بين روبرت فورد و المعارضة السورية 

آراء وقضايا 02 يوليو 2017 0
بين روبرت فورد و المعارضة السورية 
+ = -

كوردستريت – أحداث بعيون الكتاب 

بقلم الكاتب : نورالدين عمر 

يدرك كل الشخصيات المعارضة السورية بما فيهم المعتدلين و المتطرفين ، الوطنيين و الغير الوطنيين أن روبرت فورد هو مجرد انسان مخادع ،و كل آراءه و توقعاته و وعوده هي مجرد أكاذيب لتغطية على فشله و خيبات أمله في الملف السوري حينما كان سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية في دمشق .

و هو في مقابلته الأخيرة مع صحيفة الشرق الأوسط حاول تلميع صورته و تصفية حساباته مع إدارة أوباما و ترامب .

فروبرت فورد يعتبر أحد المسؤولين في النكسات التي تعرضت لها مسيرة الثورة السورية بتأييده و دعمه للجماعات المتطرفة ، و رسم صورة سلبية في واشنطن للفصائل المعتدلة .و بشكل خصوصي حاول ان يقنع إدارة أوباما بدعم جماعات اسلامية متطرفة بالسلاح ، بالتزامن مع محاولة إظهار وحدات حماية الشعب و الفصائل المتحالفة معها و كإنها مجموعات تابعة لنظام .

اصلا روبرت فورد لم يكن يسعى إلى انتصار الثورة و تحقيق التغير الديمقراطي و قد اعترف في المقابلة بذلك حينما قال :” في عام 2013، قلت للمعارضة السورية: يجب أن تكونوا منفتحين إزاء الأسد. إذا أقنعتم الأسد بتغيير رئيس المخابرات الجوية والعسكرية والأمن السياسي والاستخبارات العامة. إذا تغير رئيس المصرف المركزي ووزير المال٬ ثم يعيَّن مستقلون بدلاً منهم من دون سيطرة الأسد يمكن قبول بقائه” . 

روبرت فورد دعى إلى تسليح الجماعات المتطرفة و حرمان القوى الديمقراطية من التسليح لكن تبين أن جميع اقتراحاته لإدارة أوباما كانت مبنية على معلومات مغلوطة، و نتذكر برنامج الولايات المتحدة الأمريكية لتسليح و تدريب المعارضة السورية في تركيا كيف أنها تلقت الفشل الذريع من وراء اقتراحات و توقعات روبرت فورد و تأمرالحكومة التركية المتحالفة مع الجماعات الإسلامية المتطرفة .

لكن لافت للانتباه أن جميع تصريحات و اقتراحات روبرت فورد  هي محل استهزاء من الجماعات و الشخصيات المحسوبة على المعارضة السورية إلا ما يتعلق بالدعم العسكري الأميركي لوحدات حماية الشعب. فقول روبرت فورد إن ” الولايات المتحدة الأمريكية ستتخلى عن الأكراد حال انتهاء الحرب مع داعش ” هو قول جدير بالانتباه من قبل أغلب القوى و الشخصيات التي تعادي تطلعات الشعب الكردي بما فيها الائتلاف السوري المعارض ، بل إنها جديرة بالانتباه حتى للمجموعات الكردية المعادية لتجربة الإدارة الذاتية و بشكل خصوصي أحزاب المجلس الوطني الكردي . و كإن روبرت فورد كاذب و مخادع  في كل شيء إلا أنه صادق في هذه النقطة فقط .

و الحقيقة أنها تمنيات فورد و الإئتلاف و ENKS و القوى الإقليمية المعادية لتجربة الادارات الذاتية و تأسيس الفيدرالية في شمال سوريا . و هي تمنيات لن تتحقق و ستكون وحدات حماية الشعب و قوات سوريا الديمقراطية أكثر تأثيرا بعد تحرير الرقة ، و ليس من المنطقي أن تتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن كافة مصالحها في سوريا ، و تسلم كل شيء إلى أيران و روسيا ، و هي أخذت درسا من العراق حينما قامت بسحب قواتها من العراق في نهاية 2011 و كانت نتيجتها تعاظم قوة داعش و سيطرتها على نصف المساحة العراقية . و لا نعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستنسحب بالنفس الطريقة من سوريا و الا فإنها تريد تدمير كل ما أنجزته على الأرض .

و مع ما يقوله روبرت فورد و ما يتمناه أعداء التجربة الديمقراطية في روجافا و شمال سوريا يبقى وحدات حماية الشعب و قوات سوريا الديمقراطية هي التي تحمي هذه التجربة بالاعتماد على كافة المكونات و القوى التي لها مصلحة في التغير الديمقراطي ، و حينما تأسست الوحدات لم تكن تتلقى اي دعم من أي دولة و تطورت بامكانياتها الذاتية و بالاعتماد على الجماهير و هذا هو سر الحقيقي لقوتها و عظمتها . و هي ستستمر في تحقيق التغير الديمقراطي بدعم أو بدون دعم .و يعلم قادة الوحدات و قسد و جميع مسؤولي الادارات الذاتية أن كل الدول و ليس الولايات المتحدة  تسعى إلا إلى تحقيق مصالحها فقط و لا تهمها سوى مصالحها، و هذا واضح و ليس سر خطير ، و كذلك أن تحقيق الحرية و الديمقراطية تنجز بالعمل و النضال و التضحيات و ليست بانتظار الدعم الخارجي .

.

“ما ورد في المقال يعبر عن رأي الكاتب ولايعبر بالضرورة عن رأي الموقع”

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك