صحفي يمني يوجه في مقال له رسالة إلى الشعب الكوردي في عفرينرسالة إلى الشعب الكردي في عفرين .
.
يمر محيطنا في خضم عواصف تدمي ويسقط بسببها الضحايا كل يوم بل كل دقيقة وكل ثانية بسبب تجار الحروب الذين حولوا الورود إلى عبوات ناسفة وزرعوا في جسدنا الخلاف والتعصب والإستبداد من أجل أن يستطيع الكبار بلعنا بسهولة وبما يمكنهم من تحويل شعوبنا ومجتمعاتنا إلى مسرح للقتل فالقاتل والمقتول من شعبنا من أهلنا ممن تقاسمنا معه لقمة العيش وظل الشجر وبرد الشتاء وحر الصيف وحولونا إلى كوم من الضحايا الذين تحيط بهم بكاء الأمهات .
وكان سبب وقوعنا في مستنقع الحرب غياب المشروع المقاوم للأعداء مشروع يمشي في سياق واحد مشروع المقاومة المسلحة ومشروع الكلمة الرصاصة الكلمة التي تصحح المفاهيم وتصلح الأخطاء وتكون الدرع الحصين ضد دعوات التعصب الفكري وأخطرها الإرهاب الذي يمثل داعش وبقية المنظمات العنوان الأبرز له والذي للأسف أصبحت شعوبنا عرضة لهذا الفكر الضال والذي مواجهته عسكريا فقط ليس بالحل الناجع في غياب مواجهة ثقافية ببرامج طويلة الأمد تحقق النتائج المرجوة منها لتمثل خطوة في الإتجاه الصحيح لمحاصرة الفقاسات التي ينمو فيها الفكر المتطرف .
إن الجهود التي تبذل من أجل تدشين المهرجانات الثقافية والشعبية في عفرين وكذلك الجهود الرامية لتدشين مؤسسة ثقافية تواجه فكر التطرف هي خطوة تحسب لمن يلتف حولها ولمن بادر لطرح مثل هذه الأفكار التي هي بمثابة رصاصة صائبة في عين العدو الكبير عدونا جميعا مهما اختلفت المسميات.
ولا شك أن المهرجانات الأدبية والثقافية هي إضافة متميزة للشعر الكردي الذي من المؤكد سيكون انعكاس للإرادة التي يتمتع بها الإنسان الكردي الذي يرفض الظلم ويقاومه .
إن الشعر هو انعكاس للمجتمع لمعاناته لأخلاقه لقدرته في كسر العراقيل وفتح ثغرة للنور في جدار الصعوبات وهكذا سيكون الشعر الكردي سيتكلم عن الحب عن الحرب عن الجبل عن صمود الرجال في القمم حيث يسكن النسر.
وبشكل مركز أريد أن أقول لأخوتنا الأكراد معاناتنا لا تختلف عن معاناتكم كثيرا فدموع الأمهات على الأبناء الذين يسقطون هي نفسها ونحن في اليمن نقف معكم ومع مطالبكم ونشاطاتكم ومع استرداد حقوقكم المسلوبة ولكن ننصحكم بالتوحد أكثر ، حاصروا الفكر المتطرف بالرصاصة بالكلمة بالتوحد ودمتم.
المحامي معاذ القرشي
عضو التحالف الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات
صحفي عضو الحزب الاشتراكي اليمني
٢١_ ١٠_ ٢٠١٦
