المجلس الوطني الكوردي في رمقه الأخير

آراء وقضايا 15 ديسمبر 2015 0
المجلس الوطني الكوردي في رمقه الأخير
+ = -

اصبح الشعب الكوردي في سوريا يدرك بأن المجلس الوطني الكوردي الذي التف حوله عامة الناس من مثقفين وسياسيين وتنسيقيات ومستقلين وحركات ومنظمات واحزاب، عند نشأته لاول مرة وجمع الاحزاب الكوردية تحت مظلة واحدة ورأي واحد، وبعد تخاذل وتخاذل ومواقف خجولة جدا واقتصر ادائهم على اصدار البيانات التي لا تثمر عن اي شيء يفيد عامة الشعب لا من القريب ولا من البعيد واصبحت المصالح الشخصية والتسابق فيما بينهم للحصول على منافع ومكتسبات فردية خارج اطار القضية ومصلحتها وبعيدة كل البعد عن آلام وجراح الشعب التي تزيد يوم بعد يوم واصبح هدفهم الاكبر الحصول على تواجد في اي مؤتمر كان حتى ان طمس قضيتهم وردم نضال شعبهم وطمر الدماء الكوردية التي سالت من اجل قضية شعبهم وامتهم، وهذا ما حصل في مؤتمر الرياض ومدى الخسارة السياسية التي خسرها الكورد في البيان الختامي للمؤتمر ، حتى ولو كان هذا المؤتمر لا يمثل كل سوريا وشعبها، او لن يضع اي حد لما يجري في سوريا، ولن ينهي المأساة الحقيقية للشعب السوري ولن ينبثق عنه شمس الحرية التي يحلم بها كل سوري ..

.

وما يجري في مناطقنا الكوردية واستفراد الحزب الاتحاد الديمقراطي وسيطرته على كل موارد المنطقة وعدم القبول بأي مشاركة من اخوته الكورد إلا تحت مظلته واسم حزبه وبطشه، واستخدام العنف والظلم في الكثير من الاحيان وهنالك الكثير من الامثلة الاعتقالات التعسفية تحت مبررات واهية التجنيد الاجباري تحت مسمى حماية الوطن … عدم السماح للاعلام النزيه والمهني بأي نشاط خوفا من كشف الكثير من الامور التي دائما يخاف و يُرعِّب منها اي سلطة دكتاتورية ومستبدة، وما يحصل الان في قرية السويدية التابعة لمدينة ديريك من استنكار اهل القرية ووقوفهم في وجه اداة الحزب الاتحاد الديمقراطي ما يدعى بأسم الاسايش بعد الدخول الى القرية عنوة واعتقال بعض الشباب لتجنيدهم وعدم احتمال الامهات لذلك وانتفضوا وصرخوا بحرقة قلب الام المفجعة وقالوا لا للمطرقة التي تدق رؤوسنا على سندان وطن اصبح فارغا من وراء عمجهية هذا الحزب وغطرسته، ولم يعد بيد الحاكم القسري للمنطقة سوى تلفيق التهم الباطلة مثل تهريب الاسلحة الخفيفة والثقيلة حبوب مخدرة قنابل شبه مدافع والعمل لصالح اردوغان وغيره ، كل هذا والجميع يعلم بما فيهم اعضاء الحزب الاتحاد الديمقراطي نفسه بأن الشعب بريء من جميع التهم …

.

شعب اصبح مجمل تفكيره في الهجرة والبحث عن الاستقرار والأمان لان الوطن اصبح مكبل بالسلاسل ، والمجلس الوطني الكوردي يتحمل كامل المسؤولية بما وصل به الحال، الذي اصبح اشبه بالاختناق الداخلي وعدم قدرة الشعب على مواصلة الصبر والتحمل عن تخاذل هذا المجلس الذي اعلن افلاسه الانساني والسياسي ولم يستطع في اي مرحلة ان يكون في قدر المسؤولية المحملة على عاتقه وخسر في الكثير من الامتحانات ولم يعد الشعب يعترف بهذا المجلس ولا يراه ممثلا له، لقد انتهت مرحلة الانعاش والتنفس الصناعي لهذا المجلس وانه وبدون شك اصبح يلفظ انفاسه الاخيرة .

.
بسام اسماعيل

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك