسرائيل إلا كل مجنون وجاهل لا يعلم جوهر هذا الكلام، لا يعقل على الإطلاق أن روسيا دخلت سوريا بدون رضى أمريكي وبالوقت نفسه لا يعقل أن روسيا ستقبل بدور إيراني ولو حتى ثانوي بسوريا، حتى اليوم إذا قررت روسيا رفع الغطاء الجوي فقط عن المليشيات الإيرانية فقط فلدى الشعب السوري أو قوى الثورة إمكانية سحقها بشهر واحد فقط ولا تتجاوزه، وما التهديد الروسي على لسان وزير الدفاع الروسي اليوم بتقليص القوات الروسية آخر العام إلا رسالة واضحة للنظام وإيران بأن عليكم أن تفهموا أن روسيا هي صاحبة القرار ووراء روسيا بهذا أمريكا وأوروبا وإسرائيل والخليج العربي ومصر وروسيا اليوم أمام مرحلة متوقعة منذ بداية تدخلها بسوريا وهي المواجهة مع إيران عند نقطة انتهاء داعش وهاي المعطيات تتوارد باللحظة.

ومنذ أيام في اجتماع وزاري ترأسه نتنياهو هدد بشكل قاطع بأنه سيضرب القوات الإيرانية بسوريا وحزب الله مما أدى لاتصال ماكرون معه لمدة نصف ساعة وتفهم مخاوف إسرائيل وحرصه على عدم تفجير الوضع بلبنان، والأبرز في لبنان عودة الحريري عن الاستقالة وهذا منتهى الذكاء والتي تعني إما أن يسلم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية وإلا أنا لن أكون بحكومة مسؤولة عن تدمير لبنان.

ثم استدعاء الأسد لسوتشي قبل القمة الثلاثية التركية الإيرانية الروسية دلالته حتى الأسد ما تلعب بعقله إيران حيث أفهمه بوتين بأن عليك أن تتخلى عن السلطة واإا فنحن لم نعد قادرين على حماية نظامك بسبب الضغوط الدولية وأولها الأمريكية والغربية التي امتنعت وبشكل واضح عن دفع أي فلس لإعادة الإعمار إلا بإزاحة الأسد وأذا لم يستجب فسوف يتم قتله وعليه الاختيار، وفي حال تم قتله يعني سحب شرعية الروس وانفجار الأوضاع إلى كارثية وخسارة روسيا كل شيء، وهذا لا يمكن لأن روسيا بالمحصلة تدرك يقيناً ما قلته ولا تعمل بشكل غير واعي إلى درجة الغباء كما يظن البعض، ثم إظهار فاروق الشرع الآن في هذه الايام والذي أظهره هي موسكو وليس الغرب أو إيران على الإطلاق، فهل روسيا بهذا الغباء لتخسر كل ما قدمته وتحملته بسوريا لأجل الأسد أو إيران؟ هذا تفكير جنوني وغير واقعي.

إذاً ما هو المتوقع أن تفعله إيران؟ الآن إيران باتت مطوقة دولياً تماماً وهي إما أن تخرج من سوريا أو لتتحمل سيناريوهات الحرب القادمة والمؤكدة إن لم تفهم هذا الوضع، ستضرب إسرائيل كل القوات الإيرانية بسوريا ومعها حزب الله ومن الداخل ليس لها حاضنة شعبية بسوريا ولبنان، هذا إن لم نقل أن التحالف لهذا الغرض مشكل منذ أكثر من أربع سنين وأجرى مناورات بالأردن، ولا ننسي أضخم مناورات إسرائيلية منذ عشرين عاماً لم يمر شهرين على إنجازها، اليوم القضية بسوريا قد انتهت ودمرت سوريا، ليس للسوريين دور فيها لا بالرياض ولا سواه إنما القضية إقليمية دولية بهذا الحجم تماماً، من خلال هذا التوصيف المجزوء لادراكي بملل القراء أقول إن هذه الساعات وهذا الأسبوع هو الذي سيحدد كل شيء بسوريا والشرق الاوسط ، علينا ان ننسى بشار الكيماوي بالمطلق فهو بحكم المنتهي وسيعقبه الدور الايراني ، على هذه المعطيات استطيع القول ان ما حصل بسوريا حصل وهو اكثر من مؤلم ومبكي ومحزن وقاتل ولكن لعل فيه الخير الكثير والنصر قادم لا محاله بعون الله وليست الامور سوداوية كما يظن البعض على الاطلاق ، وكتبت لكم الكثير منذ بدايات الثورة عن جوهر الخلافات الدولية ومفردات الثورة ولم يغيب عني لحظة ان الاسد ونظامة هو ورقة ودور ومسألة وقت لا اكثر ، ولعل الايام القليلة القادمة فيها من المتغيرات ما يثلج الصدور

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك