فورين بوليسي: ضغوط روسية إسرائيلية على إيران للانسحاب من سوريا

صحافة عالمية 03 يونيو 2018 0
فورين بوليسي: ضغوط روسية إسرائيلية على إيران للانسحاب من سوريا
+ = -

كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن ضغوط كبيرة تواجهها إيران من قبل روسيا و”إسرائيل” لدفعها للانسحاب من سوريا، في وقت تحاول فيه طهران أن تبقى إلى الأبد.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد أدرج شرط انسحاب إيران من سوريا كواحد من الشروط الـ 12 التي قدّمتها أمريكا لإلغاء العقوبات عليها.

لكن مسؤولين إيرانيين وغيرهم من الخبراء والمحلّلين قالوا: إن “طهران استثمرت في دمشق المال والرجال”، حيث بلغ حجم ما أنفقته هناك منذ اندلاع الحرب أكثر من 30 مليار دولار، في ما وصل عدد القتلى الإيرانيين بسوريا نحو 2000 قتيل.

إيران وبعد هذا الإنفاق الكبير في سوريا، عازمة اليوم على جني المكاسب، وذلك ضمن إستراتيجية طويلة المدى تنفذها، وبالتالي فإنها غير مستعدة للانسحاب، بحسب رئيس تحرير صحيفة إيرانية، تحدث للمجلة الأمريكية طالباً عدم ذكر اسمه.

وأضاف أن الوجود الإيراني في سوريا يمنح طهران نفوذاً جديداً ضد “إسرائيل”، مبيناً أن “إيران ماهرة في إدارة الأرض، صحيح أن هناك الروس، إلا أن وجودهم على الأرض ضعيف، ثم إن طهران موجودة بناء على طلب الحكومة السورية ولن تغادر إلا بناءً على طلبها”.

بشار الأسد، رئيس النظام السوري، قال في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي عبر هيئة الإذاعة البريطانية، إنه “ليس هناك تواجد للقوات الإيرانية بسوريا”، موضحاً أن “هناك فقط ضباط إيرانيون يعملون مع الجيش السوري كمساعدين”.

– تصاعد استثمار إيران

إيران تدخلت وحليفها، حزب الله اللبناني، للدفاع عن نظام الأسد الذي كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وذلك في أعقاب الثورة السورية، وعلى مدى سنوات تصاعد الاستثمار الإيراني في سوريا، ووصل إلى مليارات الدولارات بالإضافة إلى وجود عسكري متعدد الأشكال.

يقول منصور فارهنج، وهو باحث إيراني ودبلوماسي سابق مقيم في أمريكا، إن “إيران أنفقت أكثر من 30 مليار دولار بسوريا على شكل مساعدات عسكرية واقتصادية”، في حين يرى نديم شحادي، الباحث في شؤون الشرق الأوسط بكلية فليتشر للحقوق والدبلوماسية، أن “الرقم أعلى من ذلك بكثير وهو يصل بمجمله إلى أكثر من 105 مليار دولار”.

ويقول فارهنج “بغض النظر عن قيمة المبالغ التي صرفتها إيران، فهي بعد ذلك من الصعب عليها حمل حقائبها والخروج، فقواتها تعمل في 11 قاعدة بأنحاء سوريا، فضلاً عن 9 قواعد تابعة للميلشيات الشيعية المدعومة منها في حلب وحمص ودير الزور، و15 قاعدة ونقطة مراقبة تابعة لحزب الله على طول الحدود مع لبنان وبحلب”.

وبحسب نوار أوليفر، الباحث العسكري في مركز عمران للدراسات الإستراتيجية ومقره مدينة إسطنبول التركية، فإن إيران تخضع بالفعل للأوامر الروسية، فهي حالياً تسحب قواتها الموجودة في الجنوب السوري إلى دير الزور، غرب الفرات.

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حذر هذا الأسبوع من أن “إسرائيل” ستضرب أي محاولة من جانب إيران للبقاء عسكرياً في سوريا، ليس فقط بمرتفعات الجولان، ولكن في أي مكان بالبلاد.

وإلى جانب وجود نحو 12 ميلشيا تابعة لإيران في سوريا، تعمل مؤسسة الجهاد الإسلامي المدعومة من طهران، (مؤسسة خيرية مولت ونظمت إعادة إعمار جنوب لبنان بعد حرب 2006)، على مشاريع كبيرة بسوريا لإعادة المدارس والطرق والبنية التحتية بحلب وبلدات أخرى، فضلاً عن تقديم مساعدات لعائلات الميلشيات السورية المدعومة من إيران.

إن التواجد الإيراني الكبير في سوريا، يسعى لربط النظام أكثر بطهران، مما يعطي إيران مساحة أكبر للتوسع بالمنطقة، فضلاً عن كونها مساحة ستسهم بنقل الصراع مع “إسرائيل” لنقطة قريبة جداً.

في الأشهر الأخيرة، حصلت الشركات الإيرانية على صفقات بسوريا تشمل توفير جرارات وتعدين الفوسفات وإصلاح شبكات التيار الكهربائي.

واستناداً إلى بعض التقديرات فإن حجم الصادرات الإيرانية إلى سوريا وصل إلى نحو 150 مليون دولار سنوياً، في حين بلغ حجم المشاريع التي استحوذت عليها إيران هناك أكثر من 4.5 مليار دولار منذ العام 2013.

وأفادت تقارير أن هناك مفاوضات جرت من خلال وسطاء أردنيين وروس، بين إيران و”إسرائيل” لإيجاد تسوية مؤقتة في سوريا، خاصة وأن ما أنفقته إيران من استثمارات جعل النظام السوري مرتبط بشكل كبير بهذا الوجود الإيراني، وبالتالي سيكون من الصعب جداً إقناع أطراف داخل النظام بضرورة مغادرة إيران.

الباحث في جامعة سانت أندروز، علي الأنصاري، قال إن هناك إمكانية لشراء موقف إيران من خلال ضغوط تمارسها كل من موسكو ودمشق لدفع طهران على المغادرة، ويتخلل ذلك تقديم مزيد من العروض الاستثمارية للشركات الإيرانية، وتابع: “إنهم يريدون أن يحصلوا على نوع من الفائدة قبل أن يطلب منهم الخروج”.

لكن ذلك لا يبدو ممكناً من وجهة نظر محلل عسكري إيراني تحدث للمجلة الأمريكية طالباً عدم ذكر اسمه، قائلاً إن “إيران تعتبر وجودها في سوريا صراع وجود وهو أمر أساسي، الهزيمة العسكرية الكاملة للحكومة السورية هي وحدها من قد يدفع طهران لمغادرة سوريا، فهي لن تنسحب وإذا انسحبت فإنه انسحاب تكتيكي بسبب الضغط الروسي لتهدئة الأمور”.   (الحليج اونلاين)

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك