كورد روج آفا وهاجس المربع الأول

آراء وقضايا 31 ديسمبر 2015 0
كورد روج آفا وهاجس المربع الأول
+ = -
 الكورد في سوريا عانوا من الاضطهاد القومي على مر عقود . والتي بلغت أوجها في عهد نظام حزب البعث . ومع انطلاقة الثورة السورية المسلوبة استبشروا خيراً وتولدت لديهم بصيص من الأمل لنيل حريتهم وحقوقهم القومية في وطنهم سوريا لذلك كان الحراك الشبابي الكردي المشارك في التظاهرات المطالبة بالحرية .
.
ولكن تلك الآمال تلاشت رويداً رويداً مع الفشل التنظيمي والسياسي للمعارضة السورية في ايجاد هيكلية تنظيمية جامعة وفقدانها لرؤية سياسية مستقبلية واضحة تلبي رغبات الشعب السوري بكافة أطيافه القومية والدينية ومع تحول الثورة الى العسكرة تنامت يوماً بعد آخر التنظيمات الجهادية السلفية وبعضها المتطرفة والارهابية وباتت مسيطرة على المشهد العسكري الميداني .
.
ومع فرضها للحصار الخانق على المناطق الكردية ومهاجمتها عسكرياً ترافقت مع تعالي الأصوات الصادرة من المعارضة السياسية السورية الرافضة لأية خصوصية قومية للكرد ضمن الوطن السوري واتهامهم بالانفصاليين ومحاربة الطموح الكردي بحجة محاربتهم لحزب الاتحاد الديمقراطي ( p y d ) مما خلقت أجواء سلبية لدى الكورد على أنه لامجال للاعتراف بحقوقهم القومية لدى المعارضة السورية بعدما تنصل الائتلاف ضمناً من بنود الوثيقة الموقعة مع المجلس الوطني الكردي وتجلى ذلك بشكل واضح في مؤتمر الرياض مؤخراً .
.
كل هذا دفع بالغالبية العظمى من الكورد الالتفات الى الشأن القومي وتربتيب البيت الخاص بهم من خلال ايجاد مرجعية جامعة لهم تدير أمورهم على جميع الصعد وتمثلهم داخلياً وخارجياً الا أنها اصدمت بعقبات واختلافات حزبوية ضيقة تبينت فيما بعد بانها لاتخلوا من الارتباط بالأجندات الخارجية بعد فشل انطلاق الهيئة الكردية العليا وفشل تنفيذ اتفاقيتي دهوك وهولير وتنامي العداء الاعلامي بين E N K S و DEM ـTEV مما ولد شعوراً بالاحباط لدى الجماهير الكردية التي انقسمت على نفسها بين موالِ للادارة الذاتية ومؤيدِ للمجلس الوطني الكردي والغالبية الحائرة بين هذا وذاك وفاقد للثقة من كليهما بعدما تعاظمت دور انقسام الولاءات السياسية الى أن وصل الأمر الى يومنا هذا حيث تلوح بالافق مساعي الحل السياسي في سوريا من قبل الدول الكبرى وموقع الكورد في المشهد يكتنفه الغموض حيث يتركز التعاون الأمريكي والروسي مع الكورد في الجانب العسكري ولايتخطاه الى الجانب السياسي ولم تستطع الادارة الذاتية حتى الآن اثبات فعاليتها في الجانب السياسي على المستويين الاقليمي والدولي كما أثبتت فعاليتها في الجانب العسكري وليست هناك ضمانات واضحة على استمرارية مكاسبها أو تقديم مايقنع الجماهير الكردية بجدوى مشروعها القومي المرتكز على الولاء الحزبوي .
.
أما المجلس الوطني الكردي والذي طغا عليه سلبية النضال بعدم قدرتها على اثبات نفسها كقوة سياسية على أرض الواقع بالتوازي مع حركة المجتمع الديمقراطي ولم تستطع انجاز ولو جزء بسيط من المهمة المأمولة منها بل على العكس تماماً تآكلت أسس جدرانها على أرضية الخلافات الحزبية مما أصابها الصدأ والتراجع المستمرفي الهيكلية التنظيمية والموقع السياسي فلم تستطع حتى بناء كتلة سياسية لها ضمن الائتلاف أو المحافظة على الوثيقة الموقعة فيما بينهما وأصبحت تابعة للائتلاف دون وجود أية خصوصية لها كممثلة للكرد ضمن الائتلاف المعارض وبقي وجودها شكلياً فقط واختصر نضالها في معارضة p y d دون تحقيق أية مكاسب سياسية ( مؤتمر الرياض مثالاً ) وكما أن كتلة الأحزاب خارج الاطارين لم تستطع أ ن تثبت نفسها ككتلة سياسية لها ثقلها السياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي .
.
وأمام هذه الحالة المؤلمة تجد الغالبية العظمى من كرد روج آفا يعيشون حالة اليأس من الواقع السياسي المرير وحالة الخوف من العودة الى المربع الأول في سوريا الجديدة . سوريا المستقبل والعيش مجدداً مع الاضطهاد والحرمان من ممارسة حقوقهم القومية لقرنِ من الزمن في ظل سلطة جديدة وبآلية مختلفة حتى تسنح لهم الفرصة ليعيدو الكرة من جديد .
.
وانما لديهم بصيص من الأمل بتعويلهم على تناقضات وتقاطعات المصالح الدولية والاقليمية على أن نكون مستعدين لنيل حقوقنا وهذا أمرٌ مؤسف لم يتحقق حتى الآن مما يجعلنا نعيش حالة من الترقب والخوف على المستقبل . فالأجندات الخارجية تفعل فعلها بالجسد الكردي ولاتجد الأصوات المتعالية المطالبة بايجاد مرجعية جامعة للكرد آذاناً صاغية
.
. 28 ـ 12 ـ2015
المحامي محمود دالي
آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك