
اسم الكتاب: في أروقة الذاكرة
تأليف : عزيز أومري
اعداد وترجمة : عبدالصمد داوود
الطبعة الأولى : 2016
تصميم الغلاف : سيامند أومري
من منشورات اتحاد كتاب كوردستان سوريا
اهداء
إلى أولئك المناضلين ضاعوا………..
لن يكتب أحد عنهم………….. شيئاً
كما ولن يتذكرهم…..…..…….. أحد
مقدمة لا بد منها
عزيز احمد علي المعروف ب(عزيزأومري) نسبة الى عشيرته أومرياًomerya ، ولد في مدينة الموصل بتاريخ 7/6/1942،غادرت عائلته مدينة الموصل وهو في سن السادسة، لتستقر في مدينة قامشلو، بدأ تعليمه الابتدائي في مدرسة حاتم الطائي عام 1949واستمر حتى الصف الثاني عشر عام 1964،لكنه فصل قبل اكماله السنة الدراسية لأسباب سياسية – أمنية،تحت اليافطة المعروفة – خطر على امن الدولة – انتسب للحزب الديمقراطي الكردستاني-سوريا في 18/2/1958 اي بعد تأسيس الحزب بثمانية اشهر فقط وكان عمره لم يتجاوز السادسة عشرة وعندما عقد اول كون فرانسللطلبة الكرد في بيت شكري جمعة –حارة علي فرو Ali Fero ، بمدينة قامشلو، اختير عزيز أومري في الهيئة الادارية وذلك في عام 1963،بعد انشقاق الحزب عام 1965،ونظرا لتوجه اليساري وحبه للثورة الكردية والبارزاني وكتحصيل حاصل تابع نضاله مع الحزب الديمقراطي الكردي اليساري في سوريا ،ونظرا لنشاطه المتميز انتخب عضوا في اللجنة المنطقية عام 1968، بعد المؤتمر الوطني الكردي والذي عقد بكردستان العراق بتاريخ 25/8/1970، حاول جاهدا الحفاظ على استكمال اعمال الدمج والبقاء على وحدة الحزب، ولكن بعد الاخفاقات المتوالية راح يستمر في النضال ضمن حزبه القديم الجديد – اليساري –وانتخب عضوا في اللجنة المركزية ومسؤولا عن قطاع حلب ودمشق وبيروت أعوام71-72-1973، ولاحقا كمسؤول عن قطاع الجزيرة، توقف عزيز أومريعن العمل التنظيمي في 9/8/1979،لاسباب يقول عنها(شخصية) لكنه لم يترك القضية والعمل السياسي جانبا، بل استمر يناضل هنا وهناك بين الحركة السياسية الكردية ورموزه وجماهيره ، وعندما تم تشكيل (الهيئة الاستشارية المركزية) في حزب /يكيتي الكردي/ في شهر حزيران عام 2004 اختير عزيز أومري كأحد اعضاء الهيئة المؤلفة من خمسة عشر عضوا ،مستوى كردستان الغربية ، وما زال يعمل في تلك الهيئة حتى تاريخه اي 2016. يقول عزيز أومري مستذكرا ماضيه النضالي : “كان لوالدي الفضل الاول في دخولي المعترك السياسي ودفعاني بقوة للعمل والنضال من اجل القضية الكردية ، وكنت وما زلت يافعا وكان للأخ (عبدالله ملا علي) الدور الاساسي لوضعي على الطريق النضالي المنظم وانتسابي للحزب ،وبهذه المناسبة من الضروري ان اشير ايضاً الى افضال زوجتي (منيرة محمد – أم سيامند) والتي كانت تشجعني وتدعمني دائما رغم سلسلة المشقات والصعوبات التي كانت تتلقاها نتيجة ذلك….” يتضمن هذا الكراس بعض التفاصيل عن واقع ووقائع الحركة السياسية الكردية ، وبخاصة التنظيم اليساري فيها ، خلال عقدين من الزمان (1960-1980) ، حيث ابدى عزيز أومري راية ووجهة نظره والذي لسنا بصدد تقييمه ، وهذا العمل نتاج مقابلات عدة وكتابات ووثائق من لدنه ،من جهة اخرى فقد كان دافعي لإعدادواخراج هذا الكراس هو تقديم ولو خدمة بسيطة لقضيتنا الكردية في سوريا اساسا… شاغلنا وهاجسنا الاول والأخير، وللأجيال القادمة عسى ولعل ان يجدوا فيها بعض الاضاءات والعبر والفائدة ، وكان ما يشجعني على ذلك هو قوة ذاكرة عزيز أومري رغم كبر سنه -ادام الله له الصحة والعافية-وهذه الذاكرة كانت تتجلى في سرده ادق التفاصيل بيومياتها وحتى ساعاتها ،وكذلك شعوره النبيل وعاطفته الجياشة وهو يتحدث اليك وكانه يعيش الحدث الان ،واخيرا كان الدافع ايضا هو ميلي الشديد ومنذ عشرات السنين نحو التوثيق احداثا ووقائع واعلام و….فيما يخص كردستان الغربية ومن مصادرها بالذات ، وللعلم فان هناك الان اكثر من (40)عملا توثيقيا تخص الجزيرة جاهزا للطبع وننتظر فرج الله. من الضروري ان اشير الى انه لم اقم بأية تعديلات على ما قاله او اشار اليه الاخ عزيز امري ، للأمانة والخصوصية التي سيتحملها هو فقط ، لكنني قمت بعمليات الربط والصياغة بالإضافة الى عمليات التشذيب والاعداد ، ورغم ذلك سأسمح لنفسي بإيجاز ما استخلصته من شخصية عزيز أومري حسب راي من خلال سرده هذه ، وموافقة واحتكاكي معه طيلة ربع قرن.
–
.
1الحب والاخلاص المستميت للبارازاني مصطفى وللثورة الكردية،والتفاني من اجل الدفاع عنهما في كل المحافل واينما كان وحيثما حل ، شكلا ومضمونا
–2انه وخلال نصف قرن من النضال سواء داخل الهياكل التنظيمية او خارجها، بقي صامدا ثابتا على مبادئه ولم ينزلق او ينجر الى التقوقع او التهرب او الاهمال لقضيته الكردية ،كما العديد من الذين ذابوا في متاهات المصالح والارتزاق و….، او دفعتهم ردود الافعال الى معاداة الحركة السياسية الكردية وحتى القضية بالذات
– 3 كان يمتاز بالوضوح والجرأة في المواقف…لا يخاف في الله لومة لائم ،فلم ينافق او يداهن خلال علاقاته ونضاله
– 4لم يكن يتهرب من اية مهمات يكلف بها مهما كانت قاسية او خطيرة فكان في الميدان دائما. حتما هناك الكثيرين من امثال عزيز أومري ، ناضلوا بصمت ونكران ذات داخل الجسم الحركة السياسية الكردية ، وكانوا جنودا مجهولين ، اهملوا عائلاتهم ومصالحهم وضحوا بمستقبلهم في سبيل انجاز مارب القضية والحزب ، طيلة اكثر من نصف قرن ، وبخاصة لدى الرعيل الاول من القادة والقواعد الذين لم يخالفوا ولم يقبلوا الدسائس والمناورات والتخريب المتعمد والعمالة وبشكل شبه علني او علني . قد لا يتضمن هذا الكراس تنظيرات متميزة او افكارا واطروحات خاصة في نظر البعض على الأقل ،ولكن ألسنا جميعا مهما كانت مستويات فهمنا ودرجات معارفنا بحاجة الى الدروس والعبر، وحينما نحلل ونفكك وبهدوء ما جاء في هذا الكراس ، ألا نرى تماما أننا كنا وما زلنا نعاني من نفس الامراض التي واكبت مسيرة الحركة السياسية الكردية -والقيادات خاصة -منذ نشأتها وحتى الان فهي هي نفسها مثل :الانانية والانانيةالمفرطة.. والوصولية.. والميكافلية… والتي كانت أساس (خيباتنا شجاعتنا وقدراتنا) اللامحدود في مجال صراعنا الذاتي ، والعكس تماما في صراعنا مع العدو الواحد كانت القضية الاسمى والتي نرفع شعاراتها ونقول ونتغنى بها ونزداد عليها... مغيبة والى حدود مخجلة لصالح الشخصنة اولا ومن ثم التيار (الازلام) ومن ثم الحزب…... وكانت الانشقاقات الانشطارية من كبرى تجلياتها. مع الاسف الشديد لم يظهر وخلال نصف قرن في الحركة السياسيةالكردية في سوريا ورغم الانشقاقات والتعددية ورغم التباينات المعرفية اية قيادة او قيادي كارزمي استطاع بالوعي والاقناع والمحبة لملمة الشمل وقيادة المركبة بأمان ونجاح الى شاطئ الخلاص ،لكننا كنا وما زلنا قادرين وبكل سهولة التغطية على فشلنا الذاتي بألاف الحجج الداخلية والخارجية والظروف الموضوعية. في الختام ….انا مجبر على نقل وكتابة هذه الاسطر الثلاثة الذي أملاه علي عزيز أومري وارغمني على تدوينه هنا …،وهو مدح لا ضرورة له فلم اقم او اقدم شيئا مهما جدا برأيي: “أقدم شكري الجزيل وامتناني للأخ الوفي عبد الصمد داوود….لتفانيه من اجل القضية بشكل عام ،ولحسن قيادته وادارته للهيئة الاستشارية المركزية، والتي كنت عضوا فيها طيلة عشر سنوات، واخيرا لإصرارهعلى اعداد واخراج هذا الكراس…”، عبد الصمد داوود تشرين الثاني2016.
.
البدايات
لم يكن الشعور القومي بعيدا عن ابناء الشعب الكردي في كردستان الغربية،رغم انهيار ثورة الشيخ سعيد بيران عام 1925، وثورتي1930و 1937 في كردستان الشمالية، ولجوء العديد من قادتها الى ما كان يسمى في ذلك الوقت ب /تحت الخط/، اي كردستان الغربية، والتي كانت تحت النفوذ الفرنسي، ورغم انهيار جمهورية مهاباد في 16/12/1946 بكردستان الشرقية ، وفشل انتفاضات القائد ملا مصطفى بارزاني أعوام 1943-1945 ولجوئه الى جمهورية مهاباد ومن ثم الى الاتحاد السوفييتي…..اقول ان الشعور القومي لم يضعف بل وربما ازداد قوة بعد هذه الانتكاسات، فراحوا يناضلون ويؤسسون تنظيمات وتجمعات سياسيه قومية في الجزيرة ومناطق حلب ودمشق ، سبقت نشوء / البارتي/ بكثير وللتذكير فقط ننوه وباختصار لبعضها:
1– تشكلت منظمة خويبون عام 1929 والتي نشطت في الاوساط الثقافية والمتنورين ورجال الدين ووجوه عشائرية وكان لها نشاط ملحوظ وبخاصة في دمشق وحلب والجزيرة. وفي عام1946 تم تغير اسمها الى البارتي الديمقراطي الكردي بنفس عناصر القيادة القديمة: الدكتور أحمد نافذ رئيسا وأكرم جميل باشا وقدري جميل باشا وحسين حاجو اغا وجميل حاجو اغا وجكرخوين وملا احمد زفنكي مفتي مدينة قامشلو .
.
2– في عام 1937 قام المناضل الكبير اوصمان صبري وفي مدينة دمشق (حارة الاكراد) بتأسيس ما سمي ب (وحدة شباب الكرد) حيث انضم اليها العديد من الشباب واليافعين وقاموا بنشاطات متعددة...
3– في عام 1940 استطاع المناضل اوصمان صبري مرة اخرى وبعد جهد جهيد أن يؤسس في دمشق(حارة الاكراد) نادي صلاح الدين وتم ترخيصه بشكل رسمي ، وبقي حتى عام 1942 حيث غير اسمه الى كردستان، وبقي حتى عام 1949 حيث لم يقبل المتحكمون على النفوذ بعض الاستقلال هذا الاسم ، فتم تغيير اسم النادي الى نادي هنانو ، والذي استمر حتى عام 1954 ، ليتم تغيير الاسم للمرة الاخيرة الى نادي “الجزيرة” بعض انقلاب البعث في عام 1963 ثم حل النادي بأوامرهم.
4– ما بين عامي 1951-1952 وفي مدينة عامودا تم الكشافة (الكشافة الكردية) والتي اهتمت بالشباب وتعليمهم اللغة الام ، وتدريبهم على فنون الرياضية والكشفية… وكان من روادها: جكرخوين ، اوصمان صبري ، رشيد كرد ، ملا حسن كرد ، عبدي تيلو ، اوسي حرسان، وغيرهم…
5 – في 1/4/1952 شكلت مجموعة من الشباب والطلبة في مدينة قامشلو ما سمي ب (جمعية وحدة الشباب الديمقراطي) وكانت اول حركة كردية جماهيرية في سوريا بعد خويبون، ومن مؤسسيها : محمد ملا احمد توج ، عبد العزيز علي عبدي ، تزايد عدد المنتمين اليها مع الايام وانضم اليها فيما بعد الرفيقان سامي ملا أحمد نامي ودرويش ملا سليمان ، وهكذا كانت القيادة في ربيع 1953 تتألف من : محمد ملا أحمد توج ، عبد العزيز علي عبدي ،درويش ملا سليمان، سامي ملا أحمد نامي ، واعتبر هؤلاء الاربعة هم المؤسسون لهذه الجمعية. وفي عام 1956 انضم الى القيادة اعضاء اخرون وهم عبدالله ملا علي ، عبد الرحمن شرنخي ، أكرم محمد ، احمد سيد حمو ، وسرعان ما انضم اليهم العديد من الشباب حتى بلغوا المئات ، وكان من بنود برنامجهم :
.
أ- النضال من أجل تحرير وتوحيد كردستان.
ب- النضال من أجل التخلص من سيطرة الاستعمار والرجعية.
ج- النضال من أجل الديمقراطية طريقا الى الحقوق القومية .
د- المطالبة بتدريس اللغة الكردية وفي مدارس كردية.
ه- السماح بفتح جمعيات ونواد ثقافية واجتماعية كردية.
و- دعم حقوق المرأة في المجتمع.
هذا وقد استمرت نضالاتها حتى شباط 1958 , حيث انضمت الى البارتي الديمقراطي الكردستاني في سوريا.
6– بعد انحلال منظمة خويبون قام عدد من اعضائها امثال الدكتور احمد نافذ وقدري بك وحسن حاجو اغا وعارف عباس وبالتعاون مع بعض الشباب الذين كانوا منضمين للحزب الشيوعي السوري امثال: جكرخوين... محمد فخري... ملا شيخموس قرقاتي...رشيد حمو... محمد علي خوجه. . شوكت حنان..قاموا بنقاشات طويلة مع الحزب الشيوعي حول الحقوق القومية الكردية، وضرورة نشر جريدة باللغة الكردية، لكن مطاليبهم لم تتحقق وتوقفت المفاوضات ، فشكل كل من رشيد حمو ومحمد علي خوجة وشوكت حنان وقادر ابراهيم ما سمي ب (جمعية التضامن الكردية) في مدينة حلب وانسحبوا من الحزب الشيوعي عام 1957، ثم أسسوا مع اوصمان صبري الديمقراطي الكردستاني، أما جكرخوين ومحمد فخري وملا شيخموس قرقاتي والبقية شكلوا معا ما سمي بتكتل أزادي عام 1958 ، وفيما بعد نظموا انفسهم اكثر اسوة بالبارتي وسارعوا بتسمية انفسهم حزب أزادي ووضعوا برنامجا لهم، كما طالبوا البارتي بمراكز قيادية مقابل الانضمام اليهم ، رفض ذلك وطلب منهم حل انفسهم والانضمام الفردي، فرفض البعض وقبل اخرون مثل جكرخوين ومحمد فخري كعضو في اللجنة المنطقية وذلك في اواسط شهر اب 1958.
كانت الميول العامة لدى الكرد في الاربعينات والخمسينات ، تميل نحو الحزب الشيوعي السوري والذي كان له الهيمنة على المنطقة ، وخاصة لدى قطاع المثقفين والعمال والفلاحين والشباب ، وكان هدف أغلبية المنتمين الكرد هو تحقيق طموحاتهم القومية عن طريق هذا الحزب بناء على تنظيراته واهدافه ، كما هناك قلة من الكرد ينتمون الى الحزب السوري القومي الاجتماعي والاخوان المسلمين، وفي الانتخابات البرلمانية لعام 1954 مال معظم الاكراد الى مرشحي الحزب الشيوعي خالد بكداش وابراهيم بكري وجكرخوين..
.
مع بداية عام 1957 تشاور مجموعة من المتنورين الكرد وعلى راسهم المناضل اوصمان صبري لإمكانية تأسيس حزب قومي كردي جامع ومعبر وقد تكللت تلك المشاورات والمحاولات بتأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي اعلن عنه في كونفراس بتاريخ 14/6/1957 وقد ضم كتلة المؤسسين كلا من : اوصمان صبري. رشيد حمو . حميد درويش.شوكت حنان. حمزة نويران. الشيخ محمد عيسى . محمد علي خوجة. كمال عبدي. وكتب اوصمان صبري برنامج الحزب السياسي باللغة الكردية وكان من ابرز اهدافه تحرير وتوحيد كردستان ، ولم يمض وقت طويل حتى انضم اليه حركة تجمع الشباب الديمقراطي الكردي وذلك في اجتماع للتجمع في بيت الدكتور نافذ بك في مدينة قامشلو بتاريخ 30/11/1957، كما انضم بعد ذلك حزب أزادي ، وعين اوصمان صبري سكرتيرا للحزب ، كما انضم الى القيادة فيما بعد الدكتور نورالدين زازا وذلك عام 1958.
في نهاية 1957 حضر الى كردستان الغربية الدكتور نور الدين ظاظا، وكان مثقفا لامعا وسرعان ما انضم الى الحزب واصبح رئيسا للحزب ، وهكذا وحيث الامية تكاد تكون شاملة بين الكرد الا ان رئيس حزبهم رجل يحمل شهادة الدكتوراه من جامعة لوزان .وبالنتيجة تم تكوين حزب يضم كل الشرائح الاجتماعية من العامل والفلاح الى الاغا والاقطاعي، لكن العناصر البرجوازية الكبيرة كانت لها الهيمنة على الحزب امثال :
حسن حاجو . عارف بك . د .نابك.ك . عزت بك .شيخ محمد عيسى .. وغيرهم.
.
بداية الاعتقالات
كان شعار الحزب (تحرير وتوحيدكردستان) كبير جدا عليه ، مما شكل عبئا ثقيلا ، وحدثت بعد الوحدة المصريةالسورية (1958) اعتقالات هنا وهناك وبشكل افردي في البداية ، فقد اعتقل في اواخر 1959/حمزه نويران/ عضو اللجنة المركزية بتهمة الشيوعية ثم شوكت حنان بنفس التهمة ونقلا الى سجن المزة وليحكما بمدة اكثر من ستة اشهر ،كما حكم رشيد حمو بالإقامةالجبرية لمدة ثلاثة اشهر في حلب، وبعد ذلك مباشرة وبالضبط في 12/8/1960 بدأت الاعتقالات الكبرى ليشمل (60) رفيقا من مناطق حلب والجزيرة ودمشق من بينهم: اوصمان صبري . نورالدين ظاظا. رشيد حمو. محمد ملا حمد توج.خالد مشايخ. عبدالمطلب ميرو .ملا هادي بزكوري. ملا محمد نيو. محمد علي حسو . كنعان عكيد اغا . مجيد حاجو أغا…. وغيرهم.في ذلك الوقت كان عبدالحميد السراج وزيراً للداخلية في عهد الوحدة ، وراح يتفاوض مع القيادة وهم داخل السجن وحتى قبل محاكمتهم، وقال لهم “بانه مستعد لتلبية مطالبهم بعد دراستها. ..”لكنه لم يستمر ولا نعرف لماذا ، عندما بدأت التحقيقات مع الرفاق ،كان من اول من حققوا معه هو الدكتور نور الدين ظاظا رئيس الحزب ، حيث سأله القاضي درويش الزوني عن منهاج واهداف الحزب وبخاصة فقرةتحرير وتوحيد كردستان – فرد الدكتور:“ان تحرير وتوحيد كردستان محض خيال…” ، وبذلك تنصل بكل سهولة عن أول أهداف الحزب ، كما همس للرفاق بعد خروجه من غرفة التحقيق بان لا يقروا بهذه الفقرة ، لكن سكرتير الحزب اوصمان صبري رفض ذلك بشدة ،ولهذا عندما دخل الى غرفة التحقيق وسالة القاضي نفس السؤال السابق عن منهاج الحزب واهدافه وبخاصة فقرة -تحرير وتوحيد كردستان-دافع بصلابة وشجاعة عن الحزب ومنهاجه بما فيه فقرة تحرير وتوحيد كردستان وعندماسأله عن راية في الثورة الكردية رد عليه وبكل صراحة :أنا أؤيد الثورة الكردية كما انت تؤيد الثورة الجزائرية لكنهرفض التفاوض الا بعد الافراج عنهم ونتيجة التحقيقات حوكم هو ومن ناصره مدة 18اشهر،اما الدكتور نورالدين ظاظا ومن ايده فحكموا بمدة ستة أشهر فقط . لقد شكل هذا الاعتقال والذي حدث لأول مرة منذ تأسيس الحزب محكا عصيبا لقادة الحزب المعتقلين ،وكانت البدايات الاولى لبروز صراع سوف يستمر سنين وسنين وسوف تمتد الى خارج اسوار السجن ،وبالفعل كانت نتيجة هذا الصراع فرز كتلتين مختلفتين :كتلة الدكتور نور الدين ظاظا ومعه مجيد حاجو وغيرهما. وكتلة اوصمان صبري ومعه رشيد حمو ومحمد ملا احمد توج وملا هادي بزكوري ومحمد علي حسو وغيرهم.انعكست الخلافات داخل السجن على الرفاق خارج السجن وبعد الافراج عن المعتقلين تمت محاسبة بعد القيادة من قبل الحزب حيث جمد الدكتور نورالدينزازا ثم تم فصله لعدم قبوله الا بان يكون العمل في الحزب رئاسي وان يكون كل شيء في يده ، كما فصل شوكت حنان..؟؟ومن جانب اخر تم فصل كل من الشيخ عيسى ملا محمود وحمزة نويران لخلق التوازن..؟؟ واتهمحاجو علي خوجه بسلب اموال الحزب الديمقراطي في العراق فقد كان محمد علي خوجه عضوا في المكتب السياسي وملاحقا من قبل المباحث فسفر الى كردستان العراق ،حيث عين هناك محاسبا ومسؤولا ماليا عن الفرع الثاني للحزب /لق2/عن الموصل ودهوك و زاخو، وبعض اندلاع الثورة بحوالي الشهرين اي في شهر تشرين الثاني عام 1961 هرب من هناك وعاد الى سوريا ومعه (7600) دينار عراقي وهي مالية الفرع المذكور فطرد من الحزب ولم يعد بعد ذلك ابدا، بعد فصل الدكتور نورالدينزازا، اتخذت اجراءات بحق من تضامنوا معه مثل: محمد فخري. مجيد حاجو . يوسف ميرزا. ضياء الدين ملا ابن مفتي قامشلو . بروكي متيني…وغيرهم ، وكان اغلبهم من مسؤولي المنطقيات كما ترك الحزب مجموعة من الرفاق الذين كانوا متأثرين بالدكتور مثل: سامي ملا احمد نامي. محمد علي يونس. محمود شوزي . نزير مصطفى. خلف حجي علي وغيرهم ،وبالرغم من هذه العقوبات لم يتم التشهير بأحد في اوساط الجماهير او حتى بين قواعد الحزب. ان وجود كتلتين داخل الحزب توضحت مع الايام كتلة تريد ان تناضل دون مواجهة مع السلطات ومن دون اعتقالات ،وتكتفي ببعض التعابير القومية وكانوا يشكلون اقلية وهم كبار البرجوازيين الكرد يمثلهم الدكتور نورالدين زازا وكتلة الاغلبية ويمثلهم اوصمان صبري ومعه كل البرجوازيين الصغار والعمال والفلاحين والكادحين والفقراء وكل قواعد الحزب تقريبا يريدون نضالا جديا ولا بد من التضحيات.
.
في ذلك الوقت اي في عام 1963،لجا الى الحزب شخص كردي من سخرتي(شمال كردستان) ويدعي حسن بولش وكان رجلا محنكا ورساما ماهرا وقادر على رسم صورة اي شخص بمجرد النظر اليه، وقد احتضنه حميد درويش خاصه وزكاه واوصله الى القيادة وتبين للرفاق فيما بعد انه كان قد تعرف على اكثرية القيادة وكوادر الحزب وانه جاسوس يتجسس على الحزب اما من قبل تركيا او سوريا او كلتاهما فتم القبض عليه وارادوا اعدامه، لكن تقرر في النهاية ارساله الى الثورة الكردية للاقتصاص منه هناك فوضع وخبئ في بيت /حسن بشار/على اساس ان يرحل الى (تل كوجر)في اليوم الثاني ومنه الى كردستان العراق لكنه هرب او هرب الى تركيا كيف لا ادري؟… وتبين لاحقا انه اعتقل كل قيادي من الحزب كان قد رسم له حسن بولش صورة او اعتنى به….وانه لم يكن لاجئاً بل كان له دور ومهمه في معرفة قيادة الحزب. . وبالتالي كان له دور في الاعتقالات التي المت بالقيادة. في شهر شباط1963وفي حلب ،عقد مؤتمر طلابي حضره كل من الرفاق الحاصلين على الاعدادية فما فوق بغض النظر عن ميله الى اي كتلة ، وانتخب فيها4مسؤولين ( رشيد حمو. عزيزداوود. محمد أنور. عصمت عمر)،وبعض ذلك بحوالي عام 21/5/1964 حدثت اعتقالات اخرى في حلب ودمشق منهم/ رشيد حمو واصمان صبري الذي كان قد افرج عنه وهوشنكابن اوصمان صبري. عبدالله ملا علي. محمد مدور .رشيد سمو. وبقوا في السجن 4-9اشهر،وبذلك تجمدت فعاليات قطاع التربية، وبنتيجة اعتقال بعض القياديين انضم الى القيادة عدد من الرفاق وهم :خالد مشايخ . محمد مصطو. محمد انور . ملا محمد نيو كمال عبدي. عبدالله ملا علي. حاج عبد الفريد ملا ابراهيم. كانت التناقضات والصراعات تملا ساحة الحزب نتيجة تفاقم ازمة الكتلتين، وتصرفات بعض القياديين امثال حميد درويش الذي لعب دورا سلبيا في ذلك الوقت ،فقد كان يمثل عقلية الدكتور زازا ومعه بعض انصاره مثل: خليل رش وخليل صور وسعدي آيبو وحمزه نويران. وراحوايتهمون اوصمان صبري بالعمالة، وكذلك يتهمون محمد ملا احمد توج واخرون بشتى التهم ، وفي ذلك الوقت اصدر حميد كراسا يهاجم فيها الحزب شكلا ومضمونا ويتهم القيادات يمينا وشمالا واعلن فيه تجميد نشاطه…لكنه كان ينشط بفعالية خارج الاطر الحزبية.
طالب الرفاق وبخاصة القواعد بوضع حد لازمات الحزب ،وضرورة عقد كونفراس يتم فيه حل جميع القضايا ولهذا عقد الكونفراس الثالث في اب 1964بقرية جمعاية ،حضره جميع القيادين ماعدا اوصمان صبري وعبد الله ملا علي حيث كانا معتقلين ومنالذين حضروا: حميد درويش. خالد مشايخ. عزيز داوي. محمد ملا احمد توج. محمد نيو . درويش ملا سليمان…. وغيرهم ، وتقرر في الكونفرانس عودة حميد درويش الى الحزب بشرط ان ينتقد نفسه امام اللجنة المركزية وامام القواعد، لكنه لم ينفذ وتبين للجميع ان الكونفرانس لم ينجح ولم يفلح في حل مشاكل الحزب، مما زاد في امتعاض الرفاق واعلنوا جهارا عن قلقهم وطالبوا بإظهار الحقائق وما هي علاقة حميد بالجاسوس حسن بولش ومن ستر على محمد علي خوجه بسرقة اموال الثورة ،ومن صدر كراس التهجمات والاتهامات،ومدى حقيقة الاتهامات المتبادلة.وانتفضت قوى الطلبة وطالبوا بانعقاد مؤتمر عام ، مما اضطر عزيز داوي للاجتماع بقطاع الطلبة وابلغهم ان حميد درويش لن يعود للحزب ، لكن الطلبة ردوا عليه: لقد قرر الكونفرانس اعادته وقد عاد فعلا بالرغم مت انه لم ينتقد نفسه، واستفسروا عن اسباب سفر لجنة الى اوربا مكونه: خالدمشايخ. عزيز داوي. وعبدالله ملا علي. ومحمد ملا احمد توج. والذي جاء تنفيذ الرغبة حميد في استبعادهم وازاحتهم ، وان حميد ما زال ينفرد ببعض الرفاق ليدير دفة الحزب معهم دون الرجوع الى القيادة امثال: علي شيخموس اوسو. ودرويش ملا سليمان… وغيرهما. وتهربكل من عزيز داوي وملا احمد ملا احمدتوج وخالد مشايخ من المسؤولية ، وبالفعل عم الفوضى في صفوف الحزب وفي كل المناطق ، ولم يعد هناك تنظيم بمعنى التنظيم ولا قيادة بمعنى القيادة ولم يعد لوحدة الحزب اي اساس.……..
.
لماذا كونفرانس اب 1965؟؟
في هذه الاجواء المضطربة دعا اغلبية الرفاق الى عقد كونفرانس الاول في 5اب عام 1965،بقرية جمعاية حضره اكثر من 25رفيقا وهم : ملا حمد نيو و صلاح بدرالدين وهلالو و رشيد سمو و ملا داود و محمدي بوطي و واحمدي بدري وعبدالرزاق ملا احمد و شمو اليزيدي و نوري حاجي و ملا احمد قوب وعزيز أومري و محي كوجر و سيد رمضان وملا شريف وفرحو فرحو وفخري هيبت و يوسف اسماعيل و محمد خليل ابو شيرو و ابراهيم محمد عثمان و عبد الحليم قجو وعيسى حصاف واحمد قادو (درباسية) ومحمد علي حسو ومحمد حسن مستي وملا هادي بزكوري و ابراهيم ملا نورالدين وملا نجم الدين.….وغيرهم.
وتم تشكيل قيادة مرحلية من :ملا محمد نيو و صلاح بدرالدين وهلالو ورشيد سمو.
وتقرران يتم الاتصال مع اوصمان صبري فان قبل بالنتائج سيكون من القيادة ، وفعلا وافق بعد ان قال “طالما حميد غير موجود فانا سأقبل“….وتم تجهيز بيان للكونفرانس لكنه لم يوزع او ينشر الا بعض التفاوض مع البقية من القياديين الذين لم يكن موجود منهم سوى خالد مشايخ فحميد درويش كان في السجن محكوما عليه بشهر واحدأما عزيز داوي وعبدالله ملا علي ومحمد ملا احمد توج فكانوا في طريقهم الى أوربا.
تم التفاوض مع خالد مشايخ على اساس خيارين ،اما عقد مؤتمر على وجه السرعة او سيتم توزيع بيان الكونفرانس ، فوافق على عقد المؤتمر ولكن بعد ان يتم تشكيل لجنة تحضيرية ،وسرعان ما تم تشكيل هذه اللجنة ، لكن خالد مشايخ ودون الرجوع لاحد سافر الى كردستان العراق، وعرض الوضع على السيد البارزاني ، وبين له ان الصراع على اشده ولا بد من تدخل الثورة ، وان هناك اشكالات بينه وبين كنعان عكيد وانصاره في ديريك ومنذ بداية الستينات ، فعرض عليه السيد البارزاني ارسال ملا احمدي مندوبا عنه، لكن خالد مشايخ تمنى غيره لان لملا حمدي دور سابق في ازمة الحزب ،فعين السيد البارزاني /نعمان عيسى/مسؤول الفرع الاول/ لق1/ وكان شابا يعتمد عليه.
.
مع عودة خالد مشايخ وبرفقته نعمان عيسى الى كردستان سوريا ، سرعان ما اتفقا مع حميد درويش وانصاره وعقدوا كونفرانساً سموه بالكونفرانس الرابع وذلك في قرية بركو اواخر عام 1965،لم يدع اليه اي من قيادات اليسار ولا كوادره أي لم يحضر من طرف كونفرانس اب اي شخص وحضرهنعمان عيسى وتمخض الكونفرانس عن قيادة جديدة من :حميد درويش ورشيد حمو و درويش ملا سليمان وطاهر سفوك وعزيز داوي اما خالد مشايخ فلم يحضره، واعلن عن فشل مهمته وسافربعدها الى بيروت ليشكل مع بعض الرفاق ما يسمى بمحكمة الحزب العليا بغية محاكمة السكرتير والقيادة بعدوضوح الوضع الجديد اجتمعنا مع نعمان عيسى وقلنا له ﻻ:”اتيت الى هنا لحل الازمة بين طرفين من القيادة فرحت تعقد كونفرانسا مع طرف واحد ،ونرى ان هذا الكونفرانس وما تمخض عنه غير شرعي ، وانك بذلك عقدت الازمة ولم تحلها...“، لكنه رفض ذلك وادعى ان الكونفرانس شرعي ومعهم ختم الحزب ،ومع مرور الايام واجتماعه مع العديد من الوجوه واتصالاته بالقواعد تبين له تماما انه خدع ،وان خالد مشايخ ورطه ووضعه في مأزق ، وصار كمن رسخ الانشقاق بدلا من التوحيد ،واعلن هو ايضا فشله وعاد الى كردستان العراق بعد هذه التطورات قمنا بتوزيع بيان كونفرانسنا وبينا فيه المشاكل والتناقضات والحقائق.…وان الخلافات فكريه وليست شخصية.
كان حميد يدعي دائما وحتى الان بان الثورة الكردية تتدخل في شؤوننا الداخلية وهذا محض افتراء ،فلو لم يذهب خالد مشايخ الى السيد البارزاني ويطلب منه المساعدة في حل اشكالات الحزب ،هل كان نعمان عيسى سياتي ؟؟….لوكنا جادين في الحوار نحن والطرف الاخر.. ولو كان خالد مشايخ ايضا جادا ومتابعاً……. هل كانت الامور ستصل الى نقطة اللاعودة؟؟ ان تدخل الثورة كانت نتيجة قصورنا وطلبنا والحاحنا.
.
شكل الطرف الاخر ايضا ما سمي بالمحكمة العليا للحزب وذلك لمحاكمة اعضاء القيادة والسكرتير مؤلف من :خليل رش وحسن شيخو قرطميني واحمد برزنجي من محليات الحزب ،فذهبوا وحققوا مع رشيد حمو وعزيز داوي وعبد الله ملا علي وغيرهم ممن توقفوا عن النضال فعادوا للحزب ،ثم التقوا بأوصمان صبري فقال لهم :”انا لا اعترف بكم ولا بمن عينكم ..”،ثم انضم الى طرفنا ،وهكذا ترسخ تماما انشقاق الحزب نهائيا الى حزبين: جماعة الكونفرانس الرابع ومعهم البرجوازيين واغلبية القيادة وكوادر الحزب والاجهزة والاموال… وجماعة الكونفرانس الخاص(الاول)،وكلهم من الفقراء والقواعد وقلة من القياديين وهم: اوصمان صبري و صلاح بدر الدين .وهلالو وملا محمد نيو وكان مرشحا للجنة المركزية وأصبح جكرخوين عضوا فخريا في اللجنة المركزية وهكذا بدى تماما أننا نحن الاقلية.
المؤتمر الاول
نشط الرفاق بعد ذلك بقوة ووزعوا منهاج الحزب الجديد الذي يبين ان الخلافات فكرية فهم يقولون: آن الحزب يعتمد في نضاله على العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين والبرجوازية الوطنية ،اما نحن فنقول ان الحزب يعتمد في نضاله على الفلاحين والمثقفين الثوريين وكافة الوطنيين الشرفاء… وهم يقولون: تامينالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية للأكراد في سوريا…ونحن نقول تامين الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية للشعب الكردي في سوريا.. هم يدعونان الكرد اقلية ونحن نصر على(الشعب الكردي)،وبالفعل نشط القيادة وتوزعت بين الجماهير في القرى ،وشكلت لجان ميدانية تجوب الريف ايام عيد الاضحى المبارك لعام 1966من رفاق القيادة عزيز أومري و احمد بدري و عبدالرزاق ملا احمد واسماعيل صوري وحميد موسى.. كما تمت زيارة الرفاق القدامى والمتوقفون عن النضال في بيوتهم لشرح برامج الحزب وطروحاته واسباب الخلافات ،كما شكلت لجان اخرى في كافة المناطق ، وبموجب هذه النشاطات عاد الكثيرون وانضموا لصفوف الحزب وازداد انصاره بشكل واضح ، وكان لجكرخوين دور فعال في شرح وجهة نظر الحزب ومواقفه، ونظرا لاتساع رقعة الحزب وازدياد اعضائه وانصاره كان لا بد من عقد مؤتمر يؤطر عمل الحزب وينظمه فانعقد المؤتمر بتاريخ 5/8/1966 في قامشلو (حارة هلاليه)برئاسة جكرخوين كونه اكبر سنا ،وبحضور 67عضوا ومن كافة المناطق في المؤتمر تم تثبيت المنهاج والنظام الداخلي ،وكان مجرياته ناجحة جدا الى ان وصل الى الفقرة الاخيرة من برنامج عمله وهو انتخاب القيادة ،حيث اتفق المؤتمرون على انتخاب 3او 4ثم يضم 3 او 4 اخرين يعينهم المنتخبون وذلك لسرية العمل ،وفتح باب الترشيح فرشح جكرخوين ورشيد سمو ،لكن اوصمان صبري وملا محمد نيو وصلاح بدرالدين لم يرشحوا انفسهم بحجة انهم غير قادرين على النضال مع جكرخوين رئيس المؤتمر!!واحتدمت النقاشات وتأزم الوضع ،فطلب المؤتمرون من جكرخوين رئيس المؤتمر اعطاء فرصة استراحة للتداول ،بعد الاستراحة قدم اقتراحين للمؤتمرين: احدهما ان يقوم المؤتمر بتعيين وليس انتخاب 3 قياديين وهم بعد ذلك يعينون بقية القيادة ، والاقتراح الثاني كان يقضي بان يكون اوصمان صبري وملا نيو وصلاح قياديين وهم يعينون البقية ، وبعد عرض الاقتراحين وافق المؤتمرون بشبه الاجماع على المقترح الثاني ، ولم يذكر احد اسم جكرخوين الذي نظر يمينا وشمالا وقال: يبدو انه لم يبق الا انا ولهذا فانا ايضا ارفع يدي بالموافقة…..
وهكذا انتهت اعمال المؤتمر الى شبه نجاح ، بعد انفضاض المؤتمر وفي نفس تلك الليلة ذهب جكرخوين الى بيت زبير ملا خليل بعد ان تيقن تماما انه لن يعين قياديا وانه لم يعد له مكان في الحزب وبخاصة ان اوصمان صبري لا يريده ابدا ،ومنذ تلك الليلة مال الى جناح حميد درويش وقرر ان لا ينتظر تشكيل بقية القيادة بل انضم الى جماعة حميد الذين سرعان ما عينه في القيادة.
.
في اليوم الثاني للمؤتمر اي 7/8/1966 اعتقل مجموعة من الرفاق السابقين منهم :كنعان عكيدو جميل حاجو وعبد المطلب ميرو و عبدالباقي عجمو ومجيد حاجو ودهام ميرو و ملا داود و مصطفى بك وخليل اوصمان واحد رفاقنا وهو صبغة الله سيدا ،وما عدا الاخير فلم يكن البقية محسوبين على الحزبيين ،حتى وصل العدد الى 74شخص ، وقبل ذلك كان احد رفاقنا المتقدمين وهو الملا داود من الدرباسية ايضا كان اعتقل وكان يعمل اماما في قرية كركند ، حيث تعجب منه محمد غباش مدير ناحية الدرباسية في ذلك الوقت وسأله كيف انت ملا وامام وانت يساري وماركسي...؟؟
لقد كان الاعتقالات والملاحقات والتضييق على الكرد في اشده لان السلطات كانت تهيئ الاجواء لتنفيذ الحزام العربي.
لا لقاء مزيد من الاضواء على الوضع في كردستان سوريا لابد من العودة الى الوضع في كردستان العراق فبعدانتشار روائح الانشقاق داخل القيادة في الحزب الديمقراطي الكردستاني عقد مؤتمر للصلح في عام 1964 في قرية ماوت ، وطلبوا حضور وفد من الحزب ،فذهب الى المؤتمر وفد مكون من حميد درويش وخالد مشايح ولكن حميد اخذ معه حسن بشار من دون علم الرفاق، وعلى اساس ان يساهموا في الصلح وتقريب وجهات النظر ، لكن مجريات المؤتمر كانت اكثر حدة وحسما مما كان منصورا ،فقد طالب ابراهيم احمد سكرتير الحزب وجلال طالباني بحجب الثقة عن البارزاني لا نه عميل لشاه والرجعية ، وعد نفسه وانصاره من القياديين (بالنخبة اليسارية التقدمية) ، لكن المؤتمر فشل ورفضت القواعد هذه التوجيهات ،ففر جلال ومعه العديد من القياديين الى ايران امثال ابراهيم احمد . وعلي عسكري. وملا ماطور . ونوري شاه ويس . وعلي عبدالله. وغيرهم واستغرب القواعد كيف يتهمون البارزاني بالعمالة للشاه ثم يفرون هم الى احضان الشاه، وكيف اغلبية القياديين من المكتب السياسي واللجنة المركزية معهم …
.
الا ان نوري شاه ويس وعلي عبدالله سرعان ما عادا الى احضان الحزب ،ولكن بعد اصدار القائد البارزاني عفوا عنهم عادت الاغلبية ولم يبقى مع جلال الا القلة وبقوا بدون اي نشاط حتى وقوع معركة(زوزك وهندرين) والتي قادها رئيس اركان الجيش العراقي اللواء عبد العزيز العقيلي وبقوة قوامه 45000 مسلح في ربيع 1966، وهيا لها النظام العراقي كل الامكانات الازمة ، واعلن انها المعركة الفاصلة والحاسمة ، اما قوات البيشمركه فلم تتجاوز عشر القوات المهاجمة، لكن السيء في الامر هو انضمام جلال الطالباني ومن معه الى القوات العراقية المهاجمة ،ولهذا ومن ذلك التاريخ سموا
ب (جحوش1966)،لكن هذا الهجوم لم يفشل فقط بل اندحر اندحارا كبيرا وبشكل لم يكن في الحسبان ويقال ان لواءاً من الجيش العراقي أبيد بالكامل ، ولم يعلن عن ذلك لا الجيش العراقي ولا الثورة حتى لا يتأثر الشعور العام العراقي ، وانتصرت القوات قوات البيشمركه انتصارا ساحقا، وصارت معركة زوزك وهندرين معركة فاصلة ورائعة في حياة الثورة الكردية ونظراللهزيمة العسكرية الكبيرة التي مني بها الجيش العراقي يتجه نحو محاولات اقرار السلام ، وراح يفاوض وبجدية ولم تمض مدة طويلة حتى صدر بيان 29/حزيران/1966من قبل عبدالرحمن البزاز رئيس وزراء العراق وتمت الموافقة على وقف النار والبدء بالمباحثات ،وهكذا خسر جلال ومن معه وفشل فشلا ذريعا.
استغل القائد البارزاني فترة الهدنة فدعا الى عقد المؤتمر السابع للحزب الديمقراطي الكردستاني ،وارسلوارسالة لنا ورسالة لجناح حميد بالحضور . كانت قيادة اليسار في ذلك الوقت تتألف من اوصمان صبري. ملا محمد نيو.هلالو.صلاح بدرالدين .رشيد سمو.محمد مستي .عبدالله المحامي . محمد خليل شيرو.كما كان قد انضم الى القيادة محمد ملا احمد توج، وجوابا على دعوة الحزب الديمقراطي لحضور المؤتمر السابع تم تشكيل وفدنا مني وهلالو،كما تم الاتفاق بيننا انه اذا ما طلب السيد البارزاني من الوفدين العمل على وحدة الحركة فانه امامنا طريقان:
1– اذا ادعى حميد ان الخلافات شخصيه فاقتراحنا سيكون كالتالي: يتوقف كلا من حميد درويش ورشيد حمو عن العمل ومن طرفنا كلا من اوصمان صبري وملا محمد نيو ثم ينتخب من كل طرف ثلاث اعضاء ليكونوا هم اللجنة التحضيرية لعقد مؤتمر توحيدي.
2– اما اذا اعترفوا بان الخلافات فكرية فاقتراحنا هو: ان يتم الاجتماع للقيادات الحالية للطرفين والقياديون القدامى والقياديون الذين توقفوا عن النضال من الطرفين وبوجود وفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني ،على ان يجتمع الجميع في كردستان سوريا ،ويوضع امام الجميع برنامج الطرفين حيث تتم المناقشة وتحل الخلافات وتوحد الرؤى.
انعقد المؤتمر السابع للحزب الديمقراطي الكردستاني في 14/10/1966 ، والقينا كلمة حزبنا والتي بينا فيها وضع الشعب الكردي في سوريا وما يتعرض له من اضطهاد على يد الشوفيني البعثي ، وقد سر الجميع لكلمتنا، حتى ان عصمت شريف وانلي الذي كان حاضرا أبدى اعجابه وسروره العميق وقدم شكره لوفدنا ، في اخر ايام المؤتمر حضر وفد حميد المكون من عضوين فقط من منطقية عفرين هما حنان ونظمي شيخ كلي ولم يحضر حميد احد من الجزيرة حتى لا تظهر حالتهم وبؤسهم ، ومن طرفنا لم نمانع ان يلقوا هم ايضا كلمتهم التي مدحو ا فيها الحكومةالسورية ، ولم يتعرضوا ابدا الى ما يعانيه الشعب الكردي في سوريا من ظلم وعسف وانكار الحقوق والوجود ، فاضطر احد قيادي الحزب الديمقراطي بتقديم طلب المؤتمر بمناقشة كلمتهم ،لكن طلبه رفض، بعد انتهاء جلسات المؤتمر وفي المساء طلب منا السيد صالح اليوسفي الالتقاء بجماعة حميد فلم نمانع محضر ذلك اللقاء عبد الجليل الفيلي العضو القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني والذي سال مدور حنان عضو وفد حميد : هل يوجد احصاء في سوريا ؟؟ فقال نعم …ثم سأله الا تعتزم الحكومة السورية تنفيذ الحزام ؟؟فقال نعم …الا يوجد مساجين ؟؟ فقال نعم .. فساله اخيرا: أذن لماذا لم تذكروا كل ذلك في كلمتكم ؟؟فرد مدور حنان بكلمه شفافية :اننا لا نريد ازعاج السلطات السورية… فقال له عبد الجليل :هل انت في دمشق ام انت في كردستان؟ وانتهى اللقاء عند هذا الحد.
.
بعد ايام جرى لقاء بيننا وبين قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ضم :حبيب محمد كريم . د محمود عثمان. صالح اليوسفي. نوري شاه ويس. وعلي عبدالله. فأطلعناهمبرنامجنا ونظامنا الداخلي ، وبعدها عقدوا لقاء مع الطرف الاخر ، ثم اتبعوها بلقاء جماعي برئاسة حبيب محمد كريم ، وعرضوا علينا دعوة القائد البرزاني بضرورة توحيد الحزبين ، وحدثت نقاشات طويلة بيننا نحن الطرفين ، فهم كانوا يركزون على ان الخلافات شخصية ونحن نركز على ان الخلافات فكرية، ونعرض الادلة امام الجميع، عندها اعقب رئيس الجلسة حبيب محمد كريم وقال :فعلا ان الخلافات فكرية وليس شخصية ثم توجه الى الطرف الاخر وقال :انتم تقولون بان الكرد في سوريا اقلية مهاجره وهم يقولون بان الكرد في سوريا شعب فاين الشخصية في ذلك ؟؟ ثم قال لنا: ما هو وجهة نظركم في الحل؟…فعرضنا عليهم مقترحينا السابقين ، وعندما طلبوا منهم ذلك قالوا: الحل هو ان يحل اليسار نفسه وينضم الى حزبنا … فرد صالح اليوسفي : هذا ليس عرض حل .. هذا مستحيل فحتى انا لا اقبل بذلك .. في النهاية اتخذوا حلا توفيقيا ، فقد اقترح السيد حبيب محمد كريم الى هنا وفد من كل طرف بدعوة خطية من حزبنا على يكونوا مخولين باتخاذ القرارات ،لان الموجودين غير مخولين وليس لديهم كامل الصلاحيات ، وانتهى الاجتماع.
قبل عودتنا الى سوريا زرنا القائد البارزاني وبقينا عنده حوالي الساعتين حيث رحب بنا لكن التأثر باديا عليه… ذلك ان التحاق اغا او اقطاعي بالنظام والجيش العراقي ربما يكون واردا اما ان يلتحق بهما قياديون كبار ومنظمين. فكان يراه امرا غير معقول وغير مقبول ،ويرى في ذلك جرحا كبيرا…ثم وجه الينا الارشادات والتوجيهات وان توحد وتوحيد الكرد هو الاساس، وانه لا بد من التنازلات.. هذا الطرف لذلك او ذلك الشخص لهذا وكله من اجل خلاص الكرد ،ثم اردف قائلا :”انا لست راضيا عن اوصمان صبري وانا اشك فيه ولكن طالما ان اجماعكم متفق عليه فانا لا أمانع..”.
لقد بدا لي البارزاني لا يفرض وجهة نظرة على احد ،وهناك دليل قوي على ذلك .. فقد نشرت جريدة خبات وهي الجريدة الرسمية للحزب الديمقراطي الكردستاني في عددها314،صفحة كاملة لمقالة احد رفاقنا عن وضع الحركة الكردية في سوريا منوها بحكمة وقيادة المناضل اوصمان صبري ولم يمانع احد بمن فيهم القائد البارزاني
اثناء تواجدنا في كردستان كان مدور حنان وعصمت شريف وانلي ان يكون مسؤولا عنهم في أوربا ، وسوف يقترح على الرفاق على الرفاق بعد عودته وبعدسفره الى أوربا بعث عصمت شريف رسالة الى حميد درويش او الى مدورحنان لأنه لم يخصص المرسل اليه وجاءت رسالته من أوربا مع بريدنا خطأ ولا ادري كيف تم ذلك ...وبعد ان قرأنا الرسالة وجدنا فيها العديد من المغالطات والافكار المشوهة، فأخذنامنها صورتين واحدة ارسلناها لملامصطفى والثانية حفظناها عندنا ثم اعطيناهم رسالتهم.
بعد عودتنا جميعا الى سوريا توجه حميد وجماعته لتأييد جلال طالباني علنا، اما نحن فقد اصدرنا بيانا نؤيد فيه طلب قيادة الديمقراطي الكردستاني واقتراحاته ، وشكلنا وفدنا المخول بكافة الصلاحيات مؤلف من صلاح بدرالدين ومحمد حسن مصطفى ، وهنا لابد ان نشير الى انه وبعد زيارة وفدنا كردستان العراق ، ترسخت علاقات حزبنا بقيادة الثورة عام 1966 وبدنا بنشر جرائدنا هناك ، وتنامت نشاطات اليسار وزاد نفوذه بين الجماهير خاصة بعد قيامه بتوزيع المنشورات ضد الحزام والاحصاء ، واحراق المزروعات وتحطيم الحصادات العائدة لما يسمى (بمزارع الدولة)، كما قمنا بأرسال الوفود الى المسؤولين في دمشق لتقديم العرائض … وهكذا عرفت الجماهير واقتنعت ان اليسار هو الحزب الحقيقي والمعبر عن طموحاته ،فكبر حجمه وازداد عدد اعضائه وبخاصة في القرى وبين الفلاحين والكادحين والطلبة . الى جانب ذلك كانت هناك اخطاء كثيرة وكبيرة ، فقد كان تركيزنا على الكم دون النوع، فكل من يعادي حميد وجلال كنا نضمه الى صفوفنا بغض النظر عن اية مثالب اخرى، فكثر بيننا المنافقون والمتسلقون والمنحرفون مما ادى الى حدوث وظهور تناقضات في جسم الحزب ، وادى ايضا الى انكشاف اليساريين الحقيقيين من غيرهم فتنامت الصراعات وتفاقمت الازمات..
.
مؤتمر طلبة الكرد في المانيا
في هذه الاثناء عقد مؤتمر للطلبة الكرد في أوربا (المانيا) عام 1967حضره من قبلنا صلاح بدرالدين بعد دعوتنا لحضوره ،وكان اوصمان صبري سكرتيرا للحزب وصلاح بدرالدين عضو مكتب سياسي ، عقد ذلك وفي اجواء مشحونة بالتوتر اثر الانشقاق في الحزب الديمقراطي الكردستاني وان الاغلبية في أوربا كانوا مع جلال والقلة مع البارزاني مثل: صالح جمعة . شفيق علو . كمال جميل اغا. محمود شويش. حميد سينو.،وكان ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في المؤتمر هو اسماعيل عارف ، اما رئيس المؤتمر فكان كمال فؤاد وهو من مناصري جلال قصدا علما ان جلال نفسه كان حاضرا ،وعندما القى اسماعيل عارف كلمته احدث انصار جلال التشويش على كلمته ، وعندما القى صلاح بدرالدين كلمة حزبنا استطاع التغيرفي مسار المؤتمر ، حيث ايد الثورة والبرزاني بقوة … ودان المنشقين وهاجم جلال علانية وبشدة ،وقال:” ان تقدمية ويسارية جلال تتناقض مع تفاوضه مع السلطات السورية ورماح نظامه البعثي تدمي صدور فلاحي قرية علي فرو الكردية في الجزيرة ، وتتناقض مع ارتمائه في احضان السلطات العراقية وهي تريد وتعمل على ابادة الكرد …“، ولم يتم اي تشويش على كلمته، وبالنتيجة مال الكثيرون نحو الحزب الديمقراطي والبارزاني ، وراحوا يعيدون النظر في مواقفهم ،حتى اننا نستطيع ان نقول ان المؤتمر انتهى لصالح الديمقراطي علماانه عندما القى يوسف زوزاني رسالة حميد في المؤتمر هاجم فيه ملا مصطفى البارزاني وايد جلال بكل قوة ، وهنا وقف عصمت شريف وانلي الذي كان : نعم انا أويد حميد درويش ولكنني لا اقبل ولم اتي الى هنا للهجوم على القائد البارزاني ... وارتبك جلال ولم يكن يتوقع ان يدخل على الخط احد من الكرد السوريين وبالضد منه وبقوة واقتدار.
.
بعد انتهاء اعمال المؤتمر اتفق صلاح وحبيب كريم وشفيق علو و حميد سينو ومحمود شويش ان يلتقوا معا ويفرحوا بهذا الانتصار ، وقبيل موعدهم وكان صلاح ما يزال في غرفته ، دخل عليه كل من جلال وكمال فؤاد وعصمت شريف … بعد تردد من صلاح استقبلهم على مضض فعاتبه جلال وقال له :لماذا تتدخل في شؤوننا ؟ ولماذا حملت كل اوراقك ضدنا..؟؟
فرد صلاح عليه: ولماذا انت ارتميت في احضان العدو بالضد من الثورة؟؟فرد جلال ” خوفا من بطش البرزاني ارتميت في احضان السلطة العراقية “…فقال صلاح هذا غير مبرر ابدا ان البارزاني رمز للكرد .. كان عليك ان تحاول التقارب وتنتظر فرصا اخرى ،اما الارتماء في احضان العدو فلا يمكن قبوله ، فانزعج جلال ومن معه وخرجوا من الغرفة.
تأخر عودة صلاح من مؤتمر الطلبة في أوربا ، وبالرغم من علمنا بانه خرج من المانيا وعاد الى سوريا فكلفنا الرفيق صالح كدو بالذهاب مع المهربين الى سخرت اي كردستان الشمالية ويبرق من هناك الى صالح جمعة والسؤال عن صلاح ، فعاد وقال انهم اخبروه بان صلاح خرج من المانيا وعاد الى سوريا، ومضى اكثر من شهر ولم يظهر اي شيء بعد ذلك بمدة قصيرة جاء الي/ ملا محمد نيو / واخبرني بان صلاح مسجون في سجن القلعة بدمشق ، وقد جاء الخبر عن طريق رفيقنا (علي عيشانه وتوفيقوا) وهما من مدينة عامودا وكان يؤديان خدمتهما الالزامية كشرطيين في ذلك السجن ورايا صلاح الذي اخبرهما بانه كان مسجونا ومنذ اكثر من شهر في مركز الحلبوني لدى الامن السياسي والان اتو به الى هنا في سجن القلعة وسرعان ما اخبر الرفيقان اوصمان صبري بذلك، عندها شكلنا وفدا لزيارته في السجن مؤلفه مني وهلالو وجواد ملا ووالد صلاح ، وبقي صلاح في السجن حتى نشوب حرب حزيران 5/6/1967 ، حيث افرج عنه كما افرج عن المحكومين غيابيا لمدة سنتين وغرامة200ليرة سورية لكل من : اوصمان صبري وملا محمد نيو وصلاح بدرالدين وملا هادي بزكوري ، لا نشائهم تنظيما سريا.
.
اثناء تواجد صلاح في سجن القلعة كان فيها ايضا حسين رزق وهو كردي من مدينة حماه، وخالد جندي الذي كان رئيسا لاتحاد العمال في سوريا قبل ادخاله السجن وكان وجها يساريا وطبقيا معروفا ليس فقط في سوريا بل وفي الخارج ايضا ، وقد دار بينه وبين صلاح لنا نقاشات مطولة حول الكرد والوضع الكردي وقد قال صلاح لنا حول ذلك بعد الافراج عنه ان خالد جندي قال له :” لم اكن اعرف ان هناك يساريون وتقدميون لدى الكرد ، وكنت اظن ان قضيتهم تنحصر فيما يدور في اذهان حميد درويش وجلال الطالباني وهما رجعيان وعملاء للنظام ...” واردف صلاح يقول : لقد سالته اي لخالد جندي : لقد كتبت في جريدة المقاومة الشعبية ردا على سؤال ( محمود سعيد) لك: طالما انك تقدمي فلماذا لا تؤيد القضية الكردية وتعترف بها؟؟ وقد كان ردك عليه: اذا كان الوقف الى جانب القضية الكردية يعتبر عملا تقدميا فانا سأكون الاكثر رجعية .. .فما هو موقفك الان من ردك تلك؟؟فرد خالد جندي علي :” نعم لقد كتبت وقلت ذلك في حينه وكنت ارى ان طرح القضية وفق رؤية جلال وحميد هي الرجعية بعينها ، اما الان فان الوضع قد تغير …”، وبنتيجةهذه النقاشات حدث انسجام كامل ما بيننا نحن الاربعة انا وخالد وسعيد حداد وحسين رزق الذي ازداد شعوره القومي.
الكونفرانس السادس
مع الاسف الشديد ان الانانيات تقف دائما كعائق أمام التنامي والانجازات ،فما ان شعرنا بأن الحزب صار حزب الجماهير حتى تفاقمت الخلافات واشتدت بين قطبي الحزب اوصمانصبري سكرتير الحزب وصلاح بدرالدين عضو المكتب السياسي، وامتدت هذه الخلافات الى القيادة والقواعد ، وقد تمحورت أساسا باتجاهين:
1– كان اوصمان صبري وكرد على المحاولات والاجراءات المتبعة لتطبيق الحزام العربي من قبل النظام ودعوته لمقاومتها عرض على القيادة بأن هناك دولة استعمارية جاهزة لتسليمنا السلاح لمقاومة الحزام ، لكنه لم يكن يفصح عن اسم الدولة ،وكان المتوقع هو اما تركيا أو العراق ،فكان صلاح يتهم اوصمان صبري بالعمالة لدولة استعمارية وكانالبارزاني قد اتهمه بالعمالة لتركيا ايضا.
2– أما اوصمان صبري يتهم صلاح بالعمالة لسوريا ففي تحقيق اللجنة المركزية مع صلاح حول اعتقاله في سجن القلعة، أعترف بانه استجوب مرتين لدى الامن السياسي في مركز الحلبوني بدمشق وفق ما جاء في تقريره لكن الحقائق كانت تؤكد ذهابه للتحقيق ثلاث مرات مما يدل على انه يخفي شيئا.
بعد احتدام الازمة اضطرت القيادة الى الدعوة لعقد الكونفرانس السادس الذي عقد ايضا في قرية عاموده في اب 1967،وكان صلاح وقبل عقد الكونفرانس قد اعلن انه سيتوقف عن العمل في الحزب تحت حجة ان له ملاحظات مهمة على اوصمان صبري لكنه حضر الكونفرانس كما حضر اوصمان صبري آتيا من دمشق ،حاول ملا محمد نيو بداية الكونفرانس التوفيق ما بينهما وانهاء الخلافات بشكل سلمي ومن دون تداعيات ، لكن صلاح القاء تقريره الذي هاجم فيه اوصمان صبري بشراسة واتهمه بالعمالة للنظام السوري وانه كذب في تقريره المقدم للجنة المركزية وان بهجت ملا محمد ملا حامد ،ورفعت كرداغي شاهدين على ذلك لكناجواء الكونفرانس كانت تميل لصالح صلاح وبالنتيجة تمخض الكونفرانس عن قرار يوافق طلب صلاح بطرد اوصمان صبري وإخراجه من غرفة الكونفرانس ،فاخرج من هناك وادخل في غرفة اخرى لحين انتهاء اعمال الكونفرانس ،الا ان ملا محمد نيو قام وبكى وقال: “آن 90بالمة من رفاقنا ليسوا فقط مع اوصمان بل يعبدونه وان قرار طرده سيؤثر سلبا وبشكل كبير على مسيرة الحزب لاحقا وبخاصة في هذا الوقت العصيب…”،واقترح اعادة النظر في هذا القرار ، وفعلا اعيد النظر في القرار وكان الترجيح لإعادته ،فأعيدالى الغرفة وكان شيئا لم يحدث ،لكن اتفق الجميع على تقليص صلاحياته ووافق اوصمان صبري على ذلك وانفض الكونفرانس.
.
لا بد للحديث عن نشاطات اليسار بعد انطلاقها وبخاصة في سنوات بين(1966-1969)،في مجالات التنظيم والدعاية ومحاربة الحزام والاحصاء وغيرها فقد كنا نبعث الوفود الشعبية والحزبية والنساء الى المسؤولين في دمشق والمحافظة، وكنا ننضم الى المسيرات في اعياد اذار ونطلق الهتافات مثل :عاشت الاخوة العربية الكردية-على صخرة الاخوة العربية والكردية تتحطم المؤامرات الرجعية والاستعمار…وغيرها وصعدنا من نشاطنا ضد الحزام والاحصاء في الدرباسية وعامودا وديريك وبخاصة بعد 1967 حيث بدأوا بالاستيلاء على اراضي الكرد تمهيدا لتطبيق الحزام فقد احرقنا المزروعات وكسرنا الجراراتفي قرية تليلون ، وكذلك في ريف عامودا وتربه سبيه وديريك ، حيث كنا نرسل رفاق من منطقة بعيدة لينفذوا هذه النشاطات في منطقة اخرى، اما كسر وطرد الجرارات فكانت تتم في نفس القرى ،حتى ان رفيقنا(احمدي بوطي) في منطقة اليان والجراحي ، قاوم بشدة ومنع حصاد المزروعات ثم احرقوا الحصادة وقتل سائقها وعندما علمنا ان رئيس وزراء مصر حسين صدقي سيزور حقول (الرميلان)النفطية برفقة رئيس الوزراء السوري يوسف الزعيماستنفرنا رفاق المنطقية وابلغنا جميع الرفاق بتجهيز وحمل اللافتات والتواجد على الطريق العام ما بين قامشلو والرميلان ،وكان ذلك في عام1969 ،وكان التنفيذ ناجحا جدا ،حتى ان رفيقنا محمد بوطي ومعه بعد الرفاق ... استطاع ان يوقف سيارة رئيس الوزراء المصري وكل رتل السيارات الطويلة في منطقة جراحي حيث رمى فروته على مقدمة السيارة فتوقفت فقدم له عريضة تتضمن المظالم التي تجري بحق الكرد ، وطالبهم بوقف مشروع الحزام والغاء الاحصاء ،كما استطاع رفيقنا اوسكي قوب ان يقوم بتقديم عريضة اخرى الية اثناء عودته وهو في مطار قامشلو،وهكذا كانت معنويات رفاقنا عالية جدا ومتحمسين للعمل والخدمة رغم امكانيات الحزب الضئيلة ،ولم يكن يمض شهر الا ونقوم بعمل ما نبعث الوفود…نحرك النساء “الأجنبيات“… ونقدم العرائض الى وزير الداخلية والمحافظ، وحصلت الكوكبة الاولى من الطلبة على منح دراسية للخارج لعام 1969 وهم: سعدالدين ملا احمد ومحمد عزيز زازا ولازكين ملا احمد وعبدالله سيدا ،ولم يقتصر دورنا ونشاطاتنا هنا في الداخل فقط بل امتدت للخارج فقدارسلنا تقارير بما يقوم به رفاقنا وما تقوم به السلطات من اعمال القمع والاضطهاد بحق ابناء شعبنا الى رفاقنا في أوربا ،وبخاصة الانتفاضات الفلاحية ضد الاقطاع وضد الحزام العربي وما يقومون به وبخاصة انتفاضات قرى مثل :علي فرو. نيف. كرباوي. شدي. قرتبه. معشوق . وترسبيه. سيكركا . كري بري . وغيرها.
وعندما جاء الى قامشلو الصحفي الفرنسي جان بيير فينو سكرتير لجنة الصداقة الفرنسية الكردية عام1972،قمنا باطلاعه مباشرة وميدانيا على احياء قامشلو ومن بينها حارة بنغلاديش حيث قلنا له :ان هؤلاء هم الفلاحون المطرودون من ارضهم بعد اخذها منهم والاستيلاء عليها من قبل الدولة بتطبيقهم مشروع الحزام العربي ، وجاءوا ليسكنوا هنا في اكواخ ولكن السلطات قامت بهدمها ثم بنوها مرة اخرى فخربتها السلطات ونظرا لسوء حالتهم سميت الحارة ب بنغلاديش اسوه بنازحي تلك الدولة ،فقال جان بيير فينو: “أي ان هؤلاء هم مثل فلاحي قرية علي فرو…”،وهكذا ظهر ان ما ارسلناه لرفاقنا عن احوال وانتفاضات الفلاحين في قرية علي فرو وغيرها قد وصلته عن طريق جريدة لوموند الفرنسية التي كانت قد نشرته ،وكذلك اخذناه الى محطة تل زيوان وكانت تغص بالعتالين وطالبي الشغل من العمال ،فسالنا من هؤلاء …؟فقلنا له هؤلاء كرد من مجردي الجنسية نتيجة الاحصاء الجائر وهم يبحثون عن عمل فقام بتصويرهم والتقى بهم ، بعد عودته الى فرنسا نشرا مقالا بعنوان:(التهويد في فلسطين والتعريب في الجزيرة السورية)مؤلفا من صفحات عدة ومشفوعا بالصور لا طفال ونساء وعتالين كرد وقام الرفاق هنا بترجمة المقالة ووزعت على الرفاق والناس، من الضروري ان نشير ان جميع الانتفاضات الفلاحية التي قامت ضد الاقطاع وضد مشروع الحزام في جميع تلك القرى وغيرها ،كانت كان يقوم به رفاقنا فقط وكانوا مندفعين جدا ويتسابقون في التنفيذ ،ففي انتفاضة قرية علي فرو كان رفاقنا :فرحان ابراهيم(بيري) ومحمد حسن مستي و وابراهيم برجي . وفوزي بيري….هم من كان يقودون الانتفاضة ،حتى ان الملازم اول يوسف صالح طحطوح مدير ناحية عامودا في ذلك الوقت وهو يقوم باعتقال الرموز القيادية للفلاحين استبعد رفيقنا فرحان بيري من ذلك وقال انا اريد فرحان ابراهيم ولا اريد فرحان بيري فرد عليه فرحان :انا فرحان ابراهيم … اي انه كان لا يتهرب من الاستجواب ولا يهاب ،من جانب اخر فان حميد وحزبه لم يقوموا باي اعمال نضاليه ضد الحزام والاحصاء ولا باي اعمال اونشاطات ،كما لم يقدموا لرفاقنا في اماكن النزاعات ولا في القرى التي انتفضت اي عون او دعم بل لن يؤيدوا في جرائدهم ،وبالعكس فان في جريدهم في عددها رقم 19 تحدثت عن مزارع الدولة وكأنها مشاريع اشتراكية رائدة ووصفتها بالعمل الممتاز ،ولم يهاجمها او ينتقدها ابدا رغم علم الكثيرين بان هذه المزارع ما هي الا مشروع عنصري بغيض، هدفه تجريد الكرد والكرد فقط من ارضهم وارض ابائهم ،بعدما تم تجريدهم من الجنسية ،لهذا كانت الجماهير معنا وبشكل كبير حتى اقدر ان اقول ان اكثر من 80بالمئة كانوا معنا ولم يكن معهم الا الاقلية ،فمدينة مثل مدينة سري كانيه (راس العين) لم يكن لديهم رفيق واحد فيها.
.
في هذه الاثناء قامت السلطات وعن طريق خليل جهماني الملازم الاول ومسؤول شعبة الامن السياسي بمحاولةالتفاوض مع الحزب للحد من نشاطاتنا وتهدئة خواطرنا ،ولكنها كانت مناورة وتخدير اعصاب ، وقد تم ذلك مع رفيقنا المعتقلين هلالو ومحمد علي حسو ،فلم يمانعا بشرط ان يتم التفاوض مع الحكومة لا مع جهاز الامن ،وهنا تدخل حميد درويش على الخط وراح هو جكرخوين وتمر مصطفى يعقدون اللقاءات مع خليل جهماني ،رغم انهم لم يقوموا بأية نشاطات جماهيرية لا ضد حزام ولا ضد الاحصاء ،وسرعان ما قاموا بعقد ندوات ليقولوا فيها: “آنالحكومة تريد التفاوض معنا لكن اليسار يعرقل ويقوم بأعمال تخريب .. “،ولكن الامر لم يطل حتى انكشفت الخفايا بانها مجرد مناورة وضحك على الذقون وضرب لليسار وتكريس للانقسام ،وقد ادى ذلك الى الزيادة في شعبيتنا فازدادت معه نشاطاتنا.
لقد كان لدعم الثورة الكردية لنا دور مهم في قوة حزبنا وجماهريته لكن كان نشاطنا في الداخل يعتبر هو الاساس ، لقد كنا قد شكلنا في عام 1966 وما بعد ثلاث لجان :لجنة فلاحية تهتم بشؤون الفلاحين ولجنة عمالية ولجنه اجتماعية ، وكانت هذه اللجان هي المرجع في كل ما يخص امورهم وكانت اللجان تعمل مثل خلايا النحل ،وقد تميزت تلك الفترة بعنف الرد من السلطات فزادت الاستجوابات والمداهمات والاعتقالات والقمع والتعذيب،ولكن معلوماتهم عنا كانت قليلة ولم يكن هناك الكثيرين من المخربين مثل هذا الوقت…وكانت اجهزة الامن تقتصر على الامن السياسي فقط . حتى ان والدي ووالدتي لم يكونا علم بذهابي الى كردستان رغم بقائي 46يوم هناك ،كان المسؤول الامني من عام (1960حتى عام 1967)هو الملازم اول خليل جهماني ،ثم تشكلت بعد ذلك ما يسمى ب /امن الدولة/كما كانت تلك الفترة تمتاز بسيطرة حزب البعث على الجهاز الامني وليس العكس كما هو الحال الان ، وكان لحزب البعث مسؤولين اساسيين في ذلك الوقت وهما فيصل رستم وعبد الرحمن بصير، ومن جهة ثانية وفي فترة نشاطنا الكبير كانت العلاقات بيننا وبين الشيوعين تزداد سوءا، فقد كانوا يحاربوننا بقسوة ، وكيف لا يحاربوننا وهم يرون بأم اعينهم كيف ان الفلاحين ينحازون وينضمون الى حزبنا ،وكيف تنضم قواعد حزبهم الى رفاقنا في مقاومة الحزام العربي والتصدي العملي للإقطاع ، وبذلك كان قيادي الحزب الشيوعي في الجزيرةمنزعجين جدا منا امثال: اوصمان برو ورمو شيخو الذين كانا يوبخان رفاقهم ويحاولون منعهم من التعاون معنا ،لقد كان يرينان ان تنامي قوة اليسار أنما تتم على حساب حزبهم ،وان اليسار هو البديل الوارد على ساحة النضال في الجزيرة وان جماهيريتهم وبخاصة الفلاحية والعمالية تخرج عن سيطرتهم شيئا فشيئا، وعندما كنا نناقش قياداتهم حول ذلك ،ولماذا تحاربون اليسار بدل ان تحتضنوه وتتحالفوا معه بل تنحازون نحو اليمين وﻻتحاربون حميد... ولماذا لا تفرقون بين اليسار واليمين..؟ فكان القياديان فيهم /رمو شيخو واصمان برو/ يردان وبكل صلافة وبكل وقاحه وبالحرف :ان اليسار واليمين بقعتان من مذبلة واحدة..”
.
كان التنظيم النسائي عندنا قبل عام 1965ضعيفا،وكان النشاطات شبه معدومة واقتصرت على اسماء قليلة مثل:فضيلة بنت ملا احمد شوزي زوجة خليل محمد علي وفاطمة شرنخي…،ولكن بعد انطلاقة اليسار قوي تنظيم النساء الى درجة متقدمة حتى وصل عدهن الى 75عضوة في الفرق والمحلية والفرعية في الجزيرة فقط ،وكن يقمن بنشاطات هامة في اعياد نوروز مثل تقديم المسرحيات والاناشيد والاغاني والرقص والمعارض ولكنه لم يكن هناك فرقة فلكوريه كما لم يكن هناك احتفالات بعيد المرأة ،اما حول كوادر الحزب ،فكان في ذلك الوقت يقتصر على اعضاء اللجان المنطقية حيث كان المتفرغ المتزوج يقبض راتبا قوامه (35ل س) فقط الشهر اما راتب من يكون غير متزوج فكان (25ل س) اما راتب عضو اللجنة المركزية فكان (50-75ل س) في الشهراي يعيش على الكفاف ،ولم يكن هناك موارد للحزب الا التبرعات والاشتراكات وكان الكادر ملزماً بالتجوال في منطقته ولا يعود الى بيته إلا عند الضرورة ،يجوب القرى ...يعقد الندوات واللقاءات … يتفقد اوضاع الرفاق يحل المشاكل ويلتقي بالمؤيدين والجماهير ،كنت في ذلك الوقت كادرا في منطقة / كوجرا /وديريك اعوام 1967-1968-1969 كما كنت مكلفا بالقيام بجولات تنظيمية وتفتيشية الى مناطق /كيكان وميرسينان في ريف الدرباسية وعمودا والحسكة ،لاحقا صرت عضوا بلجنة الرقابة والتفتيش في اللجنة المركزية ،وبعد عام 1971 اصبحت مسؤوﻻً عن حلب ودمشق وبيروت.
.
المؤتمر الثاني
بالعودة الى وضع الحزب التنظيمي فبعد الكونفرانس السادس بمدة اجتمعت اللجنة المركزية بدمشق وفيها قدم اوصمان صبري استقالته المشروطة بضرورة عقد مؤتمر يعرض فيه كافة مشاكل الحزب وانه سيقدم في تقريره ووجهة نظره ، ذلك ان الاجراءات التي اتخذت في الكونفرانس السابق بشان المشاكل والخلافات كانت ترقيعية واصلاحيه ولم تكن جذرية وكانت الاتهامات المتبادلة جاهزة دائما :
العمالة الخيانة…التجسس… فقد تم توقيف من الحزب كلا من : هلالو ومحمد علي حسو و ملا هادي بزكوري… وغيرهم بهذا التهم ، لقد كانت الانانيات والمحسوبيات ومحاولات الهيمنة والاستنثار تنخر جسم الحزب ،كما كان للكم وليس للنوع دور مهم وسلبي في ذلك حيث كثر المزاودون والوصوليون والمنحرفون وراحوا يعبثون فسادا. ازاء هذه التطورات كانت الاستعدادات جارية لعقد المؤتمر الثاني والذي التئم بالفعل في اب 1969 بمدينة عامودا وفي بيت عبد الفتاح عوجي ، قبيل المؤتمر سافر اوصمان صبري الى سرختي (كردستان الشمالية)ومن دون اعلام احد ومن دون أذن ، لكن المؤتمر عقد في موعده ، بعد قراءة ومناقشة التقارير تمت مناقشة وضع اوصمان صبري ،فتم طرده من الحزب بتهمة خيانة الوطنية والحزبية ، وفي راي كان هذا خطا كبيرا جدا ارتكبه المؤتمرون وعلى راسهم صلاح بدر الدين ، انتهىالمؤتمر في اجواء ايجابية وديمقراطية ،وانتخب صلاح سكرتيرا للحزب كما انتخب خمسة للجنة المركزية وهم ملا محمد نيو وشفي علو و بهجت ملا محمد ملا حامد ورفعت كرداغي كما انضم اليهم كلا من عصمت سيدا ويوسف ديبو (كانت العادة هي انتخاب خمسة والباقي يتم تعينهم من قبل المنتخبين)في تلك الاثناء ترك نوري حاجي ايضا العمل الحزبي لا سباب لم يوضحها.
بعد الانتهاء من المؤتمر تقرر ارسال وفد الى الثورة ،لعرض المشروع المعد منقبل المؤتمر. وهو العمل على تشكيل قيادة قطرية وقيادة قومية على مستوى كردستان تجتمع كل ستة اشهر، لدراسة الوضع القومي ،فتشكل الوفد مني وشفيق علو ، حيث سافرنا الى كردستان ومن ثم الى مقر/اسعد خشوي/ للالتقاء بالقيادي احمد توفيق من الحزب الديمقراطي ايران لكننا لم نره لسفره الى بغداد ،حيث كانت قيادة الثورة لا ترغب بوجود قيادي من الحركة الكردية الايرانية في احضان الثورة منعا لحدوث خلافات مع الشاه ،بعد عرضنا لمشروعنا على قيادة الحزب لم يتقبلوا فكرتنا ،فلم تكن عندهم ارضية لهكذا مشروع ،كما ان وضعهم العسكري والقتالي لم يكن يسمح بذلك فرفضه المكتب السياسي بقينا هناك مدة 12يوم حيث قدمنا لهم نظامنا ومنهاجنا الجديدين ،وطلبنا منهم طبعهما لنا.لكنهم لم يطبعوهما فقد كان الدكتور محمود عثمان ينتقد بعض الفقرات من منهاجنا …فقلنا له بالحرف: هذا منهاجحزبنا وليس منهاج محلية من حزبكم.. فنحن مستقلون تماما. .لنا آراءنا ولكم اراءكم ..
وقد كان صالح اليوسفي حاضرا حيث ايدنا وبقوة
وبشكل كامل ،لقد كانت تكتنف قيادات الثورة والحزب جملة من التناقضات والتباينات في الآراءوالافكار…ولولا قيادة البارزاني الحكيمة لما كان بالإمكان ضبط الامور.
.
بعد عودتنا من كردستان العراق بمدة سافر صلاح الى اوربا بتكليف من الحزب ليقوم بمهام الدعاية والاعلام وتقوية الحزب … وعلى ان يبقى فترة قصيرة ،لكنه طال وطال حتى وصل الى 11شهر ، وكانت الخلافات داخل الحزب تتنامى باضطراد وبخاصة في القيادة. لكننا لم نكن نتأثر كثيرا فالنشاط كان في ازدياد ، وفي المهرجان الذي اقامة حزب البعث بمناسبة ذك انقلابه في 8اذار 1970في قامشلو، رفع رفاقنا اللافتات وهتفوا بشعارات.. مثل (عاشت الاخوة العربية الكردية و عاش نضال المرأة العربية الكردية)، وكما هو العادة لدى النظام فقد قبض على بعض الرفاق منهم: عبد المجيد حنش وخيرالدين مرادوعبد الفتاح فاطمي وغربي سليمان...كما قبض على بعض الطلبة مثل عكيد….؟من الهلالية واحمد جميل واكرم احمد من قرية معشوق بعض ذلك بثلاثة ايام صدر بيان 11أذار التاريخي…فاتهمتنا السلطات السورية بالارتباط بالخارج وان اليسار زاد من نشاطه لعلمه بقرب صدور ذلك البيان بين الحكومة العراقية والبارزاني، لكن الحقيقة لم تكن كذلك فلم نكن نعرف شيئا حول هذا الموضوع ، الا انه واثناء تواجدنا في كردستان قبل شهور ولقائنا بالقائد البارزاني سألناه عن اخر التطورات ، فلمح الى ان احد القادة العسكريين البارزين في جبهة راوندوز ابلغه بانهم سوف لن يحاربوه بعد الان ، فتوقعنا حينها انه ربما هناك مباحثات سرية .. وفي حينها قال لنا الملا مصطفى متوجها الى صالح اليوسفي وكريم احمد وكانا جالسين ايضا:” اتعرفون ان الشيوعيين سيتركوننا وسيتخلون عنا مقابل اعطائهم وزيرين في الحكومة العراقية القادمة…”؟؟فقال اليوسفي :لقد اعطيناهم السلاح والمؤن والكرامة والجبهة والعمل المستقل ورغم ذلك سيذهبون الى الحكومة .!!فقال ملا مصطفى: “صحيح انا لست دارسا ولكن …(ثم اسرد قصة العقرب والضفدع)وهو ان العقرب جاء الى الضفدع وقال له :انك تجيد السباحةفهلا حملتني على ظهرك لنعبر هذا النهر معا، ومعلوم ان العقرب غدار والضفدع احمق ،فاعتذر الضفدع اولا لكن العقرب اقنعه فحمله على ظهره وما ان وصلوا الى منتصف النهر حتى لدغه العقرب فغرق الاثنان ،وهكذا يكون حال الشيوعيين مع صدام حسين واحمد حسن بكر .. ” ثم توجه الي وقال :”ألاتذكر كم مرة جئت الى هنا واخبرتك ان اوصمان صبري عميل للأتراك ،وكنت ترد ب لا انه سكرتير حزبنا والان تأتيلتقول لي لقد طردنا اوصمان صبري لأنه عميل.. “،فقلت له لقد توصلنا الى ذلك بمحض قناعتنا ،فرد علي ان ذلك افضل …“،ثم طلب منا البارزاني الانتقال الى الايوان الكبير وكان فيها عبد الوهاب اغا وعمر اغا سروجي اللذين كانا قد سلما نفسيهما اخيرا ،وكان هناك ايضا ملا عبدالله(آمر هيزربالك)ومحسن ديزني وكريم احمد ونجليه ادريس ومسعود ،وجلس السيد البارزاني خلف المدفأة كان ينير الإيوان (لوكس) سأل البارزاني متوجها نحو كريم احمد عن آخر الأخبار. فرد كريم أحمد: إنك ادرى بالأخبار ،فسال صالح اليوسفي :”هل تعلم كم دفع للذي قام بإحراق طائرة عبد السلام عارف ...”؟؟ فقال صالح اليوسفي :لا اعرف…فقال البارزاني :لقد دفع له 9 مليون دينار مقابل ذلك …”،عندها دخل احدهم وسلم ادريس نص برقية واردة.. فقراها ادريس ثم ابتسم ..فقال له للبارزاني :”قل لنا ما وردك…“فقال ادريس :انها برقية من هيز سفين تفيد بان صحفيا هولنديا جاء إلى آمر هيز عزيز عقراوي وطلب منه ان يقوم بعملية قتالية لكي يقوم هو بتصويرها كأحد مستلزمات عمله ومهمته ،فقامت قوات ال (هيز)بشن هجوم كان مخططا سابقاً على احدى مقرات الجيش العراقي استمرت عدة ساعات ،حيث تم فيها اسر 35 من الجحوش وعدد من الجنود العراقيين وهرب الباقون كما تمت السيطرة على الموقع ، هنا توجه القائد البارزاني الى عمر آغا سورجي وسأله :” ألا تقول لي لماذا ينتصر البيشمركه دائما وينهزم الجحوش دائما وقد كنت معهم لفترة ؟؟فرد عمر اغا :البيشمركه يقاتلون دفاعا عن وطنهم بإخلاص وايمان … اما الجحوش فيقاتلون من اجل الغير .. من اجل الراتب الشهري من اجل الارتزاق…،فقال السيد البارزاني له :” ألا تعرف كم يدفع لكل واحد منهم شهريا “فرد اغا: لا يزيد عن عشرة دنانير في الشهر .. فقال له للبارزاني :”اننا سندفع لهم عشرين وحتى ثلاثين دينارا وليرجعوا الى وطنهم شعبهموليقاتلوا بشرف…”.
.
وعودة الى ما بعد بيان 11/اذار/1970 التاريخي ،حيث انتصرت الثورة انتصارا كبيرا وعمت الاحتفالات في ارجاء العراق وكردستان واصدر البرزاني عفوا عن جميع المذنبين بمن فيهم جلال وجماعته ،فعادوا الى كردستان وعقدوا مؤتمرا وليغيروا اسمهم الى الحزب الثوري الكوردستاني ثم اعلنوا عن حل الحزب وفتح الباب للانضمام الى الحزب الديمقراطي الاصلي وفي حزيران عام 1970عقد الديمقراطي الكردستاني مؤتمره الثامن ،وبعثوا الى حزبنا لحضور المؤتمر ، ولم يرسلوا الدعوة لحميد وجماعته ،ورغم ذلك وصل حميد وجكرخوين الى كردستان لحضور المؤتمر ،فلم يسمح لهما الحضور المؤتمر لانهما غير مدعوين ،فبقيا في الفندق مهملين ولم يسلم عليهما احد ،اما حزبنا فقد حضر المؤتمر بوفد صلاح بدرالدين وملا محمد نيو وكمال جميل اغا(من عفرين)وعبداللطيف مرجي ممثل الحزب في لبنان ،حيث القى صلاح كلمة حزبنا والتي قلبت بالتصفيق الحاد والاعجاب حتى ان سينم بدرخان عضوة المؤتمر قامت في قاعة المؤتمر وشكرت وفدنا لهذا الكلمة.
بعد انتهاء اعمال المؤتمر وتشكيل القيادة ،دعا البارزاني ملا محمد نيو وصلاح واقترح عليهما العمل على توسيع دائرة الحزب ورفده بمزيد من الافراد والشرائح الاجتماعية ،وان الحزب مبالغ في الاعجاب بنفسه وتخندقه ، فعليه ان ينفتح اكثر ،بعد يومين او اكثر طلب البارزاني من صلاح وملا محمد نيو وحميد وجكرخوين ان يوضحوا له مشاكلهم ،بعد الاتهامات المتبادلة راح حميد وجكرخوين ينافقان ويتملقان ويكرران للسيد البارزاني جملة : هذه رقبتنا وذلك سيفك.. قل ما تشاء واعمل ما تشاء فنحن طوع امرك .. اخيرا قال لنا البرزاني :”اذا كنتم جادين للتوحد والوحدة فارجعا الى سوريا ثم يجلب كل طرف منكما 25رفيقاً يمثلون الحزب ، ونعقد لكم هنا مؤتمر الوحدة.
.
المؤتمر الوطني
قدمت الثورة لنا مبلغ 15000ل.س كمصاريف جلب الرفاق. لكن صلاح اخذ منها5000 ل.س مصروف سفره الى أوربا فبقي فقط10000ل.س ،ابلغنا صلاح بان الحزب اتخذ قرارا بلزوم عودته الى سوريا لكنه رفض العودة بحجة ضرورة حضوره مؤتمرا للطلبة في وأربا ثم يأتي بعدها الى كردستان لحضور المؤتمر التوحيدي ومن ثم سيعود الى سوريا .بعد عودة وفدنا الى سوريا عقدوا اجتماعا معنا ،وبينوا ما جرى ما جرى وما تم الاتفاق عليه وابدى ملا نيو رايه قائلا: رأي انه في الاتحاد هناك سيكون نهاية لحميد وجماعته وانا متفائل من النتائج ..“ثم اتفقنا على عقد الكونفرانس الثامن في بيت خليل برو بمدينة عامودا لانتخاب 25رفيقا يمثلون الحزب في المؤتمر الموعود ،وتم انتخاب العدد المطلوب كما تمت تسمية قيادة مؤقتة من بعض اللجان المنطقية لقيادة الحزب لحين العودة ،في هذه الاثناء سمعنا بان السيد البارزاني اعطى رسائل لأخرينلحضور المؤتمر امثال: دهام ميرو. عزتاغا. درويش ملا سليمان ورفاقه –حسين حاجو. حسن حاجو. حسن حوري الإيزيدي وجماعته …وغيرهم هناتغيرت اللوحة واتخذت طابعاً اشكالياً ،بعد هذا الالتباس دعانا حميد لعقد اجتماع ثنائي لتدارس الوضع المستجد وبالفعل تم عقد اجتماع ثنائي في مكان ما من سوق قامشلو من طرفنا كنت انا وعصمت سيدا ورفعت كرداغي ومن طرفهم حضر حميد ورشيد حمو ،فقال حميد :”لدي اقتراح وهو انه لا لزوم لي ولرشيد حمو ولا لصلاح ونيو وليجتمع 3الى 6 من كل طرف ليكونوا لجنة تحضيرية لعقد المؤتمر هنا ثم نرسل للبارزاني وفدا واقترح ان يكون برئاسة عزيز أومري و نبلغه باننا عقدنا مؤتمرنا التوحيدي وانتهت المشاكل ،ولكن لازمة الثقة الكبيرة بيننا وطول معانتنا من الاعيب ومؤامرات حميد لم نكن قادرين على اخذ ما قاله محمل الجد وكان معلوما لدينا ان وراء كل مقترحاته مظاهر ايجابية وخفايا سلبية ،ولهذا رفضنا مقترحاته.
بعد ذهابنا الى كردستان وجدنا ان عدد الحضور وصل الى 105 شخص بدلا من 50، وفي ذلك المساء ذهبت انا وصلاح الى الرفاق في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني وسألنا حبيب محمد كريم وقلنا له :اذا كان مؤتمرنا حزبي فقد حضرنا نحن الخمسين اما اذا كان مؤتمرنا وطني فهناك في سوريا من بقو…وهم وطنيون اكثر من هؤلاء الذينحضروا… لكنهم لم يبتوا في هذا الامر واجلو لحين عقد المؤتمر . بعد افتتاح السيد البارزاني للمؤتمر والقاء بعض الكلمات ،تم بالأجماع على تسمية المؤتمر بالمؤتمر الوطني ،بعدها تحدث السيد البارزاني واقترح ان يبقى (حميد وصلاح)لديه فقام عبد الله ملا علي واقترح ان يضاف رشيد وملا نيو ،فوافق السيد البارزاني …. اما جكر خوين فكان قد قرر سابقا انه سيبقى في كردستان. القى كل من صلاح وحميد كلمتيهما وتبادلا الاتهامات وصار نقاش حاد حول ذلك ،وكذلك حول بعض المفردات والمفاهيم .. وتمت الموافقة بتثبيت الشعب الكردي في المنهاج كما تمت الموافقة على تسمية جريدة الحزب ب دنكي كرد ،واتفق على ان تتم تشكيل القيادة على اساس لليسار 2-3 زائد مرشح واحد واليمين 2-3 زائد مرشح واحد، والحياد 4 زائد مرشح فاختار صلاح ابن عمه يوسف ديبو و عصمت سيدا وبهجت ملا محمد ملا حامد اساسيين ورفعت كرداغي كمرشح اما اليمين فاختاروا :تمر مصطفى ورستم ملا شحمو وابراهيم حاج صبري كأساسيين وفيصل هادي اغا كمرشح، اما الحياد فاختاروا: دهام ميرو . وشيخ محمد عيسى ومحمد سليم حاجو . ودرويش ملا سليمان كأساسيينوصادق نجاري من (كرداغ) كمرشح.
من الضروري ان اعترف ان موقف حميد كان افضل من موقف صلاح عندما اعترض ان يكون للحياد 4 زائد مرشح ،لكن صلاح قبل بذلك دليلا ان صلاح لم يكن يساريا حقا وكان من الاولى ان يرفض هو ذلك قبل حميد.
.
اثناء المؤتمر لم يكن ادريس البارزاني محبذا لاقتراح والده وكان اتجاه معنا مما اضطر السيد البارزاني الى ارساله الى منطقة بادينان في مهمة حتى لا ينزعج من ذلك ،فبعد انتهاء المؤتمر الوطني قال صلاح ل نيو :تعال نزور ادريس فذهبنا اليه وكان مسعود واسعد خوشوي حاضرين …بعد السلاموالاستفسار عن الاحوال ،سألنا ادريس هل انتم موافقون ومقتنعون بنتائج مؤتمركم ؟؟فرد ملا نيو نعم كلنا راضون ولكن رفيق عزيز أومري -واشار الي غير متفائل ولا يرغب بالعمل والعودة الى سوريا…فسألني ادريس عن الاسباب. فقلت ان كل ما اليه المؤتمر هذه الوحدة لم تقنعني. . فقال .. وماذا تريد وتقترح ؟؟فقلت كيف سأناضل الى جانب ؟؟فقال ومن هو احمد برزنجي ؟؟فوصفت له هذا الرجل بالتفصيل وانه… وانه…. وثانيا اذا لا يلتحق رفيقينا القياديين فلن يكون هناك نضال حقيقي … فقال :سوف يكونون في سوريا خلال ثلاثة اشهر … قلت :لي اقتراحات اخرى وهي اضافة رفيقنا ملا داود الى تشكيلة المنطقية المكونة من 3/3فقال السيد ادريس مؤكدا :سوف يتم ذلك بشرط عودتك الى سوريا والنضال الجاد . .. فوعدته . بعد عودتنا من عند ادريس وكنا ندردش معا وصلاح يبدو عليه امارات الانزعاج قال لي :ما رايك يا عزيز في ان نشكل حزب شيوعي كردستاني ؟؟فجاوبته فوراً انا موافق فقال سأتحركمن الان لتنفيذ ذلك فقلت له :وهل صدقتني ؟فانا امزح .. ومثل هذا الامر غير وارد في ذهني بتاتا ولا ولن افكر فيه.
في كردستان عمل رشيد وحميد في مدرسة الكوادر. واقترح بتكليف صلاح كمدير لمدرسة الكوادر ،لكنه رفض لرغبته بالسفر الى أوربا رغم محاولات ملا نيو لإقناعه بذلك لكنه رفض . لقد عقد السيد البارزاني مؤتمرا لنا في كردستان لكنه لم يضع الحل الحقيقي ،رغم انه كان يعرف عنا الكثير وكانت تنبؤاته صحيحه ومثال على ذلك فقبيل مؤتمرنا الوطني كان مؤتمر حزب البعث ،القيادة القطرية في سوريا قد انعقد وخرج بقيادة جديدة سألنا السيد البارزاني عن هذا للمؤتمر وما تمخض عنه فقلنا له كذا وكذا ، لكنه قال :لاالنتيجة ليست كذلك لقد نجح المدنيون لكن العسكر هو الذي انتصر فالقيادة والقرار الان بيد الجيش. وبالفعل لم يمض بضعة شهور حتى استولى الاسد على السلطة وهو رمز الجيش ورجله الاول ،وزج المدنيين في السجون علما ان اغلبنا وكذلك الشيوعيين عندنا والكل كان يقول العكس ويتنبأ العكس.
بعد انتهاء المؤتمر راح بعض رفاقنا مثل شفيق علو و كمال جميل اغا وحميد سينو يهاجمون صلاح علنا وبخاصة حول تصرفاته في أوربا وان له علاقات ما مع احدى السفارات الاجنبية ،على ان يعطوننا المال والسلاح مقابل تذويدهم بوثائق تلزمهم .وصلت هذه الاخبار الى ملا مصطفى الذي انزعج كثيرا من ذلك فانه لم يكن يقبل ان ينسج اي قيادي علاقات مع الاجانب لأنهابنظره ستكون على حساب الحركةالكردية آما هو فكان واثق من نفسه بانه لن ينجر الى ان يكون علاقاته مع الاخرين على حساب القضية.
.
قبل مغادرتنا كردستان قال بعض رفاقنا لصلاح امثال محمد عباس ومحي الدين كوجر(محك) ،وغيرهما: آننا لن نناضل عند العودة الى جانب يوسف ديبو وعصمت سيدا وبخاصة اذا ما بقي عزيز أومري هنا (اي في الموصل وكنت حينها عند بعض اقاربي)…واردفوا: ان كل الرفاق في سوريا منزعجون من يوسف ديبو وبهجت ملا محمد ملا حامد عصمت سيدا ،وهم يشكلون عالة على الحزب ، وما جاؤوا الا بالواساطة.. لكن صلاح سكت ولم يفعل شيئا….
بعد العودة الى سوريا بدأت محاولات الدمج ، فتشكلت اللجنة المنطقية3/3حيث كان من طرفنا انا واحمدي بدري ومحمدي بوطي وفرحو كمرشح، وكان من طرفهم: احمدبرزنجي ونذير درويش وزبير ملا خليل ولكن نزير درويش لم يكن يحضر اجتماعاته ،كانت لدينا في المنطقة 13فرعية وعندهم 12 فرعية، ولم يكن عندهم في مدينة راس العين عضو واحد ، وما ان بدانا بالدمج في الفروع وعلى اساس 3/3 او 3/2 او بالعكس حتى لاحظنا المماطلة والتأجيل والتلكؤ من طرفهم ، وبدا عدم الجدية تماما من طرفهم.. وما لبث ان قام احمد برزنجي بتشكيل فرعيه بنفسه ولرفاقه حصرا في عامودا، وترافقت ذلك بسيل من الاضاليل والمهاترات والمزاودات ثم تملصوا نهائيا من اعمال الدمج بعدما جاءهم اوامر من حميد ،ولم يبق في الميدان سوى المنطقيات والفرعيات من طرفنا فقط ، علما ان دهام ميرو والشيخ محمد عيسى ومحمد سليم حاجو وصادق نجاري وشفيق علو وهم اعضاء اللجنة المركزية ،كانوا اصلا غير جادين فهم يمثلون البرجوازية الكردية والتي تتهرب من اي تنظيم فعال.
النتيجة الواضحة هي فشل الوحدة والتوحيد ،والسبب الرئيسي لهذا الفشل كان مواقف حميد حاج درويش وكره الشديد للبارزاني واليسار وكان يحاول دائما الانتقام من البارزاني ودعم جلال طالباني وابراهيم احمد اللذين كانا قد انشقا عن الثورة والحزب واصبحا ادوات طيعة في يد صدام حسين ، ويتحولوا فيما بعد الى ما سموه بجحوش 1966.
اما بخصوص صلاح بدرالدين فقد كانت مواقفه غير مسؤوله .. محبا لذاته . نرجسيا … وكل تصرفاته لا تنم عن اية يسارية فعلية ،ولم يساهم ابدا في انجاح اعمال التوحيد بل ان أنانيته وحقده دفعه للتوجه الى أوربا وينشر كراسا معاديا للمؤتمر التوحيدي:(الاستسلام امام قصر السلام)
بعد انسحاب حميد حدث فراغ في المركزية والمنطقية ،فتحرك عصمت سيدا واراد ان يلعب لعبته ،فاقترح وحاول ملئ الفراغ من كتلة اليسار وبالتعاون مع بعض اعضاء المركزية ،لكن دهام ميرو احس بالأمر ،حيث اخذ موافقة القيادة بان يكون ملء الفراغ بالمناصفة ،وحينما فشل عصمت سيدا في ذلك راح يحاول تأليب الرفاق على الانسحاب ايضا والعودة الى احضان الحزب القديم ،لكنني رفضت ذلك بقوة ،واثناء قيامنا بمراسيم الدفن لرفيقنا محمد مستو مرشح اللجنة المركزية راح عصمت سيدا يبدي للرفاق اسفه لرفض عزيز أومريدعوته بضرورة الانسحاب ..فقلت للرفاق :ان الرفيق عصمت اخطأ حين حاول ملء الفراغ وفق هواه ،لا وفق ما يقتضيه الوضع ،والان وبعدما صدرت التعليمات فانا مع التقيد بالتعليمات لكن الاوضاع زادت من عوامل التنابذ واتجهت نحو الانفصال ،وجرت محاولات عدة لا عادةالتفاهم مع دهام ميرو فقد تم ارسال مندوب عنا وهو يوسف ديبو الى كردستان ،لكنه ارتكب اخطاء جمه وعاد فاشلا ، كما جرت محاوله اخرى عبر محمد ملا احمد توج الذي استطاع عقد جلسة مشتركة بيننا وبين دهام ميرو ورفاقه ،وفيها قدم رفاقنا بعض المقترحات ،لكنه رفضها بعد استشارته للبارتي في كردستان العراق.
من سخرية القدر للشعب الكردي في سوريا والحركة السياسية فيها. هي ان اول رئيس للحزب كان جامعيا ويحمل شهادة الدكتوراه من جامعة لوزان وكانت نسبة الامية بين الشعب عالية جدا… والان وبعد 13عاما من ذلك يصبح رئيس الحزب دهام ميرو وهو من الشخصيات الوطنية القديرة ولكنهبمفهوم السياسة والتنظيم يعتبر شخصا اميا.
.
من حزبين الى ثلاث
حسما للإشكالات المستحدثة ،وحيث بدا جليا ان اعادة احياء الحزب القديم امر لا مناص منه ، انعقد الكونفرانس العاشر للحزب ايضا في قرية جمعاية وذلك بتاريخ تموز 1971 وبغياب كل من صلاح الذي كان ما يزال في أوربا وملا محمد نيو الذي كان في كردستان ،(كان حميد ورشيد عادا الى سوريا في اجازة بعد مرور عدة اشهر ولكنهما لم يعودا وراحا يمارسان عملهما الحزبي بعد انسحاب حزبهما من الوحدة، اما ملا محمد نيو فقد رجع الى كردستان بعد انتهاء اجازته)،في الكونفرانس قبل صلاح ونيو كقياديين بشرط عودتها الى الوطن واستلامهما لمهامهما هنا والا فانهما مفصولان ،كما وتقرر ارسال مندوبين احدهما الى كردستان لإبلاغنيو بالعودة واخر لإبلاغ صلاح ،كما اتفق بانه في حال عدم تطبيق اتفاقية حزيران والذي تم بيننا وبين دهام ميرو والقاضي بعدم ملء شواغر انسحاب جماعة حميد الافي للمؤتمر القادم ،فإننا مضطرون لإعادة تشكيل حزبنا من جديد ،وفي هذا الكونفرانس تم ربط النضال القومي بالنضال الطبقي ،هنا لا بد من اظهار التردد والانتهازية والفوضى التي انتابت الوسط السياسي والحزبي .…فرفيقنا خليل حج علي اصر في الكونفرانس على انه لا امل في دهام ميرو وجماعته ويجب ان لا نتحد معهم ،لكنه في اليوم الثاني بعد الكونفرانس ذهب الى دهام ميرو وانضم الى جماعته ،كما واننا ارسلنا مندوبين عنا الى دهام وهما فرحو ومحمدي بوطي بضرورة التفاوض وكأخر محاولة ،لكن دهام استطاع اقناعهما بالانضمام الى المنطقية عندهم ورفع راتبيهما الى 400ل.س في الشهر ،وطلب منهما محاولة اقناع عزيز أومريبالانضمام الى المركزية بدلا من عصمت سيدا ..فجاء الى داري وكان عندي رفاق في البيت ، فطلبوني على انفراد … فقلت لهما لماذا على انفراد تعالوا وقولواما لديكم لكنهما اصرا فذهبت معهما الى غرفة اخرى فعرضوا علي ما تم … فقلت لهما :عجيب كنا نامل العكس ،صحيح انتما مجرد انتهازيين اذهبا من هنا ولا ترجعا الي . بعد ايام كلفني الرفاق بإبلاغ ملا نيو في كردستان العراق وما جاء في الكونفرانس ،فذهبت الى الموصل واتصلت مع رفيقنا محمد حسن مستي الذي كان موجودا في مدينة زاخو…فجاءني وسلمت اليه رسالة الى ملا نيو فقال لي :انني ارى ان تتركوا نيو وشانه وطالما انه هنا فقد تخلصتم منه وارى ان تعود الى سوريا وتعملوا بدونه فهذا افضل….فقلت :انه تكليف الرفاق وسوف انفذه ، بعد مدة جاءني جواب من ملا نيو يعتذر العودة … ثم علمنا بعد ذلك ان نيو قد بعث برسائل عدة الى عدد من الرفاق ،في بعضها يدعوا الى الوحدة مع دهام وفي بعدها يدعوا لتركه…وبعضها غير ذلك ،المهم كلها متناقضة . ..
فيما يلي نص رسالة ملا محمد نيوالى الاخ هزار المحترم 20/7/1971(هزار هو الاسم الحركي لي في ذلك الوقت)تحياتي وقبلات الاشتياق راجيا ان تصلكم هذا الرسالة وانتم في غاية الصحة والعافية والموفقية في خدمة الشعب وبعد:
.
سمعت نبأ حضورك بدون اتمكن من رؤيتك فتأسفت جدا وذلك كيف يمكن منع الاحباب الذين يحتاجون الى اللقاء واصبحت مترددا ويائسا من وضع الحركة ،وثق ايها الاخ بأنني لم اذق النوم طيلة تلك الليلة وفي الاخير استسلمت الى القضاء القدر .. كيف لا وانا واثق باننا بذلنا كل غال ورخيص في سبيل قضية امة اصبحت تهاجمنا وتتبرأ منا ،ولكن بعد ايام فكرت في ان الامور تسير طبيعية وان كافة الاشخاص والحركات تتعرض لما تعرضنا له خاصة ونحن نمتاز بقلة التجارب ،وكانت جملة من الاخطاء دخلنا فيها وتيقنت بانه ليس هناك انفع من الصبر والصمود .عزيزي …طبيعي انك تعرف بان برين وحميد كانا ممثلين في تشكيل القيادة كما ان قرارا اتخذ بحقنا نحن الاربعة فلو كنا غير راضين عن ذلك لا مكننا المعارضة كمناضلين حقيقيين ،ولكن بعد الذي جرى فان كل تدخل من جانبنا يعرقل توحيد الحركة ويضعف مطاليب القاعدة الحزبية ويقوي الجانب الاخر ،وان الرفاق الذين لا يفهمون الاسس الحزبية ومنفعة الحزب بدون هؤلاء الاربعة فاحسب انه لم يكن حزبا موجودا … لذا فان رأي يتخلص فيما يلي:
1– المحاولة بشتى الوسائل لتوحيد للحزب والحركة والابتعاد عن المهاترات التي لا تفيد شيئا سوى الاستياء.
2-عدم الاتصال بنا ابدا خاصة وان القيادة المرحلية اتخذت قرارا هنا بان كل اتصال مع هؤلاء يعتبر تخريبا .. وانا مقتنع لو كان رفاق الحزبين الممثلين في القيادة بما فيهم (جوهري وصاحبه)متفاهمون فيما بينهم فيصبح كل شيء بأيديهم ويتمكنون من توحيد الحزب والحفاظ على اتجاه التقدمي، ولكن ذلك بشرط ان يكونوا بعيدين عنا نحن الاربعة وهذا لدي احسن طريقة اذا كان بحق نريد ان نناضل لأجلقضية شعبنا …اما عندما نناضل لأجلفلان او فلان فهذا بحث ثان .. اما الاتجاه والافكار التي كنا نؤمن بها وسوف اظل متمسكا بها الى الموت في سبيلها ،فأظن ان المسقبل يأتيلصالحها بالنسبة للحركة الكردية عامة وسورية خاصة … حينما كان الرفيق /حيدر/هنا وابديت له كافة ارائي ولا ازال عليها ولكن الاحسن ان تقدروا انتم بأنفسكم وضعكم ، وبالنسبة للفكرة المكونة على العراق فأرى من الضروري ان لا تؤثر بعض للأشياء غير الطبيعية طبعا بالنسبة لنظرنا وان لا نركض وراء العواطف وردود الفعل خاصة وان الرفيق (برين)تأثر جدا بمثل هذه الاشياء والاحظ انه لو يمشي مثل الان لسوف يجر اشياء غير مرضية على الحركة وعلى نفسه بالذات وانا من جانبي ابدي له ارائي وآرائكم ايضا.
3– لقد ارسلت لك هدية رمزية وصورة تذكارية يرجى عدم اعلام احد وبالنسبة للأمانات المرفقة مع رسالتك هذه فرجاء تسليمها الى اصحابها بدقه تامة….
تحياتي الى الوالدين الكريمين والاخوة والاخوات وجميع الاصدقاء والاقارب وعيالهم جميعا وارجوا لهم الصحة والموفقية.
رجائي ثم رجائي الاهتمام بقضية الولد العزيز/احمد جميلة/لأنها تشغل بالي جدا علما انني هنا لا اتمكن من فعل شيء وانما الاعتماد عليكم ويمكنك ان تبلغ وصيتي هذه الى الاقارب امثال بشير وكريفي فرج وامثالهما كماوارجوا ان تبلغ تحياتي الى…..
محافظة اربيل قضاء جومان
والد أحمد
التوقيع
.
سافر صلاح الى بيروت وانا الى حلب لمتابعة مهامي هناك ،وفي بيروت اجتمع صلاح مع قيادات فلسطينية وعلى راسهم نايف حواتمة واراد منهم التعاون ،لكتهم اخبروه ان مندوب حزبكم لدينا هو عزيز أومري وان توقيعه هو المعتمد حتى ولو كنت انت السكرتير ،فبعث صلاح ورائي في 10/3/1972لكي احضر الى بيروت فوصلتها في 11/3وبنفس اليوم اقمنا احتفالا بمناسبة ذكرى بيان 11/اذار التاريخي وكان رفيقنا مصطفى جمعه ايضا ،وفي الاحتفال ألقى صلاح كلمة...ثم قدمني للمحتفلين لكي اتحدث عن الداخل كوته كان في أوربا ،بعد ذلك عرض علي صلاح زيارة جلال الطالباني في احد فنادق بيروت ،وكان جلال في حينها يعمل في مكتب ممثل البارزاني(عزيز الشيخ)في بيروت، فذهبنا وهناك قدمني صلاح وعرفني به قائلا: أن عزيز أومريهو المعني بأوضاع وامور الداخل وهو سيشرح عن ذلك ،وفي الجلسة تم التطرق والمناقشة حول الالتزام بالماركسية من قبل حزبنا ،حيث حبذ جلال ذلك .. لكنني قلت: “آننا لا نريدالمزاودة في هذا المجال ومن الضروري ان نستفيد من تجربتين في هذا الموضوع وهما تجربة القوميين العرب وتجربتك انت بالذات واردفت :عن تجربة العرب فان نايف حواتمة التزم الماركسية اللينينية لكن جورج حبش ذهب الى ابعد من ذلك حتى اصبح ماركسيته وبالا عليه ،ولهذا علينا ان نكون واقعيين فلا يمكن لليميني ان يصبح يساريا لكن العكس ممكن ،فالماركسية التي تقول: أن لكل نمط من المعيشة نمط من التفكير صحيح تماما ،فالكثير من البرجوازيين الكرد وكذلك الاقطاعيين لا يمكن ان يصبحوا ماركسيين ولا يساريين ،اما اذا اغتنى اليساري فيمكن ان يتحول الى برجوازي ويميني..” وكان جلال يصغي الي بدون الملاحظات ،ثم قال لي :وماذا بخصوص تجربتنا ؟؟..فقلت :تجربتكم كانت أقسى فبعد مؤتمر (ماوت)اتجهت أنت وابراهيم أحمد وعلي عسكري وملا ماطور الى الانشقاق واتهمتم ملا مصطفى البارزاني بالعمالة لشاه ايران وصرتم -يساريين-وكان ذلك عام1966،لكن الذي ارتمى في أحضان شاه ايران كنتم انتم -اليساريين-،والذي فشلوا كنتم أنتم وكان الاقسى من ذلك هو ما جرى في معركة زوزك وهندرين عندما هاجم اكثر من 45000جندي عراقي ثورة الملا مصطفى ،فذهبت أنت ورفاقك وانضممت وساندت الحكومةوالجيش العراقي… ان كل ذلك معروف لك ،ولهذا كان تجربتكم ليست ثورة ضمن ثورة بل “ثورة ضد ثورة “وكانالاولى ان تكون مع الثورة مهما كانت الظروف ،وهكذا فنحن لا نريد وباسم -اليسارية-أن ننجر الى مواقع العدو ونحارب الاخوة والقضية….”.
بعد العودة الى سوريا … حاولنا ان نعقد اجتماعنا العادي في قامشلو، لكن كان صلاح يعترض على حضور رفعت كرداغي متهما اياه بالعمالة للسلطة السورية ومن الضروري التخلص منه ، وفعلا طلبنا منه الذهاب الى الخدمة الالزامية وان يعود الى موقعه بعد الانتهاء ، وبأننا ستوافيه الى بيته لاستلام الوثائق الموجودة وختم الحزب ،وفي الاجتماع نفسه ناقشنا التقارير المعدة حول الالتزام بالماركسية وحذفنا بعض الفقرات مثل فقرة :من لا يلتزمبالماركسية فهو مرتد… وتمت الموافقة على الصيغة النهائية.
.
المؤتمر الثالث
كان الصراع على أشده بيننا وبين اليمين وبين القيادة المرحلية، لكن وضع كحزب وكنضال كان على ما يرام ،رغم وجود خلافات كثيرة هنا وهناك لكننا كنا نؤجل الحلول الى المؤتمر القادم ،وبالفعل انعقد المؤتمر الثالث بتاريخ اب 1972في بيت نايف خضر مستي بحارة علي فرو قامشلو ، وقد هيمنت المناقشات البيزنطية حول مسالة الالتزام بالماركسية اللينينية على اعمال المؤتمر ،علما انه لم يكن هناك واحد يفهم بما فيه الكفاية حول هذا الموضوع ،لكن العاطفة والمسايرة وبهرجة الشكل سيطرت على المواقف ،وكان من لا يقبل الفكرة هو جاهل ومتخلف ورجعي ،وسرعان ما تمت الموافقة على ذلك من دون ان يعرف الجميع اية حقائق حول الامر ولا لماذا وكيف ،وتم ايضا انتخاب اللجنة المركزية من :صلاح بدرالدين .ملا محمد نيو. عصمت سيدا. عزيز أومري.يوسف ديبو. عبد الرواق توج. محمد عباس. رفعت حسن….
في نيسان عام 1973عقدنا اجتماعنا الاعتيادي في دمشق ،وفيه اعلن ملا نيو انه سوف يتوقف عن النضال لا سبابلم يفصح عنها ،لكن اخبار تنفيذ الحزام العربي وزحف عرب الغمر على الجزيرة كانت قد فرضت نفسها على الجو العام. بعد مناقشة مستفيضة حول ذلك قررنا ان نشكل الوفود ونقدم العرائض ونقوم بالمظاهرات ونقاوم مجيئهم ونوقف زحفهم ،بتاريخ 29/تموز/1973اعتقل دهام ميرو ونزير مصطفى وكنعان عكيد اغا واميين كلين من اعضاء قيادة البارتي وكذلك عبدالله ملا علي ومحمد فخري وخالد مشايخ من الهيئة الاستشارية ،وبذلك لم يبقى من القيادة سوى حميد سينو وهوريك مصطفى ومحمد باقي الشيخ ومحمود حاج صبري ،اما الياس رمكو القيادي ايضا فقد كان قد استقال قبل فترة ،كما لم يعتقل مجيد حاجو الذي كان يعمل ايضا في اللجنة الاستشارية .
لتنفيذ ما اتفقنا علية حول الحزام عقدنا اجتماعا في 5اب عام 1973وقررنا فيه القيام بتوزيع منشور في جميع انحاء سوريا وذلك بتاريخ 20/8/1973 ضد الحزام والاحصاء على ان يتم اخفاء الوثاق وان يتوارى عن الانظار اعضاء اللجنة المركزية والمنطقية بعد القيام بمهمة التوزيع من دون النظر في موقعه او منصبه الحزبي ،وان لا يتم الاعتراف بشيء مهما عذب فيما اعتقل وكلفت انا بحلب ودمشق وبقي في الجزيرة ملا نيو ويوسف، وعصمت.… وفي 20اب ،تم توزيع النشرات التي لم تكن تحمل اسم الحزب في جميع الاماكن تحت شعار “لا حزام . لا احصاء” وكان كلماتها ،شعارتها توحي بانها من اليسار لقدكان التوزيع شمل كل انحاء الجزيرة حتى الاماكن القريبة من مقرات الامن وحتى داخل سياراتهم ،كما تم التوزيع في حلب ودمشق وبيروت ،وكان له صدى الواسع والاثر البالغ، في اليوم التالي اعتقل بعض الرفاق ولعدم اعترافهم باي شيء افرج عنهم ،وفي اوائل ايلول اعتقل كل من :يوسف ديبو وشكري بطيخه و عادل زوزاني واحمد حج يوسف من قرية /ملك/ ومحمد حسي ... وبتهمة توزيع المنشورات ،وبقوا في السجن فترات متفاوتة.
.
كان صلاح قد طبع التقرير الذي تم اعداده سابقا لكن من دون التعديلات التي اجريت عليه ،وقد اتى به الينا الرفيق عبد الرزاق توز والذي كان يعمل موظفا في مدينة خان شيخون في اواخر عام 1973، فانزعج الرفاق من ذلك كثيرا ،حتى ان الرفيق عصمت سيدا قال في اجتماع للجنة المنطقية وفرعيات الطلبة والعمال والنساء وكنت انا ومحمد عباس حاضرين :ان هذا التقرير مرفوض ولا نقبل به ،ويجب ان يسحب ولا يوزع الا بشكله المعدل ،وهاجم ما جاء فيه ومن قام به… فقلت لماذا تخلق البلبلة بين الرفاق، نحنسنوقف توزيع التقرير الى حين اجتماع المركزية وفيه سيطرح الموضوع ونعالج الامر وبشكل لا يؤدي الى اية ذيول… لكنه اصر على مهاجمة التقرير ومهاجمة صلاح علنا وبدون تحفظ. بعد ذلك بأيام عقدنا اجتماع اللجنة المركزية في مدينة حلب وذلك بتاريخ 5/1/1974،وعند وضع جدول الاعمال اضفت فقرة :(حول التقرير التنظيمي)على الجدول ،وهنا سال صلاح :ما به التقرير التنظيمي؟؟ فقلت: أنه طبع بدون التعديلات… فقال :ان السبب هو مصطفى جمعه .. لكن مصطفى جمعه رد فورا: انك طلبت مني طبعها كما هي... وجرت مناقشة حادة نوعا ما.. فقال: نهايتها: لا بد من سحب التقرير وعدم التوزيع وطبع التقرير المعدل ومن ثم توزيعها، وتوجهت نحو ملا نيو وقلت له :ما هو رايك ؟؟فقال:كلاهما يجوزان فلا فرق كبير بينهما... علما انه كان يقول ويردد بان هذا التقرير الأيديولوجي لا لزوم له ويجب ان لا يوزع … ثم سالت عصمت عن رايه ..فقال :انا مع التقرير كما هو مطبوع الان… وسرعان مارد عليه محمد عباس :كم انت انتهازي ومراوغ .. فقبل ساعات كنت تقول العكس وقلت انه لا كرامه ولا شهامة لمن يقبل هذا التقرير… ولعلمك يا صلاح فان عصمت هاجم التقرير علنا في الاجتماع اللجنة المنطقية وفروع الطلبة والعمال والنساء… وها هو الان يظهر العكس.كان هذا اول اجتماع لنا يتم فيه التصادم العام وبخاصة مع صلاح حيثفيها تم التطرق الى اعتقال يوسف ديبو ومحمد خليل ابو شيرو الذي كان تم انزاله من المركزية الى المنطقية واصبح مسؤولا عن فرعية ديريك ،في النهاية تم توزيع المهام حيث صرت مسؤولا عن الجزيرة ومحمد عباس عن حلب وانتهى الاجتماع على مضض وبنفوس غير مريحة. في 25/3/1974اسؤنفت المعارك بين صدام حسين وبين الثورة نظرا لفشل اتفاقية اذار التاريخية ولم يمض مدة حتى فوجئنا بصدور ما سمي (بيان توضيحي)وباسم اللجنة المركزية لحزبنا ووزع في قامشلو ، ويفهم من البيان انه يوضع مسؤولية اشتعال الحرب في كردستان على القائد البارزاني ، كما يشم منه رائحة الموالاة للحكومة العراقية … وقد احدث هذا البيان ضجه واسعه وتذمرا كبيرا بين جميع الرفاق ،كما احدث خلخله وبلبله في كل الحزب ومساراته ، وادى الى توقف العديد من الرفاق عن العمل وبخاصة في فرعية علي فرو …مما اضطر الحزب عن وقف توزيعه لحين اجتماع المركزية واستجلاء الامر والذي عقد على عجل في شهر نيسان بحلب ،حيث دارت نقاشات حادة حول البيان والذي تبين ان صلاح هو الذي اصدره ولوحده ،وكان اول سؤال طرح هو: كيفتصدر بيانا باسم اللجنة المركزية ولم يطلع عليه احد.. ولم تستشر احدا رغم خطورته وحساسيته..؟؟ وكيف تتهم البارزاني وتبرئ صدام حسين…؟؟ولماذا لم تصدرها باسمك الشخصي و’…؟؟ مواقف
.
بخصوص موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق كان دائما مع الوحدة والتوحد والوفاق بين الاحزاب الكردية في سوريا ،وكان القائد البارزاني يردد دائما لنا بضرورة التوحد والتوافق بين الاطراف ،كما في طلبه اثناء المؤتمر السابع للحزب الديمقراطي الكردستاني… وكذلك في المؤتمر الوطني ،اما موقف الاتحاد الوطني الكردستاني فقد كان يتجسد في شعار /فرق تسد/،فقد انشق عصمت سيدا مع بعض الفرعيات عن الحزب اليساري بزعامة صلاح بدرالدينبدعم مباشر من جلال طالباني .كما انشقت من جماعة (باقي الشيخ)صالح كدو واحمد بدري وعزيز جركس ومحمد نيو عن الحزب الديمقراطي الكردي بدعم جلال وأرسال مفرزة الى كردستان للحرب هناك حيث استشهد على اثرها كلا من عزيز جركس وخالد باسوطي واخرون.
لكن صلاح رد بانزعاج :لا نريد البارزاني ولا نريد ذكر اسمه ولا لنا علاقة معه …وهاجم المؤتمر الوطني (وكان صلاح قد اصدر كراسا بعنوان /الاستسلام امام قصر السلام /في أوربا عقب المؤتمر الوطني وهاجم فيه علنا المؤتمر الوطني …/لكن نتيجة المناقشات كانت لصالح صلاح فقد كان الذين معه هم الأغلبية. وكان اعضاء اللجنة المركزية هم :صلاح .نيو. مصطفى جمعه. عزيز أومري. محمد عباس .عصمت . يوسف ديبو. نشأت محمد كرداغي .محي الدين كوجر.
في الاجتماع ايضا اعيد التحدث عن يوسف ديبو وظروف اعتقاله وما بعد الافراج عنه وكان حاضرا اجتماع المركزية ،فسالنا :هل قدم تقريره بخصوص اعتقاله وماذا جرى معه..؟؟ فقال صلاح :نعم انه قدم تقريره وكان شجاعا ،فقلت انه شجاع واعترف بأسماء رفاقه مثل :عزيز أومري ومحمد عباس ،لكن صلاح ظل يدافع عنه وفبرك الموضوع ،وكان عادل زوزاني المعتقل ايضا قد اعلن “..ان يوسف ديبو قد اعترف بكل شيء حتى دونما اي تعذيب … كما انه كان جاهلا ولا يعرف كيف يرد على الاسئلة.. فقد سألني المحقق عن مطالبنا فقلت له: منجملة مطالبنا الاشتراك في مؤسسات الدولة لكن يوسف ديبو قال: لا يوجد مثل هذا في برامجنا .. فقلت له :انت عضو مكتب سياسي ولا تعرف ما هي مؤسسات الدولة .. اليس في برامجنا الاشتراك في مجلس الشعب والادارة المحلية ومجلس المحافظات وغيرها وهي كلها مؤسسات الدولة…”،وكان من المعتقلين ايضا حسن خراب كورت ونجاة عليكا.
كان هذا الاجتماع هو الثاني بالتصادمات وبخاصة مع صلاح بدر الدين ،لكن بيانه وخلفياته كان له التأثيرالكبير ،ومع الايام تفاقمت الاشكاليات في قيادة الحزب وغاب الانسجام بل ساد الفوضى ،كان صلاح يشد من طرف وعصمت سيدا من طرف اخر في هذه الاجواء المضطربة قررت بيني وبين نفسي ترك العمل الحزبي ذهبت الى نيو وقلت له :اذا لم نعقد اجتماعا وعلى عجل لحل كافة المشاكل فإنني مضطر لترك الحزب …ولكن وبدلا من محاولة رأب الصدع جاءني محمد عباس وقال: ان نيو يريد رؤيتك في بيت احمد رحي ،حارة علي فرو (قامشلو)،وانه يهاجمك ومنذ ايام …فذهبنا اليه واستفسرت عن سر مهاجمته لي فقال :انا غاضب منك لا نكتريد التوقف … فقلت لنعقد اجتماعنا على عجل … فقال ليكن ذلك ولكن سأكتب رساله الى صلاح في بيروت وليحماها اليه رفيقنا /سليمان جم شرف/…ثم اقترح علينا انا ومحمد عباس ان نتضامن ونوقع على وثيقة شرف بعدم ترك النضال … فوافقنا … فكتب الوثيقة التالية :”نحن الموقعين ادناه ملا محمد نيو وعزيز أومري ومحمد عباس …نتعهد امام الله والشعب ان نناضل معا وجنبا لجنب ضمن الحركة الكردية في سوريا..”،فوقعنا عليه نحن الثلاثة.
.
بعد ايام عاد سليمان جم شرف ومعه رسالة من صلاح الى نيو ،حيث قال نيو لي :اسمع ماذا يقول صلاح في رسالته انه يتهمك ومحمد عباس (بالعمالة للمخابرات السورية ويجب طردهما ..)لقد كان ملا نيو خبيثا ومراوغا يحاول دائما اللعب على الحبال ، وهنا لا بد ان نشير الى انه كنا قد عزلنا محمد خليل بعد حل اللجنة المنطقية الصوري بعد اتهامه بالعمالة كان قد تقرر اجتماع اللجنة المركزية في حلب وعلى اساس انه سنحاول فض الخلافات ومنها ما جاء في الرسالة الجوابية من صلاح.
ثم عقد اجتماعنا بحلب في بيت رفيقنا محمد امين كدرو وهو من عفرين ،لكن بدى ان الرفيقين يوسف ديبو وعصمت سيدا كانا قد سبقونا الى الاجتماع ،فرايتهما يلبسان لباسا جديدا وكذلك احذية جديدة ،وكان صلاح قد دعمهما لغايات في نفسه ،واعرف انه ليس لديهما ما يشبعهما ،وعند وضع جدول اعمالنا .. اضفت فقرة :وضع التنظيم في الجزيرة… وسرعان ما قال ملا نيو : بإصلاح .. اذا كنت تريد الاستقرار للحزب فأرى ان تستبعد عزيز أومري.. (هكذا ومن دون اي مناسبة..!!)،فقلت لصلاح :فعلا كل التخريب مني والذي يفشي اسرار الحزب هو انا ،وانا اقر بذلك واعمل ما تراه مناسبا ،وسوف اتوقف عن العمل الحزبي الان … ولكن سأوجه اليك سؤالا واحدا وهو :لماذا بعثنا لك رسالة الى بيروت لعقد اجتماع اللجنة المركزية وانت تجيب في رسالتك انكم عملاء المخابرات و…. فقال انا لم اقل ذلك وكيف سأقول ذلك … فقلت له: نعم قلت ذلك و…و…،ويغضب فتح محفظته والقى برسالة ملا نيو على وجهه.. وقال له: انت ماذا ارسلت لي يا ملا نيو الم ترسل لي رسالة تخبرني فيها بان محمد خليل يتمرد على الحزب وان محمد عباس وعزيز أومري يؤازرانه.. وقد جاوبتك بان محمد خليل مطرود من الحزب وعميل ،اما اذا كان عزيز ومحمد عباس يؤيدانه ويؤازرانه فهما مثله… وهنا صرخت وقلت :والله هذا الوضع لم يعد يحتمل ابدا…ولا يطاق ولهذا فانا سأتوقف فعلا ولن اعود لهكذا حزب …وهنا اعلن محمد عباس انه ايضا سيتوقف ،بعدما اراد ملا نيو ترطيب الجو وحاول ان ينفرد بنا لكنني رفضت ولكن صلاح اعلن عن استراحة،وخرجنا الى مكان قريب حيث قلت لصلاح :ان مواقفك السيئة و…هي السبب في تخبطات وتصرفات ملا نيو وعصمت المخزية..
.
لكنه برر وحاول تهدئة ولفلفه الموضوع ،وعدنا لا نهاء الاجتماع وفيها طرح صلاح بانه هناك مصدر ما سيقدم لنا المساعدات المادية فبرايكم كم يلزمنا شهريا لإدارة عملنا بشكل جيد ،فقلنا :يلزم حوالي 15000ل.س وانه هناك اقتراح لنا بتنظيم مسيرة من قامشلو الى دمشق عبر مدينة الحسكة وحلب سيكلف حوالي 36000ل.س من اجل قضايانا وتنفيذا لقرارات تفعيل الانشطة ،ولكن بعد النقاش سألنا صلاح :من هي الجهة التي ستقدم لنا الدعم ؟فرد صلاح وبكل هدوء :هذا ما لا يمكن الافصاح عنه…فقلنا له: الا يوجد ثقة بيننا ونحن في لجنة مركزية وقيادة حزب ومصيرنا واحد ،وقد يقدموا لك عشرة الاف وتصرح بثلاثة الاف…والسؤال الاهم هو لماذا سيعطوننا ومقابل ماذا؟؟
لكنه رد جازما :لا يمكنني ان اقول .. فقلت له :قل ذلك للمكتب السياسي فقط (وكانا ملا نيو وعصمت)..فقال: وهذا ما بعدها، ابدا .. هنا قلت له بعد انسداد كل الطرق :اذا فانت تخجل من ذكر هذا المصدر .. فغضب وقال بانزعاج : انالمصدر افضل منك ومن البارزاني.. وسرعان ما قلت :لا والله مصدرك افضل منك وحتما هو مصدر عمالة وارتزاق.. وساد فترة صمت بعدها، ثم اقفل الموضوع. قبل ان نقفل الاجتماع اصر الجميع بمن فيهم صلاح ان اتراجع عن قراري وان اعود للعمل ،وبعد الالحاح وافقت بتحقيق شرطين وهما :ان اكون مسؤولا عن حلب والثاني ان نصدر بيان عكس البيان السابق ،نؤيد فيه البارزاني بقوة وبوضوح …فقال صلاح :انا موافق وهنا انبرى ملا محمد نيو وقال: آما انا فساترك العمل وسأقدم استقالتي الان .. فرد الجميع عليه ومن دون تردد استقالتك مقبولة: فانزعج وصمت، ولم يقدم استقالته…وانتهى الاجتماع.
بعد عودتنا وسفر صلاح الى بيروت عقدت اجتماعا مع اللجنة المنطقية في حلب وعرضت المستجدات عليهم ،وبقيت هناك مدة بعدها جاءني يوسف ديبو وزوجته الى حلب اتين من بيروت من عند صلاح،وبعد ذلك جاءني عصمت فتح الله وسافر الى بيروت لرؤية صلاح وبعد عودته سمعت انه يشتم صلاح.
.
في هذه الاثناء ارسل لي صلاح مبلغ 2000ل.س ومخصصاتي لسته اشهر (حوالي700ل.س)،وهي مصاريف جلب الرفاق مندوبي الكونفرانس الى بيروت بمعدل 50ل.س لكل رفيق يحمل هوية شخصية اما المجردون من الجنسية فسيتم نقلهم عن طريق المنظمات الفدائية الفلسطينية ،ننقل فيما يلي رسالة صلاح مع صورة عنها:
الرفيق العزيز انور” انور هو الاسم الحركي ل عزيز أومري“
تحياتي الصادقة وقبلاتي الاخوية..
كنت اتمنى ان اراك وما زلت اتمنى ذلك ولكن نظر ا لوضعك يمكن ان لا نتمكن من اللقاء الان وارجو ان تهتم بما يلي:
1– لك 2000ل.س منها:
-1200ل.س لأجل مجيء رفاق الجزيرة على ان تسلمه للرفيق ظافر.
-500ل.س لأجل مجيء رفاق حلب وانت مسؤول عن ذلك بالإضافة الى رفيقين من الشام.
-300ل.س لك نظرا لوضع عائلتك … وصدق بانني كنت اريد ان ارسل لك اكثر ولكن الوضع لا يساعد اكثر من ذلك في الوقت الحاضر.
2– ارجوا ان تقرأ الرسالة الموجهة الى اعضاء اللجنة المركزية ثم تقرأها للرفيق دوست ثم تذهب فورا الى الجزيرة لتبلغها الى جميع الرفاق القياديين هناك ،ثم تحتفظ بالرسالة معك ،وارجو منكم جميعا التفاهم والتعامل الحسن... وان تجعلوا جميعا هدفكم الاساسي في الوقت الراهن هو عقد الكونفرانس واحضار جميع الرفاق دون استثناء ،كما وارجوان تتصل بالأخ محمد نيو وتخبره بوجوب الحضور ،من اجل مناقشة الوضع بكل حرية ومحاسبة كل اخطأ او انحرف لان ذلك وحده هو المصلحة العامة ومصلحة الحزب الذي تعب جميع الرفاق في بناه وتطويره.
– 3ارجو منك بذل المستحيل من اجل حضور الجميع في الوقت المحدد كما ارجوا ان تستمر في ذلك الجو الرفاقي وفي اطار تلك الثقة واعلم انني سأكونفي حسن الظن بكل تأكيد وسكون حتى اخر قطرة من دمي خادما لمصلحة هذا الحزب وخير هذا الشعب دون اي انحراف او مساومة.
ملاحظة: فيما يخص الرفاق الذين ليس لديهم الهويات يرجى الحضور الى دمشق مبكرا حيث اخبرنا هنا بصورة رسمية-الديمقراطية-والثورية-على ان يساعدونا في ذلك.
اوائل تموز1974 المشتاق أخوكم
التوقيع
.
بعد ايام عدت الى قامشلو وسمعت ان يوسف ديبو وعصمت سيدا وسعيد بارودو ومجموعة من الرفاق قد عقدوا كونفرانسا انشقاقيا وذلك في اواسط تموز واصدروا بيانا وحصلت على صورة منه ، بعد حوالي ثلاثة ايام حاء الى بيتنا ملا محمد نيو لزيارة والدي الذي كان قد اجرى عملية جراحية ،حيث اشتكى وبكى وراح يلومني ويسألني لماذا تعاديني ودائما انت ضدي وماذا جنيت بحقك ؟؟(وكان قبل ذلك ارسل مرة عبدالله غالبو ومرة نايف خضر لكي ازوره لكنني كنت ارفض)،فقلت له: بصراحة انت لا شيء ... انت تجلب لنفسك هذه الاشكالات ..تقول اشياء واراء خارج الاجتماعات بعكس ما تقوله داخل الاجتماعات ….انت مناور ومراوغ ،فقال: تعال لنتعاون من جديد فهناك 70رفيقا لنا من المنطقيات والفروع وكلهم متململون ويشتكون ،ويشتكون ،وقد رأيت اكثرهم فلا بد ان نتعاون معا لعمل شيء مهم ومفيد …،قلت له :هل قرات بيان يوسف ديبو وعصمت سيدا الذين عقدا كونفرانسا وهذا بيانهم… بعد قراءته للبيان قال: كيف انت في حلب وانا هنا ولم اسمع بشيء ؟؟فقلت له :هذا ما صار …وسأخبرك بانه لدي مبالغ من المال ارسلها صلاح كمصاريف نقل الرفاق الى بيروت ، تعال نرسل رسالة لصلاح نخبره فيها عما جرى وانه الضروري اتخاذ اجراء بحق يوسف ديبو وعصمت ونرفق بيانهم مع الرسالة ، وافق نيو بسرعة وكلفنا نايف خضر بالمهمة ،بعد عدة ايام عاد نايف خضر حاملا رسالة جوابية من صلاح ما زلت احتفظ بها ،يقول فيها :أذا كان شخص يقعد مع زوجته ويسميه كونفرانس فهذا عمالة ما بعدها عمالة … وارجو منك يا عزيز ان ترسل لي الامانة او تأتي ومعك الامانة (اي المبلغ الذي بعثه الي)الى بيروت لكي اراك.
انفصالنا عن صلاح بدرالدين
.
كان القلق سيد الوضع في الحزب وكانت تأثيرات بيان صلاح العامل المحوري في ذلك ،لكنه زاد من تعلق الرفاق بالثورة والبرزاني، واشتدت الخلافات داخل الحزب وبخاصة بيننا وبين صلاح واصدرت منطقية حلب بيانا لاحقا على خلفية بيان صلاح ذكر فيه ان البارزاني اعظم قائد لا كبر ثورة ،مما زاد من انزعاج صلاح ،كما كتب محمد عباس مقالا في جريدة منطقية حلب …(جيا) ينحو نفس المنحى ،لقد كان هذا الاجتماع هو اخر اجتماع مع صلاح وكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ،فقد كان التصادم مع صلاح قد وصل الذروة بالنسبة لي على الاقل ،ولم يعد بمكاني الاستمرار في هكذا الاجواء ،وامام تلك الحلول الترقيعية… وقد تبين لي تماما ان صلاح يناور ويخادع ولا يأبهالا بنفسه ،ويمارس التفرد في كل مناحي العمل السياسي ،ويخفي عداوة للثورة والبارزاني ،وينسج علاقات مبهمةمع جهات لا يفصح عنها ، وقد كان هذا هاجس الرفيقين ملا محمد نيو ومحمد عباس والعديد من الرفاق ،وبعد ان سدت كل الطرق وقبل ان يدب الياس ،وفي اوائل شهر ايلول عام 1974 قررنا انا والاخ محمد نيو والاخ محمد عباس ومعنا عدد من الرفاق في المنطقيات والفروع والقواعد الانفصال النهائي عن صلاح وبقايا حزبه وجمدنا عضويتنا ونشاطاتنا ،واصدرنا انا وملا محمد نيو ومحمد عباس (ابو شيرو) بيانا توضيحيا رد على بيان صلاح لاقت ترحيبا واسعا لدى الرفاق...كما اعدنا نشر البيان ولكن بشكل مقتضب في اوائل تشرين الاول اي بعد شهرين وفيما يلي نص ذلك البيان وصورة عنه:
.
بيان توضيحي حول الحرب القذرة في كردستان منذ اذار عام 1974والحكومة الشوفينية العراقية تشن حربا وحشية على شعبنا الكردي مستخدمة كافة انواع الاسلحة الفتاكة من الطائرات والدبابات الحديثة وقنابل النابالم المحرقة منتهكة الاعراف والقوانين الدولية والقيم الانسانية ،وذلك بغية القضاء على ثورة شعبنا المعاصرة والتي يقودها الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيسه المناضل الوطني مصطفى البارزاني .. مع ادعاء مسؤول الحكومة العراقية(هولاكو القرن العشرين)زورا وبهتانا بالأخوة العربية الكردية وحل القضية الكردية بإصدارهابيان قانون الحكم الذاتي المبتور منذ ولادتها ومن جهة اخرى تحاول تعريب المناطق الكردية (كركوك و خانقين و سنجار و زمار) تلك المناطق التي اثبت التاريخ كرديتها .. هذا عدا عن تهجير الاف العوائل الكردية الى خارج الوطن او الى ابعد مكان في جنوب العراق وخلقاحزاب ومنظمات كردية كرتونية وبأسماءشتى لا تمثل الا فئات خونة متمردة على قيادة الثورة الكردية الحقيقية…هذا كله ان دل على شيء فإنما يدل على فاشية السلطة الحاكمة التي تمثل الجناح اليميني بحزب البعث بارتكابها اعمالا بربرية من تدمير القرى وذبح الاطفال وقتل النساء امثال الفتاة الجامعية المناضلة /ليلى قاسم/والمئات غيرها .علما ان اكثرية القوى التقدمية في العراق(البعث اليساري و الناصريين و الشيوعيين والاشتراكين العرب ..الخ)فان لكل منها نصيب من التعذيب وقتل خيرة مناضليها على ايدي جلاوزة السلطة الحاكمة ومازالت حتى الان تعاني تلك القوى من اعمال وحشية واعتقالات وملاحقات … اننا نرى ان اي تفاوض لأجل حل القضية الكردية من جانب الحكومة العراقية يجب ان يكون مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيسه المناضل الوطني مصطفى البارزاني ،هذه القيادة التي هي اقوى من اي وقت مضى سياسيا وتنظيميا وعسكريا ،والتي تمثل في الواقع اماني وامال الشعب الكردي وتدافع عنها بكل اخلاص . ان خلق وايجاد جهات تسمى بالمجالس التشريعية هو تجاهل للواقع وخدمة لأعداء الشعبين العربي والكردي…اننا نحن الرفاق القياديين في البارتي الديمقراطي الكردي اليساري في سوريا ملا محمد نيو وعزيز أومري وابو شيرو اذ نعلن باسم كافة قواعدنا وكوادرنا الحزبيين المخلصين تأييدنا التام للثورة الكردية المعاصرة في العراق والتي يقودها الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيسه المناضل ملا مصطفى البارزاني في مطالبها العادلة بالحكم الذاتي الحقيقي لكردستان والديمقراطية للعراق ،كما ونشجب الموقف المتردد و المتحفظ الذي اتخذه امين عام حزبنا وبعض اعضاء المكتب السياسي تجاه الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيسه بالذات مصطفى البارزاني …في حين نرى ان الواجب الوطني والقومي يدعو كافة الاحزاب والمنظمات الكردية والعناصر الوطنية الشريفة بالوقوف الى جانب الحزب الديمقراطي ورئيسه مصطفى البارزاني في كفاحه العادل ضد الطغمة الفاشية في بغداد والتي تحاول القضاء على وجود شعبنا الكردي في العراق كماوننتقد بشدة المواقف اللامبدئية التي اتخذتها بعد الاحزاب الشيوعية العربية وبخاصة الحزب الشيوعي في العراق (جماعة اللجنة المركزية)… وفي الختام نناشد جميع القوى التقدمية وكافة المنظمات الخيرة في العالم برفع اصوات الاحتجاج ووقف الاعمال البربرية والحرب الوحشية التي ترتكبها السلطة الحاكمة في العراق تجاه شعبنا الكردي ،وكذلك بتقديم المساعدة المادية لإنقاذ الاف العوائل المشردة … عاشت الاخوة العربية الكردية وعاش العراق ديمقراطيا حرا يتمتع في ظله شعبنا الكردي بالحكم الذاتي الحقيقي.
عضو المكتب السياسي محمد نيو.
عضو اللجنة المركزية عزيز أومري.
عضو اللجنة المركزية ابو شيرو.
اوائل تشرين الاول 1974 م.
.
كما قمنا بتجهيز رسالة داخلية للأعضاءلتوضيح الخلافات مع صلاح بعدما تفاقمت واصبحت مصدر قلق القواعد ..وحتى يطلع الجميع على الحقائق. ننقل فيما يلي بعضا من نص الرسالة الداخلية والتي عممت على الرفاق بتاريخ 20/12/1974
“…نود ان نتطرق باختصار الى الخلاف الناشب بيننا وبين الرفيق صلاح وجماعته والازمة الحالية التي يمر بها الحزب وسنحاول الابتعاد في رسالتنا عن الدخول في المهاترات والتفاصيل اذ انه يحتاج الى عدة كراسات وصفحات.
ان خلافاتنا الاساسية تنحصر في ثلاث نقاط لم تحل بل لم تبحث بصورة جدية في المؤتمر الثالث للحزب الذي انعقد في اب 1972في بيت نايف خضر مستي حارة علي فرو بقامشلو ،بل ظلت غامضة وبدون معالجة… والنقاط الثلاث هي:
1– نوعية الحزب الذي نريده والذي يلبي حاجات وطموحات الشعب الكردي الملحة حسب رأينا ورأي الرفاق ان يبقى الحزب حزبا كرديا تقدميا يتمسك بشعارته الوطنية والقومية ،خاصة وان شعبنا الكردي يمر في ظروف يستهدف فيه الحكومة السورية الى تهجيره ومحوه من الوجود، وان حزبا يخوض نضالا للدفاع عن حقوق الشعب القومية يحتاج الى التفاف كافة فئات وطبقات الشعب الوطنية…بينما ظل الرفيق صلاح وجماعته مصرين على تحويل الحزب من حزب كردي تقدمي الى حزب ماركسي لينيني كي يحسب من الاحزاب البروليتارية العالمية ،وعلى هذاﻻ الاساس طرح تقريرا بعيدا عن واقع وظروف الشعب الكردي في سوريا وامكانياته النضالية بالإضافة الى تفريق الجماهير من حول الحزب ... وقد طلبنا منه ان يبقى هذا التقرير مشروعا يناقش بين الرفاق لحين اقتناعهم ولحين اخذ اراء الاحزاب والمنظمات الكردستانية ،ولكن الرفيق صلاح رفض ذلك وهدد بترك الحزب ،ولحرصنا على وحدة الحزب وتحجيم الخلافات والصراعات قبلنا بالواقع المرير.
2– العلاقة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ورئيسه مصطفى البارزاني كانت وطيدة وكنا نريدها استراتيجية ولكن الرفيق صلاح كان يحاول ان يجر الحزب الى موقف العداء منه وذلك في عدة مناسبات وعدة كتابات الى ان اندلعت الحرب واستؤنف القتال في كردستان من جديد ،حيث اصدر صلاح ما سمي (بيان توضيحي)يناقض موقف حزبنا ويتهم الثورة ويبرئ صدام المجرم ،علما انه في اجتماع اللجنة المركزية في شهر نيسان 1974 حاولنا بكل جهدنا اصدار بيان حول الوضع في كردستان العراق ولكن الرفيق صلاح رفض ذلك ،كما رفض كتابة مقالة في جريدة الحزب المركزية حول ذلك…
3– توحيد الحركة التحررية الكردية … فقد كان رأي الرفيق هو ضد العمل بهذا الاتجاه فهو يعارض التوحيد مع الجماعات البرجوازية والابقاء على الحزب الماركسي اللينيني، مع العلم ان شعبنا الكردي في سوريا احوج ما يكون الى توحيد صفوفه للوقوف امام المخططات الشوفينية الرامية الى تهجيره ومحوه من الوجود.
لهذه الاسباب ولغيرها تمردت القواعد الحزبية على القيادة ودب الجمود وقدم بعض الرفاق القياديين استقالتهم ،فاضطررنا ان نطلب من الرفيق صلاح عقد اجتماع عاجل للقيادة لكنه رفض واجلها حتى الاجتماع العادي في 5اب 1974وفي بداية الاجتماع وبعد دراسة الوضع الداخلي وبناء على طلبات القواعد اقترحنا وطلبنا بإلحاح عقد كونفرانس حزبي موسع او مؤتمر استثنائي… لكن صلاح رفض ذلك…”.
اما موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا منذ نشوءه عام 1957فكان التأييد المطلق للحزب الديمقراطي الكردستاني وقائده البارزاني مصطفى، كما كان التأييدالمطلق لثورة 11/ايلول 1961وقد تجلى ذلك في:
1– في المواضيع التي كانت تنشرها الجريدة المركزية والنشرات الحزبية.
2– ارسال وفد الى الثورة من الرفاق الذين كانوا تحت مراقبة اجهزة الامن السوري من: جكرخوين ومحمد علي خوجه وكمال عبدي للتعبير عن تأييد ودعم الثورة.
3– تم تشكيل لجنة ضمت شخصيات حزبية ووطنية سميت ب /لجنة دعم الثورة/وضمت كلا من: حاج حسين حاج درويش ويوسف ميرزا وكاظم حسين اسعد ودهام ميرو وكنعان عكيد وابراهيم ليلاني من قرية ليلان... وتحت اشراف احمد توفيق العضو القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني (ايران) الذي كان ممثلا عن الثورة حيثقامت اللجنة بجمع التبرعات والمساعدات للثورة ثم اصبحت اللجنة فيما بعد يعمل تحت اشراف الحزب مباشرة حيث عين محمد ملا احمد توز عضو المكتب السياسي للحزب بالإشراف عليها.
4– تم ارسال حميد درويش واحمد توفيق الى لبنان لشرح اهداف الثورة للراي العام اللبناني والعالمي.
5– تم ايصال المراسل الصحفي دانا شميدت الى كردستان برفقة اكرم جميل باشا ابو جومرد في هذه الاثناء وردتنا رسالة من رفيقنا لازكين ملا حامد من أوربا (الاتحاد السوفييتي) يبارك خطوتنا ويشد على يدينا في مسألتي التأييد المطلق للثورة والبارزاني وبالضد من مواقف صلاح بدرالدين الاخيرة ،وان العديد من رفاق أوربا قد رحبوا بما جاء في بياننا كما وعد في رسالته بتقديم كل الدعم اللازم.
في اثر ذلك اجتمعنا وناقشنا الوضع المستجد ،حيث تمت الموافقة بالإجماععلى المقترح المقدم من بعض الرفاق والقاضي بان نندمج في الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا/البارتي/،ولتنفيذ ذلك قمنا بتشكيل لجنة للذهاب الى كردستان العراق لأخذرايهم في ذلك ،فتشكلت اللجنة مني وملا محمد نيو وسافرنا في اوائل شهر ايلول الى كردستان… حيث تم اللقاء مع المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني ومن بينهم سكرتير الحزب الاستاذ حبيب محمد كريم وكذلك مع الاخوة نوري شاه ويس وصالح اليوسفي ومحمود عثمان وعلي عبدالله ،وتم الاتفاق على هذه الخطوة المباركة وقاموا بتوجيه رسالة الى الحزب الديمقراطي الكردي /البارتي/يتضمن موافقتهم وموافقة القائد البارزاني على هذا الاندماج ،وفي نفس تلك الليلة نشر بياننا التوضيحي الذي اصدرناه قبل ايام في اذاعة صوت كردستان العراق.
ما ان عدنا الى كردستان الغربية حتى قررنا عقد مؤتمر استثنائي وذلك لحل اليساري الكردي والاندماج مع الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا/البارتي/،كان الاتفاق الذي تم بيننا وبين الحزب الديمقراطي الكردستاني بخصوص الاندماج هو كالتالي :
–
.
عضوين منا الى اللجنة المركزية وكل منطقية.
– ثلاث اعضاء للفروع والمحليات حسب النسبة.
وبالفعل بدأت عمليات الدمج بوتائر جيدة ،وبخاصة من ناحيتنا ،وزاد في معنويات رفاقنا ورود رسالة من الاخ مسعود بارزاني موجهة الاخوة عزيز أومري و ملا محمد نيو و محمد عباس .يبارك هذه الخطوة ومازالت الرسالة محفوظة عندنا معطوفا بكلمة السر في تبادل الرسائل /فتاح/. ولكن مع الاسف الشديد كان وضع الحزب الديمقراطي الكردي في ذلك الوقت مقلقا ومضطربا…وسرعان ما حدث الانشقاق المعروف والذي حدث في ايلول 1974 وافرز حزبين هما:
–جماعة بقيادة حميد سينو ومصطفى ابراهيم وهوريك ابو احمد…
–جماعة بقيادة محمد باقي الشيخ و محمود حاج صبري و عبدالرحيم وانلي و محمد داقماق (صورو) والذي كان مرشحا للجنة المركزية.
من طرفنا وبعد المداولة والنقاش وجدنا وحسب قناعاتنا ان طرف (محمد باقي الشيخ)هو الانسب فأبلغناهم بقرارنا وبذلك استأنفت اعمال الدمج ومن دون اية اشكالات او عراقيل.
في صيف عام 1977 وصل دمشق المناضل مسعود بارزاني ضيفا على القيادة القومية لحزب البعث ،وسرعان ما وردنا طلب منه يريد الالتقاء بنا ،حيث تم تشكيل وفد ضم كلا من الشيخ محمد باقي وعزيز أومري وملا داود .. والتقينا به في فندق ميريديان ودار حديث حول ضرورة اعادة توحيد طرفي البارتي وبخاصة انه كانت هناك اشارات ايجابية من كل الطرفين ،اما بخصوصنا نحن اليسار في القيادة فقد قال السيد البرزاني بالحرف :ان هؤلاء (يشير الينا)هم من جانبنا…”،لكن الجهود السيد مسعود ومبادرته لم يكتب لها النجاح ،لان بعض القياديين من الحزب الديمقراطي الكردستاني ومعهم اخرون متنفذون من البارتي وقفوا ضد اعادة التوحيد ،وقد تجلى ذلك في لقائنا الثاني مع السيد مسعود بعد عدة ايام وفي منزل الاخ علي سنجاري بدمشق… حيث اخبرنا المناضل مسعود بقرار عدم الموافقة على اعادة التوحيد والذي اتخذه الحزب الديمقراطي الكردستاني…. و، وأردف قائلا: آنكريم شناكلي وجوهر نامق كانا منزعجين جدا من محاولات اعادة اللحمة بين الطرفين …، وتبينن لنا أن السيد مسعود لم يكن راضيا عن هذا القرار ولم يكن مقتنعا به.
في اللقاء الاخير … ابدينا للسيد البرزاني تأييدنا المطلق ودعمنا الكامل للقيادة المؤقتة للحزب الديمقراطي الكردستاني وثورة كلان المجيدة ،على اساس انها الممثل الحقيقي للحركة الكردية في كردستان العراق ،ذلك انه كان هناك عدة تنظيمات كردستانية قد تشكلت في الآونة الاخيرة ومنها:
–الاتحاد الوطني الكردستاني من بعض التيارات والفصائل الذين كانوا يدعون الماركسية الثورية ومن بعض الرفاق في الديمقراطي الكردستاني ممن لم يتوبوامراكز قيادية في القيادة المؤقتة وبزعامةجلال الطالباني.
–الحزب الديمقراطي الكردستاني /اللجنة التحضيرية/ بزعامة كلا من: الدكتور محمود عثمان وشمس الدين مفتي وعبد القادر المعروف ب (قاله صور(Qalesor
–الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بزعامة علي سنجاري ومعه بعض الرفاق من الحزب الديمقراطي الكردستاني السابق وعدد من الوطنيين الاخرين.
كان الوضع غير الطبيعي لعموم الحركة السياسية الكردية .. وبخاصة في كردستان العراق مصدر قلق لنا جميعا ،فأصدرنا بيان توضيحي حول الوضع الراهن على ساحة كردستان العراق .. حيث جاء فيها “…في الوطن عدة احزاب .. وفي الحزب عدة اجنحة… ولكن لا يمكن ان يكون هناك عدة ثورات في الوطن الواحد !!فعلى كافة المناضلين والقوى الخيرة الفصائلالكردية المسلحة توحيد قواهم العسكرية /البيشمركة/في وجه الدكتاتور صدام حسين…”.
.
بالنسبة لنشاطاتنا في الداخل فقد سعى حزبنا على تشكيل ما سمي بهيئة(الميثاق والتعاون المشترك) مع الحزبين الكرديين :الحزب الديمقراطي الكردي جماعة / جماعة حميد/، والحزب الديمقراطي الكردي اليساري / جناح عصمت سيدا/،بهدف توحيد القوى والنضال معا ضد السياسات العنصرية والدكتاتورية ومن اجل الحقوق القومية للشعب الكردي في سوريا وكان ذلك في عام 1976ةاستمرت حتى عام 1979،وقد عقدت عدة لقاءات تمخضت عن تشكيل وفد من الاحزاب الثلاثة ومن بعض الوطنيين المستقلين للالتقاء بفرع حزب البعث في الحسكة وفعلا تم اللقاء حيث تم البحث حول الوضع السوري بشكل عام ووضع الشعب الكردي بشكل خاص ،لكن اللقاء كان شكليا ولم يسفر سوى عن وعود ،كما تم تشكيل وفد اخر للذهاب الى دمشق والمحاولة لمقابلة الرئيس حافظ الاسد… وقد تشكل الوفد من الشيخ محمد باقي وعزيز أومريمن حزبنا ومن زبير صوفي عمر كرمي وصبغة الله سيدا من الحزب اليساري وحميد درويش ورشيد حمو وعزيز داوي من الحزب الديمقراطي الكردي /جناح حميد/،ورغم المحاولات من قبلي وعزيز داوي ولعدة ايام لم نوفق في ذلك ،حيث اشار لنا مكتب رئيس الجمهورية بان الرئيس مشغول(كانت حوادث الاخوان في ذلك الوقت )وطلبوا منا الذهاب الى القيادة القومية لحزب البعث ،وعرض المطاليب القومية وشرح الاوضاع معهم لكننا لم نحاول ولم نستمر ... وبذلك فشلت هذه المحاولة .. وكان متوقعا لنا ذلك .وأثناء احداث مجزرة مدرسة المدفعية بحلب التي ارتكبها الاخوان المسلمون في شهر تموز عام 1979 ارسلنا برقية ادانة واستنكار لهذه المجزرة هذا نصه:
سيادة رئيس الجمهورية .. الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ..الفريق حافظ الاسد.
الرفاق اعضاء القيادتين القومية والقطرية.
الرفاق اعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية.
ان الجريمة النكراء التي ارتكبها عصابة الاخوان المسلمون في مدرسة المدفعية بحلب هزت ضمير كل وطني شريف ،هذه الجريمة التي خططت لها الدوائر الامبريالية ونفذتها احدى اعراق ادواتها في المنطقة ،ما هي الا حلقة من سلسلة حلقات التآمر الهادفة الى النيل من صمود سوريا ، من خلال ضرب وحدتها الوطنية … بإثارة الفتن والاحقاد الطائفية البغيضة …اننا في الوقت الذي نستنكر فيه هذه الجريمة البشعة نعلن تضامننا معكم لسحق الرجعيين والعملاء ،ونرى بان تعزيز الوحدة الوطنية والمزيد من رص الصفوف هو الرد العملي والحاسم على جميع اشكال التآمر الامبريالي الصهيوني الرجعي على صمود سوريا ومواقفها المشرفة من قضية فلسطين وتصديها لمؤامرة كامب ديفيد والتصميم على اسقاطها…
الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.
الحزب الديمقراطي الكردي السوري.
الحزب الديمقراطي الكردي اليساري في سوريا.
الحسكة 11/7/1979.
في اواخر عام 1977طرحت لجنة التنسيق الكردستانية المكونة من الاحزاب المذكورة ادناه طرحت كافة الاحزاب ضرورة عقد لقاء عام ،بغية توحيد القوى الكردستانية ،وفعلا عقد الاجتماع الاول في بيروت (لبنان)وذلك في شهر كانون اول 1977واستمر عدة ايام . ومن الاحزاب التي حضرت هذاالاجتماع:
– الحزب الديمقراطي الكردستاني/ايران…الدكتور عبدالرحمن قاسملو/وكان ممثل الحزب امير قاضي.
–الحزب الديمقراطي الكردستاني /العراق-اللجنة التحضيرية الدكتور محمود عثمان / وكان ممثل الحزب شمس الدين مفتي.
– الاتحاد الوطني الكردستاني ….جلال الطالباني وكان ممثل الحزب عمر مصطفى.
–الاتحاد الديمقراطي الكردستاني ويمثله علي سنجاري. –الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا/البارتي/…محمد باقي الشيخ.
–الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا /جناح حميد درويش/ حميد درويش.
–الحزب اليساري الكردي في سوريا … عصمت سيدا.
هذا وقد غاب عن هذا الاجتماع / تجمع هفراHevra / من كردستان الشمالية ،واحزاب وطنيه اخرى لا أذكرها . وقد توصل المجتمعون الى اتخاذ مجموعة من القرارات من بينها:
1– اعداد دراسة من الاحزاب المشاركة يقدم في الاجتماع القادم وتضم :
– تقييم الحركة الكردية في المرحلة السابقة بشكل عام، وكردستان العراق بشكل خاص. –اوضاع الحركة الكردية في المرحلة الراهنة .
–استعراض للأوضاع العامة في البلدان التي تقتسم كردستان.
–دراسة الوضع الدولي وبخاصة في منطقة الشرق الاوسط .
2– يكون موعد الاجتماع القادم فيشهر نيسان 1978 وفي كردستان مبدئيا.
3– شترك كل طرف في الاجتماع القادم بوفد قيادي لا يزيد عن عضوين
4– دعم ومساندة الثورة الكردية المندلعة في كردستان العراق.
5– تشكيل لجنة من الاحزاب التالية :الاتحاد الوطني الكردستاني..الحزب الديمقراطي الكردستاني
(اللجنة التحضيرية)…. الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا /جناح حميد /،مهمة هذه اللجنة تنفيذ قرارات وتوصيات هذا الاجتماع القادم ،والاتصال بالأحزاب التي غابت عن الاجتماع.
6– يتبنى الاجتماع التوصيات التالية:
–قبول ورقة العمل المقدمة من الحزب الديمقراطي الكردستاني /ايران/والمتضمن استراتيجية الحركة الكردستانية.
– تشكيل لجنة يسمى ب (لجنة النضال الوطني الكردستاني.(
–في حال اتخاذ قرار حاسم يتعلق بمستقبل الثورة الكردية في كردستان العراق ومصيرها ،يوصي الاجتماع على ضرورة اخذ راي الاحزاب الكردستانية قبل اتخاذ القرار.
7– يحافظ على سرية الاجتماع وما نتج عنه.
انعقد الاجتماع الثاني في باريس/فرنسا/،حيث الظروف الصعبة حالت دون انعقادها في كردستان العراق كما كان مقررا ،وقد حضرها اربعة احزاب فقط هي :
الحزب الديمقراطي الكردستاني.اللجنة التحضيرية وممثله شمس الدين مفتي , والاتحاد الوطني الكردستاني وممثله عمر مصطفى..والحزب الديمقراطي الكردستاني /ايران/وممثله الدكتور عبد الرحمن قاسملو…
والحزب الديمقراطي الكردي في سوريا وممثله حميد درويش..
ولكن الاجتماع فشل ولا اعرف اسباب ذلك.
مواقف
بخصوص موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق كان دائما مع الوحدة والتوحد والوفاق بين الاحزاب الكردية في سوريا ،وكان القائد البارزاني يردد دائما لنا بضرورة التوحد والتوافق بين الاطراف ،كما في طلبه اثناء المؤتمر السابع للحزب الديمقراطي الكردستاني… وكذلك في المؤتمر الوطني ،اما موقف الاتحاد الوطني الكردستاني فقد كان يتجسد في شعار /فرق تسد/،فقد انشق عصمت سيدا مع بعض الفرعيات عن الحزب اليساري بزعامة صلاح بدرالدينبدعم مباشر من جلال طالباني .كما انشقت من جماعة (باقي الشيخ)صالح كدو واحمد بدري وعزيز جركس ومحمد نيو عن الحزب الديمقراطي الكردي بدعم جلال، وارسال مفرزة الى كردستان للحرب هناك حيث استشهد على اثرها كلا من عزيز جركس وخالد باسوطي واخرون.
اما موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا منذ نشوئه عام 1957فكان التأييد المطلق للحزب الديمقراطي الكردستاني وقائده البارزاني مصطفى، كما كان التأييدالمطلق لثورة 11/ايلول 1961وقد تجلى ذلك في:
– 1في المواضيع التي كانت تنشرها الجريدة المركزية و النشرات الحزبية.
2–ارسال وفد الى الثورة من الرفاق الذين كانوا تحت مراقبة اجهزة الامن السوري من :جكرخوين ومحمد علي خوجه وكمال عبدي للتعبير عن تأييد ودعم الثورة.
3– تم تشكيل لجنة ضمت شخصيات حزبية ووطنية سميت ب /لجنة دعم الثورة/وضمت كلا من :حاج حسين حاج درويش ويوسف ميرزا وكاظم حسين اسعد ودهام ميرو وكنعان عكيد وابراهيم ليلاني من قرية ليلان.. وتحت اشراف احمد توفيق العضو القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني (ايران)الذي كان ممثلا عن الثورة، حيث قامت اللجنة بجمع التبرعات والمساعدات للثورة، ثم اصبحت اللجنة فيما بعد يعمل تحت اشراف الحزب مباشرة حيث عين محمد ملا احمد توز عضو المكتب السياسي للحزب بالإشراف عليها.
4 – تم ارسال حميد درويش واحمد توفيق الى لبنان لشرح اهداف الثورة للراي العام اللبناني والعالمي.
5-تم ايصال المراسل الصحفي دانا شميدت الى كردستان برفقة اكرم جميل باشا ابو جومرد وكان احد نتائج الزيارة صدور كتابه :رحلة الى رجال شجعان في كردستان.
كل الشكر والتقدير للشعب الكردي في سوريا لما بذلوه من حماية ورعاية للقيادات الملاحقة والكوادر الحزبية وبصدور رحبة ولم يبخلوا في شيء. اما شعبنا الكردي في كردستان الجنوبية وبالأخص الشرائح الفقيرة ،فلم يقصروا ابدا، فقد كانوا يرحبون بنا بقلوب تملؤه المحبة ووجوه بشوشة رغم ماسيهم ومعاتاتهم وانهم يعيشون الرعب اليومي من حكم المجرم صدام حسين وطائراته ومدافعه التي لا ترحم ،وخلال جولاتنا هناك ام ار يوما تفرقة دينية او قومية بين الكرد والكلدان والاشوريين والإيزيديين ،وكان الهم الاكبر للجميعهو مستقبل كردستان والعيش بسلام ،ولم يكن ذلك الا دليلا دامغا على حنكة وحكمة القيادة الكردية ،وحسن توجيهات الحزب الديمقراطي الكردستاني والقائد العظيم ملا مصطفى بارزاني … فكان النصر حليفهم دائما ضد اشرس ديكتاتور مجرم.
الخاتمة
في اوائل الربيع لعام 1979انعقد مؤتمر حزبنا حيث تم تغيير اسم الحزب الى (الحزب الديمقراطي الكردي السوري)،ونتيجة لبعض المواقف السياسية والاشكالات التي كانت تتوالى وتتفاقم ،وبالضبط في 9/8/1979قدمت استقالتي من الحزب ،ولم اعد الى العمل التنظيمي في اي حزب كردي اوغيره حتى عام 2004…حيث وافقت على العمل في الهيئة الاستشارية المركزية في حزب يكيتي الكردي، ولكنني كنت وما زلت وسأظل الى جانب الحركة السياسية الكردية رغم مثالبها ،والى جانب قضيتي بكل اصرار وبكل قدراتي ،وسوف اساند وادعم وبكل قوة اي توجه كردي يعمل بجدية من اجل الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي في كردستان الغربية وكافة اجزاء كردستان.
في الختام اتوجه بالتحية والامتنان الى كل رفاق النضال…الاحياء والاموات ولنعلم جميعا اننا في النهاية كلنا ومن دون استثناء ارتكبنا الاخطاء بقصد او من دون قصد…والتاريخ وحده يسجل ويحكم….
.
في أروقة الذاكرةالصفحة 76