مايهمنا اكل العنب وليس قتل الناطور

آراء وقضايا 26 نوفمبر 2017 0
مايهمنا اكل العنب وليس قتل الناطور
+ = -

يلمح في الافق تطورات جديدة قد تكون بداية النهاية للمأساة السورية وانهاء الصراع المسلح وتشكيل سوريا الجديدة , وبدأ واضحا” بانه يجري الاتفاق على تقسيم الكعكة السورية بين امريكية وحلفاءها ومنهم الكرد وروسيا وحليفتها النظام السوري , كما أكد بوتين بلقاءه مع نظيره التركي في 28/9/2017 حيث قال أن “الشروط اللازمة” لإنهاء النزاع في سوريا متوفرة, ومايتم مؤخرا” من اجتماعات مكثفة في الرياض والقاهرة ولقاء الرئيس الروسي و الايراني والتركي ولاحقا في جنيف 8 وفي سوتشي ايضا كمؤتمر عام للسوريين كما تسميه روسيا .

.

كما ان مؤتمر القاهرة الاخير ومؤتمر الرياض الثاني للمعارضة السورية وتشكيل هيئة تفاوض جديدة لجنيف حيث ان هذه المؤتمرات والتي سبقتهم لن تكون مفتاح الحل للازمة السورية بالشكل المطلوب وعلى الاغلب للاملاء على الجميع اجندات خاصة ببعض القوى العظمى والاقليمية ولتضييع الوقت حتى يتم ترتيب الوضع على الارض – وليس الحاضرون في المؤتمرات هم من سيغيرون ويسقطون الحكومة السورية بل القوى العظمى التي تسير الوضع السوري والعالمي باسره واغلب التوقعات والتحليلات السياسية تؤكد بأن لهذه الدول المتحكمة بالقرار السياسي العالمي لها مصالح في المنطقة .

.

ومنذ اكثر من خمسون عاما” الحكومة السورية تتنكر للحقوق الكردية وحتى كانت احيانا” تنفي وجود الكرد فيها وانهم فارين من تركيا ولاجئين وغيره , ونتيجة التطورات السياسية والعسكرية على الارض ,وبروز قوة كردية وبقوة وبدعم من التحالف الدولي وخاصة امريكا وبسط سيطرة تلك القوات على مساحات كبيرة من سوريا وفرض واقع جديد بسلبياته وايجابياته , نجد مؤخرا” تصريحات متناقضة من رموز النظام السوري فوزير الخارجية في مقابلة تلفزيونية مع قناة روسيا اليوم RT يوم 26 /9/ 2017 وليد المعلم، يقول : “بأن الأكراد يريدون شكلا من الإدارة الذاتية في سوريا، وهذا الأمر قابل للتفاوض بعد إنتهاء الحرب على داعش” حسب تعبيره. ومؤخرا بعد احداث كردستان العراق نجد تصريحات اخرى سلبية من النظام تجاه الكرد بانهم سيردون كافة المناطق لسيطرة وسلطة النظام واشاروا الى ما حدث بكركوك ,أي تهديد واضح للكرد وما وصل اليه من بسط سيطرتهم على كافة المناطق .

.

اننا ندعو الحكومة السورية إلى ترجمة الموقف الايجابي إلى واقع عملي ورسمي وضمن الدستور وان تكون برعاية دولية وذلك من خلال إجراء حوار جدي مع ممثلي الكرد السياسيين ,في الوقت ذاته يجب دعوة كافة الأطراف الكردية إلى اتخاذ موقف موحد لصياغة رؤية كردية مشتركة حول الحقوق والمطاليب الكردية مع الجانب الحكومي.

 

 

ما يهمنا ككرد يعيش على ارضه الجغرافية والتاريخية في كردستان سوريا منذ الاف السنوات ان يحصل ويحقق حقوقه القومية المشروعة , ويحب ان نكون مستعدين للتفاوض على حقوقنا وان نكون كحركة سياسية موحدة ومتفقة على المشروع القومي الكردي في سوريا وان لا نرفض اي فرصة تتوفر لنا كونه صرح بعض الساسة الكرد برفضهم اجراء أي حوار مع النظام السوري .

 

هناك تضحيات كبيرة قدمها شبابنا وبناتنا وبالالاف في سوريا ,وتشرد الملايين وتشتت غالبية ابناء شعبنا في معسكرات اللجوء ويتم تغيير ديموغرافية المناطق الكردية , وقدعانى شعبنا ظروفا” اقتصادية خانقة ومعاناة كبيرة في كافة المجالات وما زال يعاني .لذا من مصلحة شعبنا ان لا نضيع أي فرصة تتسنح لنا كما يريد البعض ان يضيعها قصدا او عدم تقدير او بايعاز من احد وان يبقى مع المعارضة السورية الشوفينية التي اثبتت فشلها وتبعيتها لاجندات تركية طورانية وسعودية .وبالنهاية الجميع سواء المجتمع الدولي او الاقليمي فالجميع يريد انهاء الازمة وايجاد حلول سياسية لها , امريكا تعتزم ابقاء قواتها بمناطق قسد وانشاء ادارة غير مرتبطة بدمشق. وهذا ما اكدته جريدة واشنطن بوست , اي لا مؤتمر الرياض ولا جنيف ولا سوتشي سيغير الواقع الفعلي مادام الامريكيين موجودين

 

 

ان التصريحات الاخيرة للنظام السوري تدل على ان المنطقة تتجه الى تغيير والى فرض واقع جديد وان كانوا يراوغون او ينافقون او يكذبون فيحب ان نكون مستعدين وجاهزين لكل تغيير ولكل فرصة تتسنح لنا فالمهم عندنا اكل العنب وليس قتل الناطور فحقوق الشعب اهم من المثاليات السياسية واهم من اللعب بمصير وبعواطف الشعب.

 

 

لان الحل السياسي وليس العسكري سيكون الحل في سوريا عامة وسيكون للكرد مكان في سوريا الجديدة كالفدرالية او حتى لو حكم ذاتي او اقل او اكثر وذلك حسب اجندات الدول المهيمنة على الساحة السياسية والعسكرية في سوريا وخاصة الامريكيين والروس .والكرد لعبوا دور كبير في دحر الارهاب ومازال يقدم الشهداء في سوريا ومازال الوقت مبكرا حتى تخرج هذه القوى العظمى من المنطقة كونه لهم مشاريع اكبر من سوريا وهم محتاجين للكرد ولمحاربيه لاستكمال هذه المشاريع واكيد سيكون بمقابل ولكن الكرد يجب ان يكونوا متفقين ومتحدين بمشروع واحد ومنطقي بعيد عن الشعارات الفضفاضة اكيد سيكون لنا حصة جيدة ولو بالعكس سيكون بادنى مستوى .يجب ان نؤهل ونحضر انفسنا لتلك المرحلة المهمة والتي يتم رؤيتها في الافق وباتت قريبة المنال .

 

 

وسياسيا يجب على الحركة السياسية دق كافة الابواب داخليا وخارجيا ولن نحقق كافة مطالبنا الا بتشكيل مرجعية سياسية كردية تقود الشعب وتشكل مركز لقرار كرد سوريا بعيدا عن سياسة المحاور والاجندات الكردستانية والاقليمية وتشكل وفد ليمثل الكرد بجميع المحافل الدولية وتفاوض مهما يكن سواء النظام او المعارضة .لذا يجب ان نسارع الة الزمن ونتنازل جميعنا لبعضنا لتحقيق المطلوب ولندعم تضحيات شعبنا ونحقق اماله التي اصبحت بين قوسين او ادنى قريبة المنال لتقاطع مصالح دول كبرى مع مصالحنا. كونه هناك خطر حقيقي على مستقبل الكرد في سوريا اذا لم نتكاتف ونتحد واذا لم نتدارك الوقت سوف نخسر الكثير ووقتها الشعب والتاريخ سيلعن المسببين لضياع هذه الفرصة التي لن تتكرر بعد مئات السنين .

 

لوند محمد (لوند كاردوخي)

كركي لكي 25/11/2017

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك