أزمة الحركة الكوردية مفتعلة لغاية في نفس يعقوب !!..

آراء وقضايا 13 ديسمبر 2023 0
أزمة الحركة الكوردية مفتعلة لغاية في نفس يعقوب !!..
+ = -

كوردستريت|| آراء وقضايا 

بقلم : شكري بكر
من الملاحظ أنه لم يبقى حزب كوردي لم يتحدث عن الأزمة التي عصفت بالحركة الكوردية في سوريا منذ منتصف ستينيات القرن الماضي ، والتي رافقت إنشقاق الحزب الديمقراطي – سوريا على أثر تعرض
قيادة الحزب للإعتقال ، وفي زنازين النظام نشب الخلاف بين أعضاء القيادة تمحور هذا الخلاف حول شعار الذي قد تبناه الحزب ألا وهو تحرير وتوحيد كوردستان .

هذا وقد عمد طرفي الخلاف إلى تشكيل حزب بما يتلائم مع رؤى وقناعات كل طرف ، ويمكن حصر ذاك الخلاف بتيارين :

الأول : إستمرار التمسك بالثوابت القومية للشعب الكوردي الذي يعيش على أرضه التاريخية بالجزء الكوردستاني الملحق بالدولة السورية كما نص عليها إتفاقية سايكس بيكو السيئة الصيت .

الثاني : بث روح المساومة فيه بالتنازل عن الثوابت القومية وجعلها من قضية شعب إلى قضية أقلية قومية ،هاجرت من كوردستان تركيا جنوبا والإقامة في مدن مثل حلب ودمشق واللاذقية والحسكة .

 

ليس بمقدور أحد التنكر لحقيقة ألا وهي إنتقال بعض العوائل الكوردية من الشمال نحو الحنوب إبان الإمبراطورية العثمانية التي فرضت سلطتها على كامل منطقة الشرق الأوسط ، وهذا الإنتقال وبعرف القوانين تعتبر هجرة داخلية ، لأنها حصلت قبل ترسيم الحدود ووضع خارطة دول الشرق الأوسط حسب إتفاقية سايكس بيكو ، وما جلاء القوات الفرنسية من سوريا عام 1946 الذي جاء على هذا الأساس .

في غضون ذلك لا يسعنا إلا أن نقول أن إنشقاق الأول الذي وقع في الحزب الديمقراطي – سوريا يمكن تبريره لأنه كان إنشقاقا مبدئيا(فكريا سياسيا) وما لحقه من إنشقاقات وإن كان لا مبرر لبعضها لكن من حيث المبدأ لا تختلف كثيرا عن الإنشقاق الأول عام 1965 ، وأغلب تلك قد جاءت نتيجة للتدخل المباشرمن قِبل النظام السوري في الشؤون الداخلية للحركة الكوردية بهدف تشتيتها ، ضعيفة وهشة من جهة ، ومن جهة أخرى بروز ثقافة الأنا وضيق الأفق الحزبي ، وتفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامةلدى بعض الشخصيات السياسية وكذلك بعض الأوساط الحزبية من الحركة السياسية الكوردية في سوريا .
فيما بعد أصبح موضوع الإنشقاق سلوكا لمن سلك خط المساومة على الثوابت القوميةللشعب الكوردي والإختلاف حول مفهومي”الشعب والأقلية”.

 

إزاء هذا الواقع المؤسوف له قد إنعكس سلبا على الشارع الكوردي بشكل عام والحزبي بشكل خاص لأنه جاء مفتعلاعبربعض الأدوات المقربةمن النظام لإرتباط مصالح تلك الأدوات بمصالح النظام السوري.
ولتعميق الحديث أكثر عن أزمة الحركة الكوردية في سوريا يمكن القول أن هذه الأزمة قد إفتعلت بهدف إضعافها وإقصائها ليتحقق بذلك سياسات النظام الرافضة لوجود قضية كوردية ، والنكران لها
من قِبل جميع الأنظمة المتعاقبة على السلطة منذ الجلاء وإلى الآن .

ومنذ إعلان أول حزب كوردي في سوريا وإلى الآن ليس خافيا على أحد أن بعض القوى الكوردية قد قدمت مساهمات كبيرة تجاه نكران النظام للقضية الكوردية في سوريا ، مما أدى ذلك إلى ترسيخ الخلاف الكوردي الكوردي ، التي شكلت عراقيل كبيرة أمام تطور الحركة الكوردية ، من أهم هذه العراقيل :
– غياب وحدة الصف الكوردي .

– تعطيل آليات عقدالمؤتمرالقومي الكوردي الشامل .
– تعطيل القرار الكوردي في إيصال القضية الكوردية إلى المحافل الدولية .

– الإنقسام الداخلي أدى به إلى إنقسام دولي لكسب موقف دولي دعما للقضية الكوردية إنسانيا وقوميا .
الملفت في شأن أزمة الحركة ومفتعليها قد عمدوا شق الأحزاب والمناداة بنفس الوقت بوحدة الصف .
في هذا السياق سؤال يطرح نفسه :

إذا كان هدف المنشقون ، النضال من أجل الدفاع عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي ،
لماذا تقومون بشق أحزابكم أيها المنشقون ؟.

في النضال السياسي والدفاع عن حقوق الشعب الكوردي ندرك أنه لا بد من إتخاذ بعض التكتيكات السياسية مع القوى الوطنية السورية ، والمحورين الإقليمي والدولي إنطلاقا من المصلحة الكوردية
العليا من جهة ، وإحداث تغيير في  الهيكل التنظيمي وخاصة في مجال إعداد هيكلة القيادة حسب المهام وضرورات المصلحة الحزبية للإنتقال بالحزب نحو الأفضل تنظيميا وسياسيا بما يتلائم مع المستجدات السياسة الإقليمية والدولية .

ويتضح من غالبية الإنشقاقات التي حدثت في الحركة الكوردية يتم التجهيز لها بعيد إنتهاء المؤتمرات الحزبية مباشرة ، يُفهم من ذلك أن الإنشقاق يُلحق بالحركة الكوردية خسارة كبيرة للشعب والقضية الكوردية ، ويُقدم عليها بعض الرموز من ذوي النفوس المريضة التي تنشأ في صفوف الأقلية التي تتشكل كحالة طبيعية في جميع المؤتمرات الحزبية ، أو بعض الرموز المغرر بهم ، أو بعض المتضررين ممن لم ينالوا الفوز بالقيادة ، حيث يبادرون بتشكيل فرق تكتلية ليتم عبرها الإعتراض على نتائج المؤتمر ورفضها التي تم التصويت عليها بالأكثرية .

عندئذ لا شك أن الهدف من إقامة التكتلات هو الهروب من الإستحقاقات القومية والإنتقال بهم من محور النضال المشرف إلى محور المساومة على الثوابت القومية للشعب الكوردي في سوريا وهنا تكمن غاية يعقوب .

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك