روسيا متخوفة من تحول عفرين إلى معقل للمتشددين بعد سيطرة الجيش التركي عليها
كوردستريت نيوز : وكالات
أعربت موسكو عن مخاوفها من توسع العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، بعد سيطرة الجيش التركي وفصائل من الجيش السوري الحر على منطقة عفرين الأسبوع الماضي.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير لها، نشر اليوم الأحد (25 آذار 2018)، انه برز في الفترة الأخيرة قلق روسيا من تداعيات العملية العسكرية على التوازن الذي تسعى موسكو للمحافظة عليه في علاقاتها مع أنقرة من جانب، ومع طهران ودمشق من الجانب الآخر، وذلك لأن امتداد العملية العسكرية التركية يضع موسكو في موقف محرج لجهة فرض أمر واقع جديد في الشمال السوري يشتمل على منطقة نفوذ واسعة لتركيا.
وأضاف التقرير أن موسكو كانت تفضل في بداية التحرك التركي أن يكون محدوداً، وأن يبقى هدفه محصوراً في ضمان شريط حدودي آمن في مقابل التلويح الأميركي بتأسيس قوات حدودية يكون عمادها مقاتلي الوحدات الكردية، لكن الأولويات تبدلت مع توسع نطاق المعركة وارتباطها بالوضع الميداني في مناطق أخرى في سوريا، كما برز من خلال المقايضات التي حصلت لإخلاء الغوطة الشرقية من الفصائل المعارضة، وإجلاء المدنيين منها في مقابل ضمان التقدم التركي في عفرين، والبدء بالتحضير لإطلاق المرحلة الثانية من العملية العسكرية التركية.
وأوضح أنه منذ البداية لعبت موسكو دورا رئيسا في ضبط القوات الكردية، ومنعها من توسيع نطاق المقاومة للعملية التركية، حيث أفاد مسؤول في الإدارة الذاتية الكردية، ان حوارات مكثفة جرت مع الروس في موسكو وحميميم والقامشلي، وأن الموقف الروسي ركز على أن أمام الجانب الكردي واحداً من طريقين، إما تنسيق المواقف مع الحكومة السورية، أو مواجهة العملية التركية.
وزاد أن الإدارة الذاتية حققت تقدماً كبيراً في مفاوضاتها مع الحكومة السورية في ذلك الوقت لجهة تنسيق المواقف، وتوزيع مناطق السيطرة، لكن عدداً من النقاط الخلافية، بينها اشتراط الحكومة التحاق المجندين الكرد بالجيش، وتنسيق النشاط العسكري لاحقاً، حال دون إتمام الاتفاقات.
ومع بداية العملية العسكرية التركية وجهت موسكو تهديداً مباشرا للجانب الكردي بأنها سوف تتدخل إذا دعت الضرورة، ولن تسمح بفشل العملية التركية، ومع اقتراب الحسم النهائي في عفرين يقف الموقف الروسي أمام خيارات جديدة، حيث نقل الملحق العسكري لصحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية الواسعة الانتشار عن خبير مطلع على الملف، أن موسكو تدرس احتمالات اتساع المواجهة التركية – الكردية، كما يقلقها أن السيطرة في عفرين ستؤول إلى مجموعات تابعة علنياً للجيش السوري الحر، لكنها تضم مسلحين من اتجاهات مختلفة ما يعني احتمال فرض متشددين سيطرتهم على المنطقة.
واعتبر الخبير الأمني أن تهديدات القادة الميدانيين في وحدات حماية الشعب الكردية، الذين أخلوا عفرين من دون قتال، للقوات التركية والتشكيلات الإسلامية التابعة لها بحرب عصابات واسعة النطاق لا تبدو مقنعة، مبينا ان التفسير على الأرجح يكمن في تفاهمات تم التوصل إليها بين أنقرة وواشنطن لممارسة الأخيرة ضغوطاً إضافية على الكرد.
وبشأن الوضع في عفرين، قالت الصحيفة إن “إنشاء إدارة ذاتية من المعارضين الإسلاميين في الجيش السوري الحر تنفيذا لتأكيد أنقرة أنها ستنقل السلطة إلى (أصحابها الحقيقيين)، يعني احتمال تحول عفرين إلى جيب آخر للمتشددين مثل إدلب ما يعني أن الحسم العسكري فيها سيكون مؤجلاً فقط إلى حين”.
وبحسب خبراء فأن إنشاء منطقة خاضعة للسيطرة التركية في سوريا يضع روسيا في موقف صعب، فموسكو ترفع شعار الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، لكنها تسعى إلى تجنب وقوع خلاف مع تركيا، كما ان الجانب التركي لا يبدو مهتماً بفكرة موسكو حول وضع المناطق الأمنية التي تم إنشاؤها في إطار عمليتي “غصن الزيتون” و”درع الفرات” تحت سيطرة دمشق.
الجدير بالذكر ان المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد أمس السبت، أن فيلق الرحمن يعتزم التوجه إلى عفرين كوجهة له ضمن اتفاق مع الروس بعد الخروج من الغوطة الشرقية