حينما يقول كاك مسعود ولا يسمعه عاقل

آراء وقضايا 28 نوفمبر 2017 0
حينما يقول كاك مسعود ولا يسمعه عاقل
+ = -

أذكر حينما نصحني أستاذ كندي عجوز في العقد السابع من عمره لمهاجر جديد مثلي ، وقال لو أردت النجاح في بلدك الجديد فاسمع وافتح أذناك لما يقول لك محدثك. وكشاب مثلي لم أفهم ما يرمي إليه منذ البداية، وخلال التدريب اللغوي تطرقنا لكثير من الأمور وعلمت بعدها انه سافر كثيرا خلال إجازاته عدا أربع من الدول ، إيران وليبيا والصومال وبالطبع عراق البعث الصدامي.

وحاولت في أحد المناقشات أن ألمح له بأن أخلاقنا وديننا تطرق إلى السمع والبصر والفؤاد ، ووضح أهمية الاستماع للمتحدث بعناية وحرص كما في السنة النبوية. ما جعله أن يغير طريقة معاملته معي ، لحين انتهاء البرنامج والكورس اللغوي .

 

وظل النصيحة عالقة في ذهني حتى بعد ربع قرن من الزمان ، نحن قوم لا نسمع ولا نعتبر وهذه حقيقة ومرض عجاف مدمر ولا أبالغ . الدمار والخراب تراه بزيارة بسيطة للمناطق والمدن التي أدخلوا الدواعش فيها ، والممنوعة إعلاميا بتصويرها إلا من قبل الذين أوقدوها.

أمريكا المهيمنة على العالم وبحجة القاعدة وأسلحة الدمار الشامل المفبركة دمر أفغانستان ليصل إلى بحر قزوين وخرب العراق ليسيطر على النفط مباشرة من دون صدام الأعرابي . فأمريكا له أجندة في العراق يخطط لها ولا يزال ، وقام بعض المخدوعين من المتمسكين بالقومية العربية ومن التف حولهم فأذاقوا القوات المحتلة مرارة الفيتناميين ، فكان لا بد من حل يوقف النزيف لجنودهم وبأن يستمروا في مهامهم .
فقرروا بخروج الجنود فقط دون فقدان الإدارة المباشرة ، وتسليط الشيعة الذين لا زالوا تحت المستوى المطلوب للقتال وفتح الباب بمصراعيه للفرس الحاقدين الحاملين ملفات بأسماء الجنود العراقيين الذين حاربوا قواتهم ، في الحرب العراقية الإيرانية، وخاصة الطيارين وكان قتل آخرهم العميد الطيار ياسين محمد علي بحي الواسطي في اليوم الرابع لاحتلالهم مدينة كركوك وبأسلحة كاتمة بمداهمة بيته في الليل .

 

فرح واستبشر الكل دون سماع الصوت الوحيد الذي طالب ببقاء الأمريكان ، صوت كاك مسعود . لم يكن صوتا بل زئيرا في الليالي الظلماء التي نعيشها ، وكررها مرات لبقاء الجنود . ولكن السيناريوهات قد بدأت تفعيلها بإنهاء الاعتصامات وأكثرها دموية كانت فك إعتصام الحويجة ، وهذا قبل اتفاق المالكي والاستخبارات السورية بإدخال الدواعش للمناطق والمدن السنية الثلاث لتدميرها ومحق صوت كل صغيرة وكبيرة فيها وبيد حزب الله الغير مرغوب فيه ، والحرس الثوري الإيراني العدو اللدود لأمريكا والمعاقب بالظاهر والمدعوم بالأموال المالكية التي يسرقونها من أفواه الشعب العراقي المغلوب على أمره .
ونحن لا زلنا ننخدع بتصديق فكرة استحالة اعادة القصف النابالمي للانتحاريين والمدنيين الفيتناميين مرة أخرى لمن يقف بحزم وشدة أمام هيمنة النظام العالمي الجديد !!!!

 

كنت كثيرا ما أتساءل بين نفسي ما الذي يقف أمام أمريكا وحليفها إسرائيل على قتلنا وإنهائنا نحن المسلمين وفي لحظة بترسانتهم النووية ؟؟؟ لقد فعلوها في اليابان ولمرتين ، وأعادوها بسلاح مشابه للنووي في فيتنام ، أليس كذلك ؟ هذا فضلا عن معتقد الطائفة المسيحية الصهيونية المنتمية إليها الكثير كأمثال بوش الإبن والأب وكلينتون وريكان ، التي تؤمن بجعل هذه الأراضي مطهرة من دنس المسلمين ومزينة بالجبل الذهبي التي ستخرج من نهر الفرات لينزل مخلصهم المسيح وينجيهم من العذاب والنار التي لا تبرد في صدورهم في الدنيا ، ويركب لهم سلما إلى الجنة السرمدي في السماء ، وهذا ما كنت دائما أسمعه حينما عشت معهم لعقد من الزمن .

 

ولكي نتذكر جيدا قول بوش الابن بعد بدأ احتلال أفغانستان حيث قال : لقد بدأ الحرب الصليبية من جديد ، وقبل احتلال العراق قال: الديمقراطية لا تفيد مصالح أمريكا في الدول النفطية ، بل يجب أن يكون هناك دكتاتورية .

 

سؤال كان يصعب الإجابة عنه لولا الهداية الربانية التي تعلمت أن أبحث دائما فيها ، ولأجد دقة في القول وروعة في الأداء والحقيقة الكاملة وحيث يعيدنا إلى الأصل والصراع الأبدي والتهديد من قبل إبليس لبني آدم وإلى نقطة البداية ، في الآيات من سورة الحجر ومنبها إلى (( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) )) وليوضح مستشار ترامب للأمن القومي ميشيل فليين وبشكل جلي هذه الآيات ليقول: بأن الإسلام مرض خبيث وسرطان يجب علينا استئصاله كما فعلنا بالنازية والفاشية والشيوعية والإمبريالية ، مبينا بوجود مليار وسبعمائة مسلم في العالم يدين للإسلام* . فحربهم على الإسلام كمنهج وغاية إبليس وجنوده بأن لا يترك الطريق مفتوحا لنا للوصول الى مرتبة الشهادة ، بل انتزاع نور ربنا من صدورنا لنكون معه ومع الهالكين من جنوده في نسق واحد.

 

ومرة أخرى يقول كاك مسعود حينما تنازل عن منصبه ، في فعل ولأول مرة تحدث في هذه المنطقة ، سأعود كما كنت دائما إلى صفوف البيشمركة كمقاتل . فهل تريدون سماع تنبيه آخر منه للمرة القادمة ؟؟؟ لا أرجو ولا أتمنى ذلك ، فحينما تكون مقاتلا لن تخدعك غير الرصاصة المقبلة نحوك ، ولكن حينما تكون سياسيا فالكل يخدعك ولو كان صديقك ورفيق دربك والذي يحمل نفس مبادئك .

 

إن عزتنا في قوة سلاحنا وقتالنا وصمودنا وبإسناد ظهورنا لجبالنا التي كتبت بدمائنا قصص بطولاتنا ، ولا زال في العمر بقية نتمكن على صنع مستقبل أفضل وضمان أمن أبنائنا ولنعيش حرا من ضلالات شياطين الإنس والجن .

 

والذين اتهموا كاك مسعود بإجراء الاستفتاء وحملوه النتائج وما آلت إليه وحده ، سننتظر الزمن ليقول كلمته فهو كفيل لتأديب من لا مبدأ له ولا ميزان ، ليقيس الأمور بعدل وانصاف وأن يعيد الحق لأهله . والأيام دول يوم لك ويوم عليك وسنرى الدكتاتور الجديد المتمثل بحزب العبادي وكما يقول عنه البعض بالحمائم مقابل الصقور بحزب المالكي ، وهما يدا إبليس للإغواء ومن ثم نزول الغضب الرباني على المنطقة وعلى الشرق الاوسط . هل يستطيع العبادي أن يحارب الفساد المتجذر في أصل وروح العراقيين من زمن تعليم الثقافة القومية العفلقية ؟؟؟ هيهات ثم هيهات … ولا ينخدع أبنائنا في سورية للدستور المتقلب بيد الأقوياء ، ولا لوعود أمريكا الحرباء المغير للونه وفق الحجر والشجر والوقت ، وسأذكر ما أقول لكم حينها وأفوض أمري إلى الله عز وجل.

*

أبوفاروق
من كركوك المحتل
٧ من ربيع الأول 1439 للهجرة النبوية
الموافق ل 27 تشرين الثاني 2017 من تقويم شعب مايا

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك