قامشلو: ظاهرة العنسوة وأسباب تأخر الزواج تضعها كوردستريت تحت الاضواء.
كوردستريت – نازدار محمد
.
تصب الثورة السورية عامها السادس دون أية حلول أو مبادرات دولية ناجحة، لم تكن المناطق الكوردية بعيدة عن الثورة وازمتها من كافة النواحي السياسية والثقافية والعسكرية، ومنها السيكولوجية لاسيما بعد موجة الهجرة الشبابية، حيث أصبح الشاب غير قادر على النفقة بسبب قلة توفر فرص العمل، وغلاء المعيشة، أو بسبب الراتب المتدني الذي لا يكفي الحاجات الضرورية للأسرة، مما يجعل الشاب يفضل الزواج من امرأة عاملة، أو قد يضطر أحياناً للهجرة بحثاً عن فرصة أفضل للعمل .
.
كل الأسباب المذكورة خلق أزمة أخرى حادة يتكتم عنها الجميع ربما لأسباب تتعلق بالعادات والتقاليد، وهذه الأزمة هي العنسوة وتأخر زواج الفتيات في مقابل ارتفاع معدل نسبة زواج القاصرات .
.
في سياق هذا الموضوع كانت لمراسلة شبكة كوردستريت الإخبارية اللقاء مع الشاب “حسن” أحد الشباب العاطلين عن العمل، والذي أشار إلى أن الفتاة غير محتاجة إلى الوظائف لأنه من الأوْلى أن يعمل فيها الشباب، فالشاب مطالب بالنفقة، أما الفتاة فليست مطالبة بها “على حد قوله” مضيفا بأنه خريج كلية التجارة والاقتصاد ولكنه يبيع الجوارب على “البسطه” ملفتا القول فكيف له أن يجمع المهر ويتزوج.
.
من جانب آخر تحدث شاب آخر لم يرغب في ذكر اسمه موضحا بكل أسف بأنه إنسان عاطل عن العمل، حيث لم يتردد في الذهاب لخطبه فتاه ولكن والدها طلب مهرا كبيرا، مما دفعه الأمر إلى تركها لان وضعه متدهور، وليس لديه قدرة على الزواج حاليا على الزواج بحسب وصفه.
.
في حين أكدت طبيبة نفسية بأن بعض الفتيات ترفضن الزواج لأسباب نفسية تتعلق بطبيعة الشخصية وكيفية التربية والتنشئة، والبيئة التي نشأت فيها، ملفتة القول بأن هناك من تخاف من الزواج ومن تحمل المسؤولية، وهناك من ترفض سلطة الرجال عليها، وهناك من تخشى ألا تقوم بحق زوجها، أو أنها تعرف من نفسها أنها لن تستطيع القيام بحق الزوج، وكذلك في المقابل عزوف بعض الشباب عن الزواج لأسباب نفسية وتربوية ترجع لطبيعة التربية والبيئة التي نشؤوا فيها ورفض الفتاة الزواج من رجل متزوج، حتى وإن كان هذا الرجل صاحب خلق ولديه القدرة المالية لأن يتزوج بأخرى، فإنها ترفض فكرة التعدد بحسب تعبيرها.
