الانكار

آراء وقضايا 11 نوفمبر 2015 0
الانكار
+ = -

لم يعد مقبولا التستر على حالة الانكار المتجذرة في الخطاب السياسي لدى بعض الاحزاب في المجلس الوطني الكوردي ، التي تقف وراء مجموع كوارث المجلس منذ نشأته، حيث ينكر الجميع على الجميع حقه في الوجود وفي التعبير عن نفسه، حد تهميشه وإلغائه من الوجود نفسه، لتتوارى مفاعيل الاحتكاك والصراع في الأماكن المعتمة، سواء تحت الأرض أو فوقها..

.
وتتكاثر الدسائس والمؤامرات وتطغى على المشهد كله، وتتلون القراءات والتحليلات بألوان أصحابها مبتعدة في كل مرة أكثر عن حقائق الأشياء ومسمياتها، مشكلة فجوات متزايدة الحجم سرعان ما تتحول إلى حفر عملاقة كبيرة وعصية على الردم والإحاطة، حفر تدفن في جوفها العمل المشترك والقيم السليمة وتحل محلها نوازع الحزبية الضيقة حجب سوداء سميكة تقضم إمكانية رؤية الأشياء على حقيقتها ومعها إمكانية التواصل والحوار وإيجاد مخارج وحلول، فاتحة الطريق واسعا أمام تدخلات اقليمية لم تعد غريبة على المشهد السياسي الكوردي ، إن لم تكن قد أصبحت عنوانه العريض في متوالية لا نهاية لها ترتقي إلى مستوى الظاهرة الموضوعية، التي يمكن أن نطلق عليها شعائر الانكار.

.
نماذج حالة الإنكار في المجلس الوطني الكوردي كثيرة وتطال كل مكونات المجتمع الكوردي من شبابه إلى اطره السياسية ، و خاصة في فصله الأخير المتعلق بمظاهرات كركي لكي وديريك والبيان الصادر باسم الامانة العامة للمجلس .

.
ولان حال الإنكار كحال العنف الذي لا يولد إلا العنف، والتمادي فيه لن يفضي إلا إلى مزيد من الإنكار، اننا نؤكد ان الانكار لن تجليها إلا لغة العقل والقبول بالتعايش والعمل المشترك بين مكونات المجلس من جهة، وبين هذه وما يجاورها من مكونات شعبية من جهة أخرى، في متوالية إنسانية حدودها كوردستان ومفرداتها الاعتراف بآخر الذي يرتحل على متن المركب عينه، والتسليم بمصير مشترك لا مكان فيه للمارقين والساديين.

.

الدكتور عبدالرزاق التمو

آخر التحديثات
  • أتبعني على تويتر

  • تابعونا على الفيسبوك