اشتباكات حسكة و ما بعدها

منذ خروج القوات الفرنسية من سوريا و تشكيل الجمهورية السورية لم تبدي الحكومات السورية اي بوادر إيجابية لحل القضية الكردية. و بعد استلام حزب البعث السلطة في سوريا مارست سياسات دكتاتورية ضد كافة مكونات المجتمع السوري و بشكل خاص ضد الشعب الكردي الذي يشكل أكبر مكون في سوريا بعد المكون العربي .و رغم أن الكورد يشكلون حوالي 15% من سكان سوريا عامة ،و لكن مورست بحقه كافة سياسات الإنكار ،و لم يتم الاعتراف باي حقوق سياسية و لو بسيطة لشعب الكوردي ، و تم منع اللغة الكوردية و فرض سياسة التعريب و تغير اسماء المدن و القرى الكوردية و بناء قرى عربية تشبه المستوطنات في المناطق الكوردية.

.
الأزمة السورية التي بدأت منذ بدايةق 2011 نتيجة دكتاتورية النظام و ظلمه لكافة المكونات جعل من الكورد طرفا أساسيا في هذه الأزمة رغم كل الهجمات و الاتهامات التي تواجه إلى الكورد من أطراف إقليمية معادية للكورد و من قوى معارضة سورية متطرفة و شوفينية لها اجندات غير وطنية و مرتبطة بقوى و دول إقليمية لا تريد الخير لشعوب سوريا .

.
الكورد اختاروا طريقهم الخاص بعيدا عن النظام الدكتاتوري و بعيدا عن المعارضة العنصرية . و حرروا مناطقهم و أعلنوا إدارتهم الذاتية و حققوا انتصارات جعل العالم تنظر إليهم نظرة احترام .و خاصة في مقاومة كوباني التي أزهلت العالم و جعلت قوات التحالف الدولي تنسق مع الكورد و ليس مع أي طرف معارض آخر .

.
ما يحدث في حسكة هو نتيجة طبيعية للفلتان الأمني في مناطق النظام . فما يسمى بقوات الدفاع الوطني أو المقنعين هم مجموعات مسلحة تابعة

.
لنظام و هم عبارة عن مجرمين و زعران و لصوص اجتمعوا اليوم و معهم السلاح يمارسون الارهاب على الابرياء . و هذا ما لا يمكن تحمله من قبل الكورد و الادارات و القوات الكوردية .و بقاء هذه القوات و معها السلاح فانها ستظل مشكلة و يمكن ان تكون سببا في الاشتباكات في اي وقت . و لذلك فان السبب الاساسي لاغلب الاشتباكات التي حدثت و تحدث في قامشلو و حسكة هي ممارسات هذه المجموعات الاجرامية .

.
و اعتقد ان الامور تتجه نحو تحجيم و ازالة تاثير هذه المجموعات اولا .و ثانيا محاصرة قوات النظام في مربعات امنية ليس لها اي تاثير و سلطة فعلية على السكان .
اشتباكات حسكة الاخيرة هي رسالة واضحة لنظام على ان الادارة الذاتية هي التي تقرر في مقاطعة الجزيرة و ليس قوات النظام .و ان بامكان القوات الكوردية الهجوم و السيطرة على اي منطقة يتواجد فيها قوات و مسلحي النظام. و قد ابدى القوات الكوردية قدرة فائقة في الضرب و الهجوم رغم انها لم تستخدم سوى قوة قليلة في مدينة الحسكة .

.
لن يكون وضع حسكة بعد اليوم مثل ما قبل الاشتباكات و سيكون للكورد و القوات الكوردية كلمة الفصل في كل الامور الاستراتيجة بعد اليوم و سيرضخ النظام لشروط الكورد لانه لا يملك خيار اخر .

.
الشعب الكوردي و قواه السياسية عليها في هذه الفترة الحساسة التي يمر بها روجافا التحلي باقصى درحات اليقظة و ابداء روح وطنية داعمة للقوات التي تحمي هذا الارض و تحمي الكورد و كافة المكونات في روجافا . كافة الخلافات السياسية يحب ان لا تمنع اي وطني كوردي من دعم و مساندة القوات الكوردية التي لولاها لصبح اليوم كافة مناطق روجافا اما امارات اسلامية تابعة لداعش و النصرة او دمرت بقصف الطيران و البراميل .
نحن لا ندعو الى ان لا تكون هناك معارضة سياسية ،بل ندعو الى الوقوف مع القوات الكوردية لانها واجب قوني و وطني يجب على المعارض قبل الموالي للادارة الذاتية تاييد و دعم هذه القوات .

.

حلوة قامشلو